أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أمياي عبد المجيد - محاربة الفقر : تجربة بنك جرامين














المزيد.....

محاربة الفقر : تجربة بنك جرامين


أمياي عبد المجيد

الحوار المتمدن-العدد: 1924 - 2007 / 5 / 23 - 11:58
المحور: حقوق الانسان
    


مباشرة بعدما دخل العالم في الألفية الثالثة أطلق زعماء دول العالم صياحهم من أروقة المتحدة سنة 2000 داعين إلى تحقيق الأهداف التنموية للألفية الجديدة ، تلك كانت التفاعلات والانفعالات الطبيعية التي عادة ما تحدث في مثل هذه المناسبات الدولية، ولكن العديد من المتأملين خيرا قي مثل هذه المبادرات يتطلعون إلى أن تكون مخلصة دول الجنوب من براثين الفقر الذي ينهش أجسادها، بيد أن التجربة التي سبقت بينت أن ما يقال عادة في مثل هذه المناسبات لا يعرف طريقه إلى التفعيل ، كيف ذلك والدول الغنية تشارك نظيراتها الفقيرة فقط لتوهم التعاون، وتشيد بسمعة مفضوحة .أ وليس صندوق النقد، والبنك الدوليين أداتان من أدوات القفز على مصالح دول الجنوب ؟،الم تغلب الدول الغنية أسلوب المكر عبر هاتين المؤسستين لتمرير صفقات مشبوهة ، ومنح قروض مشروطة وفقا لمصالح هذه الدول ؟
إن الحديث عن محاربة الفقر في صيغته الكونية أمر محمود ويوحي بحس إنساني يتشارك فيه سكان العالم ، لكن نختلف مع البعض في أساليب المحاربة ،فلا أرى كما يرى الكثيرين أن مشاكل الفقر يمكن التنظير لها من أروقة المؤسسات الدولية التي حقا تجهل أمورا كثيرة في خصوصية الظاهرة لدى كل دولة ، قد نقول بان الفقر هو الفقر سواء في الصومال أو بنغلاديش لكن الفقر عندما يكون عند دولة آفة تؤدي إلى استنهاض الروح الوطنية، وتجنيد الضمائر والإمكانيات لمحاربته، ليست هي الدولة التي يكون هذا الشبح (الفقر ) مصدر للنزاعات الأهلية والاقتتال الداخلي !
تجربة بنك الفقراء
ـــــــــ
سنتحدث في هذا الإطار على بنك جمع بين العبقرية التنظيرية والمبادئ الإنسانية ، التي برهنت فعلا أن الفقر يمكن أن يكون أكثر من مصدر للمجاعة، وإنما مصدر للحروب حتى واقتتالات أهلية .
في 13/10/2006 حصل الدكتور محمد يونس وبنك جرامين الذي أسسه على جائزة نوبل للسلام مناصفة بينهما لتطبع صفحة جديدة من التاريخ الإنساني الذي سجل عبقرية رجل الاقتصاد هذا، ودور البنك الذي أسسه لاجتثاث الفقر ، وانتزع اعترافا عالميا بأنه رجل التنمية البشرية الأول في العالم بدون منازع .
ولد محمد يونس في وسط ميسور الحال ، وتعلم وارتقى ليحصل على أرقى الدرجات العلمية من كبريات الجامعات الأمريكية، وبعد مشوار معرفي وعلمي اكسباه تجربة رجل المسؤولية، والنضج في التنظير الاقتصادي عاد إلى بلده بنغلاديش ليدشن مسيرة طويلة من النضال التنموي ، وبدا بتشخيص الظاهرة التي يعاني بها وطنه انطلاقا من مقعد التدريس الجامعي منذ سبعينيات القرن الماضي ، وبتدرج ملحوظ بدا في الاحتكاك بالفقراء عبر مصاحبة طلابه إلى القرى النائية والفقيرة جدا حتى يتعرفوا على الظاهرة بشكل أدق متفوقا بالتالي على زملائه من الأساتذة الذين كانوا يدرسون مواد الاقتصاد بشكل نظري مترجم عن ما تلقوه في الجامعات الأجنبية .
انقلب محمد يونس على ما درسه في أمريكا ورأى أن ما درسه في تلك الجامعات من نظريات اقتصادية إنما يتسق ، واقتصاديات واضعيها وباشر في التفكير بتأسيس بنك يقدم قروضا متناهية الصغر بعدما فشل في بلورة هذه الفكرة انطلاقا من البنوك التجارية والربحية الأخرى، فاقترض قرضا شخصيا وبدا به مشواره على عينة من الفقراء ، وبعدما حقق نتائج لم تكن متوقعة باشر في العام 1983 في ترسيم البنك ودفعه إلى العمل وفق الاستراتيجية المرسومة له .
وسائل العمل
ـــــ
يهدف بنك جرامين في الأساس إلى القضاء على الفقر عبر الوسائل التالية :
- 1- تشجيع المقترضين على اخذ القروض بأساس تعليمي وتنموي اجتماعي لتوفير ظروف اجتماعية مناسبة لكل عائلة .
- 2- المتناهية التامة في الاستفادة من الفوائد وتحديد سقف مجددا لها مهما طالت مدة السداد بمعنى لا يجوز لقيمة الفائدة أن تتجاوز قيمة القرض مهما تأخر المقترض في السداد .
- 3- الاشتغال وسط النساء كقوة تنموية وفسح المجال لهن للاقتراض قصد إقامة المشاريع الصغيرة المدرة للدخل .
- 4- الأخذ بمبدأ التنمية للجميع وتحديد أهداف استراتيجية تنموية في قطاع الصحة والتعليم والخدمات الاجتماعية ( بناء المستشفيات، والمدارس...الخ )
استنساخ التجربة
ـــــــــ
في المغرب مثلا كان الفقر يشمل أكثر من 56 في المائة من السكان خلال فترة الستينات وبعدها تراجع إلى مستوى أل 14 في المائة تقريبا ( البحث الوطني حول مستوى العيش 2000-2001) ولكن هذه النتائج لا تعكس الصورة الحقيقية للواقع الاجتماعي للبلاد اليوم ، وحسب تقرير( الخمسينية) فان عدد الفقراء يناهز 5 ملايين فقير، و4 ملايين يعيشون تحت عتبة الفقر النسبي . هذه الأرقام المخيفة تدفعنا بجدية إلى مراجعة الاستراتيجيات التي اتبعت في محاربة هذه الظاهرة والتي برهنت على عدم فاعليتها بدليل التزايد المستمر في نسب الفقر .
وما دامت تجربة كتجربة محمد يونس وبنكه قد حققت نجاحا كبيرا فلماذا لا تستنسخ التجربة على أساس علمي فبغض النظر عن الخصوصية المغربية في توزيع نسب الفقر، فالأساس في تجربة بنك جرامين تحيلنا على حل سحري ولا نبالغ في ذلك . فالقروض المتناهية الصغر في حالة ما إذا قدمت إلى الفقراء متجاوزة التوجسات من شانها أن تخفض نسب الفقر بشكل كبير ، وكان في الحقيقة لزاما على مبادرة التنمية البشرية أن تولي اهتماما لمثل هذه المبادرات .



