|
الحزب الديمقراطي الأمازيغي المغربي.. إضافة نوعية للحركة الأمازيغية بالمغرب
أحمد الخنبوبي
الحوار المتمدن-العدد: 1918 - 2007 / 5 / 17 - 11:45
المحور:
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
لا يخلوا أي نظام سياسي بمفهومه الحديث في العالم من وجود أحزاب سياسية أو على الأقل من وجود حزب سياسي وحيد. فكما هو معلوم تسود في الأنظمة اللبرالية تعددية حزبية (le multipartisme) تتسم بوجود أحزاب متعددة تختلف حول البرامج وتتنافس حول السلطة. وقد لعبت الأحزاب السياسية دورا مهما في انتقال هذه الأنظمة من أنظمة لبرالية كلاسيكية إلى أنظمة ديمقراطية حديثة، وقد تؤدي التعددية الحزبية في كثير من الأحيان إلى ثنائية حزبية (le Bipartisme) يلعب فيها حزبان رئيسيان اللعبة السياسية بوجود أو عدم وجود أحزاب صغيرة هامشية أو ما يمكن أن نسميه بالأحزاب أرانب السباق السياسي. إضافة إلى التعددية والثنائية الحزبية يسود في بعض الأنظمة السياسية ما يسمى بنظام الحزب الوحيد (le régime de partie unique) الذي تتبناه الأنظمة الشيوعية فالنظرية تفسر وجوده كنتيجة لزوال الصراعات المجتمعية ،كما تتبناه الأنظمة الفاشستية كما حصل في ألمانيا النازية. وتقوم بعض الأنظمة التسلطية في الوقت الراهن بتبني هذا النظام تحت ذرائع كبناء مؤسسات الدولة،أو تقوية الوحدة الوطنية، أو إنامة الفتنة وغيرها من الذرائع التي ليس الغرض منها سوى التسلط والسيطرة على الحكم. إن حق تأسيس الأحزاب السياسية والجمعيات والنقابات، وكذا الانخراط فيها. من أهم الحقوق التي يفرض العقل والمنطق توفرها للإنسان وهذا للتجربة الموالية لخلق تراكم ودينامية في العمل والنضال من أجل الاعتراف بالحقوق والهوية الأمازيغية وبالتالي فإن تأسيس حزب أمازيغي لا يعتبر إسقاطا للتجارب الأمازيغية السابقة. كما لا يعتبر نفيا للنضالات الأمازيغية الحالية ( الجمعيات، التنسيقات، الحركة الطلابية...( ولا يعتبر احتكارا للعمل السياسي الأمازيغي فحق تأسيس الأحزاب مضمون دستوريا لمن شاء خوض العمل الحزبي بأجبذة تضع الاعتراف بالهوية الأمازيغية للنغرب ضمن أولوياته. عكس ما يتصوره بعض المختلفين داخل الحركة الأمازيغية مع تأسيس حزب أمازيغي. فإن دور الحزب السياسي ووسائل عمله تختلف تمام الاختلاف عن الجمعية أو الفصيل الطلابي أو اتحاد الجمعيات. فالوقوع في مقارنة من هذا القبيل خطأ منهجي- سياسي لأن الأحزاب السياسية يتجلى دورها الأول في تكوين الرأي العام وتجميع الأشخاص المعبرين عن نفس الأفكار والتوجهات والمستهدفين نفس الأهداف السياسية وتكوين الناخبين والمنتخبين وتقريب وجهات نظرهم وهذا بمعناه السياسي العمل على خلق برامج للسياسة العامة قد تكون سياسة الأغلبية وبالتالي الحكومة الناتجة عنها أو برامج المعارضة. كلنا نعلم أن الحياة السياسية في المغرب تعاني من أمراض حادة فبالإضافة إلى ضيق الهامش السياسي وضعف سلطات البرلمان والحكومة دستوريا هناك مشكل تغلغل اللوبيات المصلحية والانتهازية في العمل السياسي والحزبي وبالتالي تمييعه إضافة إلى نفور المغاربة وفقدانهم الثقة في الأحزاب وفي العمل السياسي لكن السؤال المطروح هو ما العمل أمام هذا الوضع؟ البقاء في موضح المتفرج ؟ -إخلاء الساحة السياسية وكريس الحياد السلبي؟ -مقاطعة السياسة والانتخابات؟ الدخول في اللعبة السياسية بزي الآخرين؟ إذا تمعنا في كل هذه الخيارات نجد أن إحداهما يعتبر حلا للإشكال المطروحك ما العمل أمام هذا الوضع؟ إن ما يبدوا في اعتقادي مجديا وواقعيا وأقول واقعيا في الوقت الراهن هو بلورة إطار حزبي نظيف متحدين كل العواقب وكل الشوائب التي تشوب العمل السياسي بالمغرب وإعطاء نموذج وقدوة ولما لا للعمل السياسي والحزبي لقد أثبت الحزب الديموقراطي الأمازيغي المغربي ورغم حداثة تأسيسه مجموعة من المؤشرات الايجابية تجعله رقما ليس ككل الأرقام في المعادلة الحزبية المغربية ويمكن أن نلخص هذه المؤشرات في كونه: - أول حزب مغربي يضع ضمن أولوياته الدفاع عن الحقوق والهوية الأمازيغية للمغرب. - تأسس بعد نقاشات فكرية وسياسية واسعة داخل الحركة الأمازيغية طرحت منذ منتصف التسعينات. عقد مؤتمره التأسيسي بطريقة ديموقراطية وليس بانتقائية كما هو معهود لدى جل الأحزاب المغربية. انتخب هياكل الحزب بطريقة ديموقراطية هذه الهياكل تضم اشخاصا من مختلف الشرائح الاجتماعية ومستقرين بمختلف المناطق المغربية. -الحزب المغربي الوحيد الذي تضم هياكله الوطنية إطارات شابة لا تتجاوز الثلاثين سنة. إعداد برامج الحزب وأوراقه تتم حاليا بطريقة شفافة وبإسهام كل المنخرطين والمتعاطفين. - لقي خطابه تجاوبا كبيرا من طرف المواطنين . - تتبع الحزب لكل المستجدات السياسية، الثقافية الاقتصادية، الاجتماعية، الوطنية والدولية بإصدار بلاغات وتقارير (قضية الصحراء، قضية الهجرة، قضية البطالة ، المسألة الدستورية). وفي الأخير أود أن أقول إن المعتقدين بأن تأسيس الحزب الديموقراطي الأمازيغي المغربي هو تسييس للقضية الأمازيغية وقعوا في خطأ ، كون القضية الأمازيغية هي أصلا قضية سياسية ما دامت تحمل مطالب وإن كانت مطالب في مقدمتها مطالب ثقافية، فأي قضية مطلبية هي قضية سياسية في جوهرها.
#أحمد_الخنبوبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حركتي تيضاف بالمغرب وكفاية بمصر ابتكارين شعبيين لتفعيلᥳ
...
-
الحريات العامة بالمغرب ... على ضوء منع ندوة الامازيغية و الت
...
-
وجهة نظر الحركة الامازيغية حول الأحداث الإرهابية الأليمة بال
...
المزيد.....
-
الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا
...
-
جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر
...
-
بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
-
«الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد
...
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
-
متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
-
نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
-
اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا
...
-
الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
-
اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
المزيد.....
-
نَقْد شِعَار المَلَكِيَة البَرْلَمانية 1/2
/ عبد الرحمان النوضة
-
اللينينية والفوضوية فى التنظيم الحزبى - جدال مع العفيف الأخض
...
/ سعيد العليمى
-
هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟...
/ محمد الحنفي
-
عندما نراهن على إقناع المقتنع.....
/ محمد الحنفي
-
في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟...
/ محمد الحنفي
-
حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك
...
/ سعيد العليمى
-
نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب
/ عبد الرحمان النوضة
-
حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس
...
/ سعيد العليمى
-
نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة
/ عبد الرحمان النوضة
المزيد.....
|