أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - مهدي النجار - اوراق مستحيلة في زمن الخراب














المزيد.....

اوراق مستحيلة في زمن الخراب


مهدي النجار

الحوار المتمدن-العدد: 1920 - 2007 / 5 / 19 - 07:28
المحور: سيرة ذاتية
    


الورقة الاولى :الضياع
دقات واثقة على الباب، دقات هادرة، صاخبة، هزت آذان أهل البصرة جميعاً، ومن الداخل يأتي سؤال متوجس ومرتاب:
- من الطارق ؟!
- أنا الحق !!
آه ،يستغرب الناس ، يندهشون :الحق !!
ما هذا ! أننا نسأل ويعبر عنه باليونانية "تي أستن" يعني أننا نتفلسف دون أن ندري ، أستنج أفلاطون وأرسطو بأن الدهشة هي ما يميز الفيلسوف حقا ، وليس للفلسفة من مبدأ سواه : ماهذا ؟!
عندما يفتح المعلم الروحاني الباب يندهش أمام قامة تلميذه الحلاج، : الحق ؟! .... صه يا ولد، هل جننت ؟!... يجفف عرق جبين تلميذه ويسقيه الماء، لا يرتوي الحلاج، يلملم أوراقه وعباءته ويهرب مثل ملدوغ، يصرخ ملتاعاً وسط ساحات بغداد القديمة وأزقتها:"خلصوني منها....خلصوني منها ، يعني من نفسه ، تمهل يا رجل ،هل أمتلأت نفسك الى هذا الحد من الأندهاش وقررت ان تنال حريتك بيدك ، الحرية ليست شياً يحتاج الى برهان ، يتابع الوجودي كيركجور ، بل هي قراري أنا أن أكون حراً ،هل يعني ان تكون حراً أن تتخلص من هذه النفس التي فاضت بالحق .... أمهلوه بعض التراجعات ،لا تعلقوه يا أشياخ الفقه فوق جذع نخلة وسط بغداد ، لا فائدة صدر قرار التزوير بالاجماع ،ظلت دماؤه تقطر والكلاب السائبة تلعق بها لثلاثة أيام خلت ، صرخ أبو الطيب المتنبي وجعاً ( صاحب أجمل لغة ) . اللغة أخطر النعم كما يقول الالماني هيلدرلن وهوأيضاً صاحب لغة فاتنة يقول في قصيدته" خبز وخمر ":
" ويل علينا ياصديقي جئنا هنا
متأخرين وهناك في أعلى،
تعيش الألهة ،هم يعملون بلا أنقطاع ،
لايحفلون بنا ولايتساءلون "
صرخ أبو الطيب المتنبي مشدوها:"أضاعوني وأي فتى أضاعوا؟! " هذا سؤال طرحه وأنتظر طويلاً، أنتظر طول العمر، يعني عنده قدرة مثل قدرة "الحق " .... من ليست لديه قدرة أنتظار ، عليه أن لا يطرح أسئلة ، ركز هيد جر في رسائله على ذلك :"أن تكون قادرا على طرح أسئلة معناه أن تكون قادرا على الانتظار ولو العمر كله " وهل كان على جانب كبير من الصواب أقدم الفلاسفة طاليس عندما قال :"الكل يأتي من الماء " ؟! ما معنى يأتي الكل دون حرية ،ولكن الحرية تأتي من الخراب الجميل (مفردة أدونيس) أو من" الفوضى الخلاقة " بتعبير منظري الامبريالية الكبار ، والخراب هو الحرية عند سارتر وهو الكبرياء البلاغي عند المتنبي :"أنام ملء جفوني عن شواردها ...." وهوالحق عند الحلاج وهو فائض القيمة عند كارل ماركس ، غطس ماركس حتى لحيته الكبيرة في رأس المال ليكتشف أخيراً سر الخراب ،سر الانتاج الرأسمالي بواسطة فائض القيمة ،التعبير المظبوط عن درجة أستثمار العمل ، أشكالية ماركس هي هذه وليست أولا نقد السماء (فيور باخ ) بل نقد الارض ،الاقتصاد السياسي (آدم سميث) بهذه الاشكالية قلب ماركس الدنيا وأوقفها على قدميها ، وفي عصرنا يقفز علي شريعتي ،المفكر الإسلامي المقتول ،ينفخ في كير حداد ، يعلم الناس أبجديات محو الذات ليؤدلج الاثنين معاً ، ماركس وجيفارا في فكر أسلامي ملتهب ينتمي الى ولاية أبي ذر الغفاري، كان الغفاري واحدا من آباء الاسلام الحق ، يموت وحيداً في منفى (الربذة) لأنه لم يفعلها مثل ذلك الذي رفع المصحف في يد وفي الاخرى كشف عن عورته ،قاتل وثنية أهل المال :"وبشر الذين يكنزون الذهب والفضة ولاينفقونها في سبيل الله بمكاو ٍ من نار " هذه الاية "الكنز " ضيعها أهل الكلام وأهل الاحياء ونساها أهل التكفير وسكت عنها أذكر أشياخ العرب في عصره ، السردي المتغطرس أبو هريرة ، لأنه لم يفصح عن المسكوت عنه في تاريخ التزوير والاكراه : "والله لو أعلمتكم بما في صدري لرميتموني بالقشع" (القشع : الجلد اليابس ) .... ولكن يا شيخ ألاشياخ ، كيف نرتق فتوق الارض ؟! لا فائدة من الدقات على الابواب :أنا الحق !! لأن التماهي بالحق أو الاخلاص له لا يكفيان : "من الممكن أن يصير الانسان سيء النية بفضل أخلاصه " (سارتر /الوجود والعدم ق2ق1)....كيف ستجد يا أبا الطيب خراب بغداد اليوم ،ستدور على أبواب الجرائد اليومية باباً باباً وفي عهد الخراب الجميل ، ستجد أبواباً عشرات وعند كل باب ستظهر لوعاتك وآهاتك:"أضاعوني وأي فتى أضاعوا ؟!" قل أريد الشفقة بأوجاعي ولا تقل "أنا الحق " لأن المسيحية تنصحنا : " أهربوا . نجوا أنفسكم وكونوا كعرعر في البرية " تسوّل ،هات عاهة وألبسها ، قل لهم ثامنوني بأشعاري ولغتي ،يقول البياتي : صارت لغتي قنديلاً في باب الله !!.



