نادية عبد العزيز
الحوار المتمدن-العدد: 1928 - 2007 / 5 / 27 - 11:11
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
أريد أن أناقش نقطتين في مقال صبحي حديدي
النقطة الأولى عن إصراره على الرد على الذين يتشدقون عن "روعة" و "شهامة" بشار الأسد بتذكيرهم بظروف المعارضة والأحكام التي صدرت بحق معارضين ومثقفين سوريين. إن تركيز حديدي على هذه المسألة نابع من تعاطف مطلق مع زملاء ومن شعور بالمسؤولية تجاه هؤلاء. لكنني وفي موضوع الاستفتاء الجديد لبشار الأسد أجد أن جوهر المسألة هو "الشعب" نفسه . هو هذا الجمهور الغفير الأعمى. إذ أن السجن على الرغم من كونه مأساة حقيقة وإجحاف بحقوق المحكوم عليهم إلا أن هناك أمل بخروج هذا المثقف ثانية إلى الحياة. فتجربة ياسين الحاج صالح مثلا أظهرت أن بذرة الحياة التي كانت في أعماقه قبل دخول السجن لم تمت وأن نشاطه الثقافي لم يتوقف بعد خروجه من سجن كان كفيلا بقتل أية رغبة في الحياة في حين أن الشعب السوري الذي يسبح في فضاءاته خارج تدمر وصيدنايا ما هو إلا افتراض شعب. وإذا كان حديدي قد أثار برده على المهللين لبشار الأسد قضية سجناء الرأي الذين يعدون بالمئات قد أغفل دون قصد سجناء بلا رأي عددهم عشرون مليون. وكون الشعب السوري خارج الجدران لا يعني أنه ليس مسجونا. وكونه خارج القبر لا يعني أنه ليس ميتا. وهنا أصل للنقطة الثانية التي يزعم فيها حديدي أن الشعب لن يقبل على الاستفتاء ولن يشارك في الانتخابات إلا مكرها وأن الأرقام المشار إليها في الإعلام مبالغ فيها. ولا أعرف من أين استمد حديدي تفاؤله وهو الأشد معرفة واطلاعا بالأوضاع السورية من السوريين المقيمين في "وطنهم". أنا لا أعتقد أن المسألة بهذا الإشراق!! بل متأكدة أن العشرين مليون الذين يعيشون في سوريا سيذهبون تحت تأثير موتهم المزمن ليوافقوا برضى وليكونوا شركاء في المهزلة. أريد أن أثير ضرورة الخروج من دائرة ضيقة وهي المقايضة على معارضة النظام في سوريا. والأحرى بنا أن نناضل ضد أنفسنا. إذ عشرات السنين من الفوضى والتزوير والفساد قد حولوا السوريين إلى شركاء في الجريمة وإلى مخلوقات سلبية وإلى مواطنين كسولين ورديئين لا يملكون رغبة حتى بفتح جريدة. وصاروا يستسهلون التهليل والتصفيق على قراءة وجهة نظر واحدة خارج السرب.
#نادية_عبد_العزيز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