أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تقي الوزان - هاوية ألأمل














المزيد.....

هاوية ألأمل


تقي الوزان

الحوار المتمدن-العدد: 1920 - 2007 / 5 / 19 - 10:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



يعتقد الكثير من العراقيين أن لاخلاص للعراق ما دام النظام الايراني موجوداً , وسيستمر العراق ساحة لتصفية الحسابات بين ايران والولايات المتحدة الامريكية , حتى لو تم القضاء على عصابات القاعدة , وتم تطمين احتياجات البعثيين في ضمان عدم ملاحقتهم , واشراكهم الفعلي في السلطة , كما يجري عليه العمل حالياً . ويؤكد العراقيون ايضاً , ان الذي يخدم النظام الايراني في تعميق تواجده ليس الامتداد المذهبي الشيعي كما يحاول مرتزقة هذا النظام تسويقه , بل في دمج مصلحة النظام الايراني وتطلعاته القومية مع متطلبات الطائفة الشيعية العراقية , ويجعل من نفسه حامي للشيعة في كل مكان .
ان اللقاء المرتقب على مستوى السفراء بين النظام الايراني والولايات المتحدة الامريكية في بغداد خلال الايام القادمة , يناقش كيفية مساعدة الحكومة العراقية في تحقيق الامن كما هو معلن , وربما مواضيع أخرى قد تصل الى المشروع النووي الايراني . ومع هذا الاعلان أخذ الدائرون في فلك المشروع الايراني يروجون لفكرة التعاون – ربما الستراتيجي - الذي سيقام بين ايران واميركا , ومعهم الكثير من الطبالين العرب الذين يحركهم كرههم للأمريكان فقط , ويعتقدون انهم يثيرون مخاوف الانظمة العربية الرسمية , وبالذات الخليجية , لدفعها للتعاون مع الجارة المسلمة النووية , قبل ان يفوتهم القطار ويتم التفاهم على " سايكس بيكو " جديدة بين " العملاقين " النوويين ايران وأميركا . وتناسوا أصطفاف هذه الانظمة بكل امكانياتها خلف صدام في حربه على ايران , وكانو السبب الرئيسي في استمرار الحرب لثمان سنوات .
بهذه السطحية لبعض الخبراء والمحللين السياسين لهذه الأمة البائسة , يجري التعامل مع قضية الارهاب الدولي , ودول محور الشر , وصراع الحضارات . وكأن الصراع بين ايران وأمريكا هو صراع شخصي , تجري تصفيته بلقاء أو لقائين تزول فيها اسباب التوتر النفسي بين " الشقيين" ليعاودا بعدها اقتسام النفوذ و" الخاوة " من باقي ابناء المحلة . وليس صراع بين مشروعين كونيين , لابد ان ينتهي احدهما بأنتصار الآخر .
وبعكس الذين يكتئبون ويعتبرون ان مجرد الاجتماع هو نجاح دبلوماسي لايران , طالما بحثت عنه طيلة السنوات الماضية . أرى ان هذا الأجتماع هو بداية التحرك الجاد على طريق صدام المشروعين , والطرفان يدركان ان الاجتماع ليس الا أستشعار مباشر للتوجهات ضمن ما يسمى ب"صراع الارادات" . ويدركان ايضاً أن الورقة العراقية هي الاقوى بيد الايرانيين , ومن صالحهم ان يتم النزال في هذه الساحة التي كثر فيها التخبط الامريكي , وأصبحت العتبة الرئيسية للعبور, وتغيير المنطقة برمتها .
ان الامريكان يأملون من هذا اللقاء , ولقاءآت أخرى ستتبعه لتأخير لحظة الصدام الى فترة أخرى , يستكملون فيها تأثير العقوبات التي بدءت تظهر في داخل المجتمع الايراني . وحسب ما يورد الدكتور عبدالله المدني الخبير في الشؤون الايرانية في محاضرته في جمعية المنبر الديمقراطي التقدمي , ان نسبة البطالة في ايران أصبحت 25 في المئة , و40 في المئة من عدد السكان تحت خط الفقر , ويعاني اكثر من ستة ملايين ايراني من مشاكل الادمان على الافيون والحشيش , ومعدلات التضخم في اسعار المواد الضرورية 17 في المئة , وترزح الدولة تحت ديون خارجية تزيد على 25 بليون دولار اي ما يعادل ربع الناتج القومي الكلي , وتستورد ايران الغنية في النفط والغاز 40 بالمئة من حاجاتها من المشتقات النفطية والمحروقات مثل البانزين والمازوت من الخارج بسبب النقص الكبير في مصافي التكرير , وانفقت الدولة في العام الماضي نحو24 مليار دولار على استيراد المحروقات وزيوت الطبخ فقط .
ان النظام الايراني أخذ صبره ينفذ , ويستعجل لحظة التصادم ليضع اسباب التردي المذكورة على عاتق التدخل الخارجي "الامريكي" الذي لايريد لايران ان تزدهر, وطالما سوق للشعوب الايرانية فكرة ارتباط رخائهم بأكمال مشروعهم النووي . والنظام اخذ يدرك أستحالة السير بهذا المشروع , وهو بحاجة الى ضرب منشآت المشروع النووي فقط , للتخلص من مسؤولية الخسائر المادية الكبيرة طيلة هذه السنوات اولاً , وثانياً , للأحتفاظ بباقي ادوات قوته كالمؤسسة العسكرية , التي يستطيع ان يوجه بها الضربة الموجعة للتواجد الامريكي في العراق , كرد أعتبار يُنهض به المشاعر الوطنية الايرانية , ويعيد تسويق نفسه . والامريكان يدركون هذا جيداً , ويعملون على افشال مساعي النظام الايراني من تنفيذهذا التخطيط .
ان الافق المظلم الذي ينتظر العراقيين نتيجة غياب مشروعهم الوطني , واشتداد الصراع بين المشروعين , والسقوط المتوقع لأحد الطرفين , ورغم كل الخسارات التي لحقت بالعراقيين , والخسارات الكبيرة المتوقعة في هاوية هذا الصدام , يبقى الامل في لملمة باقي ركامات العراق , وعسى ان يكون درساً لايعيد العراقيون فيه غلطتهم في انتخاب هذه الشلل مرتاً أخرى , اذا بقي العراق .



