السروال الأفغني الفضفاض و البنطال الأمريكي المجهز بالليزر و النابالم

حازم العظمة

الحوار المتمدن-العدد: 1924 - 2007 / 5 / 23 - 11:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

حين يخلّعون الأبواب الخشب بأحذيتهم ، و هم يفتشون البيوت الطينية البائسة بحثاً عن " إرهابيين "، مروّعين الأطفال و النساء و الرجال ، يبدو مشهد الجنود غريباً تماماً ، ما الذي جاء بهم إلى هنا عبر المحيطات و القارات ... بن لادن و أبو حفصة المصري و غيرهم ، ربما ، و لكن ما الذي أخذ بن لادن إلى نيويورك ... : الـ CIA ، هذه المرة بدون " ربما "
" الشقيقات السبعة "، الـ CIA و " التجارة الحرة " أتوا بالجنود الأمريكان إلى قندهار و خوست و ... الناصرية و بغداد

من هم الإرهابيون ... هل هو الفلاح الأفغاني بثوبه "الشرقي "الفضفاض و عمامته (فلاح يشتغل في زراعة الأفيون وريثما ينضج الأفيون يحفظ الأحاديث النبوية.. ) ، أم الجندي المدجج بالبنادق المجهزة بالليزر ، و المجهز بـ " أباتشي " فوق رأسه تقصف البيوت الطينية البائسة ...
كل هذا فيما الأفيون الذي ينتجه الأفغاني " عمر " أو " احمد " يُستهلك هناك - في أثناء القصف - ...
في نبوبورك و سان فرانسيسكو ، و في لاهاي و روما بفضل " التجارة الحرة "...
لن يعجبهم أن تقول لهم : دعوا هذه البلاد البائسة و شأنها و عودوا إلى جنتكم الأمريكية ، سيجيبون بأن هذا من شأن مصالح أمريكا ، هذه " المصالح "التي على بعد محيطين و قارتين " و ذلك لأن الكون غدا قرية كونية كبيرة " ...
توني بلير في الأسبوع الماضي و هو يودع ناخبيه في طقس عاطفي مؤثر .. طلب منهم أن يسامحوه ، إن كان أخطأ ، و لكنه – أضاف- أنه يؤكد لهم أن كل ما فعله كان من أجل بريطانيا for the best of this country .. و هذا يسجل له ، فهو لم يقل أنه أرسل الجنود إلى العراق و أفغانستان من أجل نشر " المدنية " أو " الديموقراطية " أو لأن العالم غدا " قرية كونية كبيرة "
الكون " قرية كونية كبيرة "حينما يتعلق الأمر بـ النفط العراقي مثلاً و حين يتعلق الأمر بيورانيوم كازاخستان ... مثلا ً ، و هو كذلك حين يتيح له أن يضع يده في جيبك ليختلس آخر قرش هناك أو حتى توقع معه "قانون إستثمار النفط" العراقي ، و لكنه ليس كذلك حين يقصفون " أطراف "هذه القرية الكونية الكبيرة على رؤوس سكانها و يسمونهم "إرهابيين" ..فقط لأنه لم يعجبهم أن تُحتل بلادهم و لا يعجبهم أن تُفرض عليهم " القيم الأمريكية "و " قانون استثمار النفط " و لا يعجبهم أن تستبدل بيوتهم الطينية بـ "مولات" و لا يعجبهم أن تختفي قطعان مواشيهم ليستهلكوا بعد ذلك حليباً مجففاَ أُنتج في هولندا ، تدفع سعره غالياً عشر مرات... و مرة (مجاناً) بهيئة "مساعدات إنسانية "
المساعدات "الإنسانية" تشبه " الإعتذارات " : يبيدون السكان الأصليين في أستراليا و يعتذرون .. ، يبيدون 20 مليون أمريكي أصلي و لا يعتذرون ... ( و إن كانوا ما يزالوا يبحثون في ذلك ) ، يبقرون بطون الحوامل في الجزائر بالحربة و لا يعتذرون ، و يرفضون كـ "ساركوزي "البحث في أي اعتذار
هل اعتذروا عن قصف هيروشيما و ناغازاكي بالقنابل النووية ... لا أعرف ، ولكنني أعرف تماماً أن نهاية هذا الرياء ، هذا المحيط من الرياء الوقح ، لن تكون بعيدة كثيرا ً...

#حازم_العظمة (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات