أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - غيلا سفيرسكي - مشاركة حركة السلام النسائية الإسرائيلية في النضال اللاعنفي















المزيد.....

مشاركة حركة السلام النسائية الإسرائيلية في النضال اللاعنفي


غيلا سفيرسكي

الحوار المتمدن-العدد: 583 - 2003 / 9 / 6 - 02:53
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



     الحياة     2003/08/31
مارست حركة السلام النسائية الإسرائيلية النضال اللاعنفي كاستراتيجية منذ تأسيس منظمة "سيدات في حداد" بداية عام 1988، بعد شهر واحد من اندلاع الانتفاضة الشعبية الفلسطينية الأولى. وقد بدأت حركة "سيدات في حداد" كمجموعة صغيرة من النساء الإسرائيليات يستخدمن أشكالا متواضعة للاحتجاج، حيث كن يلبسن ثيابا سوداء ويتجمعن مرة في الأسبوع في وقت واحد، عند تقاطع طرق رئيسي في مدينة القدس، ويرفعن لافتة ســوداء على شـــكل يد عليها كتــابة بيضاء تقول "ضعوا حداً للاحتلال".

بسبب هذه البداية المتواضعة، سمعت نساء في إسرائيل بهذا الشكل من الاحتجاج وبادرن بدورهن الى تبنيه وممارسته. وفي شمال إسرائيل، حيث يقطن عدد لا بأس به من الفلسطينيين من مواطني إسرائيل، وقفت النساء الفلسطينيات جنباً إلى جنب مع اليهوديات للإعراب عن احتجاجهن، وامتدت الحركة من إسرائيل إلى عشرات الدول الأخرى. وتنبع قوة هذه الحركة من رسالتها الواضحة والثابتة التي يروَّج لها بأسلوب لاعنفي: ضعوا حداً للاحتلال. وتستهدف هذه الرسالة الجمهور الإسرائيلي وقيادته، والجمهور والقيادات في المجتمع الدولي، والشعب الفلسطيني. أما الغاية من ذلك فإعلاء صوت الذين يرفضون الاحتلال، لكنهم لا يملكون أية سلطة سياسية كأفراد. ويبدو أن تصميم تلك النساء والعدد المتزايد لأنشطة الاحتجاج قد حقق تأثيراً واسعاً.

وعند اندلاع انتفاضة الأقصى في نهاية أيلول (سبتمبر) 2000، انضمت تسع منظمات نسائية إسرائيلية تعمل من أجل السلام إلى "تحالف النساء من أجل السلام"، وقامت بإطلاق سلسلة من الأنشطة اللاعنفية احتوى بعضها على أعمال عصيان مدني، كالاستلقاء على أرض الشارع، لإغلاق مدخل وزارة الدفاع الإسرائيلية، احتجاجاً على إغلاق مداخل ومخارج المناطق الفلسطينية. وتبعت ذلك أنشطة، أحياناً بالتعاون مع منظمات سلام أعضاؤها من الرجال والنساء، تضم أشكال مقاومة لاعنفية أخرى لكنها تنتهك القوانين والأوامر العسكرية الإسرائيلية، كإعادة بناء المنازل التي هدمتها السلطات الإسرائيلية، أو إزالة الحواجز وإعادة ردم الخنادق التي حفرتها السلطات لتعزيز إغلاق المناطق الفلسطينية. وفي حالات أخرى اعترضت نساء بمفردهن جرافات الجيش الإسرائيلي أو قمن بربط أنفسهن بالسلاسل إلى أشجار الزيتون في محاولة منهن لمنع تدمير المزيد من المنازل والممتلكات الفلسطينية. وقد أدى بعض هذه الأنشطة إلى اعتقال عدد من النشطاء.

كذلك قام بعض المنظمات من الأعضاء في "تحالف النساء من أجل السلام" بعدد من أنشطة الاحتجاج اللاعنفي القانونية. فقبل سنة ونصف السنة، أي في كانون أول (ديسمبر) 2001، نظمت خمسة آلاف امرأة فلسطينية وإسرائيلية مسيرة من الجانب الإسرائيلي من القدس إلى الجانب الفلسطيني، تحت شعارين متلازمين: "الاحتلال يقتلنا جميعا" و"نحن نرفض أن نكون أعداء". وفي حزيران (يونيو) الماضي، نظمت النساء الإسرائيليات عملية استلقاء جماعية على الرصيف في تل أبيب، لبست خلالها ألف امرأة ثيابا سوداء حداداً على ضحايا الاحتلال.

وينفذ بعض أعضاء التحالف أشكالا أخرى من المقاومة اللاعنفية. فوجود نساء لمراقبة سلوك الجنود عند الحواجز ونقاط التفتيش كثيراً ما يساهم، بشكل خاص، في منع التحرشات والاعتداءات الوحشية ضد الفلسطينيين. وقد حدث مؤخرا أن منعت هؤلاء النساء جندياً من إطلاق النار على طفل بعد أن قمن بإزاحة فوهة بندقيته بعيداً عن جسد الطفل، وأدى هذا الفعل إلى اعتقالهن بتهمة "إعاقة عمل جيش الدفاع الإسرائيلي".

