أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - عماد صلاح الدين - مدى احتمالية تحقق السلام دون حق العودة















المزيد.....


مدى احتمالية تحقق السلام دون حق العودة


عماد صلاح الدين

الحوار المتمدن-العدد: 1922 - 2007 / 5 / 21 - 08:09
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


الحلقة الأولى :
- الإستراتيجية الاستعمارية في المنطقة العربية حائل دون السلام والاستقرار في المنطقة .
كانت الإستراتيجية الاستعمارية الغربية في المنطقة العربية تقوم ولا زالت على ضرورة السيطرة على على ثروات المنطقة ومقدراتها ، وطبعا هذه السيطرة لابد لها من أدوات وآليات يتم عبرها تنفيذ الإستراتيجية المتوخاة ، فالسيطرة العسكرية التقليدية التامة على أجزاء المنطقة تبقى متعثرة ومكلفة إنسانيا وماليا وعسكريا ، لذلك كانت الإستراتيجية الاستعمارية في بدايتها تقوم ومنذ نهاية القرن التاسع العشر على مبدأ التقسيم والتفتيت للمنطقة بحيث يصبح جسمها الكلي المتكامل عبارة عن أجزاء في قالب من الدول القطرية المنتشرة هنا وهناك سواء في المشرق أو المغرب العربي ، ولذلك جاءت اتفاقية سايكس بيكو لسنة 1916، لتكرس هذا التوجه على الأرض من خلال تقسيم المنطقة إلى أقطار تتقاسمها كل من بريطانيا وفرنسا ، لكن عملية التقسيم والتقاسم لا تكفيان لوحدهما ، فلا بد من السيطرة العسكرية على الأرض ولأنها غير ممكنة بشكل ثابت وفقا لما أسلفنا آنفا ، فكان لابد من تثبيت هذه السيطرة بخطوة أخرى مهمة وإستراتيجية بالنسبة لدول الغرب العظمى والولايات المتحدة الأمريكية ، هذه الخطوة التالية لاتفاق سايكس بيكو كان وعد بلفور الذي هو عبارة عن خطاب أرسله وزير الخارجية البريطانية بلفور إلى جيمس روتشيلد وهو مواطن بريطاني يدين باليهودية ، وكان غرض هذا الوعد هو التعهد بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين
كان هذا الوعد الاستعماري وما تلاه من صك الانتداب على فلسطين بمثابة التخطيط ومن ثم الاتجاه بالتنفيذ نحو إقامة الكيان الصهيوني على ارض فلسطين ، فالضرورة الاستعمارية للدول الغربية الكبرى رأت انه من الضرورة بمكان أن يكون هناك جسيم غريب عن المنطقة العربية يحافظ على حالة الشرذمة التي تم تكريسها من خلال اتفاقية سايكس بيكو لعام 1916 ، إن هذا الجسم الغريب لابد وان يكون في المنطقة القلب والأساس والرابط الجغرافي ما بين دفتي العالم العربي بمشرقه ومغربه ، فكان الاختيار الاستعماري لفلسطين من هذا الباب ، زرع الجسم الاستعماري في قلب المنطقة المتمثل بأرض فلسطين التاريخية كان لابد وان يتجه في سياق الإحلال الاستعماري وليس الاحتلال بصورته التقليدية ، ولذلك كانت المجازر والمذابح والتدمير الذي ارتكب بحق الفلسطينيين الطريق إلى تحقيق فكرة الإحلال الصهيوني في ارض فلسطين التاريخية ومن هنا كان نشوء قضية اللاجئين الفلسطينيين كنتيجة حتمية للمخطط الاستعماري تجاه المنطقة وفلسطين ، إذ التهجير وعمليات الطرد للفلسطينيين كانت مخططة ومنظمة ولاسيما من خلال خطة "دالت" التي وضعها بن غوريون وأحد عشر صهيونيا آخرين ، ولم يكن التهجير كما يدعي الصهاينة بسبب غزو العرب لهم أو كنتيجة حتمية للحرب عند المؤرخين الجدد أو إنها كانت بناء على أوامر من ملوك وحكام العرب في تلكم الفترة ، ولعل الباحث الإسرائيلي المفكر إيلان بابه قد توصل إلى تلك النتيجة عندما أراد للحقيقة العلمية والأخلاقية أن تكون الفيصل ، ففي كتابه " التطهير العرقي ضد الفلسطينيين" والذي صدر مؤخرا ، والذي لم أتمكن من الحصول عليه بعد ، ولكن ما استطعت أن أصل إليه من مجمله من خلال التقارير الصحفية أن الرجل يقول : إن إبادة عرقية وتطهيرا دمويا جرى بحق اللاجئين الفلسطينيين ، وان الأمر لم يكن كنتيجة للحرب أو بسببها وإنما بسبب خطة وضعها الصهاينة ودعمتها القوى الراعية للكيان الصهيوني .
