|
الفكر السياسي في دولة الإسلام والمواقف العدائيه للغرب
أحمد الجُبير
الحوار المتمدن-العدد: 1923 - 2007 / 5 / 22 - 11:16
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
كانت نظرةالمفكرون الغربيون الى مفكري دولة الإسلام على إنهم رواد الأخلاق والفكر الفلسفي، ولكنهم لايحملون باع طويل في مجال الفكر السياسي. هذه النظره القاصره كان سببها هو أن الأوربيين في القرنين السادس عشر والسابع عشر يجهلون تماماً خصائص أو طبيعة الفكر السياسي عند المسلمين. بمعنى أكثر دقه إنهم كانوا يعطون أحكاماً مسبقه مفادها أن المسلمين لم يكن لديهم رؤيه واضحه للفكر السياسي، وإن دينهم وثقافتهم الخاصه كانت خاليه من أي فكر سياسي. وهذا ليس بغريب، رغم أن دولة الإسلام ابرزت للعالم شعله من أعلام الفكر السياسي نبرز منهم على سبيل المثال : * إبن أبي الربيع: (شهاب الدين أحمد بن أبي الربيع: مؤلف كتاب" سلوك المالك في تدبير الممالك" والذي إتفق فيه مع"أرسطو" من أن الأنسان يميل بطبعه الى الإجتماع، أي أنه حيوان أجتماعي مدني، إلا أن إبن أبي الربيع إختلف معه بكون إن هذا الميل الطبيعي للإجتماع خلقه الله سبحانه وتعالى في الإنسان وبذلك فأنه أضفى طابعا إلهياً لميل الإنسان نحو الجماعه وهذا مايفرقه عما جاء في الفكر اليوناني. كما ضمًن كتابه المذكور الجديد من أفكاره السياسيه المتعلقه بأشكال الحكومات، ومكانة الإنسان بالنسبه لباقي الكائنات الحيه وفرقه عنها، وتقسيم العلوم، ومكان علم السياسه منها، كما تطرق في كتابه الى أركان الدوله التي لخصها في الملك والرعيه والعدل والتدبير. * الفارابي: ( أبونصر بن محمد الفارابي المولود في 873 ميلاديه) من أوائل الفلاسفه الكبار في التاريخ العربي الإسلامي وأقربهم الى فهم فلسفة أرسطو. وله من الكتب والرسائل التي تجاوز عددها المائه أما أهم مؤلفاته السياسيه فكانت: • آراء أهل المدينه الفاضله. • تحصيل السعاده. • السياسه المدنيه. وقد قسًم الفارابي العلوم الى العلوم النظريه والعلوم العمليه والتي قسمها بدورها الى الفلسفه الخلقيه والفلسفه السياسيه. *الماوردي: ( أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي البصري المولود في 974 ميلاديه)ويعتبر علم من أعلام الفكر الإسلامي، ورجل من أبرز رجال السياسه في الدوله العباسيه. وله مولفات عديده. أما أشهر كتبه السياسيه فهي: • الأحكام السلطانيه. • نصيحة الملوك. • تسهيل النظر وتعجيل الظفر. • قوانين الوزاره، وسياسة الملك. وينتهي الماوردي الى أن الإنسان مدني بطبعه، وهذا ما إنتهى اليه الذين سبقوه كإبن الربيع والفارابي. إضافه الى إنه حدد وبدقه الصفه المحدوده لصفات الخليفه، وإتجاهاتها نحو الخير العام، كما حدد واجباته العامه. ويرى الماوردي إن مهام الإمام" الخليفه "، تعتبر حقوقاً للأمه. وتُعًد كتابات الماوردي السياسيه تعبيراً عن آلامه، حيث كان شاهدا على ضعف مركز الخلافه العباسيه، وما لحق بها حيث أصبح الخلفاء كالآلات المسخره بيد الفرس تاره والأتراك تارةً أخرى. *إبن خلدون: ( ولي الدين أبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن محمد المولود سنة1332 ميلاديه) ومؤلف كتاب المبتدأ والخبر في أيام العرب والبربر ومن عاشرهم من ذوي السلطان الأكبر. وبمنهج تجريبي أطل هذا العبقري بأفكاراً عن طريقة الحكم أعدها بعض الكتاب الغربيين بأنها من تأثيرات الفكر الغربي. وخير مايذكر إبن خلدون بخصوص تكوين الدول في مؤلفه( من أن الدوله تمر بعدة مراحل إذ تنشأ على أنقاض دوله سابقه، ثم ينفرد الحاكم بالحكم بعد التخلص من كل أصحابه، بعدها تمر الدوله في مرحلة الفراغ والدًعه وهي مرحلة إقتطاف الثمرات، تليها مرحلة القنوع والمسالمه، فيعيش الملك في سلام مع الأصدقاء والأعداء على السواء. وفي النهايه تمر الدوله بطور الإسراف والتبذير وفيها تنقرض الدوله وتزول). وليس من المصادفه أن نذكر، أنه وفي الوقت الذي نشر هؤلاء العلماء آراءهم ووجهات نظرهم السياسيه في الكثير من المؤلفات التي تُعتبر مراجع أساسيه في علم السياسه، ناهيك عن دورهم في مجالات العلوم الأخرى، فإن أوربا كانت تعيش في ذات الوقت في ظلام دامس، إذ أن مجتمعاتها كانت تعيش على تراكمات من التخلف والجهل وفي ظل أنظمه إقطاعيه غايه في الإجحاد وعدم المسؤوليه تجاه شعوبها. ولكن كل ذلك لايبعد مافي النفوس البغيضه من بغض لهكذا شعله وقًادًه من علماء الدوله الإسلاميه، ورغم كل ماقدموه لعلم السياسه فهناك من يشكك في قدراتهم رغم مجهوداتهم الجباره في الأخذ والصهر والعطاء، (ذلك العطاء الغني عن التعريف). ولكننا في الوقت ذاته لانستغرب من أقاويل الغرب التي شوًهت كل شيء، حتى التاريخ!، وبلدانهم التي سرقت كل شيء حتى الحضارات. فما عسانا أن نرًد وجلً مخطوطات دولة الإسلام في متاحف الغرب ومكتباته وقد سُرقت من أماكنها. وما عسانا أن نقول بعد أن هدًوا دولة الإسلام ونهبوا كل شيء من معارفها وعلومها. وما عسانا أن نفعل بعد أن فتتوا الأرض وإحتلوا الديار وإستباحوا كل شيء. وأصبح عندنا كلً شيء بمقدار.
#أحمد_الجُبير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رؤية مستقبليه لدولة الصراع السياسي في العراق
-
الإحتلال يحرض على الطائفيه في العراق
المزيد.....
-
ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات
...
-
الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ
...
-
بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م
...
-
مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ
...
-
الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض
...
-
الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض
...
-
من هم المسيحيون الذين يؤيدون ترامب -المخلص-؟
-
المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرتا اعتقال نتنياهو وجال
...
-
الأميرة المسلمة الهندية -المتمردة- التي اصطادت النمور وقادت
...
-
تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|