عبدالمطلب رفعت سرحت
الحوار المتمدن-العدد: 1929 - 2007 / 5 / 28 - 07:07
المحور:
حقوق الانسان
إلى الحكومة الكردية التي همّشت منطقة كَرميان..
كَرميان تئن وتصرخ, فهل من مُجيب؟!..
* أداء حكومة إقليم كُردستان تجاه منطقة كَرميان والكَرميانيين مخيبة للآمال بكل المقاييس سواء أكان في عهد الإدارتين أو بعد التوحيد..
* يظهر أن الحكومة الكردية باتت العلة الرئيسية في ذاتها هو الفساد المتفشي في معظم جسدها..
* فالمشاريع والخدمات في كَرميان إما أن تكون مشلولة أو ناقصة وإما تذهب وتتلاشى بين مصالح المسؤولين والمقاولين..
عبدالمطلب رفعت سرحت/كفري
[email protected]
كَرميان تلك الرقعة الحية من كُردستان والقابعة في لهيب النار والباكية من اللهيب.. أعطت ووهبت لكل العهود والعصور رجالاً أفذاذ وشخصياتٍ تاريخية دوّنوا أسمائهم واسم كَرميانهم بحروف من ذهب وفي صفحات تاريخية صنعت من ذهب..
كَرميان تلك الرقعة الجغرافية من كُردستان العراق المتقطعة من أخواتها الأُخريات.. جرفتها سلاسل الدبابات ونيران المدفعيات في زمن النظام الشرس بتنفيذ أقسى عملياتٍ عسكرية شهدتها العصر وهي عمليات (الأنفال) في المنطقة المعروفة بـ(سهل كَرميان).. ومن قبل دمرتها معارك الإمبراطوريات المتصارعة على أراضيها وبالتالي قُلعت العديد من نواحيها من جذورها مراتٍ عدة وعادت بكلِ إصرار وجهد لترمم نفسها بنفسها.. كَرميان كانت المحطة الرئيسية التي انطلقت منها شرارة ثورة العشرين في كُردستان والعراق وبشهادة التاريخ, فقد اندلعت في قلبها (كفري) ثورة (إبراهيم خان الدلو) ضد الإنكليز المحتلين.. وكانت كَرميان السباقة في اندلاع الثورة الكُردية التي أوصلت الكُرد إلى ما هم عليه اليوم من نعم.. كَرميان كانت المأوى الوحيد للثوار الكُرد من البيشمركة الذين هم ينعمون الآن في القصور بحياة الترف دون أن يتذكروا تلك الليالي الكالحة التي قضوها بين أظهر الكَرميانيين مختبئين بين ثنايا قراها خوفاً من قبضة المجرمين من جلادي وجلاوزة النظام السابق..
وعانت سكان كَرميان اضطهاداً غير مسبوق من قبل السلطات الأمنية والاستخباراتية زمن الحكومات الديكتاتورية التي حكمت العراق, لا لشيء سوى لأنها وقفت ضد الظلم والطغيان وآوت أبنائها من الثوار البيشمركة..
أما اليوم فكَرميان تجرفها الأيدي الخبيثة التي لا تشبع من نهب أموال الدولة بدواعيٍ شتى وبحجج واهية حتى أصبحت خاوية على عروشها.. كَرميان اليوم تعاني وتصرخ وتئن من عبث العابثين وتعاني تهميشاً ليس لها مثيل على مدى عصورٍ من معاناتها..
لقد استبشر أهل كَرميان خيراً بتحرير المدن الكردستاني مطلع التسعينيات ليتنفسوا الصعداء إلا أن دواعي الحكومات الكُردية المتعاقبة وادعاءاتها ووعودها بل وحججها المغرضة حالت دون أن تحقق لهم أدنى ما يتمنوه..
وللمرة الثانية استبشر الكَرميانيون خيراً بسقوط النظام البائد وظنوا أن النظام الفاشي كان بمثابتة حجر عثرة أمام تطلعاتهم إلى الحياة الكريمة والعيش الرفيه..!! إلا أنهم اليوم وبعد كل تلك المعاناة والتضحيات الجسام تبين لهم وأصبحوا على يقين بأن الحكومات الكُردية المتعاقبة قد خانتها وأسلبت حقها من العيش الكريم بعد سنين من التشرد والإذلال..