إن الكيان الصهيوني كفلسفة وفكرة هو انعكاس حقيقي ،مئة بالمائة، للاستعمار الغربي والأمريكي بقديمه وحديثه ، لم يكن الكيان الصهيوني سوى أداة رئيسية من بين الأدوات الأخرى من اجل السيطرة على المنطقة وتحقيق عملية الإجهاض والقضاء على كل محاولة عربية أو إسلامية تريد التطور والتقدم ، وبالتالي فان العلاقة ما بين هذا الكيان وأمه الاستعمارية هي علاقة مصلحيه متوافقة بين الطرفين ، فبهذا الكيان يتخلص الغرب والأوروبيون من اليهود ومشاكلهم بدلا من اضطهادهم وقتلهم وفي الوقت ذاته يكونون الأداة المهمة هناك في المنطقة العربية ، واليهود والصهاينة لهم في المقابل أن يرتعوا ويعربدوا ويذلوا أهل المنطقة والشعب الفلسطيني على وجه الخصوص ، والحمل الاستعماري بها " أي إسرائيل " ليس له ولادة ، فالصهاينة بالحبل السري المربوط بالأم الاستعمارية يتنفسون ويعيشون .
ومن اجل تحقيق ما سبق ونهائيا ، لم تكتف الدول الاستعمارية وعلى رأسها أمريكا بانجاز طرد الفلسطينيين وتهجيرهم من أراضيهم وديارهم وتحقيق الكيان الصهيوني على أجزاء كبيرة من ارض فلسطين ، بل إنهم جميعا ورغم كل الجرائم التي ارتكبت بحق الفلسطينيين من وعد بلفور وصك الانتداب وقرار التقسيم التي ضغطت أمريكا على أعضاء هيئة الأمم المتحدة من اجل التصويت عليه ، في مخالفة صريحة لكل المواثيق والقوانين الدولية ومن بينها ميثاق الأمم المتحدة وبالتحديد المادتين 10 ، 14 منه اللتين تخولان الأمم المتحدة حق التقدم بتوصيات دون حق اتخاذ قرارات ، وأيضا بالمخالفة لنظام الانتداب الذي هو أيضا باطل من أساسه ، حيث أن فلسطين كانت خاضعة لنظام الانتداب من الفئة "أ" ، ويستهدف هذا النظام استقلال فلسطين مع احترام سلامة ووحدة أراضيها وليس تقسيمها ، لم يكتف هؤلاء بذلك ، وكيف لهم أن يكتفوا طالما أن الفكرة الاستعمارية تقوم على استئصال جزء من الجسم والى الأبد وزرع مكانه جزء آخر غريب ، انه الكيان الصهيوني ذو الصبغة اليهودية "الخالصة " أو "النقية" على حد تعبيرهم ، ومن هنا ورغم قرار 194 الذي يتحدث عن حق العودة كخيار أول لمن يرغب بالعودة و| أو التعويض لمن لا يرغب بذلك ، إلا أن الدول الغربية وأمريكا وإسرائيل وشركاء آخرين ، اتجهوا إلى محاولة تنفيذ القرار من خلال الانسجام مع فكرتهم التي أسسوا عليها الكيان الصهيوني ، وهم بذلك لم ينتقوا من القرار سوى الجانب المتعلق بالتوطين والتعويض وأرادوها خيارا وحيدا أمام اللاجئين الفلسطينيين ، وعلى هذا الأساس اتجهوا منذ البداية إلى طرح مشاريع التوطين تحت مسمى التأهيل الاقتصادي والاجتماعي للاجئين الفلسطينيين ، وكانت أداتهم الأولى عبر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين ، بحيث تقوم هذه الأخيرة بتنفيذ المشاريع التوطينية التي تمولها أمريكا وأوروبا وإسرائيل وأطراف أخرى ، ويجد المرء إشارة واضحة لهذا الغرض من خلال بعض مواد القرار 302 المتعلق بإنشاء الوكالة سنة 1949 ، وعلى الأرض حاولت الأمم المتحدة من خلال وكالة الغوث لدى بدء تأسيسها عام 1950، أن توطن جزءا من اللاجئين الفلسطينيين ، حيث اقترحت الوكالة عام 1950، بان يتم تشكيل صندوق لدمج اللاجئين وتوطينهم ، واقترحت في عام 1951 إزالة المخيمات وتحسين ظروف معيشة اللاجئين ، كذلك طرحت برنامج الاعتماد على النفس عام 1954، والذي تضمن تقديم قروض فردية وتأهيل مهني للاجئين ، ويشير هاني مندس في دراسة له إلى طرح الوكالة عام 1953، بان يتم توطين 10 – 12 ألف عائلة فلسطينية لاجئة على 230 ألف فدان من أراضي سيناء ، كذلك طرحت الوكالة على سوريا عام 1952 بان يتم إقامة مشاريع زراعية للاجئين على أراضي تخصصها الحكومة السورية ، وغير ذلك من المشاريع التي طرحتها وساهمت فيها الوكالة والتي كان أخرها مشروع إنهاء وجودها في اللحظة التي يتم فيها توطين اللاجئين الفلسطينيين عن طريق تأهيلهم اقتصاديا واجتماعيا فيما سمي في حينها عام 1995 ببرنامج تنفيذ السلام الذي فيه ومن خلال ما يسمى باللجان المتعدد للمفاوضات ومن بينها مجموعة عمل اللاجئين أصبحت قضية اللاجئين إنسانية وليس ذات بعد قانوني وسياسي .
- الكيان الصهيوني لا مستقبل له من الناحية التاريخية .
إن مشاريع التوطين التي طرحت من اجل شطب حق العودة للاجئين الفلسطينيين كانت كثيرة جدا ، وان دل هذا فإنما يدل على أن الدول التي كانت تطرحها وفي مقدمتها الولايات المتحدة والدول الأوروبية وإسرائيل وغيرها، بالإضافة إلى الأمم المتحدة ، تريد أن تعاند بل وتقهر الحقيقة والعقل وتضاد العدالة الإنسانية وحق البشر في أن يعيشوا في أراضيهم وديارهم وممتلكاتهم التي ارتبطوا فيها طبيعيا وتاريخيا عبر مئات السنيين بل الآلاف ، فالفلسطينيون العرب جذورهم تمتد إلى القرن العشرين قبل الميلاد حينما شرع الكنعانيون وهم قبائل عربية الأصل في استيطان فلسطين حيث انشأوا المدن والقرى وأقاموا حضارتهم في ربوعها حتى عرفت البلاد باسمهم فكانت تسمى ( ارض كنعان ) وقد وردت في التوراة بهذا الاسم في سفري ( العدد ) والخروج ) .
