أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - سلمان مصالحة - ها هو ساركوزي، بخلاف المهاجرين العرب














المزيد.....

ها هو ساركوزي، بخلاف المهاجرين العرب


سلمان مصالحة

الحوار المتمدن-العدد: 1918 - 2007 / 5 / 17 - 11:47
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


العالم المعاصر مليء بالمهاجرين. والعالم الّذي نعنيه في هذا السّياق هو العالم الأوّل، وعلى وجه الخصوص العالم الغربي المسيحي الّذي خرج منتصرًا متطوّرًا منفتحًا بعد ثورة التّصنيع، وثورة النّظام السّياسي الّذي يفصل الدّين عن الدّولة بانيًا إثر ذلك دولة مدنيّة هي دولة المواطنين. لقد أطلقت هذه الثّورة العنان للتّقدّم الحضاري على جميع الصّعد الإنسانيّة من خلال تحرير العقل من كلّ ما قد يعترض طريقه. هذا النّظام المدني الديمقراطي يتيح للمسؤول إمكانيّة العمل وإمكانيّة الوقوع في الخطأ أحيانًا، لكنّه يكفل في نفس الوقت للمواطنين إمكانيّة استبدال المُخطئ وتصليح الخطأ من خلال انتخابات حرّة نزيهة. هكذا تحوّل الملوك والملكات إلى رموز فقط لا غير، بينما تعمل الحكومات على إدارة شؤون المجتمعات لفترات محدودة تعود للشّعب بعد ذلك لمواصلة طريق العمل، وإن خيّبت آمال الشّعب يقوم هذا باستبدالها. وعلى الرّغم من كثير من الشّوائب الّتي قد تكون في هذا النّظام، غير أنّها تبقى ثانويّة مقارنة بالإنجازات الهائلة الّتي أفرزها هذا النّظام المدني الحضاري. فالحريّات المدنيّة أفرزت حريّة طرح التّساؤلات وحريّة كسر المفاهيم السّائدة ما أتاح للعقل حريّة مُطلقة في البحث عن إجابات. هكذا تقدّم العلم فاختصر مسافات العالم عبر التّصنيع والطّفرات التّكنولوجيّة الّتي دفعت بدورها إلى طفرات فكريّة، سياسيّة واجتماعيّة ذات أبعاد أخلاقيّة أيضًا.
***
ولا زالت موجات المهاجرين تتدفّق على هذا العالم من كلّ جهات الأرض ومن تشكيلة مختلفة من القوميات والأعراق، بما فيها التّشكيلات العربيّة والإسلاميّة. ومثلما يتّجه الحراك السكّاني في العالم المعاصر من الأرياف إلى المدن، فثمّة حراك أيضًا من أقطار العالم الثّالث، الّتي تحوّلت إلى ما يشبه الأرياف العالميّة، نحو البلاد الصّناعيّة المتطوّرة الّتي أضحت بمثابة المدينة العالميّة. غير أنّ أمرًا واحدًا يطفو على السّطح بينما كنّا نتابع كغيرنا مسيرة الانتخابات الرّئاسيّة الفرنسيّة الأخيرة الّتي أفرزت نتائجها وصول نيكولا ساركوزي إلى قصر الإليزيه. فالرّئيس الفرنسي المنتخب الجديد يتحدّر من عائلة مهاجرة حديثة العهد بالهجرة إلى هذا البلد الّذي منح العالم الثّورة الفرنسيّة وقيمها. حقيقة وصوله إلى قمّة الهرم السّياسي الفرنسي، علمًا أنّه ينتمي إلى عائلة مهاجرة، تشهد على إمكانيّة الحراك الاجتماعي ضمن هذا النّظام السّياسي والاجتماعي. فهل بوسع هذه الحقيقة أن تفسح المجال أمام الجاليات الفرنسيّة من الأصول العربيّة والإسلاميّة لحراك اجتماعي مشابه؟
***
الإجابة على هذا السؤال ليست بالأمر الهيّن، كما أنّ على أبناء تلك الجاليات أوّلا البحث عن هذه الإجابة. غير أنّ المتابع لحال أبناء هذه الجاليات، وبعض المشاهدات الّتي نراها بين فينة وأخرى إبّان السّفر إلى أصقاع مختلفة في هذه البلدان لا تشير إلى إمكانيّة حصول ذلك. قد تكون لهذا الوضع أسباب مختلفة تتعلّق بطبيعة هذه الموجات من المهاجرين العرب، والّذين يطرقون أبواب العالم الغربي بحثًا عن لقمة عيش لهم ولعائلاتهم الّتي بقيت في الأوطان، أو بحثًا عن عيش بعد أن ضاقت بهم السّبل في أوطانهم جرّاء أْمال القمع والقتل والسّحل الّتي تمارسها أنظمتهم في بلدانهم.
لكنّ الأمر اللاّفت لدى جميع هؤلاء من المهاجرين العرب هو اختيارهم العيش في حالة من التّقوقع ضمن جاليات معزولة عن محيطها الحضاري الجديد. بل أكثر من ذلك، إذ لا يمكن الحديث عن جالية عربيّة، فالانتماء إلى العروبة في هذه الحالة لا يشكّل صمغًا لاصقًا لأبناء هذه الجاليات. إذ هنالك فروق كبيرة وشاسعة بين هؤلاء القادمين من البلاد العربيّة، مغربها ومشرقها. حتّى أنّ زمرة المثقّفين من أبناء هذه الجاليات لا تطرح رؤى جديدة يمكن لأبناء هذه الجاليات امتطاؤها والمضيّ قدمًا. على العكس من ذلك، يتّضح من مشاهدات شخصيّة أنّ هؤلاء أيضًا لا يندمجون في هذه المجتمعات الجديدة الّتي فتحت لهم أبوابها، بل يواصلون العيش في فقاعات العالم العربي النّتنة أصلاً. إنّهم يحملون في جعبتهم أوبئة العالم العربي الحضاريّة ويذهبون بها حيثما ألقت بهم عصا التّرحال. كلّ هذا، بخلاف ما يمثّله ساركوزي وغيره من المهاجرين من أصول أخرى غير عربيّة تندمج في المجتمعات الجديدة اقتصاديًّا، فكريًّا وحضاريًّا، ولذلك يستطيع أحد أفراد تلك الجاليات أن يصبح رئيسًا للجمهوريّة الفرنسيّة.
***
إذا استمرّ المهاجرون العرب في العيش في عزلتهم الحضاريّة عن المجتمعات الحاضنة لهم، فلن يتغيّر شيء في أحوالهم،. وإذا أصرّ هؤلاء على مواصلة حمل أوبئة العالم العربي إلى مهاجرهم فسيواصلون العيش في معازل حضاريّة تزيد من حدّة التّوتّر في البلاد الّتي يتواجدون فيها. وقد يأتي يوم في المستقبل تقوم فيه تلك المجتمعات الغربيّة بوضع هذه المعازل خارج حدود خطابها المدني، إن لم يكن أسوأ من ذلك بكثير.
والسؤال الّذي سيبقى مفتوحًا على مصاريعه هو لماذا كلّ هذه الفروق بين موجات المهاجرين من صينيّين ويابانيين وهنود وسائر شعوب الأرض على اختلاف حضاراتها عن حضارات الدّول المضيفة وبين موجات المهاجرين من أصول عربيّة وإسلاميّة؟ قد تكون الإجابة كامنة في السّؤال ذاته.
أليس كذلك؟



