أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فواز فرحان - العلمانيه..والتحرر من الطائفيه















المزيد.....

العلمانيه..والتحرر من الطائفيه


فواز فرحان

الحوار المتمدن-العدد: 1918 - 2007 / 5 / 17 - 11:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لم يعش العراق مرحله سوداء في تاريخه المعاصر كتلك التي يعيشها الان بعد الاحتلال الامريكي للبلاد وسقوط بغداد,هذه المرحله التي ادخلت الحيره الى عقول وقلوب ابناءه من الذين يشعرون بالاسى وهم يشاهدون وطنهم اشبه بكتله صلبه تتمزق تدريجيا امام ابصارهم دون ان يتمكنوا من فعل شئ له او يساهموا في تحريك الاحداث كي يتجنب هذا الوطن التمزق الذي يعيشه.في النصف الاخير من القرن الماضي عاش العراق بمكوناته الاجتماعيه كتلة متراصه لم تتمكن الاحداث السياسيه التي احاطت بتلك المرحله من تحريك جذور التفرقه بين ابناءه رغم انها في بعض الحيان كان شديدة الخطوره على مصيره ووحدة ترابه,مع ذلك تجاوزها بنجاح دون ان تتمكن اي من القوى الدوليه والاقليميه التلاعب بتلك المكونات وفضلا عن ذلك كان المجتمع العراقي يعيش حاله من التطور تفوق ماكانت تعيشه المجتمعات المجاوره له او حتى بعض الدول البعيده عنه...هذا يعني ان الطبقه التي كانت تلعب دورا مؤثرا في المجتمع العراقي لم تكن تسمح لاحد بان يفرض عليه اجنده خارجيه وكانت تسارع الى فضحه حتى وان لم تكن تلك القوى في سدة الحكم,حتى القوى القوميه التي كانت تحاول فرض افكارها على المجتمع العراقي تجنبت قدر الامكان ابراز الهويه الطائفيه لافكارها والعامل المشترك عند جميع القوى السياسيه على الساحه العراقيه كان نظرتها العلمانيه للامور والواقع السياسي للاحداث ولم تكن هناك قوى دينيه تمتلك تأثيرا يجعلها تخطف الانظار لان الشعب كان يعيش حاله من الرغبه في التقدم الى امام ومواكبة التطور الذي وصلت اليه الكثير من بلدان العالم انذاك لهذا لم تكن الافكار الدينيه تمتلك صدا يذكر في المرحله الحاسمه من عهد الدوله العراقيه والممتده من مرحله القضاء على الملكيه وتأسيس الجمهوريه وحتى وصول البعث الى السلطه كما ان الحركات الدينيه نفسها لم تشهد استقطابا للناس انذاك,ربما يتحجج البعض بان الظروف التي فرضتها الحرب البارده على العالم لم تكن تسمح بذلك التاثير الذي كانت تطمح الى تحقيقه الحركات الدينيه.اما اليوم فان الافكار الدينيه اصبحت تسيطر على عقول وعواطف فئات واسعه ليس عند الشعب العراقي فحسب بل عند معظم شعوب العالم..وفي السنوات الاخيره من حكمه اطلق الطاغيه صدام حمله مغرضه هدفت الى امتصاص النقمه الشعبيه المتصاعده عند الشعب العراقي نتيجه سياساته الطائشه والعمياء والتي الحقت اكبر الاذى بالشعب العراقي وبمقدرات الدوله العراقيه وعلى الاغلب كانت تلك الحمله التي سماها بالحمله الايمانيه تؤسس لهذه المرحله التي يعيشها اليوم العراق ففي ايران كانت هناك الاحزاب الدينيه تنمو على حساب الدعم الايراني كالمجلس الاعلى للثوره الاسلاميه وحزب الدعوه اللذين ثبتا اقدامهما بفضل ذلك الدعم ووصول معظم فئات الشعب العراقي الى حالة الفقر المدقع نتيجة ما وصل اليه العراق ابان حكم صدام,لقد ساهمت الدكتاتوريه بشكل مباشر في صعود وعوده التيار الديني الى الساحه العراقيه بعد ان عجزت عن الوصول الى الشعب من خلال افكارها القوميه البغيضه التي اساءت الى حضارة العراق وشعبه اكثر من اي شئ اخر..