وقد تعاقب الغزاة على فلسطين من الشرق والغرب حينا آخر،غير أنهم لم يكتسبوا صفة استيطانية طويلة بل انحسرت موجات غزوهم وكانت سيطرتهم عليها طارئة وعابرة في تاريخ فلسطين وبقي أهل فلسطين العرب وهم سلالة الفلسطينيين والكنعانيين وغيرهم من القبائل السكان الأصليين للبلاد الذين استوطنوها بدون انقطاع ما لا يقل عن أربعين قرنا ، وظل العرق الفلسطيني المؤلف من المسلمين والمسيحيين هو العنصر الرئيسي لسكان فلسطين بعد انصهار أجناس أخرى فيه إلى أن شرد الصهاينة والاستعمار الغربي القسم الأكبر منهم عام1948.
ثم إن إحاطة الأمة العربية بفلسطين إحاطة شاملة تؤكد بما لا يدع مجالا للشك عروبة فلسطين التي هي امتداد جغرافي وبشري للوطن العربي ، ورغم أن فلسطين كانت قطرا عثمانيا ، فقد تمتع سكانها بحقوقهم القانونية والسياسية وكان لهم ممثلون في المجلس النيابي العثماني ( مجلس المبعوثان ) وكان من جملة الغزاة الذين طرأوا على ارض كنعان القبائل العبرانية التي خرجت من مصر وغزت فلسطين في القرن الثاني قبل الميلاد فوجدت فيها قوما جبارين لم يمكنوا الغزاة من بسط سيطرتهم على البلاد سيطرة كاملة ، ولم يدم حكم العبرانيين في جزء من فلسطين إلا مدة يسيرة، ثم كانت إقامتهم فيها بعد تدمير دولتهم في الجنوب إقامة متقطعة ،ومنذ القرن الأول الميلادي كادت فلسطين تكون خالية من اليهود .
وهكذا فان المشروع الصهيوني ذا الصناعة الاستعمارية الصرفة لا مستقبل له من الناحية التاريخية، لأنه باختصار يتعارض مع حقوق الشعب الفلسطيني وحقوق شعوب المنطقة العربية ، فهو كيان ما وجد إلا ليكون أداة الاستعمار في قهر هذه الشعوب كما الأدوات الأخرى وفي مقدمتها الأنظمة العربية المرتبطة بالدور الأدائي المرسوم لها من قبل الاستعمار نفسه ، وجود الكيان الصهيوني في فلسطين يعني أن الأمة العربية ممنوع عليها أن تتطور أو أن تتقدم وهي قبل ذلك ممنوع عليها أن تمتلك إرادتها السياسية أو الاقتصادية أو العلمية ، يجب أن تعيش في تخلف وفي تدهور لتكون على أكمل وجه من التبعية والاستغلال وبالتالي السيطرة على ثرواتها الكبيرة والمتنوعة وفي مقدمها النفط الذي يشكل ثلثي احتياطي العالم منه في المنطقة العربية وعلى وجه الخصوص في منطقة الخليج ، إن البحوث العلمية وإقامة المراكز المتخصصة لهو أمر ممنوع في منطقتنا، وهي تأتي كسياسة تنفذها كثير من الإقطاعيات العربية ، إنها هذا الأمر برمته يعارض الطبيعة الإنسانية التي تنشد التطور والتقدم والبحث عن الاحتياجات المستجدة ، فالتاريخ كما يقول أرسطو في معرض أرائه وجدلياته الفلسفية يكره الفراغ ، والأمة تعيش في فراغ من الانجاز والتقدم ، لكن على الأقل هي لم تسكت وتصمت نهائيا على الظلم الذي يلحق بها من الغرب الاستعماري وأدواته ، وما الذي يجري اليوم في أكثر من مكان في العراق أو فلسطين أو لبنان أو غيرها يدل على أن الشعوب في نهاية المطاف ستنفجر طبيعيا وتاريخيا في وجه الظلم والاستبداد والاستغلال والاضطهاد المفروض عليها ،ومن بين هذا الظلم الوجود الصهيوني في فلسطين .
