أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - -عين الرمانة- إذ انتقلت شمالا!














المزيد.....

-عين الرمانة- إذ انتقلت شمالا!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 1924 - 2007 / 5 / 23 - 12:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إنَّ أهم ما يُميِّز لبنان، في حياته السياسية ـ الأمنية، هو استعصاء، وأحيانا استحالة، معرفة "الحقيقة".. حقيقة ما حَدَث، وحقيقة الأسباب والدوافع. وها نحن نرى أنَّ كل طرف من الأطراف (اللبنانية، والإقليمية، والدولية) المؤثِّرة والمتأثِّرة بالأزمة اللبنانية، وتطوُّرها، يُُفسِّر ظاهرة "فتح الإسلام"، والحرب التي اندلعت بينها وبين الجيش اللبناني، والتي يكتوي بنارها اللاجئون الفلسطينيون في مخيم نهر البارد، شمال لبنان، على أنَّها من اختراع خصمه، أو خصومه، وكأنَّ تلك الأطراف جميعا في حاجة إلى الاستثمار السياسي في تلك الظاهرة، وعواقبها، التي رأيْنا بعضا منها إذ اندلع القتال، وإذ شرع "التفجير الأمني" ينتقل إلى أمكنة أخرى من لبنان.

إنَّهم نحو 200 مقاتل، غالبيتهم من العرب، على ما يقال، قَدِموا إلى لبنان (حيث تمركزوا في مخيم نهر البارد) من العراق عَبْر سورية، التي أعلنت رسميا أنَّها تتبادل العداء مع تلك الجماعة. ومع أنَّ المنظمات الفلسطينية الموالية لدمشق هي التي تسيطر سياسيا وعسكريا على هذا المخيم فإنَّ هذه المنظمات، أو بعضها، لم تفعل أي شيء لمنع جماعة "فتح الإسلام" من التمركز في المخيم، وتوسيع نفوذها فيه.

لقد اشتعل فتيل الانفجار، أو أُشْعِل، عندما توجَّهت مجموعة من قوى الأمن اللبنانية إلى محاصرة ومقاتلة مجموعة من "فتح الإسلام". الجيش اللبناني في المنطقة المجاورة لم يكن على عِلْم بهذا الأمر، ولم يكن، بالتالي، في وضع يسمح له بأن يقي نفسه شرَّ العواقب، فوقعت مجموعة منه في كمين، وكان ما كان. هنا كان "طرف الخيط" الذي أمسكت به المعارضة اللبنانية التي يقودها "حزب الله"؛ وكان الاتِّهام، بالتالي، لحكومة السنيورة، ولقوى من ائتلاف الرابع عشر من آذار، بأنَّها هي التي سعت لـ "توريط" الجيش في نزاع عسكري داخلي، أُريد للمعارك في مخيم نهر البارد، وحوله، أن تكون شرارته. وهذا الاتِّهام، اقترن بسؤال تشكيكي هو "هل تلك الجماعة هي التي نصبت الكمين؟". ثمَّ جاء الحديث عن "طرف ثالث"، قيل إنَّه من أنصار الحريري، يقوم، في الخفاء، بإطلاق النار على الطرفين، أي على الجيش وعلى المخيم (أو على مقاتلي "فتح الإسلام" في داخل المخيم وحوله).

و"حزب الله" يفهم ظاهرة "فتح الإسلام" على أنَّها أداة من أدوات الصراع الطائفي ضده، فالجماعة أظهرت نفسها على أنَّها قوَّة (سياسية وعسكرية) لحماية "أهل السنة" من هذا الحزب "الشيعي". وعليه، اتَّهم "حزب الله"، ضِمنا، بعض قوى الرابع عشر من آذار بأنَّها هيَّأت لتلك الجماعة أسباب الوجود والقوَّة.

