أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حسين عجيب - خبر عاجل_ثرثرة














المزيد.....

خبر عاجل_ثرثرة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1926 - 2007 / 5 / 25 - 12:53
المحور: سيرة ذاتية
    


" حسين علي عجيب يربح بطاقة الغرين غارد الأمريكية"
أحلامي وخيالاتي لم تتجاوز فرنسا أبدا. أمريكا لغز حالة سحرية,قبّعة المطلقات في حركة دورية بين الحلم والكابوس,لم يخطر ببالي يوما أني قد أصل إلى أمريكا! قبرص حلم مستحيل.
.
العاشرة صباحا في الحمام,خطرت ببالي فكرة "الاعتراف" ورحت أقلّبها في ذهني,ستكون مادّة دسمة....من الاعتراف الديني وطقوس السحر والغيب مرورا باعتراف الضعيف والمتّهم وصولا إلى الاعتراف المعكوس,اعتراف الكبار بالصغير واعتراف المجتمع ودوائر الثقافة بهذا الكاتب أو ذاك, وتذكّرت كم تكررت على مسامعي عبارة الاعتراف بإسرائيل....وغرقت في حلم يقظة...يدور حول الشكل الآخر للاعتراف ويخصّني شخصيا, من يعترف بي....بوجودي وكتاباتي ومجمل حياتي الكئيبة....
رنّ التلفون, وقطع سلسلة الأفكار, أخي ياسر على الخط يضحك, وهو نادرا ما يضحك:
_مبروك,حسين فزت في اليانصيب الأمريكي للهجرة....
نعم,نعم, شو قلت؟
_تقدمت بأوراق لي ولك, وأنت فزت, وشرح لي بأنه حظ نادر,يحسدني عليه الكثيرون...
لقد ألحّ عليّ في الماضي,فقط أرسل صورة, ماذا ستخسر يا حسين! وكلامه الضمني والذي أسمعه (بشكل مضمر) من جميع المعارف والأصدقاء, ماذا لديك لتخسره!؟
صحيح,لم يتبقى لدي ما أعطيه, ولم يبقى ما أريده وأرغب فيه, لقد استسلمت للكآبة منذ زمن...
ردّة فعلي الأولية_لا مبالاة مطلقة_ ماذا يعني ياسر؟
_ هذه فرصة يحلم بها الملايين وأتتك من السماء, يبدو أن الحظ ابتسم لك أخيرا يا حسين...ياسر يتكلم وأنا في حالة سطلة وبلادة كاملة, هي صحيحة يا ياسر؟
_ الأوراق الرسمية كلها معي ووصلت بالبريد, تعال بسرعة إلى دمشق وأنا سأعمل الباقي.
*
تحدثت مع مصعب, ربما للتأكد من واقعية ما أسمع أو بحكم العادة. مبروك أنت تستحق يا حسين, وبفكاهته المعتادة, راح يتحدث عن الحسد والهرمونات,تعال بسرعة, انتظرك.
أشعلت سيجارة...
ثم بدأت في نوبة بكاء هستيري, لوحدي, على الكرسي المقابل للبحر....ابكي وأبكي....أشهق وأختنق بدموعي ومرارتي المزمنة...لقد قهرني زماني, واستنفذت الطاقة والحلم.
.
.
لطالما حلمت في يقظتي ومنامي, بالوصول إلى بلد لا يعرفني فيها أحد....وها أنا بعد ضياع الشباب ونفاذ الرغبة والطاقة, تفتح أمامي فرصة... قارّة لا يعرفني فيها احد, ولا أعرف أحدا.
هل وصلت إلى ذروة الدراما في حياتي!؟
لست سعيدا, في العمق أنا حزين ومتألم, ولم تفرحني هذه الفرصة, لكنني سأمضي إلى النهاية, لن أهرب ولن أنسحب بعد اليوم, كان قراري الأول, قرار كياني كلّه:توقف عن الهرب يا حسين, واجه الحياة الواقعية وحاول أن تعيش فيها....
هذا ما سأفعله....أنا الآن في حالة انعدام وزن كلّي, أنا غير موجود,بلا اسم بلا حدث.
*
أخبرني حدسي_قبل بداية السنة_ بحصول تغيرات جذرية في حياتي, وقد كتبت ذلك في أكثر من مادة, لم أفكّر كيف؟ كل سلوك فكّرت فيه ندمت عليه لاحقا, وندمت حين لم أفكّر أيضا. ما تزال حياتي تتخبّط في الندم والأخطاء, من أكثر ما آلمني فكرة: أنني سأموت قبل أن اركب طائرة أو سفينة أو ألتقي ببشر مختلفين وبلاد غريبة. هل سينجح الأمر معي!
أكثر الأشياء حزنا أن تصل إلى ما كنت تريده. كررت هذه العبارة طويلا.
هل سترضى فريدة السعيدة بمرافقتي في هذه الرحلة؟
هل تحتمل بقية العمر هذه المغامرة؟
لقد ادّعيت بأن ثرثرتي أهم من حياتي نفسها,وهذا الاختبار الحاسم,ربما يكون نصيبي هناك!
الشعر نعمة ونقمة بنفس الدرجة والحدّة,الربح في الأعمق والخسارة في الأعمق.
نعمة الشعر أنك تحمل كيانك وحياتك بمجملها:في صوت الريح وفي تفتّح الزهرة وموت الفراشة أو الصرصور. هل أستحق هذه الفرصة؟ ماذا عملت لأستحقها!؟
هل كتابتي حقيقية أم أنها عبث على السطح وبين القشور؟
قبل سنين كتبت:
اقتربت من ماركس
حتى أحرقني الجنس
قهقهت مع فرويد
في سجون الرفاق الأغنياء
لم أبكي
لم اشهر خوفي الموروث
تخفّفت من ضيقي
بالسجائر والعرق
وابتعدت
قدر ما أستطيع
عن إخوتي الأشرار