الحلقة الثانية:
- مشاريع التوطين والفشل الحتمي لها.
سأسرد في هذا المقام العديد من مشاريع التوطين التي أريد من خلالها شطب حق العودة، والتي لم تنجح ولن تنجح بسبب الحقيقة العلمية والتاريخية التي تقول بعدم إمكانية القضاء على شعب بأكمله ومحو هويته التاريخية والثقافية المنغرسة الجذور والممتدة الارتباط بأمة كبيرة وعريقة ، وبالتالي فإن ما سيطرح من مشاريع سيلقى الفشل ، الملفت حول هذه المشاريع كثرتها ، والدلالة من ذلك هو مدى صدقيه وقدسية حقوق الشعب الفلسطيني وأهل المنطقة على وجه العموم .
من بين هذه المشاريع التوطينية الكثيرة وعلى وجه الإجمال منذ عام 1949مايلي:
• خطة التطوير الاقتصادي للشرق الأوسط " خطة ماك جي " لسنة .1949 : قدم المشروع من قبل لجنة التوفيق الدولية عبر الإدارة الأمريكية في آذار 1949 ، ومؤداها أن تقوم فرنسا ، وبريطانيا ، والولايات المتحدة بتقديم المساعدات الكفيلة بإنشاء مشاريع تنموية ، تعمل على احتواء اللاجئين ، وتوطينهم كل حيث هم مع الاكتفاء بإعادة مئة ألف منهم إلى فلسطين ، واشترطت إسرائيل للقبول بإعادتهم اعتراف الدول العربية بها ، مع توطينهم حيثما يتفق ومصالح إسرائيل ، واعتباراتها الأمنية .
• بعثة كلاب : وهذه ترأسها الأمريكي جوردون كلاب ، وهي في الأصل لجنة الاستقصاء الاقتصادي في الشرق الأوسط ، ظهرت إلى الوجود بناء على اقتراح عضو أمريكي في لجنة التوفيق الدولية ، مستر بورتر ، بتعيينها ، في أغسطس | آب 1949 كلجنة فرعية ، تابعة للجنة التوفيق الدولية .
• مشروع باروخ المقدم إلى الهيئة العربية العليا ، حيث اقترح إنشاء " اللجنة الدولية للاجئين العرب ، التي ستعمل على إعادة بعض اللاجئين إلى الأراضي المحتلة ، وتوطين البعض الآخر في البلاد العربية ، المتواجدين فيها ، وتهجير البعض الآخر إلى كندا ، والولايات المتحدة ، وأمريكا الجنوبية ، وباكستان .
• مشروع بلاند فورد هذا المشروع قدمه بلاند فورد الوكيل المساعد للمدير العام لوكالة الغوث التابعة للأمم المتحدة ، ويقضي بتقديم 300 مليون دولار إلى الدول العربية ، من اجل حل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين ، كذلك تهجير عدد كبير من لاجئي لبنان إلى سوريا ، ونقل 100 ألف لاجئ من غزة ، وفلسطين ، والأردن إلى العراق ، وليبيا .
• مشروع سيناء : حيث بدأت في حينها عمليات البحث عن المياه ، لتوطين قسم من لاجئي قطاع غزة من 1951 – 1953 ، حيث وافقت الحكومة على إسكان خمسة ألاف لاجئ فقط في عام 1953 ، عقدت الحكومة المصرية اتفاقا مع وكالة الغوث التابعة للأمم المتحدة ، تجيز بموجبه الأخيرة إجراء اختبارات على 230 ألف فدان ، حول إمكانية إقامة مشاريع عليها ، كذلك تختار الوكالة 50 ألف فدان من اجل التطوير الزراعي ، ودون الدخول في تفاصيل ونتائج عملية الاختبارات لهذا المشروع ، والذي عد الأخطر من بين المشاريع التوطينية للاجئين ، لأنه كان قد دخل مرحلة التنفيذ الفعلي من خلال التعاون والاتفاق الذي جرى بين الحكومة المصرية والوكالة ،إلا أن هذا المشروع قد فشل بسبب غارة 28 فبراير - شباط 1955 ، وبالتالي انتفاضة مارس آذار في نفس العام من قبل اللاجئين أنفسهم في قطاع غزة .
