أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - راسم عبيدات - هذا العبث والجنون يمهد لأجندات وسيناريوهات غير فلسطينية















المزيد.....

هذا العبث والجنون يمهد لأجندات وسيناريوهات غير فلسطينية


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 1920 - 2007 / 5 / 19 - 10:29
المحور: القضية الفلسطينية
    


........ ما يجري على الساحة الفلسطينية من تجدد للإحتراب والاقتتال الداخلي بين فتح وحماس على نحو أوسع وأشد ، يثبت بما لا يدع مجالاً للشك ، بأن كل التنظيرات والتطبيل والتزمير والخطب والشعارات حول إتفاق مكة التاريخي ، لم تصمد على الأرض ، رغم كل التمنيات بالنجاح والترحاب بهذا الاتفاق ، من زاوية كونه يدفن الفتنة في مهدها ، ويمنع انزلاق الشعب الفلسطيني ، نحو المجهول والتبدد والضياع ، وخسارة حصيلة متراكمة من المنجزات ، التي تحققت بفعل شلالات غزيرة من الدماء دفعها ويدفعها شعبنا الفلسطيني ثمناً لها كل يوم ، ولكن التمني و" الهوبرات " الإعلامية شيء والواقع شيء آخر ، فهذا الاتفاق ، قلنا أنه يغلق الجرح على الصديد ، وانه أملته وفرضته صيرورات المحاصصة أو الحتمية بعيداً عن صيرورة الديمقراطية والتعددية ووثيقة الوفاق الوطني والوحدة الوطنية ، وكان بمثابة محاصصة شاملة بين فتح وحماس لاقتسام المصالح والمراكز والامتيازات في السلطة والحكومة ، كما أنه تجسيد واضح لمصالح قطبي النظام السياسي الفلسطيني ، وليست تجسيداً لمفهوم الوحدة الوطنية والذي كان غائباً قبل الاقتتال وبعده ، وبعد تجدده ، فإن هذا المفهوم آخذ في التفكك والتحلل ، ناهيك عن تحلل وتفكك المضامين الإجتماعية لهذه الوحدة ، واتفاق مكة كان واضحاً وجلياً ، أنه أمام ملفات واستحقاقات ضخمه داخلياً وخارجياً ، حيث الهموم الإقتصادية والإجتماعية وحالة الحصار والتجويع ، والهم الوطني السياسي ، وانسداد أفق إنتاج أو الوصول أو الحصول على تسوية تلبي الحدود الدنيا من الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ، فالقيادتان الأمريكية والإسرائيلية غارقتان في الأزمات ، ومهددتان بالسقوط بسبب فشل وتعثر مشاريعهما وسياساتهم الخارجية ، وحدة أزماتهم الداخلية ، وبالتالي يجري البحث والعمل لديهما على إدارات الأزمات لا فكفكتها ، كما أنه من الهام جداً القول أن تجدد الأحداث على الساحة الفلسطينية ، له ارتباط بموضوعين بارزين: - المشروع الأمني الأمريكي ، أو ما يسمى بتسهيل الحركة الفلسطينية على الطرق ، مقابل وقف المقاومة الفلسطينية وإطلاق الصواريخ على المدن الإسرائيلية ، وهذا المشروع الذي نعتقد أنه جرى بلورته وصياغة خطوطه العريضة في الدوائر العسكرية والاستخباراتية الإسرائيلية ، يندرج في إطار الخطة الإسرائيلية والأمريكية لمحاصرة قوى المقاومة والمعارضة والممانعة العربية ، والعمل على تجزئة وتفتيت وتذرير ودفع بلدانها ودولها إلى دهاليز الاحتراب والاقتتال الداخلي العرقي والطائفي والمذهبي والقبلي والجهوي والعشائري من أفغانستان وحتى فلسطين ، وضمن ما يسمى بسياسة الفوضى الخلاقة ، وهنا جاءت ما يسمى بالخطة الأمنية الأمريكية ذات الصياغة والتوجهات الإسرائيلية لمحاصرة المقاومة الفلسطينية ، وحماية المستوطنات الإسرائيلية من الهجمات الصاروخية الفلسطينية ، والتي على الرغم من بدائيتها ، إلا أن المقاومة الفلسطينية استطاعت استخدامها كعامل ردع لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني الأعزل في الضفة والقطاع ، والحكومة الأمريكية قامت بعمل مباشر في إطار السعي لتكريس وتعميق حالة الانقسام الفلسطينية ، وذلك كرد على إتفاق مكة ، والذي كرس حكومة وحدة وطنية فلسطينية ، من خلال طرح الوثيقة الأمنية الأمريكية وإعادة طرح النقاش على الرئيس عباس ومستشاره دحلان من جهة وبين الحكومة ومعها الفصائل من جهة أخرى حول المقاومة وسلاحها ، أما الحدث الآخر والذي ألقى بظلال من الشك والريبة وعدم الثقة في الساحة الفلسطينية ، هو الحديث الأمريكي عن تسليح قوات الرئاسة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية من أجل تقويتها وزيادة قدراتها على ضبط الأوضاع والتي تشهد حالة واسعة من الفلتان، الأمر الذي فسر على أنه دعوة أمريكية صريحة لضرب وتصفية قوى المقاومة ، وبالتالي دفع الساحة الفلسطينية إلى حرب أهلية ، تمنع تحويل حكومة الوحدة الوطنية إلى رافعة سياسية وميدانية لنضالاتهم في سبيل حقوقهم الوطنية ، ولعل زيارة " ديك تشيني " نائب الرئيس الأمريكي للمنطقة تندرج في هذا السياق والإطار .