كافة المدن الكُردستانية تنعم اليوم بالبناء والإعمار والرفاه إلا كَرميان التي تحترق بلهيب النار التي لا تبقي اخضراً فيه ولا يابس.. كَرميان أصبحت اليوم لدى الحكومة الكُردية منسية وضائعة ولا يمكن العثور عليها إلا في المعاجم التاريخية, ونست الحكومة كل بطولاتها وكل معاناتها..
أنه أمر مثير للعجب بحق أن ننظر اليوم وبعد كل تلك السنوات العجاف إلى كَرميان الجريحة وكأننا ننظر إلى أي منطقة أُخرى أو مدينة..
ولتسليط الضوء على ما قدمته وما تقدمه حكومة الإقليم من خدمات لمنطقة كَرميان التقيت ببعض الشخصيات الثقافية ليشاركوني الهموم والحسرات ويعبروا عن همومهم وآرائهم على تلك الخدمات المتواضعة التي تقدمها حكومة الإقليم لمناطق كَرميان فيما إذا كانت بمستوى الطموح أو بمستوى ما قدمته المنطقة من تضحياتٍ جسام على مدى عمر الثورة الكُردية, وبالتالي تقديم بعض المقترحات للحكومة لكي تكون على بينة من معاناة سكانها لا سيما وأن المثقفين في المنطقة قد نادوا وتظاهروا واحتشدوا وبعثوا ببرقياتٍ عبروا فيها عن استيائهم من اهتمامات الحكومة المتواضعة بالمنطقة, غير أننا على يقين بأن الحكومة لا تقرأ ما تكتب في الصحف.. ولكن عسى أن يقرؤوها هذه المرة لكي يثبتوا للشعب بأنهم يقرؤون ما تكتب..
وقد التقيت بالأخ الأُستاذ "رحيم حميد عبد الكريم" ليعبر عن ما في فؤاده من مآسيٍ وأجاب:
(إن أداء حكومة الإقليم بصورة عامة دون المستوى المطلوب.. نظراً لأسباب كثيرة لا مجال لذكرها هنا, وتأتي على رأس تلك الأسباب قلة الخبرة والكفاءة في الأداء الحكومي ولا سيما في المراكز الحساسة لإدارة مؤسسات الإقليم, إضافة إلى الفساد الإداري والمالي المستشري فيها.. وإلخ.
أما فيما يخص الخدمات التي قدمتها الحكومة إلى منطقة كَرميان فهي حتماً لا تتناسب مع تضحيات أبناء المنطقة أولاً ثم إلى احتياجاتها الفعلية نظراً للإهمال الذي لحقتها إبان السنين المنصرمة. وفي نظري فإن على رأس الأسباب التي أدت إلى هذا القصور تجاه منطقة كَرميان هي فقدان أو ضياع الهوية الجغرافية في خضم التغييرات السياسية الإدارية التي جرت عليها).
وإن ما ينتاب سكان منطقة كَرميان من قلق وخوف هو شعورهم بضياع الهوية, فهم يعانون من هذه المشكلة سواء في السابق أو في الوقت الحاضر, وهذا ما أشار إليه الأستاذ "رحيم حميد" بالقول: (فكَرميان لا هي محافظة ذات وحدة إدارية وخصوصية مستقلة كمحافظة ولا هي عبارة عن أقضية تابعة إدارياً إلى محافظة السليمانية, فهي إبان 14 سنة الماضية تائهة بين كركوك والسليمانية.
وأن إدارة كَرميان الحالية والسابقة لم تقدم لها الدعم المالي والإداري من قبل حكومة الإقليم والمنظمات الإنسانية كالتي قدمت إلى المحافظات الأُخرى.
وإن السبيل الأمثل هو التعامل مع تلك المنطقة مثلما تعامل المحافظات الأُخرى في الإقليم لحين إرجاعها إلى محافظتها الأُم (كركوك) حينذاك تعود المنطقة إلى حالتها الطبيعية).
