لمياء لطفى
الحوار المتمدن-العدد: 1925 - 2007 / 5 / 24 - 06:19
المحور:
حقوق الانسان
كيف يمكننا اختصار حياة هذا الرجل فى وصف، كيف يمكننا ببساطه أن نقول مثلا عاش شاعرا، أو عاش فنانا، أو عاش وطنيا، انه ببساطة "نجيب سرور"، رجل يصعب معه الاختصار، أو الاختزال، فهو غير قابل لكليهما ككل الرموز، شامخ ككل من عاشوا يواجهون محاولات كسرهم فى شموخ النخيل، براقا ضد كل محاولات طمس تاريخه وتشويهه. حركنى للكتابة عن "نجيب سرور" اليوم أكثر من مناسبة، مناسبة مرور سبعين عاما على ميلاده والتى تقترب منا سريعا، والتى ذكرتنى بحياته المأساويه ومعاناته مع القمع والقهر اللذان تعرض لهما ونتعرض لهما جميعا يوميا منذ ذاك التاريخ، وكأننا فى مسلسل لا ينتهى، عندما أصابت حمة الوعى والحرية نجيب سرور عاشهما شعرا وفنا فلاحقته لعنة القمع فاعتقل أكثر من مرة، وتعرض لتشويه سمعته، ثم مات مقهورا بعد ادخاله مستشفى الأمراض العلقية أكثر.
كل ما عاناه هذا الرجل كان السبب الآخر الذى حركنى للكاتبة عنه فقد تداعت بذكرى معاناته ذكريات معاناتنا، لأتذكر معاناة ابنه شهدى بعد القبض عليه فى قضية حرازة منشورات مخلة للآداب بعد نشره لأحد قصائد والده على الانترنت، وكانت ساعتها هى السابقة الأولى من نوعها فى القبض على المدونين، ثم وكأن القبض على شهدى أول الغيث الذى انهمر متمثلا فى اعتقال وائل عباس، وكريم الشاعر،ومحمد الشرقاوى، وتعرضهم للتعذيب أثناء الاعتقال، ومنذ أيام تم محاكمة المدون عبد الكريم نبيل سليمان والحكم عليه أربع سنوات، ولا أعتقد أن هذا آخر القطر فمسلسل الاعتقالات مستمر، ومسلسل العنف والقهر والقمع مستمرا، ولكن علينا فقط أن نفخر بصمودنا فلم يتوقف وائل عباس، أو كريم الشاعر عن الكتابه، و لن يتوقف كل المؤمنين بحرية التعبير عن المطالبة بالحرية لعبد الكريم، لأن البحر لم يتوقف عن الغضب منذ كتابة "سرور" لقصيدته البحر بيضحك ليه ولن يتوقف عن غضبه احتراما لجراحنا التى لم تندمل، ولأن ذكرى ما حدث لنجيب سرور ستحييها فينا أشعاره، ومسرحياته، وواقعنا الذى نعيشه يوما بعد آخر.
#لمياء_لطفى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