أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - إدريس ولد القابلة - لا تكذبوا على الملك .. الواقع مر ومزري














المزيد.....

لا تكذبوا على الملك .. الواقع مر ومزري


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 1928 - 2007 / 5 / 27 - 11:14
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


لا تكذبوا على الملك .. الواقع مر ومزري
كلما ناقشت الأوضاع المزرية مع الأصدقاء وبعض الزملاء، يكادوا "يجمعون على القول إن الملك محمد السادس لا يطيق أن يَكذب عليه أحد من خدامه الذين كلفهم للقيام بمهام موكولة لخدمة الشعب المغربي، أولا وأخيرا، كما أنه لا يحب أن يغالطه أحد بخصوص الأوضاع الفعلية التي يعيشها المغرب والمغاربة، وإذا علم بخلل في أحدهم لاتخذ ما يلزم من إجراءات.. لكن أرد عليهم دائما فأقول إن أرض المغرب الطيبة تنتج أناسا يخدمونها، لكن يخرج منها أيضا من يمتصون دماء أبنائها وينهبون خيراتها ويستغلون مواقعهم ونفوذهم وسلطتهم لخدمة مصالحهم ويلغون الآخر...فإذا كان المغاربة يحبون المغرب، كل بطريقته، فهناك عدد كبير وكبير جدا من المغاربة، وإن كانوا يحبون المغرب، فإنهم يكرهون، بل يتقززون من وضعه، إذ لا يحبون فقره ويبغضون تفقيره واستغلاله ويمقتون التمييز بين المواطنين، فما لا يمكن حبه على الإطلاق هو انتزاع اللقمة أفواه من المساكين والفقراء والمقهورين وتحويلها إلى الجيوب والأرصدة التي لا يعلم بما تحويه من فعل السطو إلا الله... وكل هذا ما زال قائما حاليا، كيف لا، والمغاربة عاينوا بأم أعينهم أن سياسيا باع لهم أوهاما وقصور رمال صرفوا من أجل تحقيقها أموالا اقترضوها من هنا وهناك، وعوض مساءلته ومحاكمته تمت ترقيته وتمكينه من اغتراف أجرة وزير من مال الشعب طوال حياته.. كيف لا ولازلنا نعاين أساتذة يطردون التلاميذ من الأقسام بسبب عدم قدرة أسرهم على شراء بعض المستلزمات، وفي هذا الصدد لا زلت أتذكر حادثة عاينتها بداية السنة الدراسية 2006-2007، إذ أن إحدى المعلمات طردت تلميذة من الفصل بدعوى أنها لم تحضر بعد الكتب المدرسية في المرة الأولى، ثم أعادت الكرة في اليوم الموالي.. امتلك التلميذة المسكينة حرج كبير أمام أقرانها من تلاميذ وتلميذات الفصل، ولم يكن أمامها بدا إلا الاعتراف بالحقيقة المرة، إذ قالت "ليس مع أسرتي مال لشراء الكتب.." ثم أجهشت في بكاء هستيري لاسيما حينما ضحك بعض التلاميذ في وجهها، فكيف يشعر المرء بأمان في دولة لا توفر له حتى أبسط مقومات التعليم أم أن أبناء الفقراء لا حق لهم في تعليم قيل إنه مجاني بالنسبة لهم؟ هذه صورة بسيطة من الواقع المعيش وبجانبها العديد من الصور الأخرى التي يتقزز المرء من وصفها وإعادة تكرارها لكثرة ما تمت الإشارة إليها.. كيف نريد للمواطن العادي أن يحب وطنه ويزداد هذا الحب في وقت يعاين فيه استمرار ارتفاع كل الأسعار بدون أدنى مراعاة لقدرته الشرائية، ولا تمر سنة دون ملاحظة رفع الأسعار مرتين دون سابق إشعار.. يبيت المواطن فيصبح على زيادة، فإلى متى الاستمرار في استبلاد المغاربة؟ فماذا ستخسر الدولة إن أخبرت عن الزيادة قبل تطبيقها، أم أنها لا تملك الشجاعة للقيام بذلك مثل سائر الحكومات التي تحترم مواطني بلدها، علما أنها وجدت لخدمتهم وليس لاستبلادهم، كما هو الحال عندنا، إذ لم يسبق للمغربي أن شعر أن الحكومات المتوالية على المغرب جاءت لخدمته وليس لتنغيص الحياة عليه، فمتى سينعم المغاربة بحكومة يشعرون فعلا أنها تخدمهم؟ أم أن الحكومة في العرف المغربي موكول لها خدمة مصالح حفنة معينة من المغاربة دون سواهم؟ وهذا التساؤل ليس للمزايدة المجانية وإنما هناك قرائن قوية تستوجبه، وهي كثيرة جدا، منها أن جملة من الوزراء يبدعون أساليب لتمرير المشاريع الكبرى لعائلاتهم وذويهم، كما فعل وزير العدل مع ابنه أو زير الثقافة مع عقيلته ووزير الفلاحة وغيره.. هذه صورة من الواقع المر، في وقت يطلع علينا الناطق باسم الحكومة ليشنف مسامعنا بقولته المأثورة، الفقر ليس هو سبب الإرهاب ولا ينتج الانتحاريين.... كأن أرض المغرب الشاسعة لم تعد تضيق بما رحبت ما دامت لم تقو على توفير مكان لعيش كريم لملايين المغاربة، فرغم أن حلم أغلب المغاربة بسيط، إلا أنه يغتال يوميا. فلا تكذبوا على الملك وصوروا الواقع كما هو، أنتم الذين من المفروض أن تحملوا أمانة خدمة هذا البلد.. فالواقع مر ومزري، ولا زال المواطن البسيط عندما يلجأ إلى الإدارة لا يشعر أنه فعلا في إدارة تخدمه وإنما يحس على الدوام أنها أقيمت خصيصا للتقليل من مواطنته، ولا زال يشعر أن حقه في العيش الكريم محترم وأن كرامته محترمة في الشارع، وان حقه مصون من طرف العدالة.. ولا زال المغاربة أكثر من السابق، يتداولون ظاهرة الفساد السياسي والاقتصادي وتمظهرات النهب والسطو على المال العام ويعاينون انعكاساتها الوخيمة على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، على أوسع فئات وشرائح الشعب المغربي، لاسيما منها المظلومة والمقهورة والمهمشة والمقصية والمغلوب على أمرهم، ويعلم الجميع حاليا أن الهيئة الوطنية لحماية المال العام بالمغرب توصلت إلى تحديد لائحة تجرد فيها أسماء ناهبي المال العام الذين انفضح أمرها، ولا زال القائمون على هذه الهيئة يتسترون عليهم باعتبار أنهم يحتلون حاليا مواقع وازنة، ويبدو أن الوقت قد حان للإعلان عن هذه اللائحة لأنه لم يعد هناك أي سبب لتأخيره، وإلا ستكون الهيئة الوطنية لحماية المال العام مقصرة في عملها ومخلة بالهدف الذي تأسست من أجله، إذ أن بحوزتها معلومات تهم المغرب والمغاربة، حاليا ومستقبلا، وما زالت تحجبها عن المغاربة الذين من حقهم الاطلاع عليها، وهذا حق أكيد، لاسيما وأنها معلومة تهم مفسدين لا زالوا يحتلون مواقع مهمة، علما أن هذه المعلومات تدخل في مجال الحد الأدنى للخروج بالبلاد والعباد من دائرة الانتهاكات الجسيمة للحقوق....
فلا تكذبوا إذن على الملك.. فالواقع مر ومزري.



