|
الأمة التي فقدت أعز ما تملك للمرة الألف
سلطان الرفاعي
الحوار المتمدن-العدد: 1917 - 2007 / 5 / 16 - 11:42
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عليهم يا عرب : الشعار الأبدي لهذه الأمة ، فهو البديل الأساسي ، لكل تخطيط مسبق ، ودراسات ، وأبحاث . تبدأ القصة دائماً بالدولار أو الريال أو الايرو ، وآخرها أخطرها خاصة اسماً . تستضيف السعودية ، أي أزمة ، وتنقط ، المتحاورين ، ما يكفيهم ، طوال عمرهم ، فيما لو فكروا بعدها الاعتزال ، وترك هم السياسة لغيرهم . مصر تراقب من بعيد ، اذا أعجبتها الكحلة ذنبتها ، واذا لم تعجبها قلعت العين بكاملها ، وتعود الأمور الى سابقها .
في الطائف ، دفعت السعودية مبالغ طائلة ، بسبب وجود عدد كبير من النواب اللبنانيين ، المختلفي المشارب والطوائف ، وهي حسنة من حسنات الديمقراطية ، فلو كان هناك دكتاتور واحد فقط ، لقبض كل الأموال، ولكن وجود كل هؤلاء الديمقراطيين الشرفاء ، زادت التكلفة على الجميع . في الطائف ، قبض النائب والحاجب ، والرئيس والمرؤوس ، وخرج الجميع ، هرولة ، الى البنوك ، ليضعوا فيها حسابهم . ثم أداروا ظهرهم لمضيفهم ، وولي نعمتهم ، وعادوا الى حيث كانوا . وخسرت السعودية مبالغ طائلة صرفتها على كل هؤلاء الشرفاء ، والذين ، قبلوا ببيع وطنهم ، بثمن بخس .
في الرياض ، دفعت السعودية أيضا ، ويقال أن المبلغ تجاوز التسعة أصفار ، قبض أبطال فلسطين فرع النضال والكرامة ، وقبض أبطال فلسطين ، فرع الأمانة والشرف . قبلوا بعضهم ، وعادوا كما عاد غيرهم ، الى البنوك ، يودعونها النقوط السعودي . ومثلهم مثل النواب اللبنانيون الناكروا للجميل الريالي ، عادوا الى القتال ، والحرب الدموية ، على أمل ، أن تستدعيهم السعودية مرة أخرى ، وتدفع لهم ، لقاء بعض القبلات ، ملايين الريالات .
وفي الرياض أيضاً ، فتشت السعودية مرة أخرى ، عن مشكلة جديدة ، تبرز دورها السياسي النظيف الجديد خاصة ، بعد أن ابتعدت ، عن الخط الوهابي الأصولي ، والذي أسقط أبراج أمريكا ، يوم كان وزير داخليتها آنذاك ، ولي عهدها اليوم ؟؟ وفي خطها الجديد ، والذي تحاول فيه أن تظهر راعية للسلام ، وحلالة للمشاكل ، لعل أمريكا ، تنسى أن سبعة عشر ارهابي من الذين دكوا قلاعها هم من أبناء السعودية . فتشت ، ووجدت ، أن هناك مشكلة بين تشاد والسودان ، والدولتين ، ليستا بحاجة ، الى فتح حوار والقدوم الى الرياض ، بل يكفي ارسال النقوط لهما ، حتى يقبلا ويُقبلا يد الراعي السعودي . ولكن من أجل الإعلام والبروباغندا الجديدة ، تم الاتفاق في الرياض ، وتقبيل الخشم وازالة الدشم ، وقبض الطرفين ، النقوط السعودي ، وعادوا الى بلادهم ، كما عاد غيرهم ، ومستقبلهم المادي ، أصبح مؤمناً. مصر لم توافق ، على تدخل السعودية ، في الشأن الإفريقي ، لأن افريقيا لأهلها ، وليس للغرباء . تسارع مصر الى استنفار قائد الزنج ، القائد الحجري ، فخر العرب والجرب ، الملهم، المبعجر ، أبو الخيمة . فُيصدر بعض الموشحات ، متهما السعودية ، برعاية اتفاق ، كان هو قد رعاه ، ودفع فيه المبلغ الفلاني ، وبالتالي لا يجوز الدفع مرتين ، لنفس الجهة ، حسب المادة 15 من دستور الجامعة العربية ، المؤتمن عليه ، سيدنا الغافي عمرو موسى .
ومن يتابع اليوم ، ما يحصل في الساحة العربية ، من لبنان ، الى العراق ، الى فلسطين ، يتأكد أن السبب الرئيس ، لكل هذا الفشل ، هو سياسة الدولار والريال ، سياسة النفاق ، وتبويس اللحى . ويتساءل ، عن كل المبالغ التي دُفعت في السابق ، لإمراء الحروب .
أدين سقرط لأنه كان يكثر من الكلام ؛ ونيرون قتل سينيكا ، الخطيب والزعيم الروماني، لأنه اكتشف الحقيقة التي لا يمكن تحملها ؛ ويسوع المسيح كشف عن نفسه للعالم وصُلب وهكذا ؛ يبدوا أن الضمائر الشريرة في كل العصور لا يمكن أن تتحمل الحقيقة . حتى أن الأنبياء الحقيقيين كانوا أحيانا ينتهون كقرابين أو يوصمون بأنهم كائنات فاسدة تنكرت بلبوس رجال صالحين .
