أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كفاح محمود كريم - عارات الانفال والتاريخ الاسود 2_4














المزيد.....


عارات الانفال والتاريخ الاسود 2_4


كفاح محمود كريم

الحوار المتمدن-العدد: 1922 - 2007 / 5 / 21 - 11:48
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


في صبيحة ذلك اليوم الأسود من تاريخ العراق وشعوبه يوم الثامن من شباط 1963 أنقض البعثيون وازلامهم على مدينة السليمانية البطلة فاعتقلوا المئات ليعدموهم في ساعات في أول درس من دروس الابادة الجماعية والتطهير العرقي ضد الكورد، ويدفنوهم جميعا في مقبرة هي الأولى في سلسلة المقابر الجماعية على ثرى كوردستان العراق.
لقد كانت بحق الدروس الأولى للأنفالات وعاراتها التي استخدمت فيما بعد، بل وقد اعتُمدت تلك السياقات في التعامل مع الكورد وقضيتهم حتى بعد الانقلاب عليهم من قبل عبد السلام عارف، وتحجيمهم وإبعادهم عن السلطة. فقد أصبحت ثقافتهم وممارساتهم سلوكا لمعظم قطعات الجيش العراقي الذي كان يحتل كوردستان فيما بعد إزاحتهم المتميعة من قبل عارف الأول.
ومع عودتهم في انقلاب 1968 ابتدأوا عصرا من الخباثة والحقد الأسود واللؤم الجبان تجاه كل القوى الوطنية والديمقراطية وفي مقدمتها شعب كوردستان وثورته المعاصرة. وانهالوا على كوردستان أرضا وشعبا بحرب هوجاء قاسية وقذرة في محاولة لسحقها أو إضعافها تماما في أول أيام اغتصابهم للسلطة بعد انقلابهم الأسود في تموز 1968. وحينما لم يفلحو في كسر شوكة هذا الشعب وإصراره على الحياة الحرة الكريمة التفوا حوله في محاولة استدراجه إلى ما سمي وقتها باتفاقية آذار التي غدروا فيها قيادة كوردستان بعد اقل من شهرين من توقيعها في محاولة اغتيال البارزاني الخالد.
وخلال أربع سنوات بعد اتفاقية آذار مارسوا فيها شتى أنواع الكذب والمماطلة وسياسة التعريب والاغتيالات من سنجار إلى مندلي وخانقين، عملوا فيها على إفشال أول محاولة لحل القضية الكوردية بالطرق السلمية، ليتآمروا مع نظام الشاه وبمباركة من الاتحاد السوفييتي السابق وكل الأنظمة العربية والإسلامية لذبح الثورة الكوردستانية وسحق الكورد في العراق، بأنفالات لا تقل عما جرى في نهاية الثمانينات من القرن الماضي.
فقد بدأت عملية تهجير واسعة للسكان بعد انتكاسة الثورة في آذار 1975 من المناطق الكوردية إلى الجنوب والوسط العربي من العراق في عملية بشعة لا مثيل لها في التاريخ المعاصر، حيث تم تشتيت الغوائل والسكان وتوزيعهم على القرى في الجنوب والوسط، وتشجيع وإغراء السكان في هذه المناطق إلى التزوج من بناتهم مقابل مبالغ مغرية من المال، بعد تعريضهم للجوع والعوز والإذلال لأشهر طويلة. ومن ثم بدأت عمليات التصفية للرجال دون الخمسين سنة ممن يعترضون أو يظهرون غضبهم أو استيائهم من الأوضاع.
وفي جهة أخرى بدأت عمليات أكثر بشاعة ضد الكورد في بغداد والكوت وديالى والفرات الأوسط، في ما عرفت في وقتها بالتبعية الإيرانية، حيث تعرض ما يقارب المليون من الكورد في هذه المناطق إلى عمليات التهجير ومصادرة الأموال المنقولة وغير المنقولة واحتجاز الشباب والرجال ورمي آلاف العوائل خلف الحدود الدولية مع إيران.
لقد شهدتُ في عامي 1978 و1979 وما تلاهما أبشع صور الانهيار الأخلاقي والإنساني للسلطة الحاكمة آنذاك، فقد رأيت عملية تهجير عدة عوائل كوردية في الحلة وكيفية إخراجها في الصباح الباكر من بيوتها إلى ناقلات الجيش المعروفة بالزيل، وسط هتافات الأطفال وترديدهم لأناشيد تمجد( البعث والقائد الضرورة ) دون أن تحمل أي شيء معها من أثاث بيتها، وتسلم كل وثائقها الرسمية من هويات الأحوال المدنية وشهادات الجنسية وسندات الأملاك وجوازات السفر وشهادات التخرج من المدارس أو الكليات، إضافة إلى سرقة كل أموالهم ومصوغاتهم الذهبية.
وبعد أن هجروا مئات الآلاف منهم قاموا بقتل آلاف مؤلفة من شبابهم ورجالهم الذين كانوا قد فصلوهم عن عوائلهم قبل التهجير في معتقلات وسجون سرية، شهدت نهايتهم في أبشع عمليات التطهير العرقي والمذهبي للسكان في الشرق الأوسط إن لم يكن في العالم.
بهذه الأخلاقيات والسلوكيات حكم النظام ألبعثي دولة العراق ومكوناته، ليدخل عقد الثمانينات ويبدأ حربه مع إيران، في أتفه حرب عرفتها المنطقة في تفاصيلها ونتائجها وعبثيتها وخسائرها الكارثية على العراق وإيران، في ضل صمت عربي وعالمي رهيب لعملية ذبح مئات الآلاف من الرجال والأطفال، وتدمير آلاف القرى والبلدات، ولكي تحرق الأخضر واليابس في أغنى دولتين من دول المنطقة.