• مشروع جونستون ( 1953 – 1955 ) ، وهذا المشروع يعتبر تحقيقا عمليا لما ورد في بيان دلاس ، وقد هدف المشروع إلى توطين الفلسطينيين على الضفة الشرقية للأردن ، من خلال مشروع ري من الموارد المائية العربية ( نهر الأردن ) تستفيد منه بلدان المنطقة ( لبنان ، سوريا ، والأردن ، وإسرائيل ) وقد تم إيفاد اديك جونستون – مبعوث الرئيس الأمريكي أيزنهاور – إلى المنطقة في أكتوبر - تشرين الأول عام 1953 للقيام بالمفاوضات اللازمة بين الدول العربية وإسرائيل.
• مشروع دلاس ، وهذا المشروع هو عبارة عن خطاب لوزير الخارجية الأمريكي جون فوستر دلاس في عام 1956 حدد فيه رؤية الإدارة الأمريكية لمستقبل التسوية في الشرق الأوسط ، وعرض ضمن ثلاث قضايا أساسية ، قضية اللاجئين ، حيث اقترح إعادة بعض اللاجئين إلى فلسطين المحتلة ، وقيام إسرائيل بتعويض البعض الآخر ، من خلال قرض تشارك فيه الولايات المتحدة ، وتوطين العدد المتبقي في البلدان العربية في أراض مستصلحة ، عن طري مشاريع للري ، تقوم الولايات المتحدة بتمويلها ، هاجمت المشروع كل من مصر وسوريا ورفضه رئيس الوزراء السوري سعيد الغزالي ، في المجلس النيابي ، في 26 - 9 - 1955 .
• وهناك أيضا مشاريع أخرى وكثيرة نوجزها ذكرا لتجنب الإطالة ومن بينها مشروع الأمين العام للأمم المتحدة داغ هموشولد لسنة 1959 ومشروع جونسون رئيس مؤسسة للسلام العالمي وذلك في عام 1962 ، وهناك مشروع لموشي دايان ، حيث هدف المشروع إلى توطين 300 ألف لاجئ من سكان القطاع ، إلا انه لم يتم توطين إلا 46 ألف لاجئ ، أي ما نسبته 18.4 من مجموع سكان المخيمات وهناك مشاريع كثيرة أخرى تتعلق بالتوطين سواء في مخيم الشاطئ أو خانيونس ومخيم رفح والبريج وغيرها من المشاريع التوطينية التي هدفت إلى تجاوز حق العودة كلها تقريبا لاقت الفشل الذريع "16"، هذا الفشل طبعا لابد أن يكون طبيعيا لان الأمر ببساطة يتعلق بحياة ووجود ومصير شعب بأكمله ، وليس الشعب الفلسطيني وحده بل مصير ومستقبل المنطقة برمتها ، من الممكن في تاريخ وحياة الشعوب أن تصاب بالانهيار والتخلف والتراجع وكل الأدواء التي عايشتها الإنسانية ، لكن أن يتعلق الأمر بإفناء امة بأكملها وجعلها رهنا وعلى الدوام للذل والمهانة والعبودية فهذا ما ينكره التاريخ والعقل والمنطق ، فأراد الغرب وأمريكا أن تكون المنطقة العربية والإسلامية ،على الدوام والى الأبد ، هكذا يخططون ويريدون،مكانا لتنهب ثرواتها ومقدراتها ،وجعلوا من إقامة إسرائيل على ارض فلسطين العنصر الأساس لما يخططون ويريدون ، ومع ذلك كله ورغم أن المنطقة العربية حتى هذه اللحظة تحكمها إقطاعيات مرتبطة بالدول الغربية وعلى رأسها أمريكا وبالتالي نحن نتحدث عن انعدام الإرادة السياسية بشكل عام منذ إنشاء هذه الإقطاعيات للحكام والملوك والأمراء اللذين يحكمونها ، إلا أن بعض الحراك الطبيعي لشعوب هذه المنطقة ولشرفائها لازال يحول دون التفريط بالحقوق والثوابت وعلى رأسها حق العودة للاجئين الفلسطينيين .

