أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فواز فرحان - مجتمع مدني علماني..ضمانه لعراق مستقر















المزيد.....

مجتمع مدني علماني..ضمانه لعراق مستقر


فواز فرحان

الحوار المتمدن-العدد: 1923 - 2007 / 5 / 22 - 11:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


المتتبع لما يجري على الساحه العراقيه يصيبه القنوط والتشاؤم من الحاله المستعصيه التي وصلت اليها البلاد بعد اسقاط الدكتاتوريه واحتلال العراق,ان الحاله السياسيه التي تعيشها البلاد تتسم بالغليان وتشعر الكثير من مكونات الشعب العراقي بالتجاهل والتهميش وسط انقسام حاد يؤشر الى حدوث مضاعفات قد تهدد وحدة البلاد..ان دراسة الحاله التي يعيشها المجتمع العراقي يؤدي بنا الى طرح الكثير من الاسئله دفعة واحده وهي تشغل افكار كل متتبع لها..لقد ادى تعامل قوات الاحتلال مع الوضع الذي نشأبعد انهيار الدكتاتوريه وهروب ازلامها الى احداث حاله من الفوضى تكللت بحل مؤسسات الدوله وتخريب كل قطاعات الدوله وهو ما قام به بول بريمر الذي يتحمل مسؤوليه هذه الفوضى التي حلت بالعراق وشعبه وسيادة مفاهيم جديده لم يعهدها المجتمع العراقي من قبل مثل العنف الدموي والطائفيه وحروب المصالح بين الاحزاب التي جاء بها الاحتلال وكذلك الميليشات التي تشكلت لتدافع عن احزاب السلطه وانتشار الفكر الارهابي في البلاد لاول مره..
ان اغفال اجتثاث الاسباب التي ادت بالبلاد الى دوامة العنف وانتشار حالة الاحتقان الديني يؤدي دائما الى بقاء حاله الفوضى واستدامتها في ظل تجاهل السلطه القابعه في المنطقه الخضراء لفئات الشعب العريضه ومطالبها المتمثله باخراج الاحتلال وبناء نظام ديمقراطي متحرر من الاتفاقيات التي تلحق بالعراق ابلغ الخطوره وتهدد مصيره ككيان..ان هناك الكثير من الخطوات الواضحه التي تجعل عملية الانتقال بالعراق الى حالة الاستقرار سلسه للغايه واذا ماتوفرت النوايا الصادقه لفعل ذلك فأن البلاد حينها لن تكون بحاجه للاحتلال وجنوده كي يرسخوا الامن فيها..والتخلص من حاله التعتيم الاعلامي على القضايا الرئيسيه التي تمس حياة الشعب اثناء العهد الدكتاتوري البغيض لم يتم على اكمل وجه كما يبدو لان هامش الحريه التي حلت على العراق تتلاشى تدريجيا من خلال استعانه الحكومه الحاليه بمفردات السياسه الفاشيه للبعث وراحت تستخدمها كمنهاج عمل لها بعد عجزت عن توفير بديل ناجح يكسب ثقة الشعب..ورغم اننا لا يمكننا تجاهل فئات لا بأس بها من الشعب تلعب عمليه التدين دورا في تشكيل نمط افكارهم الا ان الاطار العام الذي يغلف العقليه الوطنيه للعراقيين بشكل عام تميل الى العلنانيه في اختيار نظام الدوله ولو قدر ان تركت العمليه السياسيه تأخذ مجراها الصحيح دون تدخل الاموال الايرانيه لكانت الاحزاب الدينيه اخر من حصد الاصوات في اي انتخابات تجري على الساحه العراقيه..
فحالة القهر والاستبداد نالت من الشعب العراقي الى درجه انه اصبح يأمل بنظام حكم يبعده عن دائره العنف الاقليميه التي تجعل من البلاد في جميع الحالات طرفا في المعادله العسكريه.وانشاء نظام حكم ديمقراطي وجمهمريه اتحاديه محايده يمثل ربما احد الحلول التي يطمح اليها الكثير من العراقيين ان الحياد هنا يعني عدم التدخل في الشؤون الاقليميه وبالعكس والعمل من خلال منظمة الامم المتحده على ترسيخ هذا المفهوم سيساعد البلاد على العيش بأمان حتى وان تم اغراق المنطقه بالحروب,فالمشاكل الاقليميه لعب الدور الابرز في اخذ العراق الى شاطئ الازمات وعادت به الى الى حاله من التخلف لا يمكن تجاوزها في المدى المنظور لانها اخترقت الجسد العراقي وعشعشت في وجدانه حتى انها اصبحت تشكل اطارا عاما لهمومه دون ان يتمكن من ايجاد الحلول لها من منظور سلمي على الاقل..ان نموذج سويسرا الاتحاديه المحايده يدفعنا باتجاه دراسة تجربه من هذا النوع والبدأ بتنفيذها بدلا من طرح الحلول المؤقته التي لا تنهي المشكله التي تعانيها البلاد من الجذور,وكذلك دراسة التجربه الالمانيه في التخلص من الارث النازي والطرق التي اتبعتها الحكومه التي جاءت بعد الحرب في التعامل مع القضايا الرئيسيه كالاقتصاد والطفوله التي فقد معيلها ومشاركة المرأه في عمليه البناء والاعمار بعد ان فاقت اعداد النساء كثيرا اعداد الرجال في المجتمع الذي خسر اكثر من عشرين مليون ضحيه,ورغم ان الحاله الالمانيه لعب فيها العامل الخارجي دورا في المساعده على انضاج التجربه ونجاحها الا ان العزيمه التي توفرت لدى الشعب الالماني للتخلص من اثار الحرب هي التي شكلت محور النجاح..