أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سالار الناصري - داحس والغبراء والإسلام السياسي














المزيد.....

داحس والغبراء والإسلام السياسي


سالار الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 1919 - 2007 / 5 / 18 - 12:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بعض الإحداث لا تدرك خطورتها إلا بنتائجها ،ولان الآثار المستقبلية للنتائج هي دوما خارج حراك التداول الفكري وبعيدة تماما عن محور الهم اليومي الشعبي ،لذا فان النتائج القريبة والمحسوسة الآنية هي محور شهادتنا في هذه السطور.
الحالة العراقية على وجه الخصوص والحالة الجزائرية والمغربية العربية على وجوه العموم مرورا بدوائر الحالة المصرية والخليجية وبقية البلدان العربية التي شهدت بروز جماعات الإسلام السياسي.
هذه الحالة الخاصة أو العامة في البلاد العربية تستدعي اولا توصيف دقيق لنمط إنتاج هذه الجماعات والأحزاب والتنظيمات وثانيا الكشف عن اتجاهات هذه الجماعات تجاه الأمة أو الشعب أو المواطنين .
حيث نلاحظ ان هذه الجماعات تسعى الى هدف وحيد ،وكل جماعة تريد ان تحققه بنفسها وبتفرد عن الآخرين وهو الوصول الى السلطة المركزية أو إقامة مناطق تفرض فيها سلطتها .
ولعل صراع الجماعات الاسلامية المسلحة في إقليم الانبار العراقي وبعد ان استطاعت من بسط سيطرتها عليه خير شاهد على ان هذه الجماعات الاسلامية المسلحة لا تؤمن بقيام سلطات مدنية ولا تعترف الا بسلطتها و باعضاءها متسلطين على رقاب الشعب .بل ان تطور الصراع فيما بينها أدى ببعضها للاستنجاد بالحكومة في بغداد المعارضة لها ،أو الطلب من القوات المحتلة في دعمها للقضاء على خصومها .
وحينما تعرف إن هناك أكثر من ثلاثين فصيل مسلح في إقليم الانبار وهو من اقل الأقاليم العراقية كثافة بالسكان و لا يشكل سوى محافظة من ثمانية عشر محافظة عراقية يبرز السؤال هنا حول الشعارات التي يدار الصراع من اجلها ويقتل ويذبح الأبرياء من الأهالي:
ـ هل سيتم تطبق الشريعة الاسلامية على أسلوب تنظيم القاعدة أم الجيش الإسلامي ام تنظيم التوحيد والجهاد أو إمارة العراق الإسلامية أو ...أو...؟!
ـ جميع هذه الجماعات الاسلامية لا تعترف الا بالولاء الواحد والمطلق لها فحينما تسيطر جماعة على بلدة من بلدات الرمادي وهي مركز الانبار فإنها تجبر الأهالي على الولاء لها والخضوع ولأوامرها وإتاواتها وتجند الشباب والصبية للقتال معها ،وحينما يتم دحرها من قبل جماعة أخرى فان الجماعة المنتصرة تنكل بأهالي البلدة الأبرياء وتهلك الحرث والنسل ثم تبدأ بفرض الولاء لها والعمل الإجباري في خدمة أهدافها .
مع ملاحظة ان هذه الفصائل الثلاثين التي تكثر في تلك المنطقة أو تقل بحسب التمويل الإقليمي والدولي لا تتمايز نتيجة لاختلافات طائفية ومذهبية ولا لاختلافات عقائدية أو دينية و لا نتيجة لتباين في المواقف السياسية مع ملاحظة ان هناك ضبابية أو غياب لمواقفها السياسية : وإنما تختلف وتتصارع وفقا لهذا الاختلافات لاسباب
أهمها :
ـ ان كل جماعة بدأت تصهر علاقات أفرادها بعضهم مع بعض وصولا الى ما يمكن ان يسمى بالقبيلة القائمة على أساس المصير والولاء بعد أن كانت القبيلة بالأمس تقوم على القرابة ،وان العمل الجماعي وتقاسم الغنائم والفخار وإلغاء الآخر وذهنية الغزو كنمط للعيش وامتهان الضعف الجسدي وما يستتبعه من امتهان للمرأة وتقديس القوة وما يستتبعها من تقديس لقوة المقاتل وجرأته وافتخاريته بهذه القوة في قطع الرؤوس وتمزيق الأجساد سمات أساسية ومشتركة بين الجماعات ،وان السبب الرئيسي لتشكل جماعات جديدة أو بناء جماعة جديدة هو بروز نزوعات ورغبات جامحة للقيادة وما ان تصطدم مع قيادة الجماعة الأصلية حتى تنزع نحو تشكيل نواة وخلايا جماعة أخرى .
- ساعدت تدخلات القوى الإقليمية وتمويلها للجماعات المسلحة الى نشوء أسواق رائجة لتكوين مثل هذه الجماعات وبحسب الطلب لتنفيذ أجندات وتصفية صراعات قديمة.وبالتالي فان ما نشاهده اليوم في الحالة العراقية فيما يخص الجماعات الاسلامية المسلحة هو أشبه ما يكون بظهور قبائليات معصرنة لكنها تتطابق تماما مع سمات القبائليات العربية القديمة والتي كانت تهدد قيم الإنسان وفقا لمعايير غير إنسانية.
إن السؤال الجريء والذي بحاجة لان تجيب عنه الشعوب اليوم هو إذا كان الإسلام السياسي سوف يعيدنا الى مرحلة ما قبل داحس والغبراء فهل هناك داعي للتمسك به؟!
الا يمكن ان نتجه اليوم الى مكونات سياسية أكثر شعبية ووطنية وتحمل هموم الوطن لا هم قائد مجموعة أو مزاج فصيل مسلح ؟! الا يمكن ان يكون إيقاف تطبيق الشريعة الاسلامية تحت شعار اذبح الى سبيل ربك بالقاذفة والسيارة لمفخخة إيقاف لقتل الأبرياء وذبح وطن كالعراق ومدينة كبغداد؟!
ربما فات الاوان ولكن ماذا عن مدن كعمان ودمشق والقاهرة وبيروت والجزائر الى متى تبقى الاكثرية صامته والمغامرون وحدهم يقطعون رؤوس التردد ؟!



#سالار_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل هناك حقا سنة نبوية؟!
- صراع الآلهة في الانتخابات!
- الى الشيخ أسامة بن لادن
- طاعون الجهاد
- جدلية الاعجاز بين الذباب والبراز
- الفروق الذكية بين عبادة السلف والسلفية
- فقهاء أم آلهة
- الرسول والغناء
- الحمار بيتكلم عربي
- جمعية الرفق بالمتدينين
- بستان قريش
- حذاري .. يا مصر
- متى ندين جرائم الإسلام السياسي؟
- عراقيون نحن فكونوا ما تكونوا انتم
- اشبعوا بالهوية العربية
- ماذا لو كان صدام يلبس عمامة؟
- المحرقة والتكفير مصير امة ومعاناة إنسان
- مطالب الإمارة في السياسية والتجارة
- مفخخات جنسية في القاهرة
- المقدس والمدنس في الجريمة


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سالار الناصري - داحس والغبراء والإسلام السياسي