إذاً التطورات الإقليمية والدولية ، وتعارض وتقاطع المصالح والأهداف والأجندات ، وبالتحديد الإسرائيلية الأمريكية من جهة والإيرانية السورية ومعها حزب الله والمقاومة الفلسطينية من جهة أخرى ، من العوامل الهامة التي تلعب دورً سلبياً أو إيجابياً على الساحة الفلسطينية ، وكذلك فالوضع الداخلي الفلسطيني ، فإن إتفاق مكة ، لم ينجح في حلحلة أو لحلحة أي من القضايا الجوهرية سواء ًذات البعد الإجتماعي – الإقتصادي ، وقضايا الجوع والحصار أو ، القضايا الوطنية السياسية ، ناهيك عن أن كل من الطرفين المؤتلفين في إطار ما يسمى بحكومة الوحدة الوطنية ، استمر كل منهما بالتصرف والعمل على أساس ما قبل الاتفاق ، والتنظير لرؤيته وبرنامجه وتصوراته على أنهما خيار الشعب الفلسطيني ، ولم تنعكس هذه الوحدة على أرض الواقع ولا في أذهان الجماهير ، ولا في أي من أشكال العمل ومستوياته ، حتى على صعيد المفردات والإعلام ، كنت تسمع نفس تلك التي كانت تتردد قبل الاتفاق ، التيار الانقلابي في فتح والزمرة الدحلانية ، والتيار الدموي والصفوي والتكفيري في حماس ، وأيضا عندما شرع في تنفيذ المحاصصة على الأرض ، رأينا كيف استعرت الخلافات على التعيينات والتعيينات المضادة في الوزارات والمناصب الأخرى ، مما دفع كل من الطرفين للإستعانة بالمليشيات والمسلحين من كل طرف ، لفرض زلمه وجماعته في هذا المنصب أو ذاك ، ناهيك عن حالة التوجس وعدم الثقة العالية بين الطرفين ، ومن النظرة التشكيكية لأية خطوة يخطوها أي من الطرفين ، وكل ذلك كان مؤشر جدي على أن الاتفاق – إتفاق مكة – في طريقه إلى الإنهيار ، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن هناك مراكز قوى ونفوذ من كلا الطرفين ، كانت تدفع نحو تقويض الاتفاق ، حفاظاً على مصالحها ومراكزها ، وكذلك التدخلات الإقليمية والدولية في الساحة الفلسطينية ، ورغبة كل منها في فرض أجندته ومصالحه على المنطقة ، ولكون الساحة الفلسطينية جزء هام منها ، فإن التداعيات التي شهدتها من توسيع وتعميق لحالة الانقسام ، ودفع الأمور إلى الحرب الداخلية والاقتتال الدموي العبثي ، تحركه أجندات وقوى ليس لها علاقة بالوطن ولا مصالحه العليا ، بل هذه الأجندات تأتي خدمة لمصالحها وأهدافها ، ولأجندات وأهداف غير فلسطينية ، تمهد لمشاريع سياسية مستقبلية في المنطقة ، عنوانها بالأساس أن الشعب الفلسطيني غير قادر وناضج على تولي وقيادة أموره ، وبالتالي فلا بد من بحث عن خيارات أخرى ، تعيد طرح مشاريع سياسة قديمة ، وتغلق أو تلغي خيار الدولة الفلسطينية المستقلة ، وتسقط حق العودة للاجئين الفلسطينيين ، أو على أبعد تقدير ، إقامة كانتونين واحد في غزه بقيادة حماس ، وآخر في الضفة بقيادة فتح ، مع العمل على إيجاد آلية للتنسيق بينهما ، ومن هنا فإنه من الملح جداً ، فضح وتعرية كل هذه القوى التي تقوم بتنفيذ هذه الأجندات المشبوهة تحت يافطة وذرائع المصالح العليا للشعب الفلسطيني ، خدمة لمصالحها وأهدافها ، ولأجندات وسيناريوهات غير فلسطينية ، ستكون نتائجها كارثية على قضية شعبنا وحقوقه ، وهذا عبث غير مبرر ومشبوه المقاصد والمرامي والأهداف ، أي كل من يفكر أو يخطط أو ينفذ أو يتآمر ، وعلى كل القوى والفصائل الوطنية والشريفة ، أن تلفظ هذه الطحالب الضارة من صفوفها مهما كان حجمها ودورها ، وأن تحتكم إلى خيارات شعبنا ، خيارات الوحدة الوطنية الحقيقية، القائمة على برنامج ورؤيا سياسيتين عنوانهما بالأساس وثيقة الوفاق الوطني - وثيقة الأسرى - واتفاق القاهرة .
بقلم :- راسم عبيدات
القدس – فلسطين



