أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد موسى - إسرائيل وسباعية اختزال الصراع















المزيد.....


إسرائيل وسباعية اختزال الصراع


سعيد موسى

الحوار المتمدن-العدد: 1918 - 2007 / 5 / 17 - 11:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


((مابين السطور))
نظرية مراتب الصراع وفق الإستراتيجية الصهيونية:

المرتبة الأولى: الإسلامي _ اليهودي

عندما كان الصراع مع العدو الصهيوني شاملا على المستوى الرسمي العربي ليسمى صراعا عربيا_إسرائيليا,كان البعض يسعى لإطفاء صبغة اسلمة الصراع,كما يهوده الإسرائيليون, وكان ميدان وبؤرة الصراع الحقيقي ارض فلسطين, فمن منطلق أن ارض فلسطين كلها وقف إسلامي, كان العتب بل التهجم السياسي على كثير من الدول الإسلامية القريبة والنائية, والتي لاتقوم بواجبها الديني والوطني على أكمل وجه, وبما يتناسب مع حجم الصراع الإسلامي_اليهودي, بل أكثر من ذلك ذو خصوصية نادرة, صراع إسلامي مسيحي عربي في مواجهة عدو يهودي صهيوني بروتستنتي, أخذا بالاعتبار الحاضنة الوطنية ووحدة المأساة واللغة التي تجمع فلسطينيي ومسيحيي فلسطين في خندق الاستهداف الواحد.

وقد فشلت كل الجهود الرامية لاسلمة الصراع وبالمقابل نجاح صهيوني بتهويد هوية الصراع, وصولا لهدف تهويد الدولة العبرية أو على طريق تحقيق الهدف بثوابت صهيونية أيدلوجية,ونتيجة العديد من المحددات والمؤثرات الدولية والإقليمية السياسية, سقط بالمفهوم النظامي الرسمي معادلة الصراع الإسلامي_اليهودي, وطل علينا جيش من الحكماء المعتدلون لينبروا في التصدي للاسلمة مع يقينهم بالمقابل التهويدي,ليس على مستوى فلسطين فحسب, بل على مستوى العالمين العربي والإسلامي.!!!
وقد اختزل الصراع بمردوداته( المدخلات والمخرجات) السياسية إلى صراع عربي_إسرائيلي, هذا حسب الأبجديات السياسية العربية, وبقي صراعا صهيونيا_عربيا في الفقه السياسي الإسرائيلي المعلن, وحقيقته الأيدلوجية الباطنية صراع يهودي_إسلامي, وهنا المفارقة التي تحدد معالم المستقبل المرير, فقد رفض العرب والمسلمين اسلمة الصراع في حين كل شعارات الصهيونية يهودية الهوى والهوية في مواجهة خطر الإسلام, وان أعلنوا غير ذلك فالعبرة فيما يسرون , وفعلهم يدل على اثر سرهم.!!!




0المرتبة الثانية: العربي _ الإسرائيلي

حيث اختلال كل الموازين على مستوى طرف المعادلة العربي, وما اكتنفه حالهم من شرذمة الهدف, وتشتت الإرادات, واختلاف الآراء, حتى أنهم وصفوا بأنهم اتفقوا على ألا يتفقوا,فأصبحت القضية الفلسطينية عبء وهم وعامل فرقة لا وحدة, وذلك بفعل المؤثرات والمحددات السياسية والاقتصادية الغربية, وسطوتها على الأنظمة العربية الرسمية, فانشطر القرار العربي ل22 جزءا اختزلت مسئوليتها في خمسة جبهات دول الطوق!! في مواجهة جبهة متحدة واحدة بقرار واحد في طرف معادلة الصراع المقابلة, مما انعكس بالسلب على التعاطي مع الأهداف التكتيكية قبل الإستراتيجية, وتم التأكيد ومباركة ذلك التشتت والتوصيف (بالطوق والمساندة) والذي خضع لهجمة العصا والجزرة الغربية, بالترهيب والترغيب, والتجاذب والاستقطاب, صوب الهدف الصهيو_أمريكي الاستراتيجي, وذلك للقضاء وفق أيدلوجية الخطوة..خطوة لحسم وانجاز مفهوم وخطة المرتبة الثانية على سلم الصراع نزولا من أعلاه إلى أدناه على سلم فقه أيدلوجية الصراع.

