أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - متى يستقر الحال في العراق ؟















المزيد.....

متى يستقر الحال في العراق ؟


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 583 - 2003 / 9 / 6 - 02:45
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



         خمسة أشهر مضت على سقوط سلطة الدكتاتور ولم يعد العراق الى طبيعته ، فلا أمان ولاأقتصاد مستقر ولامظاهر الفرح التي تعم وجوه الناس ، ولاعودة عمل الموظفين والعمال ، وفوق كل هذا عدم تمكن الناس من القبض على المجرمين الذين قتلوا وسرقوا ونهبوا حياة وأموال الناس وروعوا أيامهم وأعمارهم  .
      خمسة أشهر مضت ولم يزل الجناة يرتكبون  جرائم إنسانية يندى لها الجبين ولا يرتكبها البشر الأسوياء ، في تفجير أنابيب المياه وتفجير مبنى الأمم المتحدة  وقتل المبعوثين الدوليين و الموظفين وتفجير السيارات قرب مرقد الأمام علي ( ع ) واغتيال الشهيد  السيد محمد باقر الحكيم والأبرياء من أهالي النجف ، وتفجير السفارة الأردنية وعمليات السلب والخطف والقتل العشوائي .
ولم تزل ذيول وأصابع السلطة البائدة تعيث في العراق فساداً فتقتل من تريد وتنهب من تريد وتخطف الأطفال والنساء وتحتمي ببيوت عراقية ، وتقوم بتفجير أنابيب النفط وهي الثروة الوطنية الوحيدة في البلد ، وتقوم بتفجير أنابيب المياه حتى يموت العراقي عطشاً ، وتقوم بتفجير السفارة الأردنية ومقر الأمم المتحدة حيث تتعاون مع زمر التنظيمات الإرهابية وقيادات الجريمة العالمية المتمثلة بتنظيم ( القاعدة )  ، دون أن تلقى هذه القوة ما يتناسب مع جرائمها وأفعالها المعادية للأنسان وللعراق ودون أن تجد الردع العراقي المعروف .
يتحدث البعض أن الأمور الأمنية كانت مستتبة في عهد صدام البائد ، وأنه برغم قسوته وبطشه فقد كان المجرم  يخاف منه فلا يقدم على جريمته ويخشى من بطش السلطة وقسوتها على الناس .
ويتحدث البعض عن استقرار السوق وكيف كان الطاغية وولديه يتحكمون بسعر صرف الدولار ونوع السلع التي يعيش عليها العراقي ، وكيف أن التجارة والاقتصاد جميعها معلقة برغبة السلطان ومزاج  المعوق  النزق عدي .
يتحدث البعض عن قوة الأجهزة الأمنية والمخابرات والشرطة والأمن الخاص والاستخبارات والانضباط العسكري وفدائيو صدام  والمفارز الحزبية واللجان البعثية وجيش القدس وجميعها قوات رادعة لشعب العراق .
خمسة أشهر مضت على سقوط سلطة الطاغية يتخللها عمل بطيء ووعود ومشاريع على الورق لم نتلمس منها ما يفيد خطوات جادة ترسم لنا مستقبلنا الذي أضاعته سلطة صدام ، خمسة شهور عجاف يتلوى فيه العامل في القطاع الخاص جوعاً وضياعاً أمام الفوضى وتعطل العمل والإجراءات الاستثنائية ، خمسة أشهر طويلة على العراقيين لم تستطع فيها سلطات الاحتلال أن تترك أمور العراق لأهل العراق ، فتخبطت وأخطأت وضلت الطريق ز
خمسة شهور لم تزل العيون شاخصة باتجاه ما ينقل العراق من حالة الاستثناء الى حالة الاستقرار ، لم نزل نريد مطاراتنا وطائراتنا وسياراتنا وقطاراتنا ، لم نزل نريد الأمان والمخابز التي تعطي الخبز ، والمحلات التي تبيع بأمان وبانسجام ، نريد فرحنا المؤجل وأيامنا التي سرقها صدام ، نريد الوطن الذي البسوه حلة سوداء كئيبة ، نريد محلاتنا نستعيد بها لحمتنا الاجتماعية ونخوتنا وشهامتنا ، نريد ضمانات حياتنا ورواتبنا التقاعدية بكرامة ، نريد شرطتنا الوطنية وجيشنا الذي يدافع عنا ، نريد يخوتنا وبواخرنا ومياهنا التي حرمنا منها الطاغية ، نريد فنادقنا ومنتجعاتنا السياحية وشمالنا الحبيب نتجمع فيه صيفاً ونستمتع بربوعه ومصايفه ، نريد أحزابنا الوطنية العريقة وهي ترفل بعز الديمقراطية ، ونريد جوامعنا وكنائسنا وأماكن العبادة نؤدي فيها طقوسنا بحرية وانسجام ، نريد جامعاتنا وكلياتنا تضم كل الطلاب ومن كل القوميات والأديان دون تفرقة أو اختلاف ، نريد الماء والكهرباء والنفط والغاز والبانزين ، نريد معاملنا التي توقفت ونهبتها أيدي السوء ، نريد متاجرنا المضيئة وشوارعنا البهية وبيوتنا العامرة ، نريد أن يتركوا البناء للعراقيين لأنهم أعرف من غيرهم بما يحتاجه العراق ، نريد أن نحترم من يحترمنا ويحترم خصوصيتنا ونترك أمر من يريد بنا السوء لله لينتقم منهم والزمن كفيل أن يكشف السوء .
مضت خمسة شهور على رحيل الطاغية وانهيار سلطته البائدة ولم يستقر الحال ولاعادت الحياة العراقية الى سابق عهدها فهل نحن بحاجة لسلطة الدكتاتور ؟
وهي نظرة مبتورة وناقصة وساذجة  حين تربط عودة السلطة الدكتاتورية الى العراق مع عودة النظام والقانون .
ولو قمنا بإزاحة الأفعال المعادية للأنسان في العراق من عمليات تخريب وإرهاب منظم تقوم بها جماعات متخصصة في الإرهاب دخلت العراق بشكل غير قانوني معتمدة على الانفلات الأمني والتسيب الذي حصل ، وعلى ذيول وأذناب السلطة المتوهمين بعودة السلطة الدكتاتورية للعراق ليهبهم الطاغية ما لايملك وطمعاً بمال الدنيا وخسران الآخرة  وشعب العراق .
لو قمنا بإزاحة هذه الأعمال لعاد الأمان والهدوء والسكينة الى ربوع العراق ، وعاد القانون ليكون سيد الموقف ، وتعود الشرطة العراقية في خدمة الشعب حقاً ، ويكون الجيش الجديد لحماية الحدود والدفاع عن السلام  والديمقراطية الجديدة في العراق ، وتعود الدوائر الرسمية بعد أن تخلصت مما يعيق عملها وأستمراريتها من براثن ومعوقات العهد البائد ، وتعود العمال الى معاملها أكثر تمسكاً بعملها من ذي قبل  .
حينها يعود السوق أقوى مما كان عليه الحال ، ويتعافى الاقتصاد الوطني ، ويعمل الجميع ويجد الفقير ما يطعم به أطفاله ويستر به عياله ، وتعود البسمة التي افتقدناها من وجه العراقي بالرغم من كل محنة الزمن المرير التي روعت  روحه وعطلت مستقبله .
فالدكتاتور والإرهاب هما السبب الأول والأخير في تعطل الحياة في العراق ، وهما من يعيق عودة الحياة الى طبيعتها وبساطتها وإشراقها العراقي الزاهي .
ولم يزل الطاغية يرسل نباحه من الجحور التي يختفي بها غير خجل أن تختلط أصواته بأصوات الديكة والتي لم تستطع القناة التي تبشر به أن تمسحها ففضحت مكانه وأضحكت الأمة عليه حين صاح الديك ثلاث مرات وهو يختفي في أحد الخرائب والمزارع يريد شراً بالعراق والعراقيين وهي حياته التي جبل عليها .
لذا علينا أن ندقق جيداً في الذيول التي وظفت ضمائرها لخدمة الطاغية ، علينا أن نحصي أنفاسهم ونراقبهم ونتابع تحركاتهم  بكل دقة ، ونكشف أوكارهم ونتعاون من أجل القبض عليهم ، فقد وظفوا حياتهم لهدم حياتنا ، وقد كرسوا ما تبقى لهم من عمر لتخريب العراق ، وتضامنوا على الجريمة والباطل ومحاربة الحق والمستقبل في العراق .




