|
حزب الدعوة ( الاسلامية ) و ظاهرة تبديل المراجع
احمد النجار
الحوار المتمدن-العدد: 1919 - 2007 / 5 / 18 - 12:37
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
عندما كنت استمع الى تصريحات و لقاءات قياديي حزب الدعوة امثال ابراهيم الاشيقر و ابو بلال الاديب و وليد الحلي و ابو رياض المهندس و غيرهم ... عبر اذاعة طهران و مونت كارلو و البي بي سي و صوت العراق الحر ... الخ ، كنت استبشر خيرا بان هنالك نخبة خيرة تعمل لمصلحة الشعب العراقي و تطالب بدماء الشهداء و من بينهم مراجعنا العظام ، لكن بعد التدقيق الذي بدأت اجريه مع توسع ثقافتي و اطلاعي ( و مد بوزي في الرايحة و الجاية ) اكتشفت العديد من الملاحظات على عمل الاحزاب و الحركات السياسية و الجهادية . حزب الدعوة احد اهم الاحزاب الاسلامية التي بدأت تسعى الى السلطة و تحاول ايجاد نظام سياسي متكامل جاهز للحكم في أي لحظة ، و قد بدأ حزب الدعوة بمحاولة بناء شرعية للحزب بالارتباط بمرجعية دينية فاعلة تضمن لهم التحرك و الجذب الجماهيري الذي فقده الحزب بعد اسشهاد المرجع الصدر الاول و انتصار الثورة الاسلامية في ايران و انتقال القيادات الاساسية لحزب الدعوة الى ( ايران الاسلام ) . حاولت قيادة حزب الدعوة الاتصال بالسيد الخميني اكثر من مرة و الانضمام كحزب سياسي تحت مرجعية لكن السيد الخميني رفض استقبال قادة الدعوة اكثر من مرة . الا ان تم اتصال بين الحزب و ممثل رفيع عن الامام الخميني بحضور الشيخ الاصفي . و اعتقد ان اللقاء لم يثمر ان لم نقل كان سلبيا للغاية . فصرف الحزب النظر عن مرجعية السيد الخميني و الخامنئي بعد ذلك ليس لكون السيد الخامنئي ايرانيا و انما لان قادة الثورة لم يفسحوا الطريق لحزب الدعوة للارتباط المباشر بالمرجعية في ايران ، صرف النظر هذا اثمر بصعود مرجعية جديدة تبناها الحزب كمرجع اعلى هذه المرجعية تمثلت بالسيد كاظم الحائري الذي بدأ مع الشهيد الصدر و الدعوة ثم ابتعد قليلا و لكنه قبل ان يكون مرجعا لحزب الدعوة بعد اتفاقية جرت بين الطرفين ، منها ان يعين المرجع قياة الحزب و الناطق الرسمي للحزب و بعض المسائل الاخرى . استمر الحال على ما هو عليه الى ان احس بعض قادة الدعوة بمضايقة من تصرفات المرجع الاعلى للحزب السيد الحائري فقرروا عزله ، احس السيد كاظم الحائري بهذا الامر فقام بكتابة عدة بيانات عن هذا الامر ، بعض البيانات وصلت الى درجة تفسق بعض رموز الدعوة فكان الانشقاق الاول الكبير الذي قصم ظهر الدعوة ، الشيخ الاصفي من جهته احس بان الامر سوف يطاله ايضا فاستقال من منصب الناطق الرسمي للحزب و بعد ذلك توالت الاستقالات و الهرج و المرج داخل الحزب ، فاصبح هناك ما يسمى بحزب الدعوة تنظيم العراق و هؤلاء بقوا على تقليد الحائري و الرجوع اليه في الامور السياسية و من هؤلاء قاسم السهلاني و ابو رياض المهندس او عبد الكريم العنزي . ( و التفاصيل طويلة ) ... هذا هو التبديل الاول ، التجأ قادة الدعوة بعد صراع داخلي و ضغط ايراني الى السيد فضل الله المرجع العراقي الاصل اللبناني الاقامة و قالوا باعلميته و امامته رغم ان المرجع فضل الله لا يعتمد كثيرا في طروحاته على نظرية ولاية الفقيه ، ارتبط حزب