أما الأُستاذ "فؤاد علي جمشير" رئيس قسم الاجتماعيات في معهد المعلمين المركزي في كلار فكان رأيه متوافقاً مع الرأي السابق غير أنه أفصح عن الكثير من النقاط التي تعتبر بحق هي معاناة يعانيها الكَرميانيين فأجابنا: (إن أداء حكومة إقليم كُردستان تجاه منطقة كَرميان والكَرميانيين مخيبة للآمال بكل المقاييس سواء أكان في عهد الإدارتين وبعد التوحيد, ولست هنا بصدد إجراء إحصاء دقيق لعدد المشاريع المقدمة للمنطقة المنكوبة والتي تحملت الجزء الأكبر من عبئ تخريب النظام السابق وتعرضت إلى التدمير والتطهير العرقي وغير ذلك.. فهناك عدد كبير من المشاريع الخدمية ولكنها ليست بالمستوى المطلوب إذا ما قارننا الأمر مع المدن الكبرى مثل السليمانية وأربيل وغيرهما).
فإذا كانت الحكومة الكُردية في ضنها بأنها قدمت الكثير من المشاريع للمنطقة فهذا فنحن بدورنا كمثقفين ندعوا الحكومة أن تبعث ممثلين لها إلى المنطقة لتتبع تلك المشاريع التي لم تستكمل نهائياً بحجج متباينة لكل مشروع والسبب في كل ذلك هو الفساد المالي والإداري المستشري في المنطقة في كافة الدوائر الحكومية الخدمية بالإضافة إلى المحسوبية والانتماء الحزبي.. وقد أوضح ذلك الأُستاذ "فؤاد علي جمشير"
(فهذه المشاريع والخدمات إما أن تكون مشلولة أو ناقصة وإما تذهب وتتلاشى بين مصالح المسؤولين والمقاولين.. فبعد ستة عشر عاماً من التحرر من النظام البائد وأربع سنوات على سقوط الطاغية لا زلنا نراوح مكاننا على جميع الأصعدة, وهناك فساد إداري رهيب مستشري وكذلك المحسوبية والواسطة على كافة الأصعدة, وأبسط مثال على ذلك أن معظم دوائر منطقة كَرميان تُدار بالوكالة منذ سنتين وكأنه لا يوجد في هذه الديار من هو قادر على إدارة الأمور, وبعض الدوائر الأخرى وصل المسؤولين فيها إلى حد الاستهلاك وما زالوا متشبثين بالكراسي وكأنها وراثة ومُلك لهم أباً عن جد.
نحن كنا ولا زلنا نتمنى الأفضل لحكومتنا ولما تقدمه من مشاريع وخدمات ولكن طموحنا أكبر من ذلك من ناحية تطوير المنطقة وازدهارها والوصول بها إلى مرتبة المدن الأُخرى في البلاد, ولكننا نرى عكس ذلك فلا زال هاجسنا هو الكهرباء والماء والمحروقات التي أصبحت معضلة بدون حل فإلى متى؟؟!!..
وأهم مقترحاتي للحكومة هي:
1- لا بد من وجود إدارة مركزية ومجلس تخطيط حكومي مبرمج تعمل لحساب البلاد كافة كلٌ حسب احتياجاته وسياسة واضحة لتوجيه الإدارات والعمل على اختيار الأشخاص الأكفاء لذلك ودعم الحكومة لهم, وتعتبر هذه المسائل من الثوابت الوطنية التي يجب العمل عليها واعتبار الميل عن هذا الخط الثابت خيانة وطنية لا تُغتفر, والابتعاد عن المصالح الحزبية الضيقة والالتفات إلى مصلحة الوطن.
2- وجود وحد مراقبة مركزية لعمل وأداء الحكومة والإدارات في كافة المناطق وتقدم تقارير فصلية أو سنوية إلى الجهات العليا ويكون لتقاريرها مكانة وآذان صاغية وتعمل وفق ثوابت علمية وعملية وفق الاختصاصات كلٌ حسب مجاله.
3- دعم القطاع الخاص لتقديم مشاريعها وفق ضوابط واحتياجات المناطق وليس حسب الأهواء, وتقدم هذه المشاريع على أساس دراسة وتخطيط مسبق لتطوير المجالات العمرانية والإنشائية والخدمية والترفيهية.