فاستبدلت تلك الافكار في ايامها الاخيره بالفكر المظلم والرجعي والذي جعل العراق يعود مئات السنين الى الوراء,فبدلا من استقبال الشخصيات الوطنيه التحرريه كما كان يفعل في السابق لتجميل صوره حكمه راح يستقبل رموز الارهاب في العالم عندما استقبل علي بلحاج الذي اقترح على صدام وضع عبارة الله واكبر على العلم العراقي لكي يقوم الاخير بتجنيد الشارع الجزائري للوقوف مع صدام في حربه مع امريكا..وعند التمعن في تلك الاحداث يقفز سؤالا ملحا الى السطح بسرعه وهو هل كان صدام يعلم بان المرحله المقبله ستشهد حربا ديني الطابع؟؟هل فرضت هذه الاجنده على صدام من الخارج؟لا اعتقد ان الاجابة على هذه التساؤلات بسيطه كما يبدو لاول وهله لانها بحاجه الى اختراق مراكز صنع القرار في الولايات المتحده وروسيا طالما ان صدام مات وماتت معه الكثير من اسرار حكمه..لكن الاطار الخارجي للاحداث يجعلنا نجزم بان هناك مخطط يقف وراء قيادة العراق وشعبه الى هذا المستنقع الذي غرق فيه حتى النخاع..وعاملين اساسين وقفا وراء تمكين الاحزاب الدينيه من تحويل الساحه العراقيه الى ساحة اقتتال تتحكم بها وهي حالة الفقر التي وصلها الشعب العراقي وكذلك تراجع تأثير التيار الشيوعي والاحزاب العلمانيه وابتعادها عن الساحه في الوقت الذي كان شعبنا فيه في امس الحاجه اليها,ربما كان هذا التراجع بفعل عامل دولي اخر لم يكن لتلك الاحزاب دورا فيه وخاصة احداث الاتحاد السوفيتي وتهاوي الانظمه الاشتراكيه في اوربا الشرقيه لكن المؤكد ان تلك الاحزاب لم تبذل الجهود اللازمه لجذب المجتمع اليها كما كانت تفعل في القرن الماضي..ان التاثير عبر حالة الفقر جاءعلى حساب الاموال التي تتقاضاها تلك الاحزاب من ايران وتغري الفئات الفقيره بالانتماء اليها كي تضمن لقمة عيش وفي نفس الوقت تؤثر في الساحه من خلال تلك الفئات التي تنتمي اليها وفي نفس الوقت اعتمدت على دعم الاحتلال في تثبيت اقدامها في الساحه العراقيه من خلال مشاركتها فيما يسمى بالعمليه السياسيه لتصبح جزءا من مقدرات العراق بايديها بعد ان ذهب الجزء الاخر لقوات الاحتلال نفسها,جميع الاحزاب الموجوده اليوم على الساحه العراقيه باستثناء الحزب الشيوعي وحزبين صغيرين اخرين هي احزاب دينيه حتى التي تحالفت مع القاعده لضرب الامريكان هي احزاب دينيه.وهو امر مثير للغرابه بعد ان كان المجتمع العراقي يرفض وجود هذه الاحزاب لادراكه انها لا يمكن ان تقدم شيئا للعراق وها هي التجربه على ارض الواقع تثبت ذلك ومعظم مدن العراق اليوم واقعه تحت حكم الارهاب والتطرف فبعد الانبار عاثت القوى الارهابيه فسادا في كل من ديالى والموصل واصبح رجال الشرطه العراقيه في النهار موظفين لدى حكومة الاحتلال وفي الليل الادوات التي تنفذ القصاص بالشعب وتعمل تحت رايه دوله العراق الاسلاميه الارهابيه التي تشكل عناصرها من اغلب رجال الدوله الجديده في العراق نائب رئيس شرطة نينوى يمثل اليوم المثل الساطع لهذه القوى فبعد كل شكوى يتقدم بها احد اهالي الموصل الى الشرطه او القوات الامريكيه يكون مصير الشاكي الموت في نفس الليله او ربما قبل وصوله للدار وتقوم فرقه من الشرطه المحليه نفسها بهذه المهمات اذا كيف تتمكن الدوله التي يتحدثون عنها من فرض نظامها في الوقت الذي تلعب فيه الشرطه دور ذراع الارهاب في المناطق السنية خاصة...العمليه لا تبدو سهله الا بتظافر الجهود وتشجيع القوى العلمانيه التي انخرطت في مقاومة الاحتلال والارهاب معا الوقوف على اقدامها وتخليص الشعب من هذه الفئات التي اعادت العراق قرونا الى الوراء..في الجنوب هناك من يلعب نفس الدور وهب ولاءه المطلق لايران ويعمل في اجهزة الشرطه والاجهزه الامنيه الاخرى وعند وجود ضروره ترتأيها ايران لتأزيم الوضع يلعب هولاء دور الارهابي الذي يقوم بتفخيخ السيارات وتفجيرها بالناس وفي نفس الوقت يلعب دور رجل الامن الذي يخرج علينا من خلال العراقيه او الشرقيه ليعلن لنا ان الشرطه عازمه على القضاء على الارهاب في تلك المناطق ..