خالد ديمال
الحوار المتمدن-العدد: 1922 - 2007 / 5 / 21 - 11:48
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
إن مؤسسات الدولة تحولت إلى ما يشبه الإقطاعيات، يولى عليها شخص يتقمص دور الإقطاعي، تماما، يفعل فيها ما يشاء، كأنها ملك خاص، يستعبد عامليها، ويراكم ما طاب له من الثروة، دون أن يسأله أحد،من أين لك هذا؟.
وأزكمت الروائح الأنوف، ولا أحد يحرك ساكنا،(مفتشيات وزارة المالية، تكاد تكون مشلولة ، وينطبق نفس النعت على المجلس الأعلى للحسابات)، فضائح مالية في دول ديموقراطية وبهذه الكيفية، تسقط حكومات، وتدخل المشبوهين إلى قفص الإتهام، ثم المحاكمة العلنية، ورد الأموال المنهوبة.
الكارثة هنا عندنا في المغرب، ورغم تحرك البرلمان خلال مرحلة التناوب، وبعد الجعجعة التي كانت بلا طحين، وبعد صخب إعلامي ، وقفت معاول التعرية على حقيقة صادمة: المغرب بلد الإختلالات بسبب الإختلاس، وتم الوقوف على حجم الكارثة في كل من مؤسسة القرض العقاري والسياحي، ومؤسسة الضمان الإجتماعي، وشركات عموميةأخرى،" كشركة كوماناف".وبمبالغ تقدر بملايير الدراهم.
إن الكارثة العظمى، بعد كل ضجة ،وأخذ ورد،هو غياب المحاكمات، ولو أنها حاولت اصطياد الحيتان الصغيرة، فإنها غضت الطرف عن أسماك القرش،من ذوي البطون المنتفخة،في اللحظة التي استطاعت عين الملاحظ الوقوف على حقيقة عجز مؤسسة القضاء، وتبعيتها، وخلل مساطر المتابعة، بدليل احتفاظ المختلسين بالملايير المنهوبة، والتي لا تزيد الوضع إلا تأزيما، خاصة وأن تعويض المال المنهوب غالبا ما يكون من جيب المواطن دافع الضرائب.
الفساد المالي بالمغرب له تشعبات،ورؤوس، بل يمكن اعتباره شبكة مترابطة ولها خيوط عنكبوتية واسعة الإمتداد في الجسم الإجتماعي بمختلف شرائحه، ولكن بلامح واحدة، تجمعه في نسق متشابه هو اقتصاد الريع، والتي ترهن كل الثروات الأرضية والجوية والبحرية، وتجعله أشبه بملكية فردية يتصرف فيها الشخص المتنفذ ملئ اليدين، دون موجب حق، ولا اعتبارا يقيمه لأي صوت يعلو بالشجب والتنديد،وكأن مفهوم المواطن وصف جزافي(مرهون للإلغاء المقصود)، حيث يأخذ الكل نعت الرعايا المحجور على رأيهم،ما دام عصب السوك في متعة الإستيلاء هو الولاء والخنوع.
#خالد_ديمال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