ولا اعتقد ان دراسة هذه التجارب سيحتاج الى جهود كبيره لكن تشتت السلطه في العراق ومراكز القرار فيها وتبعيتها في بعض الاحيان للمرجعيات واخرى للدول المجاوره هو الذي يجعل من عمليه بناء مجتمع مدني يسوده السلام امرا عقيما حتى الاحزاب العلمانيه المشاركه في السلطه لا تتمكن من احداث اي تأثير لان الاحتلال لا يرغب في زيادة رقعه العداء له في الساحه العراقيه فيعمل على المحافظه على علاقته مع القوى الدينيه حتى ولو كلفه ذلك المزيد من التحمل والمواجهه.وكذلك فأن عمليه اعادة البناء والاعمار لا يمكن ان تتم دون القضاء على الارهاب والميليشيات التي شكلتها الاحزاب السياسيه المؤيده للاحتلال والقوى السياسيه التي تعتبر نفسها علمانيه ا تزال غير قادره على مواجهة التيارات الدينيه وميليشياتها او حتى المضئ في تحقيق طروحاتها بمنأى عن التحالفات التي تعقدها بين الحين والاخر والتي لا تؤدي الا الى اضعاف تأثيرها..ان قيام الاحزاب السياسيه بدور مؤثر لا يمكن ان يتحقق الا من خلال اعاده صياغه دستور جديد للعراق ينظم التعامل بين المواطن والسلطه بشكل حضاري يراعي حقوق الانسان ويبعد الاحزاب التي تنتنهج من الدين طريقا لها لان ذلك لن يؤدي الا الى تباعد مكونات الشعب عن بعضها في ظل حالة الاديان والمذاهب المتعدده الموجوده في العراق...وكذلك يأخذ هذا الدستور بعين الاعتبارات جمله من القضايا المصيريه التي تتحكم في تقدم اي مجتمع الى امام ومنها......
اولا...الوضع الاقتصادي..لا يمكن للعراق في المدى المنظور الاعتماد على نفسه في تجاوز حاله الانهيار الاقتصادي التي وصلها دون مساعده الشركات الاجنبيه او على الاقل مسانده بعض الدول ,لذلك يشكل العامل الاقتصادي في الحاله العراقيه عاملا حاسما في القضاء على الارهاب لان نسبة البطاله وصلت حدا لم يعد من المنصف تجاهله وابعاد التأثيرات التي يخلفها هذا الجانب على حياة المواطن العراقي..
ثانيا....بناء مؤسسات للدوله قادره على فرض ارادتها وجعل الجماهير تثق بالواجبات التي تقوم بها هذه المؤسسات بنزاهه,وبالتاكيد يشكل جهاز الشرطه ومعه الجيش المرتكز الاساسي في الحفاظ على الامن الداخلي وتحقيق الامان للمواطن..
ثالثا...ان تكون هناك سلطه قضائيه مشرفه على العمليه السياسيه وتتمكن من محاسبه اي من الذين يعملون في اجهزة الدوله بما في ذلك الرئيس ورئيس الوزراء وعدم استناء اي شخصيه من الملاحقه اذا ما توفرت الرغبه لتحقيق مجتمع مستقر وتسود فيه احكام القانون..
ان وجود الاحتلال لا زال يشكل في نظر اغلبيه الفئات من الشعب العائق الاول اما تحقيق الامن والسلام لا سيما وانه يتحمل بالدرجه الاولى مسؤولية الفوضى التي يعانيها العراق وان البدء بتحرك شعبي عريض واقامة الاضرابات يشكل البدايه الحقيقيه لطرده واقامه حكومه جديده قادره على بسط سيطرتها على اجزاء البلاد التي مزقتها الحرب والفتنه التي احدثها الاحتلال بين مكونات شعبنا الواحد..واختيار الدستور الذي يحدد ملامح المرحله الجديده سيعكس بلا شك حاله من الامان لدى المواطن اذا ما شعر ان هناك سلطة قويه حريصه على احلال السلام والامان في البلاد.ربما تكون الطروحات التي تهدد مراكز تلك القوى التي جاء بها الاحتلال لا تروق للحكومه الحاليه لكنها لن تتمكن من الصمود امام تظافر الحركه الشعبيه التي تتعالى اصواتها كل يوم مطالبة بخروج الاحتلال وهذا يعني بالتأكيد فقدان الاحزاب التي تحكم اليوم تحت امرته لاهم مركز من مراكز حمايتها وبالتالي لن تتمكن من البقاء في المرحله اللاحقه اذا ما هربت قياداتها وعادت ادراجها من المنافي التي جاءت منها.لان ارادة الشعب اذا ما تركزت حول نقطة التغيير وطرد الاحتلال فأن الة القمع الحديديه لن تتمكن من الصمود طويلا امام هذه الارادة وتحرك منظمات المجتمع المدني باتجاه دورها الحقيقي وهو توضيح المخاطر التي تتهدد العراق من وجود الاحتلال ومشاركة الجماهير في نضالها اليومي لن يؤدي الا الى خلاص الشعب من الكابوس الذي جثم على صدره بمساعده من بعض ابناءه من الذين يشككون ويطعنون في قدره الارادة العراقيه على قيادة شعبها نحو الاستقرار والامان والتقدم...