#سلمان_مصالحة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما هي بشارة عزمي؟
- هل هي حقًّا محاكمة للتّراث الفلسطيني؟
- بكلّ ما يمثّله رصيدها في حياة وواقع الجماهير العربيّة لماذا ...


المزيد.....




- أمريكا تكشف معلومات جديدة عن الضربة الصاروخية الروسية على دن ...
- -سقوط مباشر-..-حزب الله- يعرض مشاهد استهدافه مقرا لقيادة لوا ...
- -الغارديان-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي ل ...
- صاروخ أوريشنيك.. رد روسي على التصعيد
- هكذا تبدو غزة.. إما دمارٌ ودماء.. وإما طوابير من أجل ربطة خ ...
- بيب غوارديولا يُجدّد عقده مع مانشستر سيتي لعامين حتى 2027
- مصدر طبي: الغارات الإسرائيلية على غزة أودت بحياة 90 شخصا منذ ...
- الولايات المتحدة.. السيناتور غايتز ينسحب من الترشح لمنصب الم ...
- البنتاغون: لا نسعى إلى صراع واسع مع روسيا
- قديروف: بعد استخدام -أوريشنيك- سيبدأ الغرب في التلميح إلى ال ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - سلمان مصالحة - ها هو ساركوزي، بخلاف المهاجرين العرب