واصف شنون
الحوار المتمدن-العدد: 1921 - 2007 / 5 / 20 - 10:40
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ما أن تتصل ببقايا أهلك في العراق حتى يأتيك النواح على المساكين الذين تم قتلهم كـ أم جبار التي سكنت شارع عشرين في مدينة الناصرية جنوبي العراق منذ عقود ،والقتل في جنوب العراق لايتخذ من البعث وصدام حجّة الأن ، فقد أصبح الموضوع منسياً ً ،ليس للناس ،ولكن لمن يتهمه ُ المهديّون بـلا (بعثيته) السابقة بل عدم (مهديته) اللاحقة!! .
يترجاني صديقي أن لا أكتب عن مافعله جيش المهدي في الناصرية وسوق الشيوخ والرفاعي ،وحين أسأله عن من هم ؟ فلا يجيب ،وهم على معرفتي أحطّ الخلق فسادا ،وعمائم بعضهم سياسية طائفية ،والباقي أولاد أزقة وفدائي صدام وجيش القدس ، فلا رواتب لهم من الحكومة ،وحسب الناس ،عيش وعيش واقتل حتى تعيش ...
المهديّون ،من أنتجهم ؟ ، عراقيون حفاة ،فقراء ،لايفلحون ولا يزرعون ولا يصنعون ، إنهم إمّة عاطلة في وسط إمّة موهومة ، وكل أمم العرب موهومّة ،لكن المهديّون موهومون بالحسين ومقتدى وأبيه الصدر مضافا ً إليهم ولي الفقيه الإيراني ،ويموتون فداءا ً لهم ليسوا جميعا ً،إنما العاطلين عن العمل والعقل وما هي الساعة الأن.
أمريكا عدوة الجميع والشعوب ،أمريكا في العراق ، العراقيون جبناء ، العراقيون خونة القومية ،العراقيون ليس لهم أصل ، العراقيون خانوا فلسطين ، العراقيون إيرانيون ،العراقيون خونة الأمة .
من هم العراقيون ؟
العامّة أم المثقفون ،ومن هم العامّة؟ والعامّة نحن بعض القراء ومنفيي المساكن والبيوت في داخل العراق وباقي الناس الذين يصبحون على خبز وأوكسجين أو لا يصبحون ، وأين هم المثقفون ،وكيف يكون المثقف العراقي مثقفا ً اذا كان له من الأعمام والأخوال في العشيرة من يسند ويرفع ويتربع ويتودد ،وكيف يكون إذا كان يمارس ثقافته العشائرية في الطبخ والردح وتشويه السمعات والأنا الكبرى والمخفية وتعدد الزوجات وهموم الصبيان ،وكيف يكون مثقفا اذا كان يرفض أجيالا اخرى تنطق بلغته وقيمه وأخلاقه وصفاته ومعيته وشعبه وهو بعيد بعقد وعقدين وأكثر عن ثلاثين العمر وأربعينه وخمسينه أيضا ً.
يختلط الواهم بالعاقل بالحالم والكئيب في مجتمعات العراقيين ،فتنتج مقولة (هذا شعب يجب توبيخه ) أو شعب ( أمّي ) في الحركات والتغيير والتصرفات ،والعراق ليس شعب ، أو شعوب ..،ومن الذي يُتفق عليه علىإنه شعب يكره الطاعة لكنه شغوفا ً بالنسيان ...والشعوب حينما تنسى تجد هياكلها في الوحل ...
قال الصغير
أنقذني
من الموت ،
كررت الأسئلة ..أنت صغير ،
فيصمت ..
ثم قال
العراق...
.....
لك كل العراق..
لكني وأمي
نود الهروب
....
والعراق
وأمي تعطش
وأنت سيسري فيك العدم والهوان
.....
أخرجني من العراق
أنا ضحيتك .
#واصف_شنون (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