الدعوة فترة طويلة منها حقبة التسعينيات بمرجعية السيد فضل الله ، رغم تصريحات بعض قادة الدعوة و منهم موفق الربيعي بضرورة احلال المثقف الديني بدلا عن المرجع ، في هذه الاثناء بدأ ابراهيم الاشيقر الجعفري ينشط كقائد للحزب الى ان كان له ذلك و كان الجعفري يرى في نفسه الكفاءة الدينية و السياسية ، و هنا بدأ مرحلة الانفصال عن مرجعية السيد فضل الله و خصوصا بعد قبول حزب الدعوة دخول الامريكيين الى العراق و رفض فضل الله لهذا الامر . فبدأ الحزب يحضر لمرجعية جديدة داخل العراق في حال دخول القوات الامريكية الى العراق لكي يمشي اوضاعه السياسية في ضل هذه المرجعية المسكينة . فكان التبديل الثاني ... بعد دخول القوات الامريكية الى العراق الى مرجعية السيستاني التي اختاروها اختيارا صحيحا فالرجل لا يتدخل كثيرا في الامور السياسية و عمل الاحزاب و الحركات السياسية. ضل حزب الدعوة يتأرجح بين الصدريين و مرجعية السيد السيستاني و لكنه يميل الى مرجعية السيد السيستاني رغم تعارضها مع الكثير من افكار الحزب و خصوصا في التطلعات السياسية للحزب و تقليدية مرجعية السيستاني و عدم اعتمادها نظرية ولاية الفقيه . في لقاء على قناة العراقية مع ابراهيم الجعفري قال الجعفري عندما سئل عن فتوى السيد السيستاني للدخول في الانتخابات ، قال : ان فتوى السيد السيستاني لا تنعكس علي بالضرورة فانا اعمل وفق محددات ذاتية . و في برنامج الطاولة المستديرة المهتمة بالشأن العراقي الذي يعده و يقدمه الدكتور صفاء الصالح في اذاعة البي بي سي اثار الكاتب عادل رؤوف مسألة تبديل المراجع من قبل حزب الدعوة عندما قال لضيف البرنامج الاخر ضياء الشكرجي أي ثوابت تتكلمون عنها انتم في حزب الدعوة و قد بدلتم اكثر من مرجع خلال الفترة الاخيرة و انتم الان بصدد الابتعاد عن مرجعية السيد السيستاني لقربها من المجلس الاعلى و تبحثون عن مرجعية جديدة في النجف الاشرف . و بعد ذلك خرجت فكرة جديدة حين عرفنا ان لدى حزب الدعوة نظرية تقول باتباع المرجع الواقعي او الاقرب الى الواقع و يرون في السيد السيستاني الاقرب الى الواقع ... و لكن السيد الجعفري الذي اصبح رئيسا للوزراء عبر للسيد مقتدى الصدر عن اعجابه بمرجعية السيد الوالد و رغم ان هذا الامر جاء متأخرا الى ان السيد مقتدى قبل هذه الاشادة و اعلن حلفا جديدا مع رئيس الوزراء مقابل الابتعاد عن المجلس الاعلى و مرجعية السيد السيستاني . فكان التبديل الثالث ... و قد تستمر هذه الحالة و يرى حزب الدعوة ان المرجعية لابد ان تكون عراقية و نجفية رغم توسله بالايرانيين بمد مراجعهم ايديهم للحزب و تمويله ، و رغم نزوع الكثير من قادته الى احداث افكار جديدة كفكرة المثقف الديني مقابل المرجع . فمهما تحدث حزب الدعوة عن الثوابت و الاستقلالية فذلك غير صحيح لان حزب الدعوة لا يمتلك اساسا لا يملك الثبات و الاستقلالية لان الحزب قد تحول من حزب مبدئي اسلامي الى براغماتي . قد نتطرق الى قضايا اخرى من هذا النوع ان اضطر الامر ، او الاشارة الى مسائل اخرى... اعتقد ان للحديث بقية .
#احمد_النجار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال
...
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|