#مهدي_النجار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابن رشد...ضياع الفرصة التاريخية
- الشورى والديمقراطية في الخطاب الاسلامي
- الثقافة العراقية وعنق الزجاجة
- الكيانات السياسية والمسالة الدينية
- الكتابات البرية
- العقل وخطأ السكين
- المازق الطائفي في العراق
- شاهد من ازمنة التزوير الثقافي
- الطبري :الاسطورة والتاريخ
- / كتاب شهر اذار/ كيف يمكن ان نعيش سويا ومختلفين
- القيم الذكورية في الذهنية الاسلامية
- اليهودي في الذهنية الاسلامية
- الكيانات السياسية والمعاطف الماكرة
- الف ليلة وليلة والحقبة الكسولة
- الحداثة ومازق الهويات
- السلطة في التاريخ الاسلامي
- التدين الاسطوري قبل الاسلام
- الاسلام بين ثقافتين:العنف والتسامح
- مذكرات غابرييل غارسيا ماركيز
- الصخب وثقافة العولمة


المزيد.....




- لبنان: غارة مسيّرة إسرائيلية تودي بحياة صيادين على شاطئ صور ...
- -لا تخافوا وكونوا صريحين-.. ميركل ترفع معنويات الساسة في مخا ...
- -بلومبيرغ-: إدارة بايدن مقيدة في زيادة دعم كييف رغم رغبتها ا ...
- متى تشكل حرقة المعدة خطورة؟
- العراق يخشى التعرض لمصير لبنان
- مقلوب الرهان على ATACMS وStorm Shadow
- وزارة العدل الأمريكية والبنتاغون يدمران الأدلة التي تدينهما ...
- لماذا تراجع زيلينسكي عن استعادة القرم بالقوة؟
- ليندا مكمان مديرة مصارعة رشحها ترامب لوزارة التعليم
- كيف يمكن إقناع بوتين بقضية أوكرانيا؟.. قائد الناتو الأسبق يب ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - مهدي النجار - اوراق مستحيلة في زمن الخراب