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المواقع الألكترونية والفوضى الخلاقة
- أزمة الرئاسة التركيه، أزمة هوية أم أزمة خيارات تتصل بالجغراف ...
- مفارقات ، لجان تحقيقهم ولجان تحقيقنا ، و - طوشهم وطوشنا -
- رسالة لكل المقدسيين الحل ليس بالسكين ولا بالعصا ولا بالجنزير
- عن جدران الفصل وسياسة الفوضى الخلاقة
- المفاوضات من أجل المفاوضات ، أومفاوضات طحن الهواء وخض الماء
- واقع الحركة النقابية في مهمة بناء النقابات العمالية / فلسطين ...
- المبادرات العربية والردود الإسرائيلية عليها
- على ضوء قضية الدكتور عزمي بشارة / الجماهير العربية وقواها ال ...
- في يوم الأسير الفلسطيني / الأسرى الفلسطينيون وملف
- الساحة اللبنانية حبلى بكل التطورات
- هل إقترب موعد الضربة النووية الأمريكية لإيران
- ما سر الإهتمام الإسرائيلي الأمريكي بمبادرة السلام العربية
- فلتان أمني تخت السيطرة ، ومصالحة وطنبة - سوبر -
- - أولمرت - يترأس القمة العربية - ورايس - تضع جدول
- المنطقة العربية متوقع أن تشهد صيفا ساخنا
- هل ما زال ممكنا إعادة إصطفاف القوى المؤمنة بالخيار الديمقراط ...
- الحكومة تشكلت والقدس غابت
- في الذكرى السنوية الأولى لإعتقال سعدات ورفاقه
- سيناريوهات محتمله لردود الفعل العربيه


المزيد.....




- آخر ضحايا فيضانات فالنسيا.. عاملٌ يلقى حتفه في انهيار سقف مد ...
- الإمارات تعلن توقيف 3 مشتبه بهم بقتل حاخام إسرائيلي مولدافي ...
- فضيحة التسريبات.. هل تطيح بنتنياهو؟
- آثار الدمار في بتاح تكفا إثر هجمات صاروخية لـ-حزب الله-
- حكومة مولدوفا تؤكد أنها ستناقش مع -غازبروم- مسألة إمداد بردن ...
- مصر.. انهيار جبل صخري والبحث جار عن مفقودين
- رئيس الوزراء الأردني يزور رجال الأمن المصابين في إطلاق النار ...
- وسيلة جديدة لمكافحة الدرونات.. روسيا تقوم بتحديث منظومة مدفع ...
- -أونروا-: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال ...
- رومانيا: رئيس الوزراء المؤيد لأوروبا يتصدر الدورة الأولى من ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - راسم عبيدات - هذا العبث والجنون يمهد لأجندات وسيناريوهات غير فلسطينية