4- العمل على إحياء البنية التحتية للبلاد وإقامة المشاريع الإنتاجية والابتعاد عن الاستهلاكية وتوظيف الناس حسب المصالح الضيقة (حزبية ومحسوبية) وتقديم البدائل في كافة المجالات الصناعية والزراعية ودعمهما بما يساعد على إنعاش اقتصاد البلاد وتطويره.
أما الأُستاذ "علي حسين صالح" فقد وصف ما تعانيه المنطقة بـ(عقدة أو وباء كَرميان) وأشار إلى ذلك بينما ينتابه الأسى لشعوره بأن المنطقة تعاني الغبن والتهميش وهذا ما تبين من خلال كلامه:
(عقدة كَرمان وباء قاتل.. الموضوع في حد ذاته شائك جداً ويحتاج إلى تصور عقلي ومراجعة وتقييم مع الاحتكام إلى الضمير, بالإضافة إلى معرفة مدى نضوج العقليات جميعها المخلصة حقاً والمتظاهرة بالإخلاص أو الجشعة التي لا تشبع, وما أود الكلام عنه هو التركيز على فترة ما بعد سقوط النظام المقبور فقط لأن ما قبلها كانت المنظمات العالمية تتولى التنفيذ سواء أكانت إنسانية أو على حساب القرار 986 فكانت تلك المنظمات ونتيجة خبرتها الواسعة وملاحظاتها عن دمار كَرميان فقد اهتمت إلى حدٍ ما بالمنطقة لا يمكن إنكارها, وكل في مجال معين ووفق دراسات وظوابط.
أما بالنسبة إلى حكومة الإقليم فقد تكون في تصورها مهتمة بكَرميان من خلال بعض المشاريع المبتورة كتبليط عدة كيلومترات في كل مدينة أو بناء وتعمير مستشفىً أو بعض المدارس فهذا أمرٌ لها أهميتها أيضاً, إلا أنهم يدركون أهمية ما ذكرناها ولكنهم يشكون من أداء الحكومة وأقوالها بإخلاص وصراحة ان النصيب الأكبر من حصص المشاريع الخدمية كانت من نصيب المدن الكبرى فقط, ولكن لا أعتقد بأن هناك فرقاً كبيراً من ناحية حصتها من الاهتمام وتقديم الخدمات بين مدينة حلبجة وسوران وعربت وسيد صادق وجمجمال وهذه المدن ليست كَرميانية وبين كل من كفري وكلار الكَرميانية.
وهناك من يحس بوجود تمييز ويأتي هذا الإحساس إما من إدراك ذاتي أو وجود عوامل أُخرى في القيادات الحكومية العليا ضمن العقلية الإدارية, وقد نشعر ككَرميانيين بنوع من الغبن من هذه الناحية نسبة إلى مدن السليمانية وكويسنجق وصلاح الدين وشقلاوة).
إن منطقة كَرميان لا تعاني تهميشاً اقتصادياً وعمرانياً فحسب, بل إنها تعاني من تهميش ثقافي مغرض ومبرمج, فالقنوات الفضائية الكُردية التي تبث برامجها على مدار اليوم لا تذكر ولو بصورة غير مباشرة مدن كَرميان لا بخيرٍ ولا بشر, ونحن نتداول فيما بيننا في كَرميان ونطلق بعض الأسماء على الفضائيات الكردية بدلاً من أسمائها الأصلية فمثلاً (سليماني سات) بدلاً من (كور سات) و(أربيلستان) أو (دهوكستان) بدلاً عن فضائية (كوردستان).. وأشار الأُستاذ "علي" إلى هذه الحالة المزرية التي لا ترتبط بالديمقراطية وحق التعبير بأي شكلٍ من الأشكال وأردف قائلاً:
(بقيّ لدينا تصور آخر لا بد من الإشارة إليه وهو ما نشاهده على شاشات القنوات الكُردية وخاصة (كور سات) و(كوردستان) و(زاكَروس) من مقابلات ولقاءات بين نخبة من الجماهير وبين عدد من المسؤولين حينذاك يتبين لنا مدى عمق الجرح في جسد الإدارة)
وأشار كذلك إلى كافة المشاريع التي قدمتها وتنفذها حكومة الإقليم في كَرميان والتي لم تستكمل أو لم تنفذ أو تراجعت الحكومة عن تنفيذها, فقد أشار إلى تلك المشاريع بصورة فكاهية وجعل منها محطة للسخرية:
(نعم هناك مشاريع ولم يبقَ مكان لم تشمله كثيرة أم قليلة إلا أنها تدخل ضمن واحد من الأصناف التالية:
1- مشروع مولود وهو ميت مثل المشاريع الموعودة دون أن ترى النور!!.
