أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - ذكريات عبقة من الديوانية














المزيد.....

ذكريات عبقة من الديوانية


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 583 - 2003 / 9 / 6 - 02:44
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



بيت من بيوت المدينة الفقيرة والغنية بشبابها ومساهمتها في  الحركة السياسية الوطنية في العراق .
بيت ( الحاج جعفر ) في الديوانية ، ومن لايعرف بيت الحاج جعفر لايعرف شيء من تاريخ المدينة الطيبة العبقة والأصيلة .
من بيت الحاج جعفر تخرج مواكب العزاء في ذكرى أستشهاد سيد الشهداء الحسين ( ع ) ، ومن بيت الحاج جعفر نتجمع لنشكل مواكب اللطم مع ترديد المستهلات الحسينية ، والتي غالباً مايكون لها معاني سياسية عميقة .
في بيت الحاج جعفر نأكل من خيرهم ونتذوق حلو طعامهم ونحضر مجالس رمضان الساحرة ، حيث المنبر الحسيني الذي يعلمنا قصص التاريخ وسيرة أل البيت .
وفي بيت الحاج جعفر تعلمنا الألتزام والخلق والصدق وحب الناس وأحترامهم .
الحاج جعفر والحاج عبد الحميد والحاج موسى الأخوة الطيبين  من أنبل ما شهدته الديوانية من ألتزام ديني ومروءة وتقدير وبساطة وألتزام .
ولهذا خرج أولادهم الجيل الذي شهدته في عمري ليكونوا مثلهم غير أنهم كانوا أكثر ميلاً للدفاع عن حقوق الفقراء وتطلعاتهم ، فكانوا جميعهم لصق العمل السياسي اليساري .
وبقيت مدينة الديوانية تزهو بهذه النماذج الخيرة والعائلة المضيئة المستورة .
وبقيت المدينة تحتفي بقدوم أيام عاشوراء ليصير البيت الجميل الذي يتوسط المدينة الى بيت مملوك للناس مغطى بالقماش الأسود ومفروش بأحلى السجاد ومفتوح لجميع الفقراء .
وكان أبناء الحاج جعفر والحاج عبد الحميد أخوة حقيقيين لكل الشباب الذين زاملوهم في المدارس أو المعاهد .
وفي ليلة كالحة من ليالي البعث البائد ، هجمت زمرة الشر والسفلة على هذا البيت الكريم النقي ليتم تسفيرهم بحجة ( التبعية ) السيف الذي تسلط فوق رأس كل محب لأل البيت .
وتشردت العائلة وصودرت أموالهم وأستملكت دورهم البهية وأنطفأت أضواء المواكب الحسينية ، وهكذا ظنوا !!
بقيت بيوتهم تبكي أصحابها ومالكيها وحين كنا نمر على البيوت الخالية والموحشة كنا نلمح دموع بعضنا ونحن نمسحها دون أن يشعر بنا أحد .
صارت بيوتهم سكناً لشذاذ الأفاق ومرتكبي الجرائم الخسيسة بأسم السلطة من ضباط الأمن  ، ثم صارت دوائر حكومية رسمية دون وجه قانوني أو شرعي .
وهكذا ترتب لبيت الحاج جعفر وعبد الحميد حقوق قانونية وشرعية  بذمة السلطة العراقية الجديدة ، وبقي حقهم في ضمير أبناء المدينة التي لم ولن  تنساهم مهما جار الزمن وأختلت الموازين ، فقد كانوا ممن تتشرف بهم المدينة ويليق بهم العراق .
وليس أكثر تكريما للجنسية العراقية أن تقترن بهذه العائلة الكريمة لتعيد لها الأعتبار العراقي ، وليس أكثر أحتفاء لهذه العائلة الكريمة والطيبة من أن نعيد لهم أملاكهم وحقوقهم وتكريمهم في الديوانية ، وليس أكثر وفاء من أستذكارنا لهم بعد هذا الزمن المرير الذي زعم صدام البائد أنه يستطيع أن يدمر الطيبين من أهل العراق وينتقم منهم لطيبتهم وأصالتهم وعراقيتهم فخاب وسكن الجحور وبقي الطيبون أهلاً للعراق . 



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وحقاً لاننسى الصابئة المندائية
- الانتفاضة لاتحمي مرتكبي الجرائم الخسيسة في العراق ودولة القا ...
- حقوق اليهود
- الوزارة عراقيــــــة
- لاتنسوا الأكراد الفيلية
- برقيـة الى مجلس الحكم الأنتقالي في العراق
- ملفات لم يحن الوقت لفتحها
- متى سنعترف بإسرائيل ؟
- لايؤلم الجرح الا من به الألم
- نريد تطبيق قانونهم عليهم للمرة الأخيرة
- الحقيقة المرة بين العراقيين والفلسطينيين
- أنهم يستهدفون الحياة في العراق
- شرار النار
- يريدون أن ينالوا من النجف خسئوا والله
- حين تلبس السياسة عمامة
- رحيل مناضل عراقي أصيل
- العمليات الأرهابية الأخيرة لم تكن عراقية مطلقاً
- الضمير
- حدود الأكراد وحدود التركمان
- مسودة الدستور العراقي المنتظر


المزيد.....




- صدق أو لا تصدق.. العثور على زعيم -كارتيل- مكسيكي وكيف يعيش ب ...
- لفهم خطورة الأمر.. إليكم عدد الرؤوس النووية الروسية الممكن ح ...
- الشرطة تنفذ تفجيراً متحكما به خارج السفارة الأمريكية في لندن ...
- المليارديريان إيلون ماسك وجيف بيزوس يتنازعان علنًا بشأن ترام ...
- كرملين روستوف.. تحفة معمارية روسية من قصص الخيال! (صور)
- إيران تنوي تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة رداً على انتقادات لوك ...
- العراق.. توجيه عاجل بإخلاء بناية حكومية في البصرة بعد العثور ...
- الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا استعدادا لضرب منطقة جديدة في ضا ...
- -أحسن رد من بوتين على تعنّت الغرب-.. صدى صاروخ -أوريشنيك- يص ...
- درونات -تشيرنيكا-2- الروسية تثبت جدارتها في المعارك


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - ذكريات عبقة من الديوانية