أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - بلاغ الشيوعية - شكل مقتل الاخوين عدي وقصي مناسبة توقف عندها الشعب العراقي و قواه السياسية














المزيد.....

شكل مقتل الاخوين عدي وقصي مناسبة توقف عندها الشعب العراقي و قواه السياسية


بلاغ الشيوعية

الحوار المتمدن-العدد: 581 - 2003 / 9 / 4 - 03:19
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


افتتاحية بلاغ الشيوعية – العدد 11

.
 فشخصية نجلي الدكتاتور العراقي المخلوع والمطارد كان مرآة حيا وإفرازا ملموسا لحقبة دامية وسوداء من تاريخ العراق. تاريخ نقشت احرفه بدماء لازالت تسيل. تاريخ تبوأ البعث السلطة السياسية في العراق.
 ولم يكن تصدر شخصيات مثل نجلي صدام للحياة السياسية والحكم في العراق حدثا طارئا وآنيا وشاذا كما لم يكن خلافا للمألوف البعثي وفولكلوره السياسي الدامي. فسنوات القحط والعجاف السياسي الذي حل بالعراق منذ تبوأ الطغمة البعثية للسلطة وخطف الحكم في انقلاب مشبوه عام 1968 افرز نمطا خاصا من رجالات الحكم.
 لقد مثل نجلي ( الريس !! ) كل ما كان يرمز إليه النظام بعنجهيته وجبروته وإستهتاره بكل القيم الاخلاقية والمعنوية وتطاوله ليس على حرية الانسان العراقي بل وعلى وجوده الفيزيقي ايضا. كانا مثالا حيا للبعثي الحقيقي الذي يرى في العراق مزرعة لطغمة حزبية وادارية وعسكرية وإستخباراتية تقف على قمتها عائلة إستباحت كل مكونات العراق الإقتصادية والسياسية.
 لقد كانوا خير خلف لأبيهم إذ شكلا نموذجا تربوا في المدرسة الصدامية بكل ما تعنيه هذه الكلمة.
 وهكذا فليس من باب الشماتة بمقتل شخصين عاديين بل كرمز لأحد اكثر اوجه النظام البائد قبحا، جاء رد فعل الشعب العراقي وتعبيره عن فرحته الكبرى حال نشر خبر مصرع الأخوين.
 وككل الأحداث التي تلت مرحلة الغزو الأمريكي للعراق وتشكيك اكثرية الجماهير بما يعلنه الامريكان، فقد إستقبل العراقيين النبأ وهم غير مصدقين وخاصة في ظل الغموض الذي يلف مصير دكتاتور العراق السابق والسرية التي يحيطها الامريكان بملف اركان الحكم البائد وكيفية إدارة ذلك الملف بعيدا عن رأي وإرادة تلك الجماهير الغفيرة الذي يعتبر صاحبة القضية والمدعي الاول عليهم.
 لقد جعل القضاء على نجلي الدكتاتورالشعب العراقي يتنفس الصعداء لوهلة، إلا إنهم يرون في شخصية الأخوين قصي وعدي ليس بوصفهم شخصين طبيعيين بل بوصفهما رمزا لنظام سياسي وزمرة مجرمة افرزتها مرحلة معينة من التحولات السياسية بكل تداعياتها وتعقيداتها السياسية والإجتماعية.
فكما اكدنا مرارا ونؤكدها تكرارا، لم يكن البعث ورموزه المجرمة كصدام ونجليه وقافلة كبيرة من الأسماء التي تربعت على كرسي الحكم في العراق طيلة 35 عاما، بضاعة مستوردة او نبتة برية او صرعة في عالم السياسة إجتاحت العراق بدون مقدمات، بل كان تعبيرا، برأينا، عن تراجع الحركة الثورية وخنق الحريات السياسية وتصدر الحركة القومية العربية ساحة العمل السياسي والشعبي وجملة اخرى من العوامل الداخلية والإقليمية والدولية المعروفة للقاصي والداني.
 إن الأرضية التي افرزت تلك الحقبة السوداء والسنين العجاف والسفر المرير للشعب العراقي تتواصل اليوم باشكال وتلاوين اخرى، فالإحتلال الامريكي وإستباحة سائر ثروات العراق وإنفلات المد الرجعي والتبعية والخنوع لأمريكا بين صفوف الكثير من القوى السياسية المحلية وتصاعد النعرات والحزازات الشوفينية والطائفية والدينية وشيوع وإستمرار الفلتان الأمني وإستغلال التيارات الإسلامية في العالم تلك الأوضاع لتمرير مخططاتها الرجعية وتصفية حساباتها مع امريكا على حساب الشعب العراقي وغياب افق ومخرج مشرف من الأوضاع المزرية الراهنة ومواصلة سياسة الإفقار والتجويع بحق كادحي شعبنا من قبل الامريكان وبقاء سائر ملفات الأزمة العراقية على الرف والذي حول العراق بطوله وعرضه إلى مركب تائه في خضم بحر هائج، تشكل مجتمعة ارضية خصبة لنمو تيارات سياسية تعيد، وإن بصورة اخرى وفي ظل ظروف مغايرة، ما يذكرنا بسلطة البعث وممارساته.
 إن القضاء على الأزمة السياسية والإجتماعية والإقتصادية العميقة التي يعاني منها المجتمع العراقي يستحيل دون إطلاق الحريات السياسية والمدنية وتوفير ضمانات ممارستها وبدون طرح وتنفيذ برنامج جوهري للإصلاحات الإقتصادية والإجتماعية. ويتطلب ذلك قبل كل شيء يقظة عمال وكادحي العراق وكل فئاته التواقة للحرية والكرامة كما يتطلب منهم تنظيم انفسهم وتصفية كل الأوهام بأمريكا ورموزه في مجلس الحكم مثلا.
 ويشكل موت نجلي الرئيس المخلوع مناسبة لإستذكار حقيقة ساطعة الا وهي : لم يكن سيطرة البعث وتاريخه المليء بالكوارث في العراق إلا حصيلة طبيعية لظروف القهر والإستلاب والحرمان وخنق الحريات وسياسة الإفقار والتجويع وكم الافواه لذا فإن الحيلولة دون صفحة سوداء اخرى من حياة شعبنا وتصدر زمر كعدي وقصي ووالدهم وغيرهم، وإن بمسميات اخرى وتحت يافطات جديدة، يتقوم في يقظة العراقيين ووقوفهم صفا منظما واحدا للمطالبة بحقوقهم ومطالبهم العاجلة وفي مقدمتها الخبز والعمل والحرية.



#بلاغ_الشيوعية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع ابو داود عضو لجنة العمل المشترك ليساريي وتقدميي العر ...
- عما يسمى بـ(المقاومة) و السبل الكفيلة بإنهاء الإحتلال الامري ...


المزيد.....




- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - بلاغ الشيوعية - شكل مقتل الاخوين عدي وقصي مناسبة توقف عندها الشعب العراقي و قواه السياسية