وللبحث صلة...





#كفاح_محمود_كريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ( عارات الأنفال والتاريخ الأسود !؟ ) 1_4
- ( وما أدراكم مالحيتان ؟ )
- ( ومَن لكم غيرنا إخوة وأصحاب ؟ )
- ( ذاك زرعكم وهذا حصادكم... فهل ستتعضون؟ )
- العراق بين الأزدواجية والنفاق - القسم الرابع
- العراق بين الازدواجية والنفاق - القسم الثالث
- ( العراق بين الأزدواجية والنفاق ) القسم الثاني: من تجارة الر ...
- العراق بين الازدواجية والنفاق
- ( المرأة بين الخطيئة والفضيلة )
- ( لا تقتلوا الرئيس... هذه المرة !؟ )
- التافهون ... وراية الرذيلة والخطايا
- ( ثلاثية الأنتقام: التأميم والسُم الأسود والسحت الحرام ) الح ...
- ( ثلاثية الأنتقام: التأميم والسُم الأسود والسحت الحرام ) الح ...
- ثلاثية الأنتقام... التأميم والسم الأسود والسحت الحرام !! - ا ...
- ثلاثية الأنتقام... التأميم والسم الأسود والسحت الحرام !! ( ا ...
- ثلاثية الأنتقام ... التأميم والسم الأسود والسحت الحرام !!
- العراق ... ونافورة الحزن والدماء
- العراق ومدرسة المزايدات
- الاعراب والعلاقة مع اسرائيل من الباب الى المحراب
- تأسيس العراق بين الطهارة والتدنيس


المزيد.....




- مجلس الوزراء السعودي يوافق على -سلم رواتب الوظائف الهندسية-. ...
- إقلاع أول رحلة من مطار دمشق الدولي بعد سقوط نظام الأسد
- صيادون أمريكيون يصطادون دبا من أعلى شجرة ليسقط على أحدهم ويق ...
- الخارجية الروسية تؤكد طرح قضية الهجوم الإرهابي على كيريلوف ف ...
- سفير تركيا في مصر يرد على مشاركة بلاده في إسقاط بشار الأسد
- ماذا نعرف عن جزيرة مايوت التي رفضت الانضمام إلى الدول العربي ...
- مجلس الأمن يطالب بعملية سياسية -جامعة- في سوريا وروسيا أول ا ...
- أصول بمليارات الدولارات .. أين اختفت أموال عائلة الأسد؟
- كيف تحافظ على صحة دماغك وتقي نفسك من الخرف؟
- الجيش الإسرائيلي: إصابة سائق حافلة إسرائيلي برصاص فلسطينيين ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كفاح محمود كريم - عارات الانفال والتاريخ الاسود 2_4