#فواز_فرحان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحباب في العالم الاخر 1
- الاطفال ...وطرق التربيه الحديثه
- العلمانيه..والتحرر من الطائفيه
- الاسلام السياسي...وذراع الارهاب
- المرأه المعاصره.والاذاعه الالمانيه القسم العربي
- المرأه..والحريه..والمصير المجهول
- المرأه..والاداء الاجتماعي الضعيف
- كركوك..بين فكي القوميه والارهاب
- الايزيديه..والعوده الى العصر الحجري
- العمل النقابي..ودوره في مجتمعاتنا 2
- تساؤلات..الى امير الايزيديه
- المرأه..وقيود الظلام
- العلمانيه..والعقب الحديديه
- سيف الدوله العنصريه...
- مجزره مروعه في بعشيقه...
- العلمانيه...والهويه الوطنيه
- الهولوكوست ..العراقي
- عقوبة الاعدام...والطريق للتخلص منها
- العمل النقابي..دوره في مجتمعاتنا 1
- النظام الاقتصادي في الدوله العلمانيه


المزيد.....




- اللواء باقري: القوة البحرية هي المحرك الأساس للوحدة بين ايرا ...
- الإمارات تكشف هوية مرتكبي جريمة قتل الحاخام اليهودي
- المقاومة الإسلامية تستهدف المقر الإداري لقيادة لواء غولاني
- أبرزهم القرضاوي وغنيم ونجل مرسي.. تفاصيل قرار السيسي بشأن ال ...
- كلمة قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي بمناسبة ...
- قائد الثورة الاسلامية: التعبئة لا تقتصر على البعد العسكري رغ ...
- قائد الثورة الاسلامية: ركيزتان اساسيتان للتعبئة هما الايمان ...
- قائد الثورة الاسلامية: كل خصوصيات التعبئة تعود الى هاتين الر ...
- قائد الثورة الاسلامية: شهدنا العون الالهي في القضايا التي تب ...
- قائد الثورة الاسلامية: تتضائل قوة الاعداء امام قوتنا مع وجود ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فواز فرحان - مجتمع مدني علماني..ضمانه لعراق مستقر