أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي السوري - إلى كل سوري شريف














المزيد.....

إلى كل سوري شريف


علي السوري

الحوار المتمدن-العدد: 1919 - 2007 / 5 / 18 - 10:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



عندما يتكلم الكثير عن الأحداث المؤلمة التي مرت بسوريا من خلال صراعات الوصول للسلطة و الاستئثار بها يخرج عن نطاق العقلانية و تسيطر عليه النزعات بأشكالها الطائفية و المذهبية و العقائدية الخ..و سأتناول منها مثالاً و هو مدينة حماة و ما مر بها من أحداث دامية يسميها البعض فتنة و تمرد و عصيان و البعض يسميها مذبحة و مجزرة و عملية إبادة وحشية ارتكبها نظام حافظ الأسد البعثي بشكل غير مسبوق في العالم العربي و الإسلامي.
لست هنا الآن بصدد الوقوف إلى أي جانب حيث أني أولاً لست من المعجبين أبداً بالبعث و أنظمته (صدام أو الأسدين) و باعتقادي الشخصي لا يستطيع ألد أعداء العراق و سوريا أن يؤذوهما أكثر من صدام حسين أو حافظ و بشار الأسد،كذلك الأمر بالنسبة للأصولية الإسلامية بكافة أشكالها حيث أن الإسلام السياسي منذ بدأ لم يأتي إلا بالخراب و القتل و الظلم أينما حل.
و المستغرب هنا هو أن تكون عربياً أو مسلماً و تستهجن و تستنكر ما جرى حيث أنه من المفترض أن يكون العكس هو المستهجن ( و الكلام هنا موجه لطرفي الصراع )سأحاول مخاطبة كل طرف و سأبدأ بالبعثيين الأسديين.
عندما وصلتم للسلطة من بين المتحاربين عليها لم يكن متوقع منكم النهوض بالبلاد حيث أنكم كنتم مجموعة غير مؤهلة بكل المقاييس لأن تحكم شعباً و تقوده إلى بر الأمان ولكن كان من المنتظر منكم و فيكم الكثير ممن عانى التمييز الطائفي و المذهبي و الطبقي و الإقليمي بأن تكونوا أكثر رحمة بهذا الشعب الذي أنتم لم تكونوا سوى جزء من أغلبيته المظلومة المحرومة من قبل البورجوازية و الإقطاعية فنراكم لا تقلون سوءاً عمن سبقكم، فبعد صراعاتكم و تصفياتكم فيما بينكم يستقر بكم الحال بحافظ الأسد على رأس السلطة لتتحول سوريا تدريجياً إلى مستعمرة له ولعائلته بمباركتكم و دعمكم اللامحدود ،قد يقول بعضكم بأحقية أي نظام بالدفاع عن نفسه بكل الطرق،نعم أوافقكم فهذا مشروعٌ بأعرافنا و مجتمعاتنا و لكن أنتم تحولتم من نظام حكم إلى شيء ما يشبه العصابات بتفريغكم المجتمع و حزب البعث نفسه من كل قواه الوطنية التي لا تتفق مع حافظ الأسد واستعمالكم لتجار الدين المأجورين( رغم إدعاءاتكم العلمانية) لتشريع سلطة و أوامر الرئيس و الدعم الكبير لهم حيث أنهم من أهم عوامل تغييب العقول اللازمة لكل نظام شمولي ناهيك عن سكوتكم على ظواهر فاسدة بكل المعايير وواضحة للجميع كرفعت الأسد و محمد مخلوف في بداية حكم حافظ الأسد و ازدياد تلك الظواهر لاحقاً،فكان من الطبيعي أن تقوم مجموعة من الأوباش باسم الله و الدين بخداع و تجنيد العديد من الشباب الفقير المظلوم الذي لم يبقى له من أمل سوى إيمانه بالله و فرجه لتتحول البلاد إلى ساحة قتال