هل يعقل ان يقضي هؤلاء على انفسهم؟؟هل انعدمت الحلول عند الحكومه التي نصبها الاحتلال ام انها هي الاخرى تلعب دورا مشابها لما يقوم به نائب رئيس شرطة نينوى؟؟ان شعبنا في جميع الحالات هو الخاسر ويدفع ثمن سكوته بالمزيد من اعداد الموتى بالمزيد من الارامل بالمزيد من الايتام؟مى يصحو الشعب من نومه العميق ويكسر قيود الظلام التي كبلته بها القوى الارهابيه من القاعده الى الحكيم والهاشمي والصدر؟متى يدرك الشعب ان هؤلاء غير قادرين على ادارة اسرهم فكيف لهم ان يقودوا بلدا كالعراق؟متى تدرك قوى اليسار ان هذه الاحزاب التي جلبت الارهاب للعراق هي احزاب جبانه وبضربه واحده ستنهار وتغادر الساحه؟الم يقم علاوي بالقضاء على الارهاب في الفلوجه ولم تقم له قائمه منذ ذلك الحين ؟لماذا لا تحاول هذه القوى اليساريه توجيه ضرباتها لهؤلاء؟هل يمتلك علاوي نصف التاييد الذي تحظى به قوى اليسار في العراق؟واسئله كثيره اخرى تجعلنا نقف عاجزين عن فهم الاسباب التي تؤجل القضاء على الارهاب..لقد اثبتت جميع العمليات الارهابيه ان الشعب بدأ يزداد حقدا وغيضا على الاحزاب المتدينه لانها تستخدم الدين كذريعه للعمليات الارهابيه وتبريرها ..اذا لماذا لا تحاول القوى العلمانيه الاستفاده من هذا الغضب الشعبي على الحكيم والصدر والقاعده والمنظمات الارهابيه الاخرى في المناطق السنيه؟ان معظم الذين نزحوا الى سوريا والاردن ومصر لا يرغبوا برؤيه هذه الاحزاب على الساحه العراقيه رغم تشبث امريكا والدول الاقليميه المحيطه بالعراق بها..وستسمر حالة الغليان هذه في تصاعدها كلما انكشفت عورات هذه الاحزاب من فضائح وتلقي اموال خارجيه من السعوديه وايران وغيرهما وكذلك استمرت فضائح السرقه والنهب التي يقوم بها معظم وزراء الحكومه العراقيه ونواب البرلمان..لقد علمتنا التجارب السياسيه في العراق انه ليس مستحيلا تحقيق خلاص المجتمع من قوى الظلام هذه فبنفس السرعه التي اتت بها ستذهب وتنهار ان شعبنا بامكانه القضاء على الارهاب اذا ما توفرت العزيمه لذلك لان معظم الذين انظموا لهذه الاحزاب انظموا من اجل المال الذي يجعلهم يطعموا عوائلهم على الرغم من انه ملطخ بالدماء والكثير من القيادات البعثيه في الامس اصبحت قيادات في الحزب الاسلامي العراقي والتيار الصدري وتيار الحكيم وسيتخلوا عنها حالما يجدوا انها وصلت حافة قبرها...فمتى نستيقض ونسمع بثوره الشعب التي ستطيح بالاحتلال واجندة الارهاب التي جاء بها؟



#فواز_فرحان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاسلام السياسي...وذراع الارهاب
- المرأه المعاصره.والاذاعه الالمانيه القسم العربي
- المرأه..والحريه..والمصير المجهول
- المرأه..والاداء الاجتماعي الضعيف
- كركوك..بين فكي القوميه والارهاب
- الايزيديه..والعوده الى العصر الحجري
- العمل النقابي..ودوره في مجتمعاتنا 2
- تساؤلات..الى امير الايزيديه
- المرأه..وقيود الظلام
- العلمانيه..والعقب الحديديه
- سيف الدوله العنصريه...
- مجزره مروعه في بعشيقه...
- العلمانيه...والهويه الوطنيه
- الهولوكوست ..العراقي
- عقوبة الاعدام...والطريق للتخلص منها
- العمل النقابي..دوره في مجتمعاتنا 1
- النظام الاقتصادي في الدوله العلمانيه
- ألمثقف..وصراع الحضارات
- عقوبة الاعدام ..والتساؤلات المشروعه
- .. العلمانيه وألأسس الفكريه للدوله الحديثه 2


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فواز فرحان - العلمانيه..والتحرر من الطائفيه