أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مصطفى محمد غريب - قرار خاطئ أستغل فيه المكان والزمان














المزيد.....

قرار خاطئ أستغل فيه المكان والزمان


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 1917 - 2007 / 5 / 16 - 11:44
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لكل قانون أو قرار حكومي أسباب موجبه خلفها أهداف تمثل مصالح فئات أو طبقات تنفذها آلياتها السياسية ، فالأنظمة غير الديمقراطية تهدف من خلال إصدار القرارات والقوانين لخدمة وحماية مصالح من تمثلهم وبالعكس فالأنظمة الديمقراطية تتخذ القرارات أو تصدر القوانين لحاجة الأكثرية ولخدمة مصالحها وليس مصلحة فئة صغيرة من الشعب، هذه هي القاعدة العامة ولكن في الوقت نفسه لكل قاعدة شواذ وهذا ما حصل عندما أصدرت حكومة السيد المالكي قراراً اعتبرت فيه 3 / 10 / 1932 عيداً وطنياً فإنها شذت عن القاعدة العامة المتعارف عليها لأنها تدعي أنها تمثل الأكثرية من المواطنين العراقيين بينما القرار يخدم مصالح فئة صغيرة وليس الشعب العراقي لا بل يخدم تلك المصالح الاستعمارية القديمة والجديدة، فهل رحب أكثرية العراقيين بقرار حكومة السيد المالكي بالإعلان عن العيد الوطني الجديد في 3 / تشرين الأول / 1932 وإلغاء العيد الوطني الذي اقر سابقاً وهو يوم 14 / تموز / 1958 ؟ وكيف تستطيع حكومة تدعي الديمقراطية بمفردها وبدون السلطة التشريعية التي تشرع القوانين والقرارات كالعيد الوطني أو العلم الذي يمثل الدولة وغيرهما أن تصدر قراراً بهذا الشكل ولا تراعي مزاج أكثرية الرأي العام العراقي؟ هذا الإلغاء الذي لم يستطع حتى النظام الشمولي اتخاذه فوراً بعد مجيئه للسلطة على الرغم من تحيده وتهميشه بعد ذلك .
لا نعرف ما هي مآثر العيد الوطني الجديد لتاريخ قديم في مكان وزمان يختلف كلياً عن السابق في جميع النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ألا قضية يتيمة واحدة ضم العراق إلى عصبة الأمم المتحدة ثم قيام بريطانيا بمسرحية منحه الاستقلال الشكلي المربوط بمعاهدة 1932 التي نصت على نهب ثروات البلاد على الطريقة الاستعمارية البريطانية. أما الحديث عن مناقب يوم 14 تموز 1958 فطويل ولا يستطيع أحدا وبخاصة أعدائه المزايدة على مآثرها العظيمة التي نختصر أكثريتها، فهي حررت العراق وثرواته الوطنية من براثن الاستعمار وفي مقدمتها الاستعمار البريطاني وأخرجته من حلف بغداد العدواني وحررت نقده من تبعية الجنيه الإسترليني وحررت 99,5% من أراضية في مجال اتفاقية النفط بإصدار قانون 80 وأصدرت العديد من القوانين والقرارات التي تخدم أكثرية مصالح الشعب العراقي وغيرها المآثر الأخرى..
في الواقع أمام هذا الإلحاح الغريب من أجل طمس الحقائق ومحاولة مسح معالم ثورة 14 تموز فإننا نستغرب كيف مرر القرار بدون احتجاج ومعارضة القوى الوطنية والديمقراطية ومنظمات المجتمع المدني واتحاد نقابات العمال ومئات المثقفين، ولماذا هذا الإهمال والصمت الذي أطبق على اتخاذ مثل هكذا قرار تقف بالضد منه الأكثرية وتعتبره معادياً وغير ديمقراطي ..إلا اللهم بعض المقالات والأصوات الخافتة مثل الذي يطلب المساعدة ولكن بينه وبين نفسه.
عشرات من الاستفسارات والأسئلة ومنها ــ منْ يقف خلف إصدار هذا القرار في هذه الغفلة من الزمن؟ ومنْ الذي جرت المساواة معه وعليه؟ وما هي الأهداف التي تكمن خلفه؟ ولماذا اختير هذا الوقت والجميع مشغولين بالخطة الأمنية وخراب البلاد ؟ إلا أن شيئاً واحداَ يدل وبدون أي شك أن هذا الإلغاء حقق أمنية لطالما تمناها الذين أضرت مصالحهم والذين كانوا يقفون بالضد من 14 تموز وجهدوا كي ينتقموا من رموزها ومن شعب تموز وجيشه ومن اليوم نفسه منذ انقلاب 8 شباط 1963 وقد تكللت مساعيهم بالنجاح لإعادة عجلة التاريخ إلى الوراء وكأنهم بهذا الإلغاء انتصروا وحققوا ما يريدون .
لقد صدر القرار أمام صمت غريب وعدم اعتراض بل على ما يظهر مباركة البعض من القوى السياسية والدينية التي ترى في ثورة 14 تموز نبراساً تهتدي به الأجيال القادمة حيث تشحذهم بالواعز الوطني المعادي لنزعة التبعية والاستعمار وتذكرهم دائماً بقيمة الثورة وأسبابها ومنجزاتها وهو ما يؤرقهم ويقلق مضاجعهم ولهذا فان تبديله بيوم آخر لا تعرفه الأجيال ولا تعرف مآثره ستخدم مصالحهم باستمرار وتجعل الشعب العراقي ينسى ذلك التاريخ العظيم الذي كان فاصلاً بين عهدين مختلفين ، عهد التبعية الاستعمارية والأحلاف الاسترقاقية وعهد تحرري ذو نزعة وطنية أنهى التبعية للاستعمار وجعل الوطن حراً مستقلاً وحرره من القيود التي كانت تستعبد شعبه وتنهب خيراته الوطنية . ولكن هيهات لأن ذلك اليوم، يوم 14 تموز 1958 أصبح جزء من تاريخ العراق الحديث لا يمكن لأي قرار أو قانون محوه لأن التاريخ لن يرحم مزوريه ولنا أسوة بالنظام الشمولي الذي حاول أن يشوه ويغير الكثير من المعالم التاريخية لمصلحته الذاتية لكنه أصبح في مزبلة التاريخ.
إننا ندعو وبكل إخلاص كل الخيرين من أبناء شعبنا العراقي الوقوف ضد هذا القرار واعتباره قراراً لا يخدم مصلحة الشعب والوطن والعودة لتثبيت يوم 14 تموز كعيد وطني للعراق