- الإستراتيجية الأمريكية الجديدة تعجل في المواجهة الشاملة وفي ثورة شعوب المنطقة.
لقد جاءت عملية السلام في أوائل عقد التسعينيات من القرن الفائت والتي توجت بأوسلو وبعد إعلان الحرب على العراق في ما سمي وقتها بحرب عاصفة الصحراء ، لتجهز على ما تبقى للفلسطينيين من حقوق وعلى رأسها حق العودة ، كان المشروع الأمريكي الجديد أو إستراتيجيته الجديدة تقوم على مزيد من تمكين الاحتلال، وبالتالي العمل على شرعنته على أراضي ال67، والواقع على الأرض يشهد بذلك فالاستيطان ازداد وأصبح عبارة عن تجمعات إقليمية تفصل أجزاء الضفة عن بعضها البعض والقدس أصبحت معزولة وكذلك الأغوار، وأما قطاع غزة فبات سجنا للفلسطينيين، وهو أيضا معزول عن الضفة والقدس ، ومن جهة أخرى كان تدمير العراق والعمل على حصاره خطوة نحو الوصول إلى فكرة تفتيت وتشتيت المشتت على المستوى الوطني والقطري وصولا إلى الحالة الفسيفسائية المطلوبة أمريكيا وصهيونيا والتي تقوم على المذهبية والعرقية والطائفية ، وهذا الذي نجحوا فيه في العراق إلى حد ما رغم قوة المقاومة وانجازاتها العظيمة ، وأيضا ما حاولوه وفشلوا فيه في لبنان في حرب تموز الفائتة عام 2006 ، وهو المشروع نفسه الذي أسمته رايس وأركان إدارتها بمشروع الشرق الأوسط الجديد أو الكبير ، سمه ما شئت أو تشائين.
هذا المشروع الأمريكي الجديد الذي اسماه المفكر الإسلامي منير شفيق في كتابه " النظام الدولي الجديد وخيار المواجهة" بأنه وعد بلفور رقم 2 بالنسبة لعملية السلام وتكريس الاحتلال على ما تبقى من ارض فلسطين ، أما عاصفة الصحراء التي استهدفت العراق في حينها فقد اسماها بسايكس بيكو رقم 2 ، وهي التي تتعلق بتحويل المنطقة إلى كانتونات مذهبية وعرقية من خلال جعل العراق التجربة الفاتحة باتجاه المشروع الأمريكي الجديد ، إذن الشركات الأمريكية و"الكرتيلات "العالمية العابرة للقارات ما عاد يفي بجشعها وبشعها في نهب ثروات ونفط المنطقة في سياق الخريطة الجغرافية السياسية للمنطقة العربية القائمة على المستويات القطرية والوطنية وعلى الوضع في فلسطين في حينها ، إذ كان من المسلم به على مستوى ما يسمى بالمجتمع الدولي أن أراضي ال67 محتلة ،وان اللاجئين الفلسطينيين هناك شبه إجماع على مستوى الجمعية العامة للأمم المتحدة وكثير من المؤسسات الدولية والإقليمية تنادي بضرورة عودتهم إلى ديارهم وممتلكاتهم التي هجروا منها ، فكان لابد حسب وجه نظر هؤلاء وبالتحديد المحافظين البروتستنتيين المتصهينيين وأصحاب شركات السلاح والنفط أن تكون هناك تشكيلة جغرافية وديمغرافية سياسية جديدة ، تمكن في الإيغال بالمزيد المزيد من نهب بترول العرب وثرواتهم .