فانقسم الجمع بالتبعية الساذجة العمياء للذوبان في فلك شطري الصراع الأعظم, المعسكر الشرقي والمعسكر الغربي, وبالتالي أصبحت التبعية السياسية والأيدلوجية تنخفض من اسما درجاتها الإسلامية إلى عربية إلى رأسمالية وشيوعية, وذلك على كل المسارات الاقتصادية والدبلوماسية مما أدى إلى طمس جزء أخر من الأيدلوجيات الأصيلة الأم,لتسقط بمخرجاتها الجديدة على طبيعة أصل الصراع في مرتبته الثانية,العربي_ الإسرائيلي, وثبات أُاس أيدلوجية الصراع في طرف المعادلة الصهيوني, ليصبح بتطوره المعاكس من أدناه إلى أعلاه جزءا أصيلا من إستراتيجية وامن قومي غربي _أمريكي, وبعد النكبات والنكسات التي حلت بالجمع العربي المتدني بأيدلوجيته وأهدافه, والهزائم العسكرية والسياسية السريعة التي مني بها طرف المعادلة العربي كتحصيل حاصل لقبول التدني والاختزال,على يد الولايات المتحدة الأمريكية وربيبتها الإستراتيجية إسرائيل, فقد استحدثت حروب تكتيكية لتنفيذ الجزء الثالث من مرتبة المؤامرة وصياغة معادلة الصراع, ليسقط شعار المرتبة الثانية وتنتهي صلاحيته, وتختزل الخمسة جبهات طوق إلى ثلاثة جبهات(سورية لبنانية وفلسطينية سرطانية في جسد الكيان المحتل) فكان المنعطف(كامب ديفيد) حسب اللعبة الشطرنجية الدولية وتحريك القلاع العربية بسهولة, وذلك بإطلاق عملية وهم السلام, وفصل الرأس عن الجسد, بل انتزاع القلب, وتقطيع أوصال الجبهة العربية المتهاوية كقلاع ترابية, فتسقط بعض قلاع الطوق وتدمر خطوط المد اللوجستي السياسي والعسكري والاقتصادي عن القلاع الصامدة بفعل تأجيل موعد دكها وحصارها على الخارطة الزمنية الأمريكية الغربية الصهيونية, ليصبح جل هم وأهداف من سقط من المعادلة بفعل الهدنة الرخيصة الثانية بعد الهدنة والتلاشي الإسلامي الرسمي الأول,أهداف لاتتجاوز حدود أقطارها حسب (سايكس_بيكو), فتغير الشعار السياسي والعسكري اختزالا وتساوق مع التزامات اتفاقيات مستنقع وحل السلام والمؤامرة الكبرى, وتنصل الجمع المرتد من التزاماته القومية الوحدوية, لينفرط عقد معادلة الصراع, ويعاد صياغتها من جديد في معامل الصياغة والتعدين السياسي الصهيو_ أمريكي, وبالتالي تهاوت قلاع المساندة ذات السواد الأعظم بعد انهيار القلاع الأولى, وتم التبرؤ من طبيعة الإسناد للقلاع المتبقية على نفس منوال أيدلوجية المرتبة الثانية للصراع!!!

وقبل أن تصل المرتبة بطبيعتها حسب المعطيات الجديدة إلى المرتبة التالية في خارطة مؤامرة الاختزال لتصبح المعادلة صراع صهيوني_فلسطيني, كان مخطط ومُشرع المؤامرة يقضي غير ذلك, بحيث تمر الصياغة لمعادلة المرتبة الدنيا التالية بمرتبة ثالثة استثنائية قبل الطبيعية, كي تؤسس للمرتبة الإستراتيجية التي تليها.!!!

المرتبة الثالثة: صراع عربي_ عربي

وقد تم التخطيط بعناية وإحكام لهذه المرتبة التي تندرج في الخطى الإستراتيجية , لان يصبح الصراع عربيا_ عربيا, ويتم إخفاء وجه التناقض الصهيوني الرئيس , والمخطط يقتضي تجاوز الصراع السياسي ليصل إلى ذروة الصراع العربي _ العربي ليشكل غطاء قوي وصاخب على الانسحاب الصهيوني المعلن من صورة الصراع, وقد كان الميلاد الأسود, بالكمين الاستراتيجي وغزو العراق للكويت, بلعبة ذكاء أمريكية ولهفة سذاجة عراقية, خُطط لها في البيت الأسود الأمريكي والبنتاغون وتم نقلها وترجمتها بواسطة السفيرة الأمريكية اللعينة(ابريل) في العراق, فكان الضوء الأخضر ليسقط الضوء الأحمر العربي, وحدثت السابقة الخطيرة باحتلال كامل لدولة عربية ذات سيادة كاملة, سابقة زادت للمأساة العربية المتراكمة طامة اكبر, وأضافت للانهيار العربي الجزئي انهيار اشمل بل ربما كان الشامل.!!!

