أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - حسيب شحادة - دولة واحدة وشعبان














المزيد.....

دولة واحدة وشعبان


حسيب شحادة

الحوار المتمدن-العدد: 1924 - 2007 / 5 / 23 - 03:52
المحور: القضية الفلسطينية
    



كتبت الدكتورة الفلسطينية المقدسية غادة كرمي، عضوة مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة لندن، مقالاً قبل بضع سنين بعُنوان ”دولة واحدة وشعبان” ، ورأينا أنه من المناسب تلخيصه وإطلاع القارىء العربي عامة والفلسطيني خاصّة على أهم ما ورد فيه.
ما زالتِ المشكلةُ الأساسية قائمةً، تعتقد إسرائيل أن قيام كيان فلسطيني مستقل وحتى دولة على جزء من الضفة الغربية سيُرضي الفلسطينيين. فكرة إقامة دولة فلسطينية طُرحت أولاً العام 1974 عندما صوّت المجلس الوطني الفلسطيني لصالح إقامة السلطة الفلسطينية على كل بقعة فلسطينية تتحرّر. وفُسّرت هذه الفكرة فيما بعد وكأنها ترمي إلى إقامة دولة في الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس الشرقية. وإثر اتفاقية أوسلو عام 1993 دعم هذه الفكرةَ العالَمُ العربي والعالَم بأسره في حين تعارضُها أمريكا وإسرائيل.
يبدو أن حلّ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي عن طريق إقامة دولة فلسطينية أمرٌ مستحيل بل وغير مرغوب فيه. نظرة خاطفة على الخارطة تُرينا صعوبةَ الأمر من ناحية لوغسطية. ”تنخرُ” الضفة الغربيةَ طولاً وعرضاً مستوطناتٌ يهودية وشوارعُ جانبية التفافية. لا امتدادَ جغرافيا للأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وهي منفصلة عن غزة والقدس. بناء على حلّ بنيامين نتنياهو فإن كل المستوطنات ستبقى و40% فقط من الضفة الغربية سيكون بيد الفلسطينيين. والوضع صعب جدا لعدم توفّر موارد طبيعية كافية. أدّى الاحتلال الإسرائيلي المستمرّ إلى نقل الموارد الطبيعية من الفلسطينيين إلى المستوطنات اليهودية- 90% من الأرض المستغلة و75% من المياه حتى 1989. وعماد الاقتصاد الفلسطيني، كما هو معروف، هي الزراعة. ومنذ العام 1993 تدهور الوضع الاقتصادي من جرّاء سياسة الإغلاق الإسرائيلية وإحضار عمّال أجانب إلى إسرائيل. إن قيام دولة فلسطينية سيكون مرهوناً بدعم مادّيّ سخيّ جدا من الخارج
الشرطان الضروريان لإقامة دولة فلسطين هما: إزالة المستوطنات وإتّخاذ القدس الشرقية عاصمة. ووضع كهذا لا يبدو واقعياً لا على المدى القريب ولا البعيد. وعليه فاقتراح إقامة دولة فلسطينية غيرُ قابل للتنفيذ وكما أن عزلَ الشعبين غير ممكن أيضا. الحلّ البديل هو ترك فكرة الدولتين وتبنّي فكرة دولة واحدة لشعبين. ومما يجدر ذكرُه أن فكرة إقامة دولة ديمقراطية في فلسطين كانت منظمة التحرير الفلسطينية قد اقترحتها سنة 1969 لتشمل فلسطين أيام الانتداب البريطاني وبها يتمتع الجميعُ، مسلمون ومسيحيون ويهود بحقوق متساوية دون أي تمييز ديني أو طائفي. رفض هذه الفكرةَ الطرفان، اعتبرت إسرائيل هذا الاقتراحَ وصفةً لإبادتها أما الكثيرون من الفلسطينيين فيروْن في ذلك تنازلا غير مقبول.
لا شكَّ أن في الاقتراح المذكور تقدماً نفسيا حقيقيا، هناك استعداد فلسطيني لمنح المساواة لمن سلبهم أرضَهم واستعداد كهذا لم يخرُج من فم أي زعيم إسرائيلي. بعد سنة 1974 ترك الجميعُ فكرةَ الدولة الواحدة للشعبين وتشبثوا بالخيار ”إقامة دولة في الضفة الغربية وقطاع غزة. وتحت وطأة احتضار أو موت المسيرة السلمية بزغت من جديد فكرةُ الدولة الواحدة لدى يساريين إسرائيليين وفلسطينيين في المهجر. ويدور النقاش بينهما حول مبنى الدولة العتيدة، أسيكون ثنائي القومية أم ديمقراطيا؟ في دولة ثنائية القومية سوف يعيش الفلسطينيون بجانب الإسرائيليين كمجتمعيْن منفرديْن ولكل منهما الحقُّ في الحفاظ على لغته ودينه وتقاليده والاشتراك في الحكومة متساوٍ.
تؤيّد الكاتبة الدكتورة غادة كرمي مثلَ هذه الدولة الديمقراطية العلمانية المبنية على النمط الغربي للنظام الديمقراطي. ومع هذا فإنّ فكرة الدولة الواحدة لن تحظى، على ما يبدو، بتأييد معظم الإسرائيليين والفلسطينيين. وهذا يعني بالنسبة للفلسطينيين إجهاض الحلم المعروف القائل بإقامة دولة ذات سيادة على كل تراب الوطن الفلسطيني. أما بالنسبة للإسرائيليين فإن إقامةَ الدولة الواحدة معناها القضاء على الحلم الصهيوني الذي يرى الديارَ المقدسة خاصة باليهود فقط.
يظهر أن حلم التعايش أو العيش المشترك مع العدو بعد عشرات السنين من الكراهية غير جذّاب. بالرغم من ذلك يبدو للكاتبة أن لا طريق آخر يمكن التقدم به. ومن سخرية الأقدار أن سياسة التوسّع الإسرائيلية في الأراضي المحتلة قد قَبرت خيارَ الدولتين وفتحتِ الباب للدولة الواحدة. حتى ولو كان من الممكن إقامة دولة فلسطين بجانب إسرائيل فإن هذا الحلّ غير مرضٍ في أحسن الحالات ستكون تلك دولةً هزيلة مقسمة دون استقلال اقتصادي ومشتملة على خُمس الوطن الفلسطيني فقط. ودولة من هذا القبيل لن يكون في مقدورها استيعاب الأربعة ملايين من اللاجئين الفلسطينيين المشتتين في أرجاء العالَم مثل الكاتبة غادة كرمي نفسها
ومما يجدر ذكرُه أن المطالبةَ الصهيونية بفلسطين كأرض خاصّة باليهود فقط مرفوضة كليا من الجانب الفلسطيني. الشعور الفلسطيني بالظلم والإجحاف نابع من فقدان الوطن والحرمان من العودة، وشعور كهذا لن يزول في نطاق إقامة دولتين. بدون إزالة هذا الشعور فإنه سيستمرّ في تغذية عمليات الإرهاب والعنف. لا يمكن إعادة عقارب الساعة إلى الوراء إلا أن شراكة منصفة على الأرض بين الشعبين وعودة اللاجئين إلى ديارهم ستساعد على بناء مستقبل مستقر
قيام دولة ديمقراطية علمانية هو حُلم بعيد المنال وباعتقاد الكثيرين محض خيال، ولكن هكذا كان الحلم الصهيوني - إقامة دولة على أرض شعب آخرَ - حلم كُشف عنه في المؤتمر الصهيوني الأول الذي عُقد قبل مائة عام.
ا. د. حسيب شحادة
جامعة هلسنكي