دموية فيها كل شيء مباح (و هذا طبعاً لا يعذر أحداً أساء لأبناء هذا الوطن بحجة أنه خُدِع بعثياً كان أم أخوانياً ) هل فكرتم مرة بتعقل و ضمير لو أنكم تخليتم عن تأليه حافظ الأسد وشاركتم الكفاءات الوطنية المتنورة إدارة شؤون البلاد و لم تبطشوا بكل من لا يقدس حافظ الأسد ولم تسكتوا منذ البداية على فساد آل الأسد و مخلوف (حيث أنهم أول من بدأ بالفساد قبل أن تنفرط المسبحة) هل كان سيُقتل من قُتِل و سيُسجن من سُجِن و ستؤول البلاد إلى ما آلت إليه من فساد و جهل و تشرذم في كل نفس و هل كان الحكم سيورث بتلك الطريقة المهينة لكل مواطن سوري شريف؟ أترك الإجابة لأصحاب الضمائر.
أما الأخوان و من يساندكم فذنبكم لا يقل بل يزيد عن ذنب البعثيين الأسديين، قتلتم و رملتم و يتمتم الكثير من أبرياء هذا الوطن و أغلبه ما كان ينفذ بطريقة إنتقائية مذهبية طائفية بغيضة لا يعكس سوى ما ربيتم عليه من أخلاق و تعاليم وضيعة لا تخولكم العيش في عالم متمدن هذا إذا كانت وحوش الغاب تقبل العيش بجوار أمثالكم،أنتم لستم حزينون على أي بريء قتل في هذا الوطن و ما تسمونه بمجزرة حماة و ذكراها ليست سوى قميص عثمان تعلقونه للتأليب و ما هدف لكم سوى اقتناص السلطة من آل الأسد أراحنا الله منهم و منكم و لست أدري من منكم الأسوأ فأيديكم ملوثة بالدماء أكثر من أيديهم (على الأقل هم لم يستعملوا أسم الإله ) برغم كل محاولات مرشدكم الغوغائية الساذجة للتنصل من مجازركم و دليل كذبه هو أنه لم يستطع ( و لن ) أن يصف ما سماه بالطليعة المقاتلة المنشقة بأنهم قتلة و مجرمون كما يسمي غيرهم.
إن ما حصل و يحصل يومياً من عمليات قتل من أجل السلطة و السيطرة لهو شيء مقيت ولكن للأسف تاريخنا يعج به حتى تحول إلى ثقافة و أسلوب حكم و كل يجد لنفسه عذرٌ إلهي أو وطني،فباسم الله قُتل الكثير من الأبرياء و باسم الله قُدس الكثير من السفاحون كما باسم الأوطان قُتل الكثير من الأبرياء و قُدس الكثير من السفاحون..فمتى سنعرف الله كما يجب أن نعرفه..و متى سنحب الوطن و الإنسان كما يجب أن نحبه؟؟؟

سوري



#علي_السوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مزارع يجد نفسه بمواجهة نمر سيبيري عدائي.. شاهد مصيره وما فعل ...
- متأثرا وحابسا دموعه.. السيسي يرد على نصيحة -هون على نفسك- بح ...
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف على أطراف م ...
- السيسي يطلب نصيحة من متحدث الجيش المصري
- مذكرات الجنائية الدولية: -حضيض أخلاقي لإسرائيل- – هآرتس
- فرض طوق أمني حول السفارة الأمريكية في لندن والشرطة تنفذ تفجي ...
- الكرملين: رسالة بوتين للغرب الليلة الماضية مفادها أن أي قرار ...
- لندن وباريس تتعهدان بمواصلة دعم أوكرانيا رغم ضربة -أوريشنيك- ...
- -الذعر- يخيم على الصفحات الأولى للصحف الغربية
- بيان تضامني: من أجل إطلاق سراح الناشط إسماعيل الغزاوي


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي السوري - إلى كل سوري شريف