. متى يستطيع ، زعيم عربي ،أن يقول الحقيقة ، أو يعمل بها . حياتنا ، انتخاباتنا ، برلماناتنا ، مجالسنا ، كتبنا ، تعليمنا ، مدارسنا ، جامعاتنا ، معاملنا ، مصانعنا ، تاريخنا ، : نفاق في نفاق !!!من أجل أمة عربية واحدة ، تسقط كل هذه الضحايا ، ومن أجل رسالة خالدة ، تضيع الرسالة الإنسانية والحضارية لكل هذه الشعوب .
النفاق والكذب والتدليس وتبويس الشوارب ، كلها أمور ، أبعدتنا ، وابتعدت بنا عن الحقيقة ، حقيقتنا ، حقيقة شعوبنا ، حقيقة أخلاقنا ، حقيقة بؤسنا ، وتخلفنا . ------------------------------------------------------------------------------------------------------------
فالوساطة عند العرب وسيلة لتسوية النزاع مع حفظ كرامة الطرفين المتخاصمين، والوسيط دائما شخص محايد، قوي النفوذ، واسع الصلاة. وهو يستنجد بصلاته الواسعة للضغط على الطرفين وإصلاح ذات البين. الوسيط عند العرب ليس قاضيا. فهو لا يحدد المذنب والبريء أو الظالم والمظلوم. انه وسيط ينهي الخلاف بشكل أو بآخر. ويلاحظ باتاي إن هذه العادة سارية المفعول إلى اليوم:فبالرغم من إنشاء المحاكم، فان معظم الخلافات تسوى خارج المحاكم والشرطة، أي على يد وسيط لا علاقة له بالقانون بل يحتكم إلى العرف والأخلاق والضمير. ينطبق هذا على العلاقة بين الأفراد كما ينطبق على العلاقة بين الجماعات، ويصدق على المستوى الاجتماعي كما يصدق على المستوى السياسي. ميل العرب إلى المؤتمرات، أو ما يعرف بالروح المؤتمراتية، ويرجع به إلى التقاليد البدوية في عقد مجلس لشيوخ القبائل. حيث يعتمد وزن رأي كل رجل على سنه وحجم أسرته، وشهرته وحكمته وفصاحته وشخصيته. إن مجلس القبائل لا يصوت بل يتذاكر ويناقش. إن شيخ القبيلة ليس رئيس الاجتماع بل مضيف المؤتمرين----فإذا ما شعر الشيخ بأن الأكثرية تميل إلى رأي ( وهو في الغالب متأثر في رأيه) لخص الآراء الغالبة. عند هذه النقطة ، ودون أي تصويت رسمي يعرف الجميع أي قرار قد اتخذ .
ويعلق باتاي بأن حب الاجتماعات وعقد المؤتمرات، والاستماع إلى المداولات الفصيحة لم يقتصر العرب على نقلها معهم من الخيام إلى الأشكال السياسية في الدول الحديثة، فصار كل مؤتمر يتمخض عن مؤتمرات أخرى تعبر عن ميل العرب إلى إحلال الكلمات محل الأفعال، كما يتجلى في البيانات الجميلة والحازمة التي تعبر عن روح الأخوة العربية، ولكن قل أن ينفذ شيء منها،
دمشق 15-5-2007
#سلطان_الرفاعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يعتزمون بناء كنيسة دون ترخيص ، يا لوقاحة هؤلاء المسيحيين
-
الهي الهي لماذا تركتني صرخة شعب
-
شالوم اورشليم الطريق الى السلام ج2
-
شالوم اورشليم طريق السلام ج1
-
قلقنا وخوفنا على سوريا يزداد اليوم
-
نعم نعم ماع ماع الله الله .
-
الخطر الذي يُهدد المسيحيين في سوريا
-
بث مباشر للمبارة المرتقبة بمناسبة طلة تباشير الديمقراطية على
...
-
تحذير : يمنع نقل أو ترجمة أي فقرة من هذا الكتاب العلمي البول
...
-
مجلس النعام والنيام –مالنا وما علينا
-
رد على وزير اعلام سوري سابق-
-
تهميش المسيحيين في قوائم الجبهة لمصلحة من ؟
-
وسأنتخب بوش؟؟
-
لقاء مع عالمة الفلك فوزية المبعجر حول انتخابات مجلس الشعب ال
...
-
تاريخ العرب--ويل ديورانت
-
وخرجنا شعانين--رسالتنا الى ميركل وبيلوسي
-
نظام حارج الزجاجة-- ومعارضة حرامية-- وشعب بائس
-
العقد الاجتماعي عبر فلاسفة الليبرالية
-
القمة انتهت فائزان وخاسران --ومتفرجون
-
نشيد الصباح :-سوريا يا حبيبتي أخذتِ مني كرامتي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
...
المزيد.....
-
رقمٌ قياسيّ لعملة فضية نادرة سُكَّت قبل الثورة الأمريكية بمز
...
-
أهمية صاروخ -MIRV- الروسي ورسالة بوتين من استخدامه.. عقيد أم
...
-
البرازيل.. اتهام الرئيس السابق جايير بولسونارو بالضلوع في مح
...
-
اكتشاف عمل موسيقي مفقود لشوبان في مكتبة بنيويورك
-
وزيرة خارجية النمسا السابقة: اليوم ردت روسيا على استفزازات -
...
-
الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان الحدث وحارة حريك في ال
...
-
أين اختفى دماغ الرئيس وكيف ذابت الرصاصة القاتلة في جسده كقطع
...
-
شركة -رايان- للطيران الإيرلندية تمدد تعليق الرحلات الجوية إل
...
-
-التايمز-: الغرب يقدم لأوكرانيا حقنة مهدئة قبل السقوط في اله
...
-
من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|