أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - فواز فرحان - الاطفال ...وطرق التربيه الحديثه















المزيد.....

الاطفال ...وطرق التربيه الحديثه


فواز فرحان

الحوار المتمدن-العدد: 1919 - 2007 / 5 / 18 - 12:42
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


تشكل الطفوله في المجتمعات العربيه ومعها مجتمعات العالم الثالث واحده من المشاكل الاساسيه التي تجعل منها مجتمعات ترث التخلف من جيل الى جيل دون التوقف عند الاسباب الحقيقيه التي تقود لاستمرار هذا الخلل فيها وكذلك تغض النظر ربما عن دراسه واحده من اهم الحالات التي من شأنها القضاء تدريجيا على هذه البؤره التي تنبع بأستمرار مشاكل جديده تصدرها للمجتمع حتى يغرق بها ويصبح عاجزا عن ايجاد الحلول الملائمه لها..وتنعقد كل فتره الكثير من المؤتمرات لمناصره قضايا كثيره اخرى في المجتمع كقضيه السجناء والمعوقين والمرأه وحقوق الانسان بشكل عام دون ان نرى نفس الاهتمام بواحد من اهم المواضيع التي ارى انها تشكل الحجر الاساس في بناء مجتمعات متوازنه تراعي حقوق الطفل كحاله اساسيه من حالات حقوق الانسان وربما أهمها..وقبل الخوض في موضوع طرق التربيه الحديثه التي تعتمدها معظم دول العالم اليوم سأتوقف عند حالة الطفل العراقي اليوم في ظل الاحتلال فبعد القضاء على الدكتاتوريه وخلاص الطفوله من واحده من اسوأ المراحل التي كانت تفرض عليهم برمجه حياتيه بغيضه ربما كانت تدفعهم في احيان كثيره الى التمرد وممارسة سلوك غريب يعبر عما يعانيه من ضغط الحاله التي شكلت اطارا لحياة الاسرة العراقيه في ظل تلك السلطه الحديديه التي دفعت الاباء للحذر حتى من التعبير عن ارائهم امام اطفالهم وهذا بدوره شكل عاملا في جعل الاطفال يعيشون حالة الخوف مع اسرهم دون معرفة اسباب ذلك,ان احد اهم عوامل تشكيل شخصيات قويه عند الاطفال تكمن في جعلهم يعبرون عن انفسهم بمنتهى الحريه ويعيشوا طفولتهم بطريقه تبعد عنهم التاثيرات التي من شأنها جعل حياتهم مليئه بالتناقضات...وبعد احتلال العراق يعيش الاطفال اليوم حاله من البؤس قلما يتمكن الانسان من التعبير عنها في ظل حاله من الفوضى والرعب اللذين سيطرا على المجتمع العراقي منذ بداية الاحتلال وحتى هذه اللحظات,عندما شاهدت قبل اسابيع مجموعه من الاطفال في مدينه الصدر من على شاشات التلفزيون يلعبون كره القدم بجمجمة شخص تطايرت على ما يبدو نتيجة انفجار سياره مفخخه هالني المنظر ورحت افكر بالمستقبل الذي ينتظرهذه الطفوله في عهد يمكن للطفل ان يشاهد في اي لحظه والداه يقتلان امام انظاره او ان تسقط قذيفه على داره وتلقي اقسى انواع الرعب في داخله...لقد غدا كل شئ مألوفا امام انظارها ويكفي ان تنهض تلك الطفوله كل صباح على اصوات تلك القنابل والمفخخات التي تترك اثارا بعيده المدى على نفسيات هولاء الاطفال..ان هناك جمله من المشاكل التي تواجهها وفي مقدمتها طبعا الحرب وتداعياتها والضرب في المدارس والحاله الاستثنائيه التي يمر بها المجتمع وحالات الفقر وانعدام الخدمات والحاجه الملحه الى الشعور بالامان وممارسة حقهم في الحياة بدلا من الهلع الذي ينتابهم بين الفينه والاخرى..اما حالات التطور التي تشهدها معظم بلدان العالم في مجال العنايه بالطفل فأنها قطعت شوطا طويلا من الاهتمام حتى انها اخذت تندرج في البرامج الحكوميه الاساسيه ,كما ان حالة التطور هذه لم تأتي من فراغ بل من التجارب المره التي عانت منها هذه الشعوب فوضعت لنفسها برامجا توجيهيه قامت على اسس علميه تسهم في جعل الاطفال احتياطيا يعول عليه لانقاذ المجتمع من حالة الدمار التي وصلت اليها خاصة بعد الحرب العالميه الثانيه..ووضعت هذه الدول نصب اعينها ان خلاص المجتمعات من حالات التخلف التي يعانيها يحتاج لبرامج ربما تستغرق بعض الوقت لكنها ستثمر بالجديد وتخلص المجتمع من الكثير من الامراض التي تجعل منه عاقا غير قادر على تخطي المراحل الصعبه التي يمر بها وهذه البرامج يجب ان تبدأ من الطفوله وتأخذ خطا تصاعديا في مراحل الدراسة حتى انتجت الاجيال الحاليه التي اخذت على عاتقها قيادة المجتمعات الى حاله من التوازن وتحقيق العداله الاجتماعيه,في الدول الاوربيه يترك الطفل ليعبر عن نفسه بشكل حر في المدرسه في البيت وحتى في الشارع وتشمل مناهج التعليم تعويده على الاطلاع على مختلف المواضيع الحياتيه من اوجه متعدده مما يساهم في اعطاءه تصورا متكاملا يسهم في خلق نفسيه متوازنه داخله..وفي اليابان تلعب الابحاث التربويه دورا فاعلا في رفد المجتمع الياباني بالامثله التي تمكنه من جعل عملية التربيه تأخذ بعدا اوسع ففي نهايه التسعينات من القرن الماضي اكتشف خبراء التربيه الحديثه طرقا تساهم في مساعده الوالدين والمدارس في تنشئه اجيال ذكيه ومحتوى هذا الاكتشاف لتطوير ذكاء الطفل يتضمن ان تقوم الام الحامل في الشهر الثالث للحمل وحتى نهايه شهرها التاسع بترديد جدول الضرب بصوت مسموع يوميا بمعدل نصف ساعه وكذلك سماع موسيقى هادئه لنفس المده اي ان هذا البرنامج لا يكلف الام الحامل يوميا سوى نصف ساعه ناهيك عن رغبة واندفاع الامهات لممارسه المطالعه والاتجاه لتحقيق هوايات اخرى تصب في نفس الاتجاه من العمليه بأسرها..وراحت وسائل الاعلام اليابانيه تخصص يوميا في اعلاناتها جزءا من الوقت لنشر هذه التعاليم للام الحامل بعد ان اثبتت التجارب عمليا نجاحها واخراج اطفال تكون نسبة ذكاءهم تفوق بكثير الاطفال الاخرين من الذين لم تمارس امهاتهم هذه التجارب اثناء الحمل..كما تساهم هذه التجارب عمليا في تنميه النظام داخل الطفل المولود وتجعله يلتقط الاشياء بتفهم اوسع من الاطفال الاخرين..والصين ايضا اخذت على عاتقها تحقيق التقدم في هذا المجال من خلال التجارب التي تجريها في مدارسها والتي تتضمن كتابه الطفل منذ السنه الاولى لدراسته وحتى انهائه الابتدائيه مقاطعا طويله من جدول الضرب حتى وان عاد العمليه وكتابتها اكثر من مره واثبتت الابحاث التي اجرتها مجموعه من المتخصصين في علم نفس الطفل ان هذه الطريقه تخلق اندفاعا كبيرا لدى الاطفال في تقبل مختلف المعلومات القادمه اليهم بشكل سلس خالي من التعقيد..لقد قطعت معظم شعوب العالم اشواطا من التطور في هذا المجال بينما يعيش الطفل في مجتمعاتنا حاله من التشتت والضياع يتحمل جيلنا الحالي مسؤولية ذلك بالدرجه الاساس حالة التشتت هذه موزعه بين ضياعه في غياهب الحرب اليوميه وبين العمل في سن مبكره لمساعده اهله وبين مغادرته لمواقع الدراسه مبكرا ومعاناته اليوميه في الحرب التي لا دخل له بها.وفوق كل ذلك يأتي من يشبعه بافكار متطرفه تعكس شخصيه اباءه لتنتج حاله مستمره من الخلل في المجتمعات يكون من الصعب علاجها في فتره قصيره..عندما نرغب بتلقين الطفل معلومه معينه يجب ان ننتبه الى ذكر نقيضها ونوضح له ذلك كي يتمكن من موازنه الامور جيدا عندما يكون وحيدا يجب غرس فيه حالة التوازن التي تجعله يتعامل مع حياته وطفولته بشئ من التوازن بدلا من ان يكون عرضه للتخبط..ان خلق مجتمعات تتسم الرقي والتقدم يجب ان يبدأ من الاهتمام بالطفوله فهي الرقعه البيضاء النقيه التي تستقبل كل ما نكتب عليها من افكار لتعطنا ثمار ما كتبنا فيما بعد...



