وسيموت الكارهون للعراق بغيضهم .
أكراد عراقيون في الوزارة وسنة مسلمون في الوزارة وشيعة مسلمون في الوزارة وتركمان ومسيحيين في الوزارة وشيوعيون في الوزارة فموتوا بغيضكم .
تشكلت الوزارة من عراقيين شرفاء يمثلون كل أطياف العراق وهم يمثلون العراق .
أختيارهم يجسد الخطوة الأولى نحو الديمقراطية ، وأستيزارهم سيضاعف من مهمتهم الوطنية .
وهم بأختيار مجلس الحكم الأنتقالي سيقودون البلاد نحو جرف الأمان ومصلحة العراق ومداواة الجراح ووضع كل الضوابط التي سترسو عليها السفينة العراقية .
فأذا كانوا أكراد فسنعتز بعراقيتهم ، وأذا كانوا عرباً فسنعتز بعراقيتهم ، وأذا كانوا أسلاميين أو شيوعيين أو مستقلين فهم عراقيين قبل كل شيء .
هذه العراقية هي من تجعل قلوب الخبثاء تنطق بالشر والحسد .
الوزارة العراقية لا تتشكل من النسبة الطائفية لأن العراق أكبر من الطائفية ، والوزارة العراقية لاتتشكل من التقسيم القومي فالعراق أكبر من القوميات المتآخية فيه منذ القدم .
ستنعق الغربان العربية تتصارخ وتعوي الثعالب لكنها ستسمع صدى صوتها فالعراق محصن بالله وبشعبه .
وسينفثون أنفاسهم مثل فحيح الأفاعي ويترقبون بنا مثل الصل ، لكن ظنهم سيخيب ، فقد تشكلت الوزارة العراقية ، وألتحق العراقيون بوزاراتهم يبدأون بناء ماهدمه الطاغية وترميم ماهدمه الزمن .
نريدهم أكراد ونريدهم تركمان وعرب ونريدهم مسلمين ومسيحيين وصابئة مندائية وأيزيدية ويهود ، ونريدهم عراقيين فما الذي يريدونه منا ؟
تخطينا الخطوة الثانية وسنخطو الثالثة وتتبعها الخطوات العراقية الرصينة بأتجاه الديمقراطية والدستور والبرلمان وحكم الشعب .
حققنا ما حلم به الشهداء وضحايا السلطة البائدة وتجاوزنا المحنة .
حققنا أول خطوات الحلم العراقي في أن يحكم العراقيون أنفسهم .
وهاهي أول وزارة بعد دهر يكون فيها أبناء العراق من الوزراء ممن يتمتعون بكرامة وأندفاع وطني لايخشون الرئيس الهارب ولايخافون من عائلة صدام البائد .
وزراء حقيقيون ليس لهم علاقة بمدير المخابرات أو الأمن العام ، ولايحلق شواربهم قصي المقبور ولايعاقبهم المعوق المقبور عدي ولاتشتمهم حلا صدام .
وزراء وقفوا موقف المناهض لسلطة الطاغية وقارعوا الشر وسلطة الجريمة .
وزراء لم يبعوا أنفسهم للشيطان فكانوا من ابناء العراق الذين يفتخر بهم .
وسيسجل التاريخ العراقي البهي لهم بأحرف من نور مسيرتهم وعملهم ومثابرتهم في هذا الظرف العصيب الذي يحتاجه منهم العراق .