|
دعوة لعقد مؤتمر وطني للمثقفين العراقيين
سميرة الوردي
الحوار المتمدن-العدد: 1923 - 2007 / 5 / 22 - 11:15
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
محمود حمد / سميرة الوردي توحيد المثقفين على اسس وطنية..الخطوة الاولى نحو استئصال وباء(المحاصصة) من ثقافة وواقع الحياة السياسية والعامة في العراق
ان حاجتنا الى : • انتشال الثقافة الوطنية من ازمتها. • وانتزاع دور ريادي بنّاء للمثقف من النواحي الدستورية والمجتمعية والمؤسساتية والتنموية والفردية. تتطلب ادراك ازمة الثقافة الوطنية كجزء من الازمة الوطنية العامة في العراق من خلال تحديد: • طبيعة الازمة. • سمات التطور التاريخي الذاتية والموضوعية في بلادنا. • القوى المؤثرة في تعقيد الازمة،او تعميقها. • القوى القادرة على التاثير على عناصر الازمة ومعالجتها. (وهذه بعض المحاور التي يمكن ان يتصدى لها المثقفون خلال التحضير لمؤتمرهم الذي ندعو له). والازمة (الثقافية) في جوهرها ازمة هوية وطنية ..فبعد غزو قوات الاحتلال للعراق وتفجر موجة الارهاب الكامنة في النظام والمتلازمة مع طبيعة الاحتلال انكشفت هشاشة وخواء (الهوية الوطنية) المبنية على العسف، والقسر، والاستبداد، والتجويع، والاحتقار، والتهميش، والابادة، والتمييز(حيث طفحت في هذه المرحلة الى سطح الازمة – ثقافة انكفائية ضيقة الافق وظرفية ومتشنجة – تعبر عن هوية الطائفة والعرق والقبيلة والمنطقة بديلا للهوية الوطنية..). وتتفاقم الازمة اليوم نتيجة عدم تشكل ونضج هوية وطنية: • حرة. • ومتسامحة. • وواعية لدورها التنموي. • ومقتنعة بانتمائها للتاريخ الوطني والتراب الوطني. • ومدركة لدورها الريادي في ادارة الدولة. • ومثابرة للتمتع بخيرات الوطن. • ومتمسكة بحقها الطبيعي في الحياة الحرة الكريمة. وليس هوية الطائفة او العرق او المنطقة،المتناهشة على اسلاب الوطن، وغير المكترثة بسيل دماء الاخوة في بيت الجيران. وبناء على ذلك فان الثقافة الوطنية(بكل تنوعها الثري) ستكون بديلا لثقافة الطائفة.. اوثقافة العرق.. اوثقافة القبيلة.. اوثقافة العقيدة..اوثقافة السلطة. وهل يمكن تبلور (ثقافة وطنية) بدون تلك (الثقافات الجزئية) التي تشكل بمجموعها الثقافة الوطنية؟!- التي هي بدورها (جزء) من الثقافة الانسانية -. نعم.. من الممكن والحتمي تشكل (الثقافة الوطنية) ليس كحاصل جمع كمي لتلك الثقافات بل نتيجة للعلاقات الجدلية بين التيارات التقدمية الانسانية التنموية الوطنية في كل ثقافة (جزئية) من ثقافات مكونات المجتمع الوطني المتعددة والمتنوعة والغنية، تلك التيارات التحديثية التي تنبذ الكراهية، والعنف، والتخلف، والانعزالية، والتعصب. ولما كان اهتمامنا في هذه الدعوة مركزا على.. مالذي ينبغي على المثقف العراقي عمله من اجل وطنه؟ • بعد ان ثبت ان السنوات الاربع الماضية التي اعقبت الاحتلال كرست ثقافة الطوائف والاعراق والعقائد على حساب الثقافة الوطنية . • وبعد ان مسخت السلطة الدكتاتورية قبل الاحتلال مفهوم (الثقافة الوطنية) وجوفتها من مضامينها الابداعية والانسانية والتنموية والوطنية على مدى اربعة عقود،وحولتها الى صدى لقرقعة السلاح وصرير الموت في كل مدن الوطن وقراه. وبالضرورة فان مرحلة الدكتاتورية افرزت نمطا من المثقفين المدججين بالكراهية وابادة الاخر وقبر ثقافته ، فان مرحة مابعد الاحتلال افرزت فئة من مثقفي الطوائف والاعراق الذين ينبذون ثقافة الاخر، ويستأثرون بمفاصل المؤسسات الثقافية. ولما كان مفهومنا للثقافة والمثقفين بمعناهما الواسع لـ(الثقافة)و(المثقف) فاننا سنقف عند دور المثقف في هذه المرحلة من ازمتنا الوطنية العامة. فالمثقف هو كل منتج للثقافة المعرفية والروحية والمادية، وينضوي