أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - غزة.. ملثَّمون في حصان طروادة!














المزيد.....


غزة.. ملثَّمون في حصان طروادة!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 1918 - 2007 / 5 / 17 - 11:47
المحور: القضية الفلسطينية
    


القيادة المدنية الفلسطينية العليا في قطاع غزة، والتي وقَّعت "اتِّفاق مكة"، و"تصلِّي" سياسيا، وعلى مدار الساعة، من أجل أن يُكْتَب له مزيد من البقاء، لم تَقُل، ولم تَفعل، في مواجهة القوى المصمِّمة على ذبح الفلسطينيين بسكِّين الحرب الأهلية، إلا ما يُظْهِرها، في وضوح متزايد، أمام شعبها على أنَّها عاجزة عن تنفيذ سطر واحد من الاتِّفاق الأمني ذاته الذي تُوقِّعه بَعْد كل جولة من الصراع بالحديد والنار، تمهيدا لبدء جولة جديدة، وكأنَّ قوى الحرب الأهلية "الملثَّمة" هي التي في يدها، أو يديها، أو أيديها، زمام الأمور، وتتحكَّم في الفلسطينيين، وحياتهم، وحاضرهم، ومستقبلهم.

كل يوم تُرْتَكب جرائم جديدة؛ وليس من حقيقة واضحة ظاهرة جلية سوى الجريمة والضحايا، فالمجرمون مع الدوافع والأسباب ليسوا بمرئيين، ولا ظاهرين، ولا مكشوفين؛ وكلٌّ يبرِّئ ساحته، ويحمِّل الطرف الآخر المسؤولية، فليس من رواية فيها من أدلة الإثبات أو النفي ما يَحْمِل الغالبية العظمى من الفلسطينيين على تصديقها.

إنَّها قوى منظَّمة جيدا، تعرف ما تريد، وتعي مصالحها الشخصية والفئوية الضيِّقة جيدا، وتعرف متى تَضْرِب، وأين، وكيف، وتعرف كيف تستثمر على خير وجه شيوع وانتشار العصبية القَبَلِيَّة في وجهيها السياسي ـ التنظيمي والاجتماعي، فالجسد الفلسطيني، الذي أثخنته الجراح، وأمعنوا في تمزيقه بحراب الحصار الدولي، واقتتال الأخوة، يوشك أن يلفظ روحه السياسية والقومية، ليصبح ممكنا تَقَبُّل الفلسطينيين للحل الأسوأ لمشكلتهم القومية، فليس من حقوق قومية لشعب باد وجوده السياسي القومي.

كل السلاح الذي في قطاع غزة لا يكفي مع كل حامليه ومستخدميه لجعل الفلسطينيين يملكون من قوَّة المقاومة العسكرية، وقوة الضغط العسكري، ما يَفْرِض على إسرائيل تلبية أصغر مطلب فلسطيني ولو كان من المطالب غير السياسية؛ ولكنَّه يكفي لإغراق الفلسطينيين في بحر من الدم، وللقضاء ليس على مقوِّمات وجودهم السياسي القومي فحسب، وإنَّما على مقوِّمات وجودهم الإنساني، وكأنَّ قطاع غزة لم تَخْرُج منه إسرائيل، سلاحا وجنودا ومستوطنين، إلا لتهيِّئ له، وللقضية القومية للشعب الفلسطيني بأسره، كل أسباب الموت والدمار، ولعلَّ خير دليل على ذلك أنَّ الفلسطينيين الحريصين على بقاء "القضية"، و"الحقوق"، و"الشعب"، يتمنون الآن، ليس "التحرير"، و"الدولة"، و"الاستقلال"، وإنَّما حماقة سياسية ـ استراتيجية إسرائيلية يعود بفضلها قطاع غزة إلى الاحتلال العسكري الإسرائيلي المباشر، فهذا الاحتلال، وعلى كل سوئه، هو الذي يعود على القضية القومية للشعب الفلسطيني بالنفع والفائدة.

لقد عرفت إسرائيل كيف تنهي احتلالها لقطاع غزة بما يؤسس لـ "هولوكوست" لقضايا اللاجئين والقدس الشرقية والحدود، فالهدف الآن، في قطاع غزة، ليس التهجير والتشريد أو "الترانسفيير"، وإنَّما التنكيل الإسرائيلي والدولي والعربي والفلسطيني بالفلسطينيين هناك حتى يصبح ممكنا جعل "الراية البيضاء" إرادة شعبية عامة.

الفلسطينيون في قطاع غزة هُم الآن في وضع يتأكَّد فيه انتفاء الحاجة لديهم إلى كل هذا السلاح، وكل هؤلاء المسلَّحين، ولو تسربلوا مع سلاحهم بشعار "المقاومة". يكفيهم فحسب ـ وقد قُلْنا هذا من قبل غير مرَّة ـ قوَّة شرطة صغيرة بعددها وعتادها، فالسلاح مع حامليه ومستخدميه يجب أن يَخْرُج من الحياة السياسية للفلسطينيين قبل، ومن أجل، أن يَدْخُل فيها مزيد من الديمقراطية والديمقراطيين. في هذه الحال فحسب، يمكن أن يصبح الفلسطينيون مع قضيتهم القومية أقوى، ويمكن، بالتالي، أن يقاوِموا، وأن يفاوضوا، في طريقة مجدية ومثمرة.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -العودة-.. حقَّاً وحقائق!
- -صبيانية- ليفني في القاهرة!
- رأيٌ في رأي
- انتخابات أم تذكرة سفر إلى الماضي؟!
- -الحل- و-الاستقالة- خيارٌ ليس بالخيار!
- أوهام التفاؤل وحقائق التشاؤم!
- القانون الثالث لنيوتن.. من الميكانيكا إلى الدياليكتيك
- هذا القيد على حرِّيَّة الصحافة!
- -التناقض التركي- بين الديمقراطية والعلمانية!
- جيش العاطلين عن الزواج.. في الأردن!
- دمشق تُعْلِن -اكتمال التجربة الديمقراطية-!
- أوثانٌ ولكن من أفكار ورجال!
- هل من -فرصة حقيقية- للسلام؟!
- حتى لا يغدو -التطبيع أوَّلا- مطلبا عربيا!
- محادثات لتجديد الفشل كل أسبوعين!
- -الناخِب الجيِّد-.. هذا هو!
- متى يصبح العرب أهلاً للسلام؟!
- -ثقافة الموت- التي يجب تغييرها!
- -استضافة- في كردستان أم -استيعاب- في غزة؟!
- جرائد يومية أم أوراق يانصيب؟!


المزيد.....




- إخلاء ركاب طائرة على جناحها بعد اشتعال النيران بمحركها في مط ...
- أحمد الشرع يستقبل -اتحاد علماء المسلمين- المدرج على قوائم ال ...
- النيابة السعودية تصدر قرارا حول مخدر -الشبو-.. إليكم ما يحصل ...
- سوريا.. جدل على مواد الإعلان الدستوري الجديد بعد توقيعه
- الزواج وتأثيره على الوزن.. دراسة تكشف مفاجآت جديدة
- بأدلة علمية وتاريخية.. عالم من ناسا يدحض نظرية -الأرض المسطح ...
- روسيا.. وضع برنامج حاسوبي لتحليل تخطيط القلب الكهربائي
- قضى 43 سنة في سجن صيدنايا.. أردوغان يكرم الطيار السوري رغيد ...
- الولايات المتحدة.. اندلاع حريق بطائرة ركاب بعد هبوطها (فيديو ...
- كيف يستغل ترامب الأوقات العصيبة؟


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - غزة.. ملثَّمون في حصان طروادة!