|
المختصر في تطورات الصحراء مع تعليق رياضي
هشام الصميعي
الحوار المتمدن-العدد: 1922 - 2007 / 5 / 21 - 08:17
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
شكل قرارمجلس الأمن الأخير30 ابريل 2007 بخصوص ملف الصحراء منعطفا حاسما في تاريخ نزاع عمر اكتر من تلاتين سنة فلأول مرة تعترف ضمنيا الأمم المتحدة بمقتضاه بفشل كل مخططات التسوية السابقة وتصدر دعوة صريحة لأطراف النزاع للجلوس على طاولة المفاوضات المباشرة بكل حسن نية و بدون شروط مسبوقة و لأول مرة كذلك تضمن تقرير مجلس الأمن مفهوما جديدا طالما بقي مختفيا يتعلق بأطراف النزاع و ليس فقط طرفي النزاع . أشياء كنيرة يمكن أن تفسر للمتتبع كما المهتم بالنزاع سر هدا التغير الثوري الذي جاء في قرار مجلس الأمن الأخير لكن وحدها النتيجة كانت صريحة وواحدة تتمثل في جزء منها بكون الأمم المتحدة وصلت بعد 17 سنة من الإشراف على ملف الصحراء إلى الباب المسدود و اقتنعت بأنها لا تمتلك حل لسرداب طويل مفتاحه بيد أطرافه ووحدها المفاوضات على طاولة جرداء تشكل بر الأمان الذي يمكن أن يقود إلى ما اسماه مجلس الأمن في قراره بالحل السياسي العادل و الدائم للنزاع . في أسباب التغيير الاستفتاء الذي نص عليه مخطط التسوية الأممية مند تسعينيات القرن الماضي اتضح في آخر المشوار أنه غير قابل للتطبيق على أرض الواقع للوصول إلى تكريس مبدأ يضل فضفاضا كتقرير مصير الصحراء .
اتفاقات هيوستون التي أعدها جيمس بيكر لإنقاذ مسلسل التسوية عندما أثيرة خلافات بين الطرفين في نهاية التسعينيات حول تحديد هوية كتلة الناخبين في الاستفتاء على تقرير مصير الصحراء . أصبحت بدورها جثة هامدة بلا روح مثل محاره فارغة من الداخل .
خلاصة رهان المنتظم الدولي على الاستفتاء طيلة 17 سنة لإنهاء نزاع الصحراء كان مجرد جري مراطوني خلف سراب لا يكاد يظهر ليختفي مرة أخرى .
تأكيد ما يؤكد ما جاء في الخلاصة خلو ديباجة القرار الأخير لمجلس الأمن من شيء اسمه الاستفتاء إلا ما جاء في فقرة أخيرة (مرجوات) و إن كان القرار قد أكد على تقرير المصير فانه لم يحدد مسطرة أو إطارا لضمان تحققه . استدراك وصول هيئة الأمم المتحدة إلى الباب المسدود الذي تحدثت عنه أعلاه عبر عليه بصراحة قرار مجلس الأمن عندما دعا في توصيته إلى ضرورة تضافر جهود كل الأطراف للخروج من الطريق المسدود الحالي والتوجه نحو حل سياسي دائم وعادل للملف. الجزائر تلعب بقميص البوليساريو لا جدوى من التذكير أن الحكم الجزائري هو الطرف الخفي و الظاهر في النزاع حول الصحراء مند بداياته و لأن الوقت لا يسمح بسرد كل الوقائع الكثيرة والتي تؤكد ذلك أدعوا القارئ فقط إلى التمعن في تواريخ هده الرسائل التي كشفها تقرير الأمين العام الأممي بوكي مون في فقرته الرابعة و الخامسة و السادسة على التوالي . بتاريخ 14 مارس تلقى الأمين العام مستشاري ملك المغرب محمد السادس الدين أطلعوه على إجراءات مشروع الحكم الذاتي الذي أعده المغرب كحل لإنهاء النزاع في الصحراء . بتاريخ 19 مارس أي بعد خمسة أيام فقط على الواقعة سيتلقى الأمين العام اللأممي عبر و زير الخارجية الجزائري رسالة من الرئيس الجزائري بوتفليقة حملت تذكيرا و لغة احتجاجية في قالب ديبلوماسي . ستظل جبهة البوليساريو حتى العاشر من ابريل من نفس السنة لتتحرك هي بدورها لكن هده المرة بخيوط من قادة الجزائر حيت سيتلقى الأمين العام الأممي رسالة من ممثل البوليساريو بنيويورك أحمد بوخاري تضمنت مقترح جبهة البوليساريو لإنهاء النزاع أو ما أسمته الجبهة في أدبيات المقترح بالحل السياسي المقبول الذي يقود إلى تقرير مصير الصحراء .