تحت هذا المفهوم جميع المبدعين من علماء وادباء وفنانين واداريين وباحثين ومهندسين واطباء وقانونيين .. وغيرهم. ويشكل التنظيم احد المقومات المادية الاساسية لنجاح اي قوة اجتماعية تريد ان يكون لها دورا في الحراك التاريخي، وفي تغيير مجرى الاحداث لصالح قوى البناء والتنوير بمواجهة قطعان التخريب والظلام. وتعد النقابات، والجمعيات، ومراكز البحث، والهيئات الثقافية، والتجمعات الاكاديمية والابداعية، والشركات المتخصصة بالانتاج الثقافي (المقروء والمسموع والمرئي) داخل الوطن وخارجه،القاعدة المؤسسية لنشاط المثقفين. وليس التجمعات- النخبوية - التي تثير التساؤلات اكثر مما تقدم المعالجات،والتي تولد وتبقى معلقة في فضاء الاعلام بلا قاعدة اجتماعية داخل الوطن وخارجه، الى حين افولها. واي جهد يستهدف الارتقاء بدور المثقف على المستوى الوطني ينبغي ان يبدأ من تفعيل وتطوير وتطهير دور تلك المكونات المؤسسية(النقابات والجمعيات..وغيرها)، وان استثناءها او استغفالها او تجاوزها او الترفع عنها او تدجينها من جانب أي طرف او تجمع لن يؤدي الا الى خواء ذلك الطرف او التجمع الذي يريد الوصول الى المثقف العراقي على امتداد خارطة الوطن وفي المنافي، وبالتالي نضوب منابعه واضمحلاله وموته عزلة. لكن ينبغي الانتباه الى ان هؤلاء المثقفين المنظمين لتلك النقابات والهيئات رغم كونهم القوة الاجتماعية الرئيسية للمثقفين الا انهم ليسوا هم المكون الوحيد – المحرك - في تيار الثقافة. فالعمل بين المثقفين ينبغي ان يراعي الطبيعة الخاصة للمثقفين المبدعين، وحاجتهم الموضوعية الى الحرية،ونبذهم للتسلط، وميلهم الدائم للتجديد والتنوع،وعشقهم للبحث والاستقراء،واعتزازهم بذاتهم الانسانية الخلاقة. وكي لانخوض في التجارب التي اخفقت في تكوين كيانات وتجمعات ثقافية داخل الوطن اوخارجة بعيدا عن القاعدة الواسعة للمثقفين، وتلاشت بعد الاعلان عنها او خلاله، فاننا نختصر الطريق للولوج الى السؤال الجوهري: مالعمل؟ ان طبيعة الصراع الذي يشهده مجتمعنا العراقي والفئات المثقفة منه تتطلب: الدعوة لعقد مؤتمر وطني للمثقفين العراقيين المقيمين داخل الوطن وخارجه على ان يشارك فيه المثقفون بصفتهم (مثقفين) وليس ممثلي طوائف واعراق واحزاب واديان وقبائل وملل ونحل!.. ويدعا له: 1. اعضاء الهيئات الادارية لجميع النقابات والهيئات والجمعيات المهنية الخاصة بالمثقفين وفق المفهوم الذي اوردناه سابقا. 2. ممثلو (ثقافة) القوى السياسية العاملة في العراق. 3. المثقفون الذين اثروا بنتاجاتهم الابداعية المادية والمعرفية في جميع فروع المعرفة والعلم والادب والفن، ومن جميع الاجيال. 4. المثقفون الحداثيون الشباب على اختلاف اختصاصاتهم، والذين يحاولون صياغة رؤية ثقافية بعيدة عن ثقافة الاستبداد الدكتاتوري المعزول أوثقافة الاحتلال. 5. المثقفون الابداعيون المتماهون مع عملهم الابداعي في معازلهم الاختيارية داخل الوطن وخارجه. 6. الاساتذة الجامعيون وخاصة من الاختصاصات المتصدية لعملية التنمية الشاملة،المادية والروحية. 7. اعضاء من لجنة الثقافة والاعلام في البرلمان. 8. ممثلو مراكز البحث العلمي والادبي والفني والاكاديمي. 9. الشركات المعنية بصناعة المنتج الثقافي(المقروء والمسموع والمرئي). • ولكن ..لماذا هذه الشمولية في الدعوة؟ لان مانحتاجه ليس تكتلا قميئا بين حشد التكتلات الراكدة ، بل تجمع وطني للمثقفين العراقيين له اهداف وطنية وثقافية واضحة ومحددة تتمثل في: • الاتفاق على رؤية مشتركة لمفاهيم الثقافة الوطنية،التي تعبر عن المشتركات الابداعية والانسانية البناءة في ثقافات جميع مكونات الشعب العراقي. • تشكيل قوة ثقافية تنظيمية وطنية انسانية واعية تنموية ذات قاعدة شعبية واسعة بمواجهة التيارات التفكيكية والانعزالية،قادرة على مواجهة ثقافة التناحر والتصادم والتهميش والتكفير ،وبامكانها استخدام ادوات الديمقراطية في التاثير الايجابي على القوى السياسية داخل السلطة وخارجها، وتقويم حركة الاحداث لصالح تيارات العقل المؤسس لحياة الانسان المنتج والحر ،وبعيدا عن التوحش والردة لثقافة الغزو والغنائم والاستلاب وقطع الطرق والاعناق. • تبني مفاهيم وخطط وبرامج وتوجهات تقدمية متحضرة تحترم الانسان وتنوع ثقافته وانتماءاته واختياراته وانجازاته، وتعتمد على معيار الكفاءة الابداعية في تقييم المثقف الوطني. • الدعوة الى اعادة الانتخابات في جميع هيئات المثقفين وفق معايير الوطنية التي يقرها - المؤتمر العام- الذي نحن بصدد الدعوة له، بشرط منع اي ترشيحات على اسس دينية، او طائفية، او عرقية، او ايديولوجية. • أن تكون جميع الترشيحات بصفة فردية (المثقف كقيمة ابداعية ومهنية شخصية)، ووفق برامج تخدم المشروع الوطني للارتقاء بالثقافة الوطنية. • تجاوز منهج السلطة المركزية الاستئثاري ،وضرورة وعي.. ان المثقفين هم (مثقفو العراق) وليس المثقفين المقيمين في العاصمة فحسب،مما يعني عدم اغفال اي مكون ثقافي او مثقف او هم ثقافي في اي بقعة من ارض الوطن. • ان تخصص الدولة ميزانية خاصة لاعمار الثقافة ودعم المثقفين، مثلما هو مخصص في ميزانيات اعمار البنية الاساسية للمجتمع والدولة. ان هذه الكتلة الاجتماعية الواعية والبناءة ( تجمع المثقفين من كل انحاء الوطن) في حالة التئامها وتوحدها وحراكها بهذه القاعدة الشعبية الواسعة والمتنوعة والواعية ، والتي تغطي خارطة الوطن ستكون النواة الاجتماعية المتنامية للـ(الطبقة الوسطى) التي سحقتها انظمة الدكتاتورية، وخنقتها سلطة الطوائف والاعراق في ظل الاحتلال، وهي المؤهلة لتنفيذ المشروع الوطني للبناء والتنمية البشرية والمادية،وضمان الاستقلال الناجز للوطن وتأمين سيادة الشعب على مقدراته وثرواته، وانهاء عهد الاحتلال، وزوال بيئة الارهاب. ان ازمة الثقافة والمثقف العراقي هي جزء من الازمة الوطنية العامة..ولايمكن معالجتها بمعزل عنها..
محمود حمد سميرة الوردي
#سميرة_الوردي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يا أُمة أخجلت من جهلها الأُمم
-
ُنريد أن نحيا / مع رسالة من بغداد
-
قراءة في ديوان طلائع الفجر ( 5 ) للشاعر/ علي جليل الوردي
-
قراءة في ديوان طلائع الفجر ( 4 )
-
الى سلام الناصر
-
قراءة في ديوان طلائع الفجر 3
-
قراءة في ديوان طلائع الفجر ( 2)
-
قراءة في ديوان طلائع الفجر
-
رسالة أم
-
گوگ الله المنتسر من الجنوب الى الشمال
-
هل سنحرق البترول أم سيحرقنا
-
الخيمة
-
مقطع من حياة امرأة
-
إستعدوا
-
عتاب
-
المرأة وحقوقها
-
لم يبق ما يقتلوه، حتى الحجر
-
يقظة / كلمات ليست للتصويت
-
العراق والإحتلال ودرب الآلام
-
نداء استغاثة الى حكام العراق
المزيد.....
-
معالجات Qualcomm القادمة تحدث نقلة نوعية في عالم الحواسب
-
ألمانيا تصنع سفن استطلاع عسكرية من جيل جديد
-
المبادئ الغذائية الأساسية للمصابين بأمراض القلب والأوعية الد
...
-
-كلنا أموات بعد 72 دقيقة-.. ضابط متقاعد ينصح بايدن بعدم التر
...
-
نتنياهو يعطل اتفاقا مع حماس إرضاء لبن غفير وسموتريتش
-
التحقيقات بمقتل الحاخام بالإمارات تستبعد تورط إيران
-
كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
-
-نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح
...
-
الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف
...
-
حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف
...
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|