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - المغرب إلى أين ؟ - زاوية مبادرات الملك-
- حاكمة وزراء الحسن الثاني
- الخط الأحمر بالنسبة للبوليساريو هو تقرير المصير
- الأسرار الصادمة لسيديات قضاة الخلاعة
- جماعة العدل والإحسان تستعد لإستراتيجية مرحلية جديدة
- تجاوزات‮ ‬الحرس‮ ‬الخاص‮ ̷ ...
- حكومتنا وثقافة النفي والتبرير
- -طز- ياديمقراطية و-طز- يا حقوق الإنسان و-طز- يا حرية الاحتجا ...
- هل يطيح الانتحاريون برأس فؤاد عالي الهمة الحلقة الأولى
- هل يطيح الانتحاريون برأس فؤاد عالي الهمة الحلقة الثالثة
- على عالي الهمة أن يستعد للمستقبل.. فإن التاريخ يعيد نفسه
- قانون الإرهاب السيئ الصيت مهندسه ومدبره فؤاد عالي الهمة
- منير محمد رشيد / التقدم والاشتراكية
- كيف قمع الحسن الثاني الاحتجاجات؟ الحلقة الثانية
- الشعب المغربي لا يملك القدرة على تغيير حكومته
- كيف قمع الحسن الثاني الاحتجاجات؟ الحلقة الأولى
- حسن أبوعقيل – صحفي
- أحمد رامي / معارض مقيم بالسويد
- كم يكلف البرلمان المغربة؟ الحلقة الرابعة
- كم يكلف البرلمان المغربة؟ الحلقة الأخيرة


المزيد.....




- من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا ...
- ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا ...
- قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم ...
- مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل ...
- وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب ...
- واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب ...
- مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال ...
- -استهداف قوات إسرائيلية 10 مرات وقاعدة لأول مرة-..-حزب الله- ...
- -التايمز-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي لن ...
- مصادر عبرية: صلية صاروخية أطلقت من لبنان وسقطت في حيفا


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - إدريس ولد القابلة - لا تكذبوا على الملك .. الواقع مر ومزري