كما تقوم منظمة "ملامح جديدة" بتوفير الدعم والمعونة للذين يرفضون الخدمة في الجيش الإسرائيلي لأسباب تتعلق بضميرهم. كما قمن السنة الماضية بإطلاق حملة "نساء يرفضن". فما الذي ترفضه تلك النساء؟ "نحن نرفض تربية أطفالنا للذهاب إلى الحرب، ونرفض تجاهل جرائم الحرب التي ارتكبت باسمنا، ونرفض دعم الاحتلال، ونرفض الاستمرار بممارسة حياة عادية بينما يعاني شعب آخر بسببنا".

هذا استخدام حصيف للنـضال اللاعنفي، فهو محاولة لوقف عسـكرة ثقافة المجتمع الإسرائيلي وغرس مفاهيم اللاعنف في أطفال إسرائيل.

ولعل أكثر حالات استخدام اللاعنف في خدمة السلام نجاحاً في إسرائيل حركة الأمهات الأربع. فقد سعت هذه المجمـــوعة، التي أوجـدتها أربع نساء في 1997 كان أبناؤهن يخدمون في الجيش الإسـرائيلي، إلى تعبئة الجمهور الإسرائيلي للمطالبة بسحب الجيش من جنوب لبنان، لأن بقاء إسرائيل هناك لفترة طويلة لا يخدم أي هـــدف أمني، وإنما يعرض حياة الجنود للخطر. وقوبلت الحركة في البداية بسخرية كبار ضباط الجيش ("ماذا تعرف النساء عن الأمن؟")، لكن جوهر استراتيجية حركة الأمهات الأربع كان التأكيد على دورهن كأمهات. وقد كان لذلك أثر في مجتمع قد لا يكن احتراماً للنساء العاملات لكنه يحترمهن كأمهات.

لم تلجأ حركة الأمهات الأربع إلى العصيان المدني أبداً، لكنها نظمت تظاهرات واعتصامات صغيرة أظهرت صدق التماسهن كأمهات يحترمن القانون، ولا يتطلعن لأي طموح سياسي. وقد أعطاهن وضعهن، كأمهات يخدم أبناؤهن في وحدات قتالية، الحق في نظر الجمهور لتحدي السياسة الإسرائيلية في لبنان. وقابلن المسؤولين الحكوميين من المستويات العليا، وكشفن للجمهور ضعف حجة المسؤولين بسبب جهدهن الإعلامي الدؤوب . وأصابت الثقة، التي اكتسبتها هذه الحركة بسبب تبنيها منطق الأم الحريصة على أبنائها وابتعادها عن السياسات الحزبية، عصباً حساساً للجمهور الإسرائيلي. فعدد القتلى بين أفراد الجيش في جنوب لبنان كان بازدياد، لذا لاقت رسالة الأمهات الأربع آذاناً صاغية، وغذت مشاعر القلق عند الجمهور بسبب العدد الذي لا ينتهي من القتلى. وبعد سنوات ثلاث من إنطلاقة الحركة، انسحب الجيش الإسرائيلي من لبنان.

لقد تبنت حركة السلام النسائية في إسرائيل أساليب لاعنفية متنوعة وخلاقة. وبينما تضمنت الأعمال الأكثر دراماتيكية عنصري المخاطرة والعصيان المدني، فإن الحركة تبنّت أنشطة لاعنفية قانونية لا تقل تأثيراً وفاعلية. وتشعر النساء المتظاهرات بأنهن محصنات اعتقاداً منهن بأن الشرطة والجيش لن يؤذيا النساء، رغم أن هذا الاعتقاد ثبت عدم صحته. لقد أثبتت التجربة أن استراتيجية اللاعنف تمنح قوة أخلاقية أكبر وتأثيراً أكبر من استراتيجيات العنف. فأنشطة اللاعنف تساهم في تمكين هؤلاء الذين يشعرون بأن لا حول لهم ولا قوة، ويبدو أن النتائج تثبت وتؤكد مدى فاعلية وتأثير النضال اللاعنفي.

- غيلا سفيرسكي ناشطة سلام وحقوق إنسان إسرائيلية، وشريك مؤسس لـ "تحالف النساء من أجل السلام" وعضو في حركة "سيدات في حداد" منذ قيامها، والمدير التنفيذي لـ "بات شالوم" (ابنة السلام بالعبرية). والمقال جزء من سلسلة مقالات عن اللاعنف تنشر بالتعاون مع خدمة Common Ground الإخبارية.

 

 



#غيلا_سفيرسكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- من زاوية جديدة.. شاهد لحظة تحطم طائرة شحن في ليتوانيا وتحوله ...
- أنجلينا جولي توضح لماذا لا يحب بعض أولادها الأضواء
- مسؤول لبناني لـCNN: إعلان وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرا ...
- أحرزت -تقدمًا كبيرًا-.. بيان فرنسي حول وضع محادثات وقف إطلاق ...
- هجوم صاروخي روسي على خاركيف يوقع 23 جريحا على الأقل
- -يقعن ضحايا لأنهن نساء-.. أرقام صادمة للعنف المنزلي بألمانيا ...
- كيف فرض حزب الله معادلة ردع ضد إسرائيل؟
- محام دولي يكشف عن دور الموساد في اضطرابات أمستردام
- -توجه المحلّقة بشكل مباشر نحوها-.. حزب الله يعرض مشاهد من اس ...
- بعد -أوريشنيك-.. نظرة مختلفة إلى بوتين من الولايات المتحدة


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - غيلا سفيرسكي - مشاركة حركة السلام النسائية الإسرائيلية في النضال اللاعنفي