حتى وصل الحال بالدول العربية إلى مزيدا من الانقسام لشطري صراع مصاغ بأيدي إستراتيجية محترفة, وانقسم فلول الجمع المشتت سابقا إلى شتاتين, جزء مؤيد وجزء معارض للغزو العربي_ العربي, ومن ثم دارت حرب كان وقودها الإنسان العربي ومقدراته وإرادته , ثم حدث الغزو الأمريكي وتكالبت الأمم على باقي فلول العرب كما تتكالب الأكلة على قصعتها, غزو أمريكي صهيوني صليبي حسب الخطة السوداء المعدة سلفا, ليصبح الصراع على حقيقته عربيا _ عربيا, بإدارة وإرادة أمريكية غربية مباشرة, والغازي المحتل نصب نفسه داعما للأنظمة الديمقراطية, وجاء مساعدا لحروب التحرير في ثوبها الجديد تحرير الأرض العربية لا من القبضة الصهيونية هذه المرة بل من القبضة العربية, ففقدنا البوصلة وانحجبت الرؤيا , وأصبح الصهيوني يتحدث بصوت الواعظ والشامت , ليقارن بين دمويته الشرعية الرحيمة حسب الديمقراطيات الغربية, والدموية الإجرامية العربية العربية!!!

المرتبة الرابعة المؤجلة: صراع فلسطيني _ إسرائيلي

هو في الحقيقة ليس مؤجل بل قطع بمخططة المُشرع الأمريكي الصهيوني شوطا كبيرا لحين تهيئة الحاضنة العربية ليدنوا إلى مرتبته اسما وفعلا, فبعد التخطيط والتنفيذ والبناء لمرحلة إستراتيجية صهيونية_ أمريكية, وضرب أخر قلاع أيدلوجية الوحدة العربية, بالرجال والعتاد العربي, ونجحوا بنسبة كبيرة في مباركة الصراع في حلته الجديدة ليصبح صراعا بالمفهوم العملي إسرائيليا_ فلسطينيا, ويصبح العرب وسطاء لينفذوا تعليمات السيد الصهيو_ أمريكي بضمير وفق احترام اتفاقيات وهم السلام المبرمة, ووضع هذه الصياغة على محكات الاختبار العملية, منذ مجازر 1982 مرورا بمجازر 1987 وصولا لمجازر انتفاضة الأقصى 2001 , وما تلاها من عشرات المجازر الوحشية الصهيونية, من اغتيال قادة سياسيين وقادة ميدانيين, وذلك بعد استدراج الفلسطينيون إلى كمين واسلوا بفعل أيدلوجية(الطرد والاستقطاب) العربية_الصهيو أمريكية, بمباركة ومشاركة عربية على كافة الصُعد بدء بإنهاء وجودهم العسكري في لبنان, وتصفية وجودهم الاقتصادي كنصف مليون فلسطيني في الكويت, تماما حسب المخطط الصهيوني العالمي لإقفال كافة المعابر أمامهم بعد الإبعاد الجماعي والشامل من دول التماس إلى دول الإسناد النائية, وجعل باب التسويات الهزيلة أمامهم مواربا وحث عربي على خوض تحدي السلام في حين إنها المصيدة من اجل تكريس وترسيخ إستراتيجية المرتبة الرابعة للصراع والتجهيز للانتقال للمرحلة أو المرتبة الأكثر تعقيدا التالية أو الخامسة, ومن الكويت وصولا إلى (كامب ديفيد2) والتصلب بعدم المساومة على الثوابت وتنكر العرب للتفرد الأمريكي الصهيوني بالطرف الفلسطيني بفعل قدسية المرتبة الصهيونية وضرورة الوساطة النزيهة وعدم الانحياز لطرف على حساب الأخر في صراع وصل عمليا لصراع فلسطيني _ إسرائيلي وان تمرد البعض بالشعار أو سمح له بتصريح هنا وأخر هناك , لايتجاوز حدود القول العقيم للا فعل, وبعد فشل كامب ديفيد 2, وصلنا إلى مرحلة كسر العظام, بدء بمحاصرة الزعيم صاحب القرار, واعدامة ثم طرح المبادرات العربية الهزيلة, كمبادرات عربية الهوية صهيونية الهدف, وطالما رفضت وسقطت , بعد مجهودات صهيو_أمريكية مضنية ومساندة عربية مخلصة على سلم التدني والاختزال, كان لابد من الانتقال إلى المرتبة الخامسة ماقبل الأخيرة للصراع واختزاله , من اجل الهدف الاستراتيجي الأكبر على المستوى العربي الإسرائيلي المستفيد من تنفيذه, لرفع العتب وحفظ ماء وجه التدني والاختزال الطوعي والقسري العربي, وإلقاء اللوم على الطرف الفلسطيني, ووصفهم بالعثرة والإرهاب من قبل الطرف الإسرائيلي, والطعن بأهليتهم في قيادة كيان مستقل وتحميلهم مسئولية الضياع من قبل الطرف العربي.!!!!

