سعد هجرس
الحوار المتمدن-العدد: 1919 - 2007 / 5 / 18 - 12:44
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ليس كيل المديح إلى الوزراء ورجال الأعمال من بين هواياتى. ومع ذلك فانى – بدون مقدمات وبدون لف أو دوران – أود أن أوجه الشكر إلى رجل الأعمال سامح مكرم عبيد وإلى هاني سرى الدين رئيس الهيئة العامة لسوق المال.
والسبب هو إصرار سامح مكرم عبيد على شراء عدد رمزى من أسهم بنك فيصل الاسلامى فى البورصة، فى سابقة هى الأولى من نوعها نظرا لانه مواطن "قبطى"، والبنك "إسلامى"، ومع ذلك فان "سامح" رأى أن من حق أى مصرى – بصرف النظر عن ديانته – أن يتعامل على هذه الأسهم، وأن أى اعتراض على ذلك يصبح شكلا من أشكال "التمييز" المرفوض.
وبالطبع فان رغبة "سامح" لم تكن لتتحقق لولا ان هانى سرى الدين رئيس الهيئة العامة لسوق المال سانده فى مطلبه الذى ينسجم مع استحقاقات مبدأ "المواطنة".
وعندما لم يتم تنفيذ قرار هانى سرى الدين، أصر على موقفه، مطالبا بنك فيصل الإسلامي بتعديل نظامه الاساسى، بحيث لا يتضمن تمييزاً دينيا فى التعاملات على أسهمه.
والمسألة رمزية وليس لها قيمة مالية يعتد بها.
لكن قيمتها المعنوية لا تقدر بمال وتساهم مساهمة عظيمة فى وضع "الأمة" فوق "الملة".
والمثل المهم الذى ضربة "سامح" أنه لم يكتف بالشكوى من هذه الصورة من صور التمييز بسبب الدين، بل إنه أصر على ممارسة حقوقه "كمواطن" مصرى أولاً وقبل كل شئ. ولعل غيره من أقباط مصر لا يفرطون فى حقوقهم ويتمسكون بممارستها مثل فعل ويتخلوا عن السلبية الشائعة.
والمثل المهم الذى ضربه "هانى سرى الدين" انه موظف يمارس مسئوليته بثقة ولا يمشى الى جوار الحائط خوفا من كلام المتطرفين والمتزمتين، ولا ترتعش يده أمام ابتزاز أو ارهاب، بل يتخذ القرار الذى ينسجم مع الدستور والقانون ومبدأ المنفعة الاقتصادية، ولا يمالئ أو ينافق أو يمسك العصا من المنتصف.
لذا .. يستحق الاثنان الشكر والتقدير على هذا الموقف الرائع الذى يعزز مبدأ المواطنة ويضع لبنة فى صرح الدولة المدنية الحديثة التى نتطلع الى العيش فى ظلها على ضفاف النيل.
#سعد_هجرس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