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فاز نيكولا ساركوزي اليميني وماذا بعد؟
- ماذا في مقال نسرين عز الدين في ايلاف عن نهاية الصراع الطبقي ...
- أول أيار رمزاً وطنياً وأممياً للتضامن ضد الاستغلال وعدوانية ...
- قرار وزارة الداخلية المجحف يعد تجاوزاً على حقوق المرأة العرا ...
- الجريمة ضد العمال الأزيدين جريمة أخرى ضد الطبقة العاملة العر ...
- لينين
- الخطة الأمنية وتأمين الطرق الخارجية لحماية أرواح المواطنين
- متى يدرك أهل العراق من كل الطوائف حجم الجريمة؟
- علماء دين سعوديين!! يحرضون على قتل العراقيين
- إدراك ماهية حقيقة التحالفات الدولية والقضية الكردية
- الاغتراف من السقوط لكراس قديم نشره المرحوم بدر شاكر السياب
- هل هي مصادفة؟.. أو إعادة سيناريوهات العداء للحزب والشيوعيين ...
- هل يدرك حكام إيران خطورة مواقفهم على الشعوب الإيرانية؟
- اللجنة التأسيسية لقيام المجلس العراقي للثقافة وسلبية الدعوات
- حدود التصريحات والتغيير الوزاري الذي طال أمده
- التميز حتى في قوانين التقاعد بالنسبة للعمال والكادحين العراق ...
- المؤتمر الإقليمي الدولي وتصريحات عمر موسى
- نضال مرير من أجل الحقوق المشروعة للنساء
- طارق عزيز المرائي البريء على الطريقة الغوبلزية
- مرة أخرى حكام تركيا ومحافظة الموصل


المزيد.....




- -قريب للغاية-.. مصدر يوضح لـCNN عن المفاوضات حول اتفاق وقف إ ...
- سفارة إيران في أبوظبي تفند مزاعم ضلوع إيران في مقتل الحاخام ...
- الدفاعات الجوية الروسية تتصدى لــ6 مسيرات أوكرانية في أجواء ...
- -سقوط صاروخ بشكل مباشر وتصاعد الدخان-..-حزب الله- يعرض مشاهد ...
- برلماني روسي: فرنسا تحتاج إلى الحرب في أوكرانيا لتسويق أسلحت ...
- إعلام أوكراني: دوي صفارات الإنذار في 8 مقاطعات وسط انفجارات ...
- بوليتيكو: إيلون ماسك يستطيع إقناع ترامب بتخصيص مليارات الدول ...
- مصر.. غرق جزئي لسفينة بعد جنوحها في البحر الأحمر
- بريطانيا.. عريضة تطالب باستقالة رئيس الوزراء
- -ذا إيكونوميست-: كييف أكملت خطة التعبئة بنسبة الثلثين فقط


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مصطفى محمد غريب - قرار خاطئ أستغل فيه المكان والزمان