المرتبة الخامسة لاختزال الصراع: فلسطيني _ فلسطيني

هو مخطط ومدبر سلفا في المعامل العربية والإقليمية والدولية بتنسيق وبدون تنسيق,ولكل مستوى مصالحة لامتلاك مفاتيح تأجيج وتهدءة هذا الدرك الخطير من الصراع, يبدأ ببث الفرقة وتكريس أربعة أصناف من الفرقة من المراتب السابقة ,وتجسيدها عمليا على ارض الواقع لصياغة الصراع في حلته السوداء الجديدة ليصبح فلسطينيا_ فلسطينيا , يتراوح مابين التطرف والاعتدال السياسي صعودا وهبوطا , ويصل حسب ترمومتر التغذية الخارجية إلى درجة السخونة وبلوغ سعير الغليان وصولا إلى الانفجار والطوفان الدموي الرهيب, فكيف ابتلع الفلسطينيون هذا الطعم السام لتنقسم الجبهة الفلسطينية التي طالما استعصت على كل المؤامرات على مدار ستون عاما من اللحمة الفولاذية والحرص على إعلاء سقف صمام الأمان , وحماية الوحدة وتنقيتها من الزيوان الغريب وفلترتها من التلوث المناخي السياسي المريب, بل حافظ الفلسطينيون دائما على إحكام إغلاق الأبواب في وجه غُزاة الوحدة الفلسطينية, لكن المتربص باستماتة وإصرار دخل البيت الفلسطيني, تحت العديد من المسميات السياسية, وعلى متن العديد من القاطرات الاقتصادية, ومن خلال الانفتاح على العلاقات الأيدلوجية الإقليمية, حتى يخال للبعض أن الغزاة القدامى والجدد يحملون بشارة العون والإنقاذ, والدعم والمساندة في مواجهة العدو الصهيوني وفق مرتبة الصراع الفلسطيني _ الإسرائيلي وتبدل وتنوع جبهات المساندة العربية والإقليمية والدولية, وما حملوا إلا أهدافا سوداوية لضرب أهم معقل من معاقل الصراع , وبؤرة تُعد رافدا مستقبليا لإصلاح ما أفسده رواد التدني والاختزال لرفد الجبهات الوطنية المتيبسة بروح أصول الصراع , الذي طُمس بفعل المخططات الصهيونية الأمريكية, ليتحول بفعل التحريض والتأثير على الخطاب السياسي ليتلون بألوان داكنة دخيلة , تجره إلى دائرة الفعل الدموي المستورد, لينتقل من صراع فلسطيني _ إسرائيلي إلى صراع فلسطيني _ فلسطيني , لكن هذا الاختزال المرتبي المتدني جمع كل أصناف الاختزال كنماذج دموية خطرة,إسلامي_يهودي,عربي إسرائيلي, وعربي_عربي, فلسطيني _فلسطيني ومن كل نبتة شوكة وزهرة, وربما تتفجر لاحقا أو بين جنبات التأزم والتفجر أصنافا أخرى من الصراع المرير بالنيابة على ارض فلسطين التي من المفترض أن تكون بوابة العزة والنصر للإنسان كما كانت بوابة الأرض إلى السماء للأنبياء .!!!!!!