#أمياي_عبد_المجيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة القراءة في الوطن العربي
- هجرة العمالة وتأثير العولمة
- السودان والمحكمة الجنائية الدولية
- الحرب على الإرهاب أو الانفراد المطلق بالقوة
- الإصلاح العابر للقارات !!
- إيران النووية في مواجهة الضغوط الخارجية
- القذافي ودولة الطّز
- خرافة العالم المسطح.
- الأمن في العراق : أزمة الأزمات
- YouTube ثورة الفيديو على شبكة الانترنت
- رحلة البحث عن رجل السلام.
- الإخوان المسلمين : مسمار جحا اللعين .
- أمريكا وإستراتجية الانسحاب من العراق
- تكريس مفهوم القوة أساس الحق .
- المثقف والاسئلة المقلقة .
- ورطة المحافظين الجدد.
- الشارع ومهمّة التغيير.
- مستقبل حرية التعبير ؟؟
- الإرهاب كسلوك فكري.
- المثقف وإشكالية التعبير العلمي والمعرفي


المزيد.....




- قائد الثورة : اصدار مذكرة اعتقال بحق نتنياهو غير كاف بل يجب ...
- قائد الثورة: لا يكفي صدور احكام اعتقال قيادات الكيان الصهيون ...
- حملة اعتقالات بالضفة تطال 22 فلسطينيا بينهم صحفي وجريح
- هيومن رايتس:-إسرائيل- استهدفت صحافيين بلبنان بأسلحة أميركية ...
- عاجل | المرشد الإيراني: إصدار قرار الاعتقال لقادة إسرائيل لا ...
- الأمم المتحدة: السودان يواجه أكبر أزمة نزوح في العالم
- هآرتس: ربع الأسرى الفلسطينيين في سجون -اسرائيل- اصيبوا بمرض ...
- اللاجئون السودانيون في تشاد ـ إرادة البقاء في ظل البؤس
- الأونروا: أكثر من مليوني نازح في غزة يحاصرهم الجوع والعطش
- الأونروا: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أمياي عبد المجيد - محاربة الفقر : تجربة بنك جرامين