أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - عن محاولة اغتيال الشيخ احمد ياسين















المزيد.....

عن محاولة اغتيال الشيخ احمد ياسين


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 585 - 2003 / 9 / 8 - 02:34
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

جاءت محاولة اغتيال الشيخ احمد ياسين مؤسس حركة المقاومة الإسلامية حماس،ومعه الشيخ إسماعيل هنية أحد قادة الحركة بعد ظهر هذا اليوم السبت الموافق السادس من أيلول الجاري، لتقفز بالصراع إلى أعلى قممه،نعم أعلى قممه على الإطلاق،فالشيخ احمد ياسين ليس سوى الزعيم الرمزي والروحي للحركة الإسلامية المقاومة،التي دوخت إسرائيل خلال السنوات العشر الأخيرة. ويعتبر الشيخ احمد ياسين من الزعماء الإسلاميين البارزين في المنطقة العربية،وفي الحالة الفلسطينية، وقد أمضى سنوات طويلة وصعبة في السجون الإسرائيلية بتهمة الكفاح ضد الاحتلال الصهيوني.هذا بالإضافة لكونه مشلولا و طاعنا في السن،يتحرك على كرسي للمقعدين وبمساعدة من بعض المقربين له. وهذا كله  يعني أن إسرائيل بقرارها اغتيال الشيخ ياسين تجاوزت خطوطا حمراء كان عليها أن لا تتجاوزها،كما أنها ضربت عرض الحائط بكل القوانين الدولية والدساتير العالمية،التي تحرم سياسة التصفيات والاغتيال،فكيف الحال وهذا الكيان الغاصب يقدم على عملية منسقة ومنظمة لاغتيال شيخ طاعن في السن،عجوز مقعد وغير كفؤ جسديا ؟ أليس هذه هي البشاعة،وهذا أبشع شكل من أشكال الإرهاب، وأكثرها ظلامية وسوداوية وسادية ؟

 

نعتقد من مكاننا كمراقبين لتطور الأحداث في فلسطين أن الشيء الذي قد يساعد على عدم تدهور الوضع بشكل عنيف جدا هو أن العملية باءت بالفشل ولم يصب الشيخ ياسين ومعه إسماعيل هنية سوى بجروح طفيفة،وهذا بحد ذاته قد يخفف من وقع الرد الذي ستختاره حركة حماس في المكان والزمان اللذين تراهما مناسبين،لكنه بالتأكيد فتح الباب على مصراعيه أمام كل الأحتمالات. وإذا ما تذكرنا أن الحركة فقدت منذ اغتيال المهندس إسماعيل أبو شنب عددا كبيرا من كوادرها وقادتها الميدانيين،فأن الرد لا بد أن يكون غير الردود السابقة وبطريقة جديدة مبتكرة تعيد القوة والحيوية للجناح العسكري لحماس ولكتائب عز الدين القسام،وللحركة نفسها على الصعيدين السياسي والعسكري وكذلك على الصعد الإعلامية والشعبية والأمنية.

لقد توافقت محاولة شطب الشيخ ياسين مع تقديم السيد محمود عباس استقالته من رئاسة الوزراء،هذه الاستقالة التي لازالت تدرس في مكتب الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات،كما في كواليس اللجنة المركزية لحركة فتح بالإضافة للمجلس التشريعي الفلسطيني، وإذا ما عدنا قليلا إلى خطاب أبو مازن وما تعرض له من ضغط فتحاوي وجماهيري قبل دخوله لإلقاء الخطاب،فأننا نستشف من هذه الاستقالة ،أن السيد أبو مازن يريد خوض المعركة مع عرفات والشعب الفلسطيني حتى النهاية. لكن هذه المرة عبر الاغتيال السياسي أو الاحتيال القانوني،وعبر لعب اللعبة بنفس طريقة أسلافه في القيادة الأولى سابقا. فقد رمى الكرة في ملاعب فتح وعرفات والمجلس التشريعي والإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية، وهذه الرفعة الطويلة للكرة تجعلنا نذهب إلى ما هو أبعد من الاستقالة،أي إلى استنتاج يقول بأن أبو مازن يريد حرية كاملة وصلاحيات تامة في العمل،بدء بالأمن وانتهاء بالمال.ولا يريد أي مشاركة أو مناصفة أو تدخل لأي كان في عمله وسياسته وأسلوب ونهج حكومته،يعني ديكتاتورية الحكومة الضرورة،أو الحكومة المفروضة،مع علمه المسبق بأن نهجه مرفوض وسياسته كما حكومته مرفوضة.

لقد ترافقت عملية الاغتيال مع عملية الاعتزال أو الاستقالة،فبينما كان الشعب الفلسطيني مشغولا بالمجلس التشريعي وباستقالة أبو مازن كانت الدوائر الصهيونية في مكاتب شارون وموفاز ويعلون،تحضر خططها وتنظم عملها،معلنة بداية جولة تصعيدية جديدة ،بمحاولة شطب الزعيم الروحي لحركة حماس،غير آبهة بما سينتج عن تلك العملية من عواقب وخيمة،قد تجر المنطقة إلى ما هو أخطر مما هي عليه منذ اغتيال المهندس أبو شنب. فردة فعل حماس لا يعرفها احد ولن نعرفها بالطبع قبل أن تقع في المكان الذي سيقع عليه اختيار كتائب عز الدين القسام،ولدينا قناعة ويقين بأن هذا الرد في هذه المرة سيكون سريعا وكبيرا بحجم العملية وبحجم الهدف الذي يمثله الشيخ ياسين ومعه الشيخ إسماعيل هنية.

 تصريحات السيد عبد العزيز الرنتيسي كانت واضحة جدا،فقد أعتبر أن هذه العملية استهدفت رمزا عربيا وإسلاميا ولن تمر مرور الكرام،وأكد أن إسرائيل بمحاولتها اغتيال الشيخ ياسين ارتكبت حماقة أخرى ستدفع ثمنها غاليا. ولم يكن كلام الشيخ إسماعيل هنية الذي أصيب بجراح طفيفة في العملية بعيدا عن نفس المعنى الذي ورد في كلام الرنتيسي،إذ أكد على أن هذه المحاولة سيترتب عليها رد مؤلم،كما دعا الاتحاد الأوروبي إلى التعامل المنصف ووضع إسرائيل على راس قائمة الإرهاب.

هذه التصريحات التي أعقبت العملية المذكورة تؤكد أن المنطقة مقبلة على جولة عنيفة من العمليات المسلحة والمواجهات الدامية بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي،كل هذا بسبب الانحياز الأمريكي لإسرائيل وسياسة الكيل بمكيالين،ونتيجة ضعف الموقف الأوروبي وتبعية معظم دول الاتحاد الأوروبي للسياسة الأمريكية فيما يتعلق بفصائل المقاومة الفلسطينية،وكذلك بسبب سياسة التعنت والإرهاب الإسرائيلي المتبعة،فكلما لاح في الأفق بادرة وفاق أو توافق أو هدنة أو حد من الأعمال المسلحة وتقليل في حدة المواجهة،أو حتى حديث عن نية حركة حماس أو الفصائل الفلسطينية الأخرى تجديد الهدنة أو الإبقاء عليها،تقوم إسرائيل بتنفيذ عملية اغتيال أو اجتياح تقضي على تلك الفكرة وتقبرها في مهدها. كل هذا يحدث تحت شعار دعم حكومة أبو مازن وسياساتها الإصلاحية وتوجهاتها السلمية،إذا كانت حكومة أبو مازن هي الغطاء لكل هذه الأعمال فلتقبل القيادة الفلسطينية وليقبل الرئيس الفلسطيني والمجلس التشريعي الفلسطيني هذه الاستقالة كي يحافظ الفلسطينيون على وحدتهم وما تبقى من قوتهم وحقوقهم الوطنية. فليس عدلا أن يحارب الاتحاد الأوروبي المقاومة بحجة حكومة أبو مازن،وهذا ينطبق على كل من يعادي الفلسطينيين من أمريكا حتى أصغر الدول الصغيرة.

على كل حال فأن حبل الصبر الطويل انقطعت صرته يوم اغتالت إسرائيل المهندس أبو شنب، وها هي تقطع اليوم كل حبال الصبر من أولها حتى آخرها،ومادامت الأمور تطورت لتطال الشيوخ الكبار والرؤوس الكبيرة،فأن على إسرائيل أن تترحم على أيام زمان،وعلى حكومة محمود عباس وعلى الهدنة التي كانت قائمة في زمانها،والتي لم تعد قائمة ولن تعد للقيامة بفعل هذه الأعمال الخسيسة التي لا تفرق بين أحد،وتكاد تطال كل رأس فلسطيني بغض النظر عن مكانته. والمحاولة الفاشلة لاغتيال الشيخ ياسين قد تكون تجربة لما هو أخطر ،ألا وهو اغتيال الرئيس الفلسطيني المحاصر ياسر عرفات،خاصة بعد استقالة أبو مازن وتدهور الأوضاع داخل مؤسسات السلطة الفلسطينية.

 



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرب في الوقت الضائع
- رحلة ألى المخيم - الحلقة الثانية
- في ذكرى رحيل الفنان الكبير ناجي العلي..
- الله ينجينا من أشباه السادات
- رحلة إلى المخيم 1
- للحرية مهر وللمقاومة النصر ..
- إسرائيل تفتح أبواب جهنم السبعة
- الحاكم الظالم أخطر من النمر المفترس
- سيرجيو دي ميلو ضحية السلام المفقود
- شهداء الصحافة بين نارين
- صبيان الفلوجة وعجز أعداء العوجة
- الضحك على الذقون
- فتاوى نبيل شعت الجديدة
- أرقام ونسب توضح حجم المعاناة
- أولاد الحارة والطائرة
- مجنون يحكي وعاقل يسمع
- فيلم طويل من التنازلات التاريخية
- يجب إسقاط حكومة أبو مازن
- الأسرى أولا ..
- العراق يفخر بكم.. - إلى سعدي يوسف، علاء اللامي،سليم مطر وحمز ...


المزيد.....




- الحكومة الإسرائيلية تقر بالإجماع فرض عقوبات على صحيفة -هآرتس ...
- الإمارات تكشف هوية المتورطين في مقتل الحاخام الإسرائيلي-المو ...
- غوتيريش يدين استخدام الألغام المضادة للأفراد في نزاع أوكراني ...
- انتظرته والدته لعام وشهرين ووصل إليها جثة هامدة
- خمسة معتقدات خاطئة عن كسور العظام
- عشرات الآلاف من أنصار عمران خان يقتربون من إسلام أباد التي أ ...
- روسيا تضرب تجمعات أوكرانية وتدمر معدات عسكرية في 141 موقعًا ...
- عاصفة -بيرت- تخلّف قتلى ودمارا في بريطانيا (فيديو)
- مصر.. أرملة ملحن مشهور تتحدث بعد مشاجرة أثناء دفنه واتهامات ...
- السجن لشاب كوري تعمّد زيادة وزنه ليتهرب من الخدمة العسكرية! ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - عن محاولة اغتيال الشيخ احمد ياسين