أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أحمد شهاب - الدولة لا تحترم القانون














المزيد.....

الدولة لا تحترم القانون


أحمد شهاب
باحث كويتي في شؤون التنمية السياسية .

(Ahmad Shehab)


الحوار المتمدن-العدد: 584 - 2003 / 9 / 7 - 04:23
المحور: حقوق الانسان
    


 

    أعد المركز البريطاني Article 19 ( أُقتبس اسمه من المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ) وثيقة بعنوان " حق الجمهور بالمعرفة " جاء في جزء منها المبادئ التالية : وجوب الكشف المطلق للمعلومات ، ترويج سياسة حكومة الانفتاح ، تحديد نطاق الاستثناءات ، اعتماد إجراءات تسهل الوصول إلى المعلومات ، تحديد تكاليف مقبولة للوصول إليها ، فتح اجتماعات الهيئات الحكومية للجمهور ، تعديل القوانين التي تتعارض مع مبدأ الكشف الكامل أو إلغاؤها ، حماية المخبر ( الإعلامي ) .

 

    وتتضمن الدساتير العربية نصوصا تكفل حرية التعبير عن الرأي ، فالدستور الكويتي تضمن نصا واضحا ( المادة 36 ) يكفل حرية الرأي والتعبير عنه ، وتنص  ( المادة 30 ) من دستور الإمارات العربية على ( حرية الرأي والتعبير عنه بالقول والكتابة وسائر وسائل التعبير مكفولة في حدود القانون ) ، ويتفق مع ذلك الدستور السوري ( مادة 38 ) واللبناني ( مادة 13 ) والأردني ( مادة 15 )  ، والمغربي ( مادة 9/2 ) ، والبحريني ( مادة 23 ) ، والتونسي ( مادة 8 )  وتكاد تتشابه بقية الدساتير العربية في ذلك ، إلا أن القدرة على التعبير والتي تُعد أحد الشواغل السياسية والفكرية في العالم العربي ، تصطدم بحرية الحصول على المعلومة التي بينتها وثيقة المركز البريطاني (  Article 19  ) .

 

    إذ لا تزال السرية تغلف معظم المعلومات في العالم العربي ، والتي تحاط بتكتم شديد لا سيما تلك المرتبطة بممارسات وأحداث داخل الدولة ، فما هو متاح لك معرفته عن العالم ، لا يجوز لك الاقتراب منه في وطنك الأم ، فهو يُعتبر من شؤون الخاصة وليس العامة ، هذا التحول في شؤون السلطة من الشأن العام إلى الشأن الخاص يثير الكثير من السلبيات في الحياة العربية ، إن لم أقل أنه سبب رئيسي من أسباب التخلف المدوي الذي تعيشه مجتمعاتنا في كل لحظاتها الراهنة .

 

    نمتلك في العالم العربي مئات الصحف ، ورغم ذلك لا يجد القارئ فيها ما يجب معرفته كمواطن ، ويضطر هو وغيره للبحث المضني عن معلومات بلده في صحف ووسائل إعلامية غربية يراها نموذج الحقيقة المفقودة في بلده ، والطريف أن هذه المعضلة لا تختص بالمواطن البسيط أو ما يُصطلح عليهم بالعوام ، بل تشمل حتى مسؤولين كبار في الدولة وعلى درجة عالية من الأهمية  الذين يُضطرون هم أيضا للبحث عن المعلومة في الصحافة الأجنبية ، إذ أن قصاصات الأوراق التي تقدم لهم في الصباح الباكر على شكل تقرير يومي لا تُقدم لهم ربع المعلومات التي يجب أن يعرفها العوام فضلا عن المسؤولين ، وهذا بالضبط  سبب علة فشل الحكومات في دولنا ، فغياب المعلومة من مصادرها الأساسية ، يضع المسؤولين في موقف الحائر ، أو قل التائه الذي لا يعرف حقيقة ما يجري حوله .

    فالدولة تخاف من كشف الأسرار للعامة ، وبعض الوزراء يتواصلون بإستمرار مع الناس أو مع جزء منهم ، بما يضاعف من خطر انتشار المعلومة في المجتمع من وجهة نظر دولتيه ، رغم أن اغلب هذه المعلومات هي حق مكفول من حقوق الناس القانونية ، ولا يجوز إخفائها بأي حال .