#فواز_فرحان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلمانيه..والتحرر من الطائفيه
- الاسلام السياسي...وذراع الارهاب
- المرأه المعاصره.والاذاعه الالمانيه القسم العربي
- المرأه..والحريه..والمصير المجهول
- المرأه..والاداء الاجتماعي الضعيف
- كركوك..بين فكي القوميه والارهاب
- الايزيديه..والعوده الى العصر الحجري
- العمل النقابي..ودوره في مجتمعاتنا 2
- تساؤلات..الى امير الايزيديه
- المرأه..وقيود الظلام
- العلمانيه..والعقب الحديديه
- سيف الدوله العنصريه...
- مجزره مروعه في بعشيقه...
- العلمانيه...والهويه الوطنيه
- الهولوكوست ..العراقي
- عقوبة الاعدام...والطريق للتخلص منها
- العمل النقابي..دوره في مجتمعاتنا 1
- النظام الاقتصادي في الدوله العلمانيه
- ألمثقف..وصراع الحضارات
- عقوبة الاعدام ..والتساؤلات المشروعه


المزيد.....




- الأمم المتحدة تحذر: توقف شبه كامل لتوصيل الغذاء في غزة
- أوامر اعتقال من الجنائية الدولية بحق نتانياهو
- معتقلا ببذلة السجن البرتقالية: كيف صور مستخدمون نتنياهو معد ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بإصدار المحكمة الجنائية الدولية ...
- البنتاجون: نرفض مذكرتي المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتني ...
- الأونروا: 91% من سكان غزة يواجهون احتماليات عالية من مستويات ...
- الإطار التنسيقي العراقي يرحب بقرار الجنائية الدولية اعتقال ن ...
- وزير الدفاع الإيطالي: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو وغالانت لأ ...
- قرار الجنائية الدولية.. كيف سيؤثر أمر الاعتقال على نتانياهو؟ ...
- أول تعليق للبنتاغون على أمر الجنائية الدولية باعتقال نتانياه ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - فواز فرحان - الاطفال ...وطرق التربيه الحديثه