و يكفي التمعن في هده التواريخ للتأكد من أن الحكم بالجزائر يلعب بقميص البوليزاريو في نفس المباراة و على نفس الملعب لكن بحملات مرتدة أسرع .
بروح رياضية المغرب × الجزائر+ بوليساريو 1/0 من قراءة متأنية لقرار مجلس الأمن يتضح أن الدبلوماسية المغربية حققت نقطة في مباراتها الأخيرة على ملعب الأمم المتحدة . فلأول مرة في تاريخ النزاع يتبنى مجلس الأمن مقترحات المغرب على ظهر قراره خلاف لكل المقترحات التي كان قد تقدم بها المغرب سابقا لدى الأمم المتحدة نذكر في هدا الصدد المقترحات المغربية التي كان المبعوت الخاص للأمم المتحدة قدمها لجبهة البوليزاريو مطلع أيار من سنة 2001 كما تضمنها تقرير الأمين العام الأممي السابق بتاريخ 20 حزيران 2001 حول النزاع في الصحراء كمشروع اتفاق الإطار . و المقارن لهده المقترحات التي كان قد تقدم بها الجانب المغربي سيجد مضامينها متشابهة لشكل مقترح الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب مؤخرا على أنظار باي كي مون 11 ابريل 2007 مع فارق بسيط يتمثل في كون مجلس الأمن كان يعتبر في الماضي المقترحات المغربية خارجة عن الصواب وليست جديرة بالاعتبار . أما اليوم فقد تضمن القرار الصادر عن مجلس الأمن الإشارة إلى مقترح الحكم الذاتي الذي تتقاطع مضامينه و المقترحات المغربية السابقة(مع موقف تشاركي متقدم ) أو ما يسميه المغرب بالحل السياسي لإنهاء النزاع . و تبني قرار مجلس الأمن للمقترح المغربي و لو في صياغته يمكن اعتباره وبكل روح رياضية هدف من توقيع الديبلوماسية المغربية كتلك الأهداف الجميلة التي تأتي من ضربة ثابتة لتهز الشباك بشكل غير متوقع . حيت تضمن قرار مجلس الأمن الإشارة إلى المقترح الذي تقدم به المغرب حول الحكم الذاتي في توصياته (.. الأخذ بالاهتمام المقترح الذي تقدم به المغرب بتارخ 11 ابريل2007 إلى الأمين العام الأممي منوها بالجهود الجدية المبذولة من طرف المغرب قصد الوصول إلى تسوية .. ) . هل سيشكل الحكم الذاتي إطارا بين الأطراف في المفاوضات ؟ الجواب بعد الأشواط الإضافية.
#هشام_الصميعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
!! الديمومخزانية
-
مزامير.. كراكيز... و أكسيسوارات الاستبداد بالمغرب + دعاء الإ
...
-
الإرهاب و الضباب
-
عمو صالح ومن يربح المليون؟
-
ليوطي يدير قناة دوزيم من قبره
-
قناة : اضحك على ذقون الشعب بالألوان
-
الزمن المغربي
-
مظالم بنون النسوة
-
نكتة :حكومة جطو تقدر مشاعر الشعب
-
عزاء لغرقى بوجدور
-
بعد نهب الصناديق نهب جيوب الكادحين
-
آلام الحلاج
-
قريبا على شاشتكم تمثيلية برلمانية
-
هل يبوس العتماني الواوااا؟
-
عزوف المغاربة عن الانتخابات أم عن السياسة؟
-
ديموقراطية الأمريكان رجس من عمل الشيطان
-
حزب الله انتصر آه ...حزب الله انهزم و نص
-
حشيش بجميع الأصناف و الرتب في الأمن المغربي
-
دموع الصبايا تغشى أوجه الهجن
-
باسم الله المجيد تنهب الأموال باليمن السعيد
المزيد.....
-
-لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د
...
-
كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
-
بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه
...
-
هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
-
أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال
...
-
السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا
...
-
-يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على
...
-
نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
-
مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
-
نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟
المزيد.....
-
عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية
/ مصطفى بن صالح
-
بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها
/ وديع السرغيني
-
غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب
/ المناضل-ة
-
دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية
/ احمد المغربي
-
الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا
...
/ كاظم حبيب
-
ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1)
/ حمه الهمامي
-
برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب
/ النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
-
المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة
/ سعاد الولي
-
حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب
/ عبدالله الحريف
-
قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس
/ حمة الهمامي
المزيد.....
|