سعد هجرس
الحوار المتمدن-العدد: 1923 - 2007 / 5 / 22 - 11:19
المحور:
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
أطلقت منظمات البيئة العالمية صيحة مدوية تحذر من تدهور المناخ العالمى، وتدق أجراس الخطر لتنبيه الغافلين بان هذا التدهور يمكن أن تكون له تداعيات مروعة نتيجة تزايد الغازات الكربونية .
وما يهمنا أن تقارير هذه المنظمات الدولية قد أكدت أن مصر ستكون أكثر الدول تضرراً من هذا التدهور المناخى. وأن هذه الأضرار يمكن أن تصل إلى غرق أكثر من ثلث دلتا النيل نتيجة ذوبان جليد القطبين الشمالى والجنوبى ونحر مياه البحر الأبيض والمتوسط.
وفى حالة حدوث هذا السيناريو الكارثى – لا قدر الله – سيتعين على مصر تهجير عدد يتراوح بين 15 و 20 مليون نسمة، كما سيتعين عليها مواجهة تبعات فقد أكثر من 15% من أخصب أراضيها ومنتجاتها الزراعية.
ورغم أن الكثير من علمائنا، ومن المسئولين المصريين المعنيين، قللوا من شأن هذه السيناريوهات الرهيبة، انطلاقاً من أن الأبحاث التى استندت إليها اعتمدت على معادلات رياضية غير واقعية، فإنه يجب علينا اتخاذ الاحتياطات اللازمة لمواجهة الأسوأ، لأننا نتحدث عن مصير وطن ومستقبل أمة. وهذه أمور لا يمكن تركها للاحتمالات مهما كانت نسبتها ضئيلة.
ثم أن هذه التحذيرات تضعنا إزاء مسألة مهمة هى أن العالم المعاصر أصبح مترابطاً بصورة غير مسبوقة، حيث أن سلوك دولة ما يمكن أن يؤثر على المناخ، وهذا التأثير لا يتوقف عن الحدود السياسية لهذه الدولة وإنما يمتد إلى المناخ العالمى بأسره.
وكما أن هذه الظاهرة هى أحدى تجليات ما يسمى بالعولمة فان مواجهتها لابد أن تكون "معولمة" ايضاً، بمعنى أن البشرية يجب أن تتضامن معاً فى مواجهة الاخطار البيئية المحدقة بالجميع.
فخطر غرق الدلتا – مثلا – لا يمكن مواجهته سوى بحشد جهود أكبر عدد من دول العالم لممارسة الضغط على الدولة المتسببة فى ارتفاع درجة حرارة الأرض، وفى مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية والصين، لتقليل انبعاثات الغازات لأن أمريكا تتحمل المسئولية عن 25% من هذه الانبعاثات والصين مسئولة عن 14% منها.
وهذا وجه جديد للعلاقة بين البيئة والسياسة يجب أن نستعد له بالعلم والإرادة وبعد النظر قبل أن يتسع الخرق على الراقع.
#سعد_هجرس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