 

    والأكثر من ذلك أن الدولة تكافح أي منفذ لتسريب المعلومات ، فدول الخليج وسائر الدول العربية تمنع إصدار جرائد سياسية ، وتحصر هذا الحق في مجموعة محددة تحاول جاهدة أن تحكم قبضتها عليها ، كما تتحكم الدولة ببقية وسائل الإعلام كالإذاعة والتلفزيون ، وتعتبر هذه الأجهزة أجهزة رسمية تعكس سياسات الدولة وتوجهاتها ، ولذلك من الطبيعي أن تكون أولوياتنا لا تتجاوز حدود الانشغال في الأمور الهامشية ( أيهما يعرض حال الأذان صور مساجد الكويت أم الحرمين ؟؟ على سبيل المثال ) ، بينما يتم إخفاء الكثير من المعلومات المتصلة بسياسات الدولة الداخلية دون أدنى شعور بالمسؤولية ، وفي عدد من الدول العربية تتضاعف الرقابة على مواقع الإنترنت السياسية التي تحمل سمة الرأي الآخر / الناقد ، وتتم ملاحقة المواقع الجديدة لإغلاقها قبل أن يستثمرها الجمهور .

 

    إن هذا النوع من التكتم يدفع في إتجاه تغييب المجتمع وتعطيله عن ممارسة دوره المأمول ، فكيف سيقوم أي مواطن بدعم الدولة أو توجهاتها العامة وهو لا يعرف أساسا ما هي توجهات الدولة ؟  مطلوب من المواطن أن يكون متعاونا وأن يُجند نفسه في خدمة وطنه ، دون أن تبذل الدولة أي جهد في تسليح هذا الجندي بما يلزمه من معلومات أساسية ، تريد الدولة العربية جنديا يقوم بكل واجباته دون حتى أن يعرف ما هي تلك الواجبات . 

 

    إن الإصرار على حجب المعلومات سوف يزيد من حدة العزلة بين الدولة والمجتمع ، و سيكون من الصعب في الأيام القادمة خلق الثقة التي تحتاجها الدول لديمومة الإستقرار لا سيما في أوقات تفجر الأزمات وما أكثرها في الزمن الأمريكي .


 

*  كاتب كويتي

 



#أحمد_شهاب (هاشتاغ)       Ahmad_Shehab#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ميثاق سياسي
- الإبداع .. تعيش إنت !!
- العراق وبناء الدولة الحديثة
- ليست الليبرالية نموذجا
- ثقافة الموجات الفكرية
- دعوة للحفاظ على الوطن
- تأملات في زمن صعب
- العنف يبني مجده بالعنف.
- أمريكا وتخلفنا السياسي والاجتماعي
- لماذا فشل مشروع السلام الاجتماعي؟
- هل يحقق المجلس طموح العراقيين ؟
- نحو وطن ديمقراطي
- نحو برلمان حضاري
- المرأة وحقوقها السياسية
- هوامش نقدية على واقعنا السياسي ( 2-4
- غياب الديموقراطية لا يجعل الناس مجانين بل يجعلهم يفقدون عقله ...
- هل بدأ حديث التغيير في الخليج ؟


المزيد.....




- الحرب بيومها الـ413: قتلى وجرحى في غزة وتل أبيب تبحث خطةً لت ...
- الجامعة العربية ترحب بمذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت
- اعتقال حارس أمن السفارة الأميركية بالنرويج بتهمة التجسس
- الأونروا: النظام المدني في غزة دمر تماما
- عاصفة انتقادات إسرائيلية أمريكية للجنائية الدولية بعد مذكرتي ...
- غوتيريش يعلن احترام استقلالية المحكمة الجنائية الدولية
- سلامي: قرار المحكمة الجنائية اعتبار قادة الاحتلال مجرمي حرب ...
- أزمة المياه تعمق معاناة النازحين بمدينة خان يونس
- جوتيريش يعلن احترام استقلالية المحكمة الجنائية الدولية
- العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا بشكل رسمي


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أحمد شهاب - الدولة لا تحترم القانون