والطامة الكبرى

عندما يعلن قادة العدو بملء فمهم,وخبث أهدافهم عن تغير معادلة الصراع بمرحلتها وتراتبها الخامس, ويظهرون للعالم بمظهر الشرفاء, بعدم رغبتهم التدخل في الصراع الدموي الفلسطيني_الفلسطيني الدائر في غزة, غزة مقبرة الغزاة التي جعلتهم يفرون بوحدة بنادقها, ووحدة شعار ثوارها, ويتبجح الأعداء بالقول أن مايدور في غزة هو شأن داخلي, داخلي, أليس ماوصلنا إليه من انحطاط بكل معاني الثورة, وما يطلق من شعار صهيوني, هو المضحك المبكي؟؟؟!!! المحزن المؤسف؟؟؟!!!

بل منذ متى يتورع الصهاينة عن عدم التدخل الدموي في الشأن الإسلامي والعربي الفلسطيني, إلا إذا كانت الأحداث الدامية الدائرة تصب في مصلحتهم الإستراتيجية العليا, وفعلها اشد دموية وقسوة من فعلهم؟؟؟!!!!!!!


وما دفعني لكتابة هذه المقالة المتواضعة, كصرخة في سماء تاريخ ردة العدم, هو الكرم الصهيوني السخي, حين يعلن المجرم وزير الحرب الصهيوني((عمير بيرتس)) أن إسرائيل تتابع تطورات المعارك الدائرة في قطاع غزة عن كثب مؤكدا أنها لن تتدخل في هذا الصراع !!! والحديث لوزير الإرهاب الصهيوني((ليس لدينا نية التدخل في الصراعات والمواجهات الداخلية الجارية في قطاع غزة, على اعتبار أنها شأن داخلي لكننا سنتابع تطورات الأمر!!!

هكذا يريد أن يقدمنا الخطاب العسكري الصهيوني للعالم بعد الصياغة المرتبية الجديدة, وبعد فعل الشيطان من اجل بلوغ مرتبة الصياغة المتدنية هذه, بدء بقتل كل قادة الشرف السياسيين والميدانيين, وإغراق غزة في سوق سوداء للأدوية والأسلحة والمخدرات, وضرب كل بنية تحتية للسلطة الفلسطينية, سواء اقتصادية أو أمنية أو عسكرية حتى تحدث هذه الفوضى العارمة والانفلات الدموي الشامل؟؟؟!!!

بل والنشوة الصهيونية المعلنة تتضح في أخر كلمات الصهيوني المغمور, ليفصل بين الاقتتال الداخلي وعمليات القصف الصاروخي,قائلا إن الأمران غير مرتبطان ببعظهما البعض في معرض ردة على إحدى الأسئلة الصحفية بشان الرد الإسرائيلي على حالتي الفوضى والمقاومة, صدق المجرم فشتان مابين الفخر والعار, شتان بين الجنة والنار, فالأحداث الدامية في غزة فخرهم وعارنا, والقصف الصاروخي المبارك ذلهم وفخرنا, لكنهم ينتهجون سياسة الصبر على بلاء الصاروخ من اجل انجاز بلاء اكبر واشد فتكا بالنضال والمقاومة الفلسطينية ألا وهو بلاء الاقتتال الدموي المرير!!!!

المرتبة السادسة: الإسلامي_ الإسلامي

وهنا أمر باختصار فوصف المخطط هنا يحتاج الى إسهاب وتوسع, لتبدأ هذه المرتبة الحضيضية أو مرتبة المستنقع الشامل, بإذكاء روح الفتنة الأيدلوجية والسياسية في فلسطين ولبنان والعراق, لتعلن حربا ضروسا وصراعا ((سنيا_ شيعيا)) دمويا فهذا مايخطط له الصهاينة والأمريكان وعرابي الصهيونية ومتطرفي الأيدلوجيات, ليصبح الصراع في مراحله الأخيرة, مردودا لطرف معادلة البداية, فيطمس العدو اليهودي الصهيوني الإسرائيلي, ليصبح الصراع في حلته السوداء الجديدة بعد الصياغة في المعامل الصهيونية الدولية القذرة صراعا إسلاميا_ إسلاميا, وتنتهي اللعبة السياسية الإستراتيجية, ويتحقق نصر على مستوى الإنسان والحضارة الصهيونية, كما تنبأ مفكريهم من ((صموئيل هنتنتغون في الموجة الثالثة وصراع الحضارات)) مرورا ب(( بإعلان بوش والحرب الصليبية الجديدة)) وصولا إلى (( فرانسيس فوكوياما في نهاية التاريخ ومصير الإنسان - نهاية التاريخ وخاتم البشر )) .

