أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جعفر الحسيني - تجريد المفاهيم في المجتمعات














المزيد.....

تجريد المفاهيم في المجتمعات


جعفر الحسيني

الحوار المتمدن-العدد: 1922 - 2007 / 5 / 21 - 08:21
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ان للمفاهيم الاجتماعية دورا اساسيا في تشكيل نظاما خاصا بالمجتمع على جميع الأصعدة الفكرية وحتى الاقتصادية وهذه المفاهيم هي بمثابة الشريان في جسم الأنسان حيث تكون نتائجها تصب في حقيقة المجتمع المتأقلم مع هذه المفاهيم بغض النظر عن كون المفهوم سالبا أو موجبا .واقصد هنا بكلمة مفهوم هو النظام التربوي للمجتمع وحدوده المصاغة من قبل المجتمع الذي تنكعس عليه نتائج الصياغة للمفهوم وتشكل دورا في التتابع. فكما كانت المفاهيم ناضجة وليست تبعية لفكر مستقل عقيم تكون نتائجها ايجابا على المجتمع وان كانت المفاهيم مجردة و مستوردة يكون هنا المجتمع من غير مأمن من الخسارة الثقافية والفكرية والتطور. لأن استيراد المفاهيم التربوية والعادات والتقاليد من حيز اخر يشكل خلطا كبيرا لمنهج المجتمع ويخلق منعطفا خطيرا بأتجاهاته التثقيفية والتربوية والسبب يعود على انه المجتمع الذي يعيش في منطقة جغرافية معينة لابد وان يصيغ لنفسه تقاليد منسجمة مع التراث والتاريخ الذي انحدر منه وبهذا تكون مفاهيمه التربوية تسير مسار دائما نحو التقدم لتشمل تاثيرا كبيرا على التطور الفكري للمجتمع وتحافظ على تراث هذا المجتمع .وما ان استورد هذا المجتمع صياغة مفهومية لتقاليده وافكاره المتماشية مع حياته اوقع فكره في شبك خلط المناهج وتجريد المفاهيم لانه المفاهيم بطبيعتها لها عنوان ومعنى واحد ولايفترق من حيز الى اخر وهنا وقع المجتمع في عنوانين للمفاهيم التربوية عنوان ينحدر من التراث وعنوان مستورد مجرد عن الحقيقة النفسية التي سلكها المجتمع الطبيعي وبهذا يكون المسار الفكري متعدد الاتجاهات منها من يتجه نحو الصياغة الجديدة ومنها ما يتجه نحو الاصالة والتراث وفي حال جعل المفهوم المستورد في ضمن الصياغة الجديدة للمجتمع يكون المجتمع قد وضع مفهوم مجرد عن الأصل وقضية التجريد هي الأساس الأول والخطوة الأولى بأتجاه الخسارة الثقافية والسبب يعود لأوجه عدة منها ان المفهوم التربوي والفكري يقع ضمن القضايا الحقيقة والقضية الحقيقة هي التي تتشكل ذهنيا وخارجيا والخارجي منها يشكل تطبيقا لما ورد في الذهن كمثل قضية النظرية والتجربة في المختبر الفيزيائي فالشكل الخارجي اي التطبيق يشكل الحقيقة الذهنية المصاغة من قبل المجتمع وفيما لو جردت القضية من حقيقتها الذهنية اصبح النتاج سالبا معكوسا على نظام المجتمع لان التجريد لايقع في المفهوم الخارجي الذي اشرنا اليه بل يقع في الاصل الذي هو الذهن فاذا اصبح الاصل مجردا ويحتوي على معنين انسلبت الفكرة الحقيقة النموذجية عن اصالتها الاجتماعية وشكلت طورا جديدا للمفهوم لكن بطريقة تجريدية مصاغة حسب قوانين مجتمع اخر فلذالك نرى في مجتمعاتنا معاني عدة لمفهوم واحد والحقيقة اقول انه لايوجد معنين لمفهوم واحد الا فقط في حال الترادف اللغوي لكن بحال التضاد الشكلي فمن المستحيل ان يجتمعا في معنى واحد لكن يبقى بينهما التنازع كما يحصل في مجتمعنا هذا اليوم بسبب استيراد التقاليد والمفاهيم التربوية من الخارج فتارة ترى هناك من يطلق على الحرية معنى ماديا حسيا وتارة ترى هناك من يطلق عن الحرية معنى سياسيا وهلم جرا .وهنا تكمل المشكلة الكبرى اذا ان المجتمع وقع في استغراق وقت طويل لتطبيق معنى مفهوما بدل ان يستغرق وقت في انشاء فكر جديد ينبثق عن خاصيته المثلى المتمثلة في التراث الأصيل لهذا المجتمع. وبدل ان يبذل المجتمع سعيه في نبذ الأمور التي لاتعد تلزم المجتمع تراه يبذل قصارى جهده لمحاربة الفكر الدخيل الجديد وهنا المجتمع وقع في خسارتين خسارة فكرية ثقافية وخسارة مادية المتمثلة بالزمن وهذا السبب الذي جعل مجتمعاتنا توصف بالتراجع والتخلف وهو السبب الحقيقي الذي تكمن ورائه كل القضايا التناحرية والفكرية التي تذهب بالمجتمع الى الوراء



#جعفر_الحسيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصراع بين الفلسفة والدين
- المراة بين الرواية الانكليزية والمجتمع الغربي
- تباين الفلسفة في نظرية المعرفة في الفكر الغربي


المزيد.....




- مزارع يجد نفسه بمواجهة نمر سيبيري عدائي.. شاهد مصيره وما فعل ...
- متأثرا وحابسا دموعه.. السيسي يرد على نصيحة -هون على نفسك- بح ...
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف على أطراف م ...
- السيسي يطلب نصيحة من متحدث الجيش المصري
- مذكرات الجنائية الدولية: -حضيض أخلاقي لإسرائيل- – هآرتس
- فرض طوق أمني حول السفارة الأمريكية في لندن والشرطة تنفذ تفجي ...
- الكرملين: رسالة بوتين للغرب الليلة الماضية مفادها أن أي قرار ...
- لندن وباريس تتعهدان بمواصلة دعم أوكرانيا رغم ضربة -أوريشنيك- ...
- -الذعر- يخيم على الصفحات الأولى للصحف الغربية
- بيان تضامني: من أجل إطلاق سراح الناشط إسماعيل الغزاوي


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جعفر الحسيني - تجريد المفاهيم في المجتمعات