2- مشروع مختنق قبل الولادة والقرار عليه ما صادر ولكن تعرض للتلاعب إلى حد الاختناق!!.
3- مشروع مولود وهو يحتضر أو مشلول كشأن وزارة التربية في السليمانية!!.
4- مشروع موجود على الورق ولكن لم يرَ الحياة مثل تبليط طريق كفري- زنانة عام 1997!!.
5- مشاريع مبتورة حقاً مثل المجاري الصندوقية في كفري قليلة الفائدة إن لم يكن فاشلاً!! لأنه ولد ناقصاً أصلاً مع ضعف في أمورها الأُخرى.
وتبليط شارع كلار من السوق إلى كلار القديمة وتبليط شارع دربنديخان وبضمنها كافة المشاريع الموعودة لحلبجة الجريحة وهي غير كَرميانية وكذلك قضاء سوران.
إذاً أرى أن هناك شمولية في معظم المدن الصغيرة وبعض الكبيرة إلا أن كَرميان ولكونها كانت منطقة تماس مع قوات السلطة قبل السقوط كان نصيبها من التخريب أكثر من غيرها, فإنها من إخلاصها وعطشها إلى إدارة من عرقها وطبيعتها فهي متحمسة, وهنا يظهر أن الحكومة الكردية باتت العلة الرئيسية في ذاتها هو الفساد المتفشي في معظم جسدها فهناك أدلة واضحة فمثلاً بعد السقوط طلبوا تقديم مشاريع من قبل كل الوزارات لأن الأمريكان قد وعدوا بتسليم حصة كردستان من المبالغ المتراكمة للعراق وفقاً لما يقدمونها, فقد تم تقديم ما طلب وأصبحت المشاريع في خبرٍ كان.. والآن ما العمل؟! وأين يكمن العلة؟! وما العلاج والمقترح؟!. ولكون الحكومة حكومتنا فعلينا حمايتها من الانزلاق أكثر في مجالات الفساد الإداري والمالي الغارق فيه من أخمص القدم إلى العنق.. ولماذا لا تقوم هي وتتحرك للبحث عن المسببات وإيجاد العلاج؟!).
من المعروف لدى كل العالم أنه يجب أن تكون للحكومة أنظمة وتعليمات لغرض حماة المواطن وخدمته دون تميز علماً أن هذا لا يتم سوى على أيدي أهل الخبرة والمختصين مع وجود أجهزة متابعة مستمرة ودائمة والكل يكونون متساويين أمام القانون, وتلك الأنظمة تطبق عليهم دون تمييز.. ولكن هل هذا جارٍ في بلدنا؟! أم أصبح الكرسي أهم من البلد؟!.
فالحكومة يجب أن تكون حازمة في قراراتها التي فقدتها, والظاهر أن الرأس هو مركز قيادة الجسد كله, فمتى كان الرأس صالحاً أصبح الجسد كذلك والعكس هو الصحيح.
وبرأيي إن لم يحرك الرأس الهرم هشّ الجسد وضاعت الآمال التي حصلنا عليها والإشارة واضحة وأحزمة الضوء مسلطة عليهم ويطبق عليهم المثل الشهير: "كثرة في الإنتاج وسوء في التوزيع" مضافاً إليه "إهمال في التخطيط وسوء في المتابعة وفقدان المحاسبة".
وإن على الحكومة الكُردية اليوم أن تعي بأن كَرميان جزءٌ حي من أجزاء كُردستان الحبيبة التي لا يمكن تهميشها واعتبارها منطقة ثانوية أو منطقة من الدرجة الثالثة والرابعة كما كانت الأنظمة الفاسدة تقسم الشعب على أساس تلك الدرجات.
#عبدالمطلب_رفعت_سرحت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