مصير جماعة "فتح الإسلام" ليس بذي أهمية بالنسبة إلى الأطراف والقوى التي لها مصلحة في تفجير لبنان، أمنيا وسياسيا، في مناخ "المحكمة الدولية قيد الإنشاء"، وتفاقم "أزمة انتخاب الرئيس اللبناني المقبل". "الجماعة" قد يقضى عليها حيث تتمركز، أي في مخيم نهر البارد ومحيطه؛ ولكنَّ بيروت، وأماكن أخرى من لبنان، قد تشهد مزيدا من أعمال التفجير والاغتيال التي سيُظْهرونها، كليَّا أو جزئيا، على أنَّها من عمل "فتح الإسلام" التي خرج جزء كبير من مقاتليها من المخيم لينتشروا في سائر لبنان، وفي بيروت على وجه الخصوص.

لبنان هو الآن، أو من الآن وصاعدا، على شفير الهاوية؛ وكلا "المعسكرين" المتصارعين "يَتَّفِق" مع الآخر على أنَّ "الانفجار الكبير" واقعٌ لا محالة، ويُعِدُّ نفسه للمواجهة العسكرية التي يَنْظُر إليها على أنَّها "خيار للآخر لن يحيد عنه"، فهل يأتي مخيم نهر البارد بما أتت به عين الرمانة؟!

لقد أعلنت دمشق رسميا أنَّ "المحكمة الدولية" لن تنزل على لبنان واللبنانيين بردا وسلاما، وأنَّ انفجار لبنان كله قد يكون عاقبة من عواقبها. الآن، قد تقول دمشق إنَّ ما حَدَث في مخيم نهر البارد يقيم الدليل العملي على صحة وصدق "توقُّعها"؛ أمَّا خصومها فقد يتَّخِذون ما حَدَث دليلا عمليا على أنَّ "توقُّع" دمشق لم يكن "توقُّعاً".



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -مبادَرة إسرائيلية- أم فخٌّ ل -المبادَرة العربية-؟!
- -ثقافة التميُّز-.. عندنا!
- أهو عام القضاء على القضية الفلسطينية؟!
- غزة.. ملثَّمون في حصان طروادة!
- -العودة-.. حقَّاً وحقائق!
- -صبيانية- ليفني في القاهرة!
- رأيٌ في رأي
- انتخابات أم تذكرة سفر إلى الماضي؟!
- -الحل- و-الاستقالة- خيارٌ ليس بالخيار!
- أوهام التفاؤل وحقائق التشاؤم!
- القانون الثالث لنيوتن.. من الميكانيكا إلى الدياليكتيك
- هذا القيد على حرِّيَّة الصحافة!
- -التناقض التركي- بين الديمقراطية والعلمانية!
- جيش العاطلين عن الزواج.. في الأردن!
- دمشق تُعْلِن -اكتمال التجربة الديمقراطية-!
- أوثانٌ ولكن من أفكار ورجال!
- هل من -فرصة حقيقية- للسلام؟!
- حتى لا يغدو -التطبيع أوَّلا- مطلبا عربيا!
- محادثات لتجديد الفشل كل أسبوعين!
- -الناخِب الجيِّد-.. هذا هو!


المزيد.....




- روسيا أخطرت أمريكا -قبل 30 دقيقة- بإطلاق صاروخ MIRV على أوكر ...
- تسبح فيه التماسيح.. شاهد مغامرًا سعوديًا يُجدّف في رابع أطول ...
- ما هو الصاروخ الباليستي العابر للقارات وما هو أقصى مدى يمكن ...
- ظل يصرخ طلبًا للمساعدة.. لحظة رصد وإنقاذ مروحية لرجل متشبث ب ...
- -الغارديان-: استخدام روسيا صاروخ -أوريشنيك- تهديد مباشر من ب ...
- أغلى موزة في العالم.. بيعت بأكثر من ستة ملايين دولار في مزاد ...
- البنتاغون: صاروخ -أوريشنيك- صنف جديد من القدرات القاتلة التي ...
- موسكو.. -رحلات في المترو- يطلق مسارات جديدة
- -شجيرة البندق-.. ما مواصفات أحدث صاروخ باليستي روسي؟ (فيديو) ...
- ماذا قال العرب في صاروخ بوتين الجديد؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - -عين الرمانة- إذ انتقلت شمالا!