لكنهم
أفسدوا نومي
وأنا تائه
مثل غراب أبيض
لا يريد أحدا
ولا يريده أحد.

ها أنا اليوم على أبواب الخمسين, وفي حيرة أشدّ, ماذا أريد من بقية حياتي؟!
أن تأتيني البطاقة الخضراء,بعدما شاب شعري وتساقطت أسناني وفترت همّتي, حظ! ربما.
سأكمل أوراقي وأركب الطائرة,ربما أبكي وربما أغنّي, وربما أكتشف شخصيات جديدة في شخصي, ربما تصبح فريدة مصوّرة كما كانت تحلم, ربما نمتلك بيتا وعملا نحبه, ربما في الطريق الجديد, كما في كل طريق محطّات وشرفات وكنوز على المفارق, من يعرف؟



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فكرة قبول النفس
- الرؤية من الخارج(فانتازيا)_ثرثرة
- الملاذ الأخير للشخص الفاشل_ثرثرة أخيرة
- أتسكّع مع بحر جبلة_ثرثرة
- سنيّة صالح بصحبة الماغوط في جبلة _ثرثرة
- هي الحرب إذن...ثرثرة
- لا تسرقوا البحر_ثرثرة
- ما الجديد..؟_.ثرثرة
- فكرة ما لا أعرفه_ثرثرة
- المغامرة الأولى_ثرثرة
- لماذا يجب أن اتوقف عن الثرثرة!!!؟
- في أول حزيران أتوقف عن الثرثرة
- ثرثرة في الحب
- كوميديا شخصية_ثرثرة
- بيروت في اللاذقية_ثرثرة
- دراما شخصية_ثرثرة
- أريحية...ى جدوى...فراغ_ثرثرة
- رامبو وآل عمران واللاذقية ....في الجحيم_ثرثرة
- دوران بين المشفى المركزي والحكيم_ثرثرة
- ترتيب البيت الداخلي_ثرثرة


المزيد.....




- من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا ...
- ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا ...
- قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم ...
- مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل ...
- وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب ...
- واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب ...
- مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال ...
- -استهداف قوات إسرائيلية 10 مرات وقاعدة لأول مرة-..-حزب الله- ...
- -التايمز-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي لن ...
- مصادر عبرية: صلية صاروخية أطلقت من لبنان وسقطت في حيفا


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حسين عجيب - خبر عاجل_ثرثرة