إرهاصات المرتبة السابعة:

تلك التحديات تمر بمراحلها الأولى من صياغة المولود الصهيوني العالمي(شرق أوسط جديد) وتحقيق انتصارات على المستوى الأيدلوجي والمستوى السياسي, من اجل مخاض يعتقدونه قريبا وميلاد على الأبواب للوليد الشرق أوسطي الصهيوني _البروتستنتي, وتصبح المعادلة المزورة بالصياغة المدورة سياسيا, سلام إسلامي يهودي, سلام عربي إسرائيلي, سلام فلسطيني إسرائيلي, ويكتب ديباجة الفجر الصهيوني الجديد لعصر الظلام العربي الإسلامي الحديث, وفجر الانتصار الصهيوني الأمريكي الأخير, إلى أن يبدأ بناء جيل جديد مُهجن ومُغترب ومُبرمج, بجينات مستنسخة ليحمل إنسانها ثقافة سياسية ودينية وفكرية أوسطية, يشطب منها كل جينات الكره والبغضاء وهستيريا الحق, والتحرير, والعودة, والجهاد, ويكتب فيها شعار المحبة والإخاء الزائف, وبمناسبة الأخوة الزائفة انصح كل مثقف أراد أن يصقل ثقافته باليقين بعد علم السماء بكتاب(جاك تيني - الأخوة الزائفة).!!!

هذا هدفهم الاستراتيجي الشامل استنساخ آمة وشعوب وأجيال بمواصفات جينية صهيونية بروتستنتينية, واستنطق شريط ذاكرتي لاستعيد ماعلق بها من حوار مع مثقفة كندية بروتستانتية وأنا اشرح لها مفاصل المعاناة الفلسطيني والعنجهية الأمريكية والدموية الصهيونية, فقالت بعيدا عن الحق والباطل هذا الدم النازف بين اليهود والمسلمين في فلسطين يبهجنا ويشرح صدورنا ونحن ندعمه متطوعين ليل نهار كقربان للبشرى والعودة الثانية وطلبت أن احترم فكرها كما تحترم فكري بمواساة أليس في كتابكم تنتصرون على اليهود, هذا حال البروتستانت الحالمين والذين يعتبرون الصهاينة مطية حسب منهجية التدخل البشري لتحقيق الإرادة الإلهية كما أعلنها((مارثين لوثر)) فلا عجب من مخططاتهم المعلنة والمكشوفة, فهم بذاتهم بعد أدنى مراتب الصراع سيردوه إلى أصله باستماتة!!!!!

فهل يكون لهم ذلك الوهم السياسي وهم يشارفون على عتبات المرحلة أو المرتبة السابعة من تدني الصراع, والتي سيطمس بها أي هوية باستثناء الهوية والجنسية البغيضة الشرق أوسطية, سواء في شهادة الميلاد أو الجواز أو البطاقة الشخصية, مع احتفاظ الصهاينة بجنسيتهم الدينية باتفاق الملاحق الأوسطية السرية!!!

لانامت أعين البرابرة, المأجورين, المرتزقة من عرب وفلسطينيين ومسلمين

م-- النظرية من وحي الفكر الاجرائي للباحث والكاتب
سعيد موسى



#سعيد_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مبادرة قبل الطوفان - جبهة إنقاذ شعبية
- الأمن المفقود و فتوات الألفية الثالثة
- ((حرب تموز))نهج وفكر يفضي لزوال إسرائيل
- منبر الجزيرة والدوحة تحت المجهر؟!
- **المشروع الأمريكي جذور وانهيار؟!**
- **آسرانا في الزمن الصعب**
- الانتداب العربي على فلسطين !!!
- حركة فتح والخداع المرفوض
- الأزمة الفلسطينية المستعصية( هجرة أم انتحار؟
- السيد وزير الداخلية / أني لكم ناصح أمين
- د.عزمي بشارة : من عرب ال67 إلى عرب أل 48
- قوات احتلال اليونيفيل والوجود البديل ؟؟؟
- عندما تسقط المعارضة ؟؟؟!!!
- **آلن جونسون ليس أنتوني كوبر !!!**
- **إستراتيجية السلام والهبوط إلى القمة**
- **اتفاق المليار مابين التبجيل والتدليس**
- المناورات الاسرائلية والمتغير الاستراتيجي للصراع*
- ثورة السيادة_حكومة ورئاسة ؟!!!
- الدولة والاستقلال في فضاء المؤامرة, التبعية, الاحتلال؟؟
- دستور هر تسل الدموي ينفذ بيد اولمرت؟؟


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد موسى - إسرائيل وسباعية اختزال الصراع