#تقي_الوزان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشراكات الخاسرة
- عشية المؤتمر
- تلك هي المسألة
- آمال لن تندثر
- السباق مع الزمن
- آمين يارب العالمين
- جيش الأحتلال العزيز
- طائفية بعض العلمانيين
- دوّامة الطريق
- فرصة قد لايجود الزمان بمثلها
- مشاريع الحلقة المفرغة
- الأنسحاب البريطاني والرؤيا الأمريكية
- لماذا الأصرار على حكومة - أنقاذ وطني - ؟!
- حتى لاتتكرر مصادرة القرار الوطني العراقي
- الفشل الايراني ومستقبل العراق
- لايزال الخيار الوطني بين اليدين
- عسى أن تتوحد الجهود
- بين الأنقاذ و-المنقذ-
- جيب الصاية الأمريكي
- حبل الأحتلال


المزيد.....




- -فريق تقييم الحوادث- يفنّد 3 تقارير تتهم -التحالف- بقيادة ال ...
- ترامب: إيران تقف وراء اختراق حملتي الانتخابية لأنها -لم تكن ...
- في ليلة مبابي.. الريال ينتزع كأس السوبر على حساب أتلانتا
- وسائل إعلام: الهجوم الأوكراني على كورسك أحرج إدارة بايدن
- طالبان تنظم عرضا عسكريا ضخما للغنائم الأمريكية في قاعدة باغر ...
- عبد الفتاح السيسي يستقبل رئيس جمهورية الصومال
- إعلام: قد تهاجم القوات الموالية لإيران البنية التحتية الإسرا ...
- السجن لمغني راب تونسي سعى للترشح لانتخابات الرئاسة
- الأخبار الزائفة تهدد الجميع.. كيف ننتصر عليها؟
- هل تنجح الوساطة الأميركية بين لبنان وإسرائيل؟


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تقي الوزان - هاوية ألأمل