بدرخان السندي
الحوار المتمدن-العدد: 1922 - 2007 / 5 / 21 - 11:50
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
خلال السنوات القليلة الماضية تعرض اقليم كوردستان الى اعمال ارهابية اسفرت عن استشهاد وجرح العديد من الابرياء من المواطنين.
وعند تحليل دوافع مثل هذه الاعمال الاجرامية لانجد مبررا واحدا يقف الى صف الانسانية او الديانات او القيم المتعارف عليها، بل هي جرائم من اشد انواع الجرائم بشاعة. اننا في اقليم كوردستان نؤسس لحياة هادئة هانئة ديمقراطية وكانت قلوبنا وضمائرنا دوما مع ابناء شعبنا العراقي الذي يتجرع المر ويشهد بشاعة الجرائم كل يوم في بغداد وبعض محافظات العراق، ويبدو ان اعداء السلام والانسانية لم يرق لهم الوضع الهادئ السلمي في كوردستان هذا الاقليم الذي استوعب على الرحب والسعة الاف العوائل المهاجرة اليه من اخوتنا العرب والمسيحيين وكل من شعر بقلق من وجوده في المناطق الساخنة في العراق.
نعم لم يرق لاعداء العراق والديمقراطية مشاهدة تجربة نامية مثل تجربتنا الكوردستانية فبدأوا يوجهون نشاطاتهم الاجرامية الى اقليم كوردستان.
هنا لابد من العودة الى تاريخ نضال شعبنا الكوردي والتجربة التي عاشها الكورد والحصيلة من هذه التجربة.
لقد كان لاثر ومفعول الاعمال الاجرامية التي عانى منها الشعب الكوردي من جرائم الابادة الجماعية وحرق القرى واستخدام الاسلحة الكيمياوية وتعذيب الامهات والاطفال وقتلهم، نقول لقد كان الاثر لهذا اثرا عكس ما توقعه الظالمون البغاة، فلقد زادت هذه الاعمال من شكيمة شعبنا الكوردستاني وعمقت من ايمانه بوجوده ودفعت به وبقضيته العادلة الى امام.
فماذا يتوخى الجناة المجرمون... هل ستسقط التجربة الفدرالية بهذه الاعمال وهل سيتخلى الكورد عن حقوقهم؟ ابدا فالتاريخ يشهد والواقع السياسي الاقليمي يشهد كلما تحركت نذر الشر بازاء كوردستان كلما تماسك الكورد يدا واحدة من اجل الدفاع عن اقليم كوردستان وتجربته ونهضته العمرانية.
لقد شهد العراق الكثير من المآسي قبل سقوط الدكتاتورية وها هو يشهد الكثير من اعمال العنف والجرائم الارهابية التي حصدت الالاف من ابناء الشعب العراقي في الاسواق والشوارع والمدارس والجامعات وحتى المستشفيات ولكن بازاء ذلك نجد ان القبائل والعشائر العراقية بدأت تدرك عمق الجريمة بحق العراق واتضحت لها الحقيقة فبدأت هذه العشائر تتناخى وتتعاضد وتتماسك بغض النظر عن انتماءاتها المذهبية الكل بدأ يفكر من اجل السلام العراقي ومن اجل بناء عراق فدرالي موحد ديمقراطي ولاشك فان هذا الموقف سيدفع بالجناة الى البحث عن اماكن جديدة ينفذون فيها جرائمهم.
اننا نقول ومن خلال تاريخ نضالي طويل اننا كنا دوما مع ارفع القيم الانسانية في نضالنا الكوردي وان كل اشكال الوحشية والعنف اللاانساني مع الكورد كانت تزيدهم صلابة وتعمق من انسانيتهم، وها نحن لازلنا كذلك ان الاعمال الارهابية التي نفذت في اربيل عاصمة اقليم كوردستان وفي مدينة مخمور وما سبقها من اعمال لن تثني الشعب الكوردي عن ايمانه بالديمقراطية والفدرالية في العراق بل ستزيده قوة وايمانا بالحق الانساني في الحرية والسلام والبناء.
#بدرخان_السندي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