إن التوجه السابق والمفرط جدا في نهب ثروات الشعوب والعمل على المزيد من إذلالها وتركعيها ، كان قد حذر منه الرئيس الأمريكي دوايت أيزنهاور عام 1961 ،وذلك في خطبة الوداع التي ألقاها في معرض تسليمه لمهام منصبه الرئاسي إلى خلفه الجديد جون كنيدي حيث أشار الرجل وحذر من وجود مجمع مالي وصناعي وعسكري وفكري متهور لا يوازن ما بين الخاص والعام وما بين الداخل والخارج والأمن القومي والسياسة الخارجية ، وقد قال إيزنهاور إن هذا المجمع المتهور لن يجلب الضرر والدمار للشعوب الأخرى فقط بل ولأوروبا وللشعب الأمريكي أيضا ، وهذا ما يحصل الآن ، ولذلك لا سبيل إلا إلى التعقل وإتباع المنطق وفهم التاريخ بشكل جيد ، وهذا يعني إعادة الحقوق إلى أهلها سواء في فلسطين أو العراق أو لبنان وغيرها .
20 – 5 – 2007

المقال مأخوذ من مؤلف الكاتب بعنوان " هل يمكن أن يكون هناك سلام حقيقي دون حق العودة ؟؟ "





#عماد_صلاح_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حق العودة وامكانية تحقيقه وتنفيذه
- لاخيار امام فتح الا الشراكة مع حماس
- سيكولوجية حق العودة
- إنهيار السلطة الفلسطينية حقيقة علمية تاريخية!!
- السلطة الفلسطينية والانظمة العربية واسرائيل الى زوال!!
- القضية الفلسطينية بين مطرقة الاحتلال وسندان المتنفعين!!
- حماس ما بين التكتيك والاستراتيج
- من يشجع من على السلام؟؟
- المهم جدا .....موقف سياسي فلسطيني موحد!
- وإذ اشفق عليك ياطيرمن لباس السوء!!
- الهامش المرسوم للتحرك الرسمي العربي
- المطلوبون اذ يتحصنون بجهاز الاستخبارات في رام الله!!!
- حق العودة واستحالة شطبه
- تموت امريكا واسرائيل فزعا من حق العودة!!
- وإذ- يقرفونك- بالحديث عن الديمقراطية وحقوق الانسان!!
- لماذا كل هذه الهرولة باتجاه اي تفاوض؟؟
- حين تصبح الحزبية ودرجتها معيارا للكفاءة!!
- الفرق بين الالتزام والاحترام في خطاب التكليف الرئاسي؟؟
- تفسير الذي يجري للفلسطينيين في العراق؟؟
- ما أخشاه من لقاء مكة!!


المزيد.....




- فيديو يكشف ما عُثر عليه بداخل صاروخ روسي جديد استهدف أوكراني ...
- إلى ما يُشير اشتداد الصراع بين حزب الله وإسرائيل؟ شاهد ما كش ...
- تركيا.. عاصفة قوية تضرب ولايات هاطاي وكهرمان مرعش ومرسين وأن ...
- الجيش الاسرائيلي: الفرقة 36 داهمت أكثر من 150 هدفا في جنوب ل ...
- تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL في ليتوانيا (فيديو+صورة)
- بـ99 دولارا.. ترامب يطرح للبيع رؤيته لإنقاذ أمريكا
- تفاصيل اقتحام شاب سوري معسكرا اسرائيليا في -ليلة الطائرات ال ...
- -التايمز-: مرسوم مرتقب من ترامب يتعلق بمصير الجنود المتحولين ...
- مباشر - لبنان: تعليق الدراسة الحضورية في بيروت وضواحيها بسبب ...
- كاتس.. -بوق- نتنياهو وأداته الحادة


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - عماد صلاح الدين - مدى احتمالية تحقق السلام دون حق العودة