#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكريات عبقة من الديوانية
- وحقاً لاننسى الصابئة المندائية
- الانتفاضة لاتحمي مرتكبي الجرائم الخسيسة في العراق ودولة القا ...
- حقوق اليهود
- الوزارة عراقيــــــة
- لاتنسوا الأكراد الفيلية
- برقيـة الى مجلس الحكم الأنتقالي في العراق
- ملفات لم يحن الوقت لفتحها
- متى سنعترف بإسرائيل ؟
- لايؤلم الجرح الا من به الألم
- نريد تطبيق قانونهم عليهم للمرة الأخيرة
- الحقيقة المرة بين العراقيين والفلسطينيين
- أنهم يستهدفون الحياة في العراق
- شرار النار
- يريدون أن ينالوا من النجف خسئوا والله
- حين تلبس السياسة عمامة
- رحيل مناضل عراقي أصيل
- العمليات الأرهابية الأخيرة لم تكن عراقية مطلقاً
- الضمير
- حدود الأكراد وحدود التركمان


المزيد.....




- بالصور..هكذا يبدو حفل زفاف سعودي من منظور -عين الطائر-
- فيديو يرصد السرعة الفائقة لحظة ضرب صاروخ MIRV الروسي بأوكران ...
- مسؤول يكشف المقابل الروسي المقدّم لكوريا الشمالية لإرسال جنو ...
- دعوى قضائية ضد الروائي كمال داود.. ماذا جاء فيها؟
- البنتاغون: مركبة صينية متعددة الاستخدام تثير القلق
- ماذا قدمت روسيا لكوريا الشمالية مقابل انخراطها في القتال ضد ...
- بوتين يحيّد القيادة البريطانية بصاروخه الجديد
- مصر.. إصابة العشرات بحادث سير
- مراسل RT: غارات عنيفة تستهدف مدينة صور في جنوب لبنان (فيديو) ...
- الإمارات.. اكتشاف نص سري مخفي تحت طبقة زخرفية ذهيبة في -المص ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - متى يستقر الحال في العراق ؟