#حسيب_شحادة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القاموس
- قاموس فنلندي عربي
- في حقيبتك قنبلة
- يوم الأرض ومخطط الجهض
- دور اللغة في الثقافة
- آراء وأفكار في الثقافة والفكر
- فذلكة حول علم الأسماء العبرية في الديار المقدسة
- % 68 من اليهود يرفضون العيش مع العرب في نفس العمارة
- المعهد الفنلندي في الشرق الأوسط
- لمحة عن: نشرة الهجرة القسرية، اللاجىء والنازح الفلسطيني
- المكتبة الوطنية في روسيا
- ناديا حسن وزيارة الوطن
- درس في الشعر الوطني
- الصداقة الحقّة
- حُرّاسُ المدينة، ناطوري قارْتا
- خبز الشاودار الفنلندي? ?ذو القيمة الغذائية العالية
- التدريس الجامعي بالعربية، ضرورة التنسيق في التعريب بين كافّة ...
- عرض لكتاب حول تأثير الفكر الأفلاطوني السياسي على الفارابي
- فذلكة حول إعداد عربيّ المستقبل
- الساونا، الحمّام الفنلندي


المزيد.....




- أثناء إحاطة مباشرة.. مسؤولة روسية تتلقى اتصالًا يأمرها بعدم ...
- الأردن يدعو لتطبيق قرار محكمة الجنايات
- تحذير من هجمات إسرائيلية مباشرة على العراق
- بوتين: استخدام العدو لأسلحة بعيدة المدى لا يمكن أن يؤثرعلى م ...
- موسكو تدعو لإدانة أعمال إجرامية لكييف كاستهداف المنشآت النوو ...
- بوتين: الولايات المتحدة دمرت نظام الأمن الدولي وتدفع نحو صرا ...
- شاهد.. لقاء أطول فتاة في العالم بأقصر فتاة في العالم
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ باليستي قرب البحر الميت أ ...
- بوتين: واشنطن ارتكبت خطأ بتدمير معاهدة الحد من الصواريخ المت ...
- بوتين: روسيا مستعدة لأي تطورات ودائما سيكون هناك رد


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - حسيب شحادة - دولة واحدة وشعبان