احسان جواد كاظم
(Ihsan Jawad Kadhim)
الحوار المتمدن-العدد: 1925 - 2007 / 5 / 24 - 13:07
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
هكذا هو حال العراقيين... فقد اصطلوا بلهيب الخطابات القومية عن التاريخ التليد واصطلمت آذانهم بعد ان تفرقعت طبلاتها. فتوالت الهزائم والنكبات وازمات معيشية يومية واخرى دولية. ثم تهشمت اماني الوحدة القومية في رحى نرجسية القائد الفذ... اما الكرامة القومية والاقتدار وروح الامة فلم تكن سوى اجزاء من عملة لم يستطع حزب الامة من صرفها في بنكه العشائري.
استبشر العراقيون بالقضاء على اساطين التهريج القومي. ولكن ذلك كان الى بعض حين. فقد تعالى الصراخ الديني وانتشرت عمائم ولحى تمطرنا بفتاوى تحريم ومنع وعدم جواز والمكروه والغير مستحسن, وكلها بسند موثق بأناس ماتوا قبل عشرة قرون. عاشوا احداث حياة البداءة الاولى بمشاكل على قياسها وبمستوى فهم يناسبها وحلول ساذجة, نابع من بساطتها واسقطوه على حياتنا المعاصرة حيث الاتصال بين اطراف المعمورة يتم بأعشار الثانية... ففرضوا علينا الالتزام بأحكام تلعن النامصة والمتنمصة من النساء فحف الوجه حرام وكذلك حلاقة الرجال للحاياهم , وهددونا بالويل والثبور بالدنيا قبل نار الآخرة ثم أوجبوا علينا هلس شعر العانة بفرمان آخر.
خرجنا من هلامية التعميم في الخطاب الديني لنرتطم بجلاميد التخصيص في الخطاب الديني الذي ينقب بأصغر الخصوصيات البشرية لحجرها. وكلاهما يلغي الذات الانسانية الخلاقة من خلال مماهاتها وتذويبها بالمجهول. فالأنسان يأتي ثانيا ان لم يكن عاشرا في برامجها. ولنا في دول الاسلام وتجاربها من السعودية الى ايران الى السودان الى امارة طالبان في افغانستان... اسوة سيئة.
اما في العراق فالتطبيق الاسلامي أشد وطأة لأنه يحمل أسوأ مافي هذه التجارب القومية والاسلامية من سمات بسبب استهدافها لتنوعه الأثني وتسامحه ثم ظروفه الخاصة بعد حروب عبثية وتداعياتها من اقتتال طائفي وتدمير واحتلال اجنبي.
ويقولون لك : جئنا بالمنقذ ! ! !
- اليك فأني لست ممن اذا اتقى......... عضاض الأفاعي نام فوق العقارب
كما قال المتنبي.
#احسان_جواد_كاظم (هاشتاغ)
Ihsan_Jawad_Kadhim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