كريم عبد مطلك
الحوار المتمدن-العدد: 1919 - 2007 / 5 / 18 - 12:36
المحور:
المجتمع المدني
بينما أنا منشغل في متابعة أحداث أحد مؤتمرات المصالحة الوطنية اذ زارني صديق من الذين يعرفون مدى شغفي بالشاعر الكبير مظفر النواب ، وحيث رآني صديق مشدودا نحو وقائع المؤتمر حتى بادرني بالقول هل تعلم يا عزيزي ان صاحبك قد اصبح مصلحا اجتماعيا ؟ قلت من تعني ؟ قال مظفر النواب فسألته كيف ؟ قال حدثني احد معارفي ويعمل محاميا بانه توكل عن قضية خصام بين عائلتين من اهالي الكوت واثر هذا المحامي ان يجمع العائلتين في مكتبه ويتكلم معهم انطلاقا من مبدأ ( الصلح سيد الاحكام ) ولما تم له ذلك خاطبهم بأنه محامي وباستطاعته أن يترافع و ياخذ اجوره ويمضي لكنه فضل اصلاح ذات البين متنازلا عن اتعابه وضمن حديثه حتى ساد الهرج والمرج مكتبه وعلا الصياح والصراخ من الجانبين فادرك ان الامر قد افلت من يده وان القوم قد ركبوا روؤسهم فما كان منه الا انه يضع في آلة التسجيل الموجودة على منضدته كاسيتا للشاعر مظفر النواب في قصيدته ( حمد يحمود ) وما ان ضغط على زر التشغيل حتى صدح صوت الشاعر مدويا شادا الجميع اليه وهدأ القوم منصتين له بأصغاء عجيب وساد الهدوء المكان حتى لتسمع صوت الابرة اذا سقطت كما يقول ، ولما وصل الشاعر الى المقطع الذي يقول :
يجاري الكوت يلما لزمته السده
ولا تهده
ولا دمعه العرف خده
حمد لو بالصويرة يصيح كام الحي يحييله
هله بحيله
حتى اجهش جميع افراد العائلتين بالبكاء ونهضوا معانقين بعضهم البعض عندها ادرك هذا المحامي ان هؤلاء القوم لا يفقهون كلامه مثلما يفقهون كلام النواب هذا الانسان الرائع الذي يجيد العزف على وتر حساس .
ثم التفت الي محدثي متسائلا وأنت ماذا تقول ؟ اجبته الا ترى اننا نحتاج اليوم الى هذا الانسان الظاهرة ليكون حاضرا في مؤتمرات المصالح الوطنية ليبكي الحاضرين والغائبين كما ابكى الذين من قبلهم ، فابتسم صاحبي وهز رأسه بالتأييد.
#كريم_عبد_مطلك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