أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن جميل الحريس - بوذا والعلمانية في زيارة مضاجعنا العربية / 2














المزيد.....

بوذا والعلمانية في زيارة مضاجعنا العربية / 2


حسن جميل الحريس

الحوار المتمدن-العدد: 1928 - 2007 / 5 / 27 - 07:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نشأت البوذية كرد فعل على تسلط الفئة الحاكمة المتمسكة بالهندوسية , وكظاهرة روحية إعتمدت على فئات إجتماعية أقل شأنآ في مجتماعاتها , وقد أقرت قانون الفضائل الإلهية القاضي بمجمله حتمية إيمان مريديها وإقرارهم بإتباع الفريد / المخلص / المفوض إلهيآ والقادر على تحديد المسؤولية الشخصية لكل فرد منها , ولايتم ذلك إلا من خلال إحتفالات طقسية سرية دقيقة جدآ مما يشير ظاهريآ بتفعيل ثورة إجتماعية تعتمد بنودها وأعمالها على تعاليم روحية أقرها / المخلص / من ثنائية مطلقة / الخير والشر/ والصراع الدائر بينهما , وأنه هو الوحيد الذي يملك حق الفتوى بهما ليحدد بهذا مصير من يحيا في ظلها بذريعة فرضها قسريآ على أنه المفوض إلهيآ .
وقد طرحت البوذية فكرة التقمص التي تنقل المريد كليآ من واقعه الذي يعيشه إلى واقع رمزه الروحي الأعلى ليتمناه ويعمل به ويسير على خطاه بهدف إخضاعه روحيآ وعمليآ لمبادئها دون أن تسمح له بذلك أن يتفكر بمراميها مهما كانت درجة قربه منها , وأقرت مبدأ أساسيآ متداولآ عند كل العقائد الروحية وهو / الفعل ورد الفعل / وفق نظريتها , وبأن سلوك أحد مريديها وأفعاله ستولد له حتميآ ذرية من جنس عمله مما سيؤثر على ميزات حياته التي سيحيا بها بعد موته وبعثه , وهذا بحد ذاته صورة إستبدادية المطلوب منها طاعة عمياء لمريديها وجعل كل أعمالهم مشابهة لعمل / المخلص / وبذلك يتحقق له السيطرة المطلقة روحيآ ومنهجيآ .
ولكنها نادت بوجوب محبة جميع المخلوقات والتواضع لهم ونبذت فكرة الأنانية عبر الكفر بالذات لتلغي من منهاجها صفة / الأنا / الفردية في مجتمعاتها , إنما تم ذلك بشكل نظري فقط إذ أن واقع حالها يدل على أنها فرضت بندآ أساسيآ لاجدل فيه أو تبديل وهو إيمانها بضرورة إتباع / المخلص / طواعية مطلقة لإنه الوحيد الذي يحق له التصرف بالكون المحيط بأتباعه في زمنهم الحاضر وقد قرنت / المخلص الحالي / حصريآ بولاية / بوذا الشاكيمني / وعالجت مسألة / مخلص المستقبل / فقرنته ببوذا / ميتريا / الذي سيكون سيد العهد القادم بعد أن يزول العالم الحالي مما يبين نواياها الخفية المستورة تحت شعارات إنسانية / طاعة عمياء في الدنيا والآخرة / وكأنها ترسخ بهذا فكرة حديثة نعيشها وهي / خلق مجتمعات مرغوب بوجودها توافق ما طرحته الصهيونية ( دواب الأرض – غوييم ) عبر زراعة الأمم البشرية / المأمول إيجادها عمليآ .
رغم أن البوذية نادت في كتابها المقدس / الفيداس / بالمحبة والقداسة والتقوى والتأمل والحكمة وقمع الشهوات إلا أنها ناقضت نفسها بنفسها حينما طرحت مبادئها علانية وأنكرت بشكل خفي على مريديها حقوقآ متساوية إذ سعت عمليآ لتقسيم أفرادها لأنواع متفاوتة جدآ من حيث حقوقهم وواجباتهم / أي ما يحق لغيرك لايحق لك , ومايتوجب عليك ليس بالضرورة أن يتوجب على غيرك بغض النظر عن طبيعة عملك إنما يعتمد ذلك على درجة ولائك وموقعك الشخصي من / مخلصك / وهنا فرضت مبدأ / الحاشية الحاكمة / فجعلت وساطتها موقعآ شرعيآ بين مريديها ومخلصها وفق نظام روحي مستبد يماثل في تكوينه ما خرجت إليه في طروحاتها ومبادئها حينما أرادت محاربة الفئات المتسلطة الهندوسية , بل والأسوأ من هذا أن البوذية لم تسعى نهائيآ إلى تبديل حال أتباعها بإقرار حقوقهم بالتساوي مما يدل على أنها نقيصة متناقضة إذ لايمكن إقرار مبادىء عقيدة ما ومن ثم العمل على عدم تطبيقها بل ونسفها واقعيآ , والمهم في بحثنا مسألة طريقة إقرارها لنصل إلى حكم يسوعها الحالي ويسوعها المنتظر روحيآ , فما على مريدها سوى إتباع تعاليم / التنوير / ليصل إلى مخلصه / يسوع افالوكيتيشفارا / ويطور قواه القتالية الكامنة بداخله ليقدم عونه للبشرية التي تعاني من نظم عقائد روحية معادية لا يعلمها إطلاقآ إلا عن طريق / مخلصه / , وإن دققنا النظر بهذه الفكرة نستنتج أن قانون الحياة والموت المفروض هنا هو من القوانين الوضعية العبثية التي تشابه في وصفها فكرة الهمجية الواردة في التلمود أصلآ , والتلمود هو شريعة الصهيونية العالمية / الماسونية / التي أقرت قوانين وضعية بعيدة كل البعد عن قوانين الشرائع الدينية الإلهية , والماسونية اليوم هي نظام وضعي نفعي لمن يحكمها وينضوي تحتها , ومن إحدى طرق تفعيلها إشاعة العلمانية المطورة / الحداثة / التي سنذكر منها أول أهداف برنامجها وهو / تذويب ثقافة الآخرين وإستبدالها بثقافة تتناسب مع طموحاتها / وهذا خطر عارم لاسبيل لإقراره إلا عبر مواجهات عنيفة تثير الفوضى والعبثية , وما هو أدهى أن نطبق تعاليمه على ثقافتنا العربية .
يظن البعض أن تهجين اللغة العربية بمصطلحات غربية أو شرقية هو ضرورة عصرية إنما إن تفكر مليآ بما سيؤول إليه وضع لغتنا فسيكتشف لاحقآ أنها نسف لأحد جذورهويتنا العربية , وقد طرحت العلمانية هذه الأفكار في خمسينيات القرن الماضي إذ عملت خفية على إستبدال لوائح الإعلانات الرائجة من لغة عربية إلى لغات أجنبية عدة بذريعة تطوير الثقافة العربية وتحديثها بهدف مكافحة الحركات المضادة لنهجها والتي إعتبرتها حركات أصولية , بل وزادت من تفسيرها أنها تريد إيجاد وسائل إتصال جديدة بين شعوب منطقتنا العربية وبين بقية الشعوب من حولها , ولكنها كشفت عن نفسها حينما إقترحت فكرة تداول لغة مشتركة دولية متعارف عليها كاللغة اللاتينية بديلة عن اللغة العربية .
إن الغزو الثقافي من أخطر أشكال التبعية الفكرية إذ يولد تيارات داخلية تقضي على الهوية القومية , وليس غريبآ على من يطالب بها أن يدافع عن محاسنها وكأن لب قضيته تكمن في وجود لغة أصيلة نتداولها , فإن ذابت لغتنا ذاب معها لغة أحد أهم الكتب السماوية ومعتقداته / القرآن الكريم / و / السنة النبوية الشريفة / إذ سيصبح حينها سهلآ عليهم تذويب أتباعهما إن لم ينحلا ذاتيآ وإخضاعهم لقبول الأفكار والتعاليم الماسونية بحجة الحداثة الواجبة على شعوبنا العربية ....................... يتبع



#حسن_جميل_الحريس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لون عينيك تربة دافئة
- بوذا والعلمانية في زيارة مضاجعنا العربية / 1


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن جميل الحريس - بوذا والعلمانية في زيارة مضاجعنا العربية / 2