حسن إسماعيل
الحوار المتمدن-العدد: 1917 - 2007 / 5 / 16 - 05:44
المحور:
المجتمع المدني
تخيلوا إن حق الإنسان في الحياة الكريمة .. بديهية
وحق الإنسان في حرية التعبير .. بديهية
وحق الإنسان في الاعتقاد .. بديهية
وحق الإنسان في التنقل .. بديهية
وحق الإنسان في العمل والخصوصية .. بديهية
وهذه البديهيات هي حجر الأساس للأوطان الحـُرة والعادلة ، وللدول التي تقدس وتحترم حقوق الإنسان ،
وللأوطان التي يسكنها مواطنون ..
لا رعايا أحرار .. لا عبيد .
تخيلوا نحن لا نتكلم عن المريخ ولا زحل
نحن نتكلم عن دول موجودة .. هنا على نفس الكوكب اللعين في عيوننا نحن فقط " كوكب الأرض " .
نعم الفساد موجود في كل العالم .. ولكن الفساد هنا شيء آخر .
المهمشون موجودون في كل العالم .. ولكن التهميش هنا يصل إلى حد التلاشي .
الانتهاكات موجودة في كل العالم ، لكن الانتهاكات هنا على الهواء مباشرة وبشكل روتيني .
الانتهاك هنا لا يؤمن بفصل السـُلطات .
حرية الصحافة موجودة في كل مكان في العالم ، ولكن هنا حرية النباح المكفولة للــ ...
فالكلاب تعوي والسـُلطة تسير وتحكم وتدير .
الإبداع في كل مكان ، ولكن هنا في المحاكم وفي خانة الازدراء ، في السجون وفي المنفى إذا هرب من ثقب الوطن سالماً .
ولذلك بديهيات الدول المتأنسنة أصبحت غايات للدول المتخلفة ..
نناضل من أجل خبز غير ملوث ، وحرية غير مقيدة وغير مشروطة ، وكرامة تلهث وراءها طول العمر ولا نجدها إلا في أقسام الشرطة أسفل أحذية العسس .
ووطن ككل الأوطان العادية والمألوفة والحميمة التي تحمل فيها ذكريات ، وتحلم فيها بغد أفضل .
وطن تنتمي له وينتمي لك ..
تحبه لأنه يحبك
تحترمه لأنه يحترمك
تخدمه لأنه يخدمك
تبنيه لأنه يبنيك
تعطيه كل عمرك .. لأنه يعطيك كل لحظة وطرفة عين ..
ولا يسلبك كل حقوقك .. ولا يجعلك تشيب وأنت في مرحلة الولدان .
ولا يكفنك وأنت في المهد صبياً
نحن لا نطلب وطن عريق ولا وطن عظيم
ولا وطن يقود العالم نحو العلم والتحضر
ولا وطن يكون أم الدنيا ولا أبيها
ولا حتى ابن خالتها
نحن نتوق لوطن عادي جداً
بسيط جداً
يتعامل معنا كبشر ولدينا حقوق عادية جداً .. ومستعدين بصدر رحب لتقبـُل الواجبات والالتزام بها ..
وننفذها كلها ولو أمام شهود دوليين .
فالعقد شريعة المتعاقدين .
ونحن من طرفنا كمواطنين على أتم استعداد لتنفيذ كل بنود العقد الذي بيننا وبين حكومتنا .
ولكن المشكلة والسؤال - مش بتاع هاملت – بتاعنا احنا :
انتوا هتنفذوا شروط العقد السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي
والتعليمي والصحي والحقوقي والدولي ..
ولا زي كل مرة – وانتوا طبعاً متعودين - بتسلم الجرة ؟؟!!!
#حسن_إسماعيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