أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - رياض رشيد ناجي - رُفاتٌ تُناجي ملائكة السّلام صرخة المقابر الجماعية عبر قيثارة ابن الرافدين للشاعر والتشكيلي العراقي عبد الحكيم نديم














المزيد.....

رُفاتٌ تُناجي ملائكة السّلام صرخة المقابر الجماعية عبر قيثارة ابن الرافدين للشاعر والتشكيلي العراقي عبد الحكيم نديم


رياض رشيد ناجي

الحوار المتمدن-العدد: 580 - 2003 / 9 / 3 - 02:35
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    



                                                                              عرض : ا.د  رياض رشيد ناجي*


 »مقاطع من الألم والأمل تُداعبها أنامل مغترب على قيثارة رُفات تُناجي ملائكة السّلام «


عن مؤسسة دراسات كردستانية  للطباعة والنشر السويد – اوبسالا2003 صدر للشاعر والفنان التشكيلي العراقي ( عبد الحكيم نديم ) ديوان شعري جديد بعنوان – رُفاتُ تناجي ملائكة السّلام – فضم الديوان 25 قصيدة  في 112 صفحة من القطع المتوسط مع مجموعة من التخطيطات الجميلة بيراع الشاعر نديم ، فمعظم قصائد الديوان جاءت بمثابة صرخة مدّوية ضد العنف، وبطاقة حُب ملونة للوطن والحبيبة، ولرفات شهداء الحرية الذين دفنوا في مقابر جماعية مجهولة، وصور رقيقة وواقعية لحزن العراق في ظل الطاغوت.


عبد الحكيم نديم، من أبناء العراق الذين لم يسلموا من ظلم الطاغوت ، دفعته كما دفعت الآف العراقيين مرارة وآلام الأربعة أعوام بعد الثلاثين. فآثروا الرحيل بحثاً عن الحرية، وأملاً في تضميد الجراح، وإصرارا على استعادة آدميتهم التي شوهها ومسخها يزيد العصر. عاش كما عاش آلاف العراقيين وحشة الغربة والحنين المتدفق إلى وطن الذكريات.
عبد الحكيم نديم شابٌ ارتوى من بحيرة الخُلق والثقافة ونقاء الضمير، تجاوز اختصاصه في القانون الذي لم يذق منه العراقيون طعم العدالة التي لا يُضاهيها طعمٌ وانطلق بعنفوان في عالم الشعر والرسم، فكان شعره وكانت لوحاته تعبيراً صادقاً ومخلصاً عن الألم والأمل. ألم العراقيين جميعاً، جراحاتهم، همومهم، آهاتهم، وأملهم بإشراقة شمس ذهبية على أرض الرافدين، أرض الخير والعطاء. أسلوبه يحاكي الواقع بالواقعية، يتغنى مع الحدث، يسبر غور أعماقه، عسى أن يشبع ظمأه، لكنه يجد انه لم يقدم لوطنه إلا القليل.
عبد الحكيم نديم من أبناء شمال العراق، لم تنسه روعة الجبال، وأشجار الجوز، واللوحات الفضية من جليد الشتاء المتناثرة هنا وهناك، وأوراد النوروز التي لا يمكن أن تكون جزءاً من جنة الله التي وعد بها الصالحون من أبناء البشر... لم تنسه أهوار الجنوب، والمشاحيف الراقصة على أمواجها الحالمة، والتي لم تسلم من وحشيّة الطاغوت ونظامه المتعفن، فعاش أحزان جنوب العراق، كما عاش أحزان شماله... قدم نديم صوراً رقيقة وواقعية لليالي الرُعب والخوف التي عاشها العراقيون رجالاً ونساءً وأطفالاً، فاخرجَ لنا من خلال شعره ولوحاته، صوراً ستظلّ شواهد تاريخية على أنغام الموسيقى البشرية، بكاء، صراخ، التصاق بأيمان معنوي، قطع من موسيقى البشر تعزفها سياط القتلة والجلاّدين... وتبقى ثورة الحُسين، ينظر إليها المعذبون في أرض الحُسين بشغف وانتظار.
عبد الحكيم نديم، لم ينس حُبّ الحياة والوجدان والضمير، فهو بالرُغم مما تركه عالم الرُعب في نفسه ونفوس العراقيين من شجنٍ وشجون، إلا أن قلمه وريشته داعبا بأوتارهما الرائعة، الحُبّ  والعاطفة وبراءة الصبا والشباب، فاخرجَ لنا لوحات مميزة تجمع بين رومانسية الوجدان والضمير، وبينَ آلام المظلومين وتطلعاتهم. شعره يحاكي كل مفردات الحياة في بلاد الرافدين، تلك الحياة الهانئة الهادئة ألوا دعة التي شوهتها مخالب البعث وأنياب الطُغاة...
يحاكي الطفولة المعذّبة على ضفاف دجلة والفرات... يحاكي الطيور الخائفة المرتعشة من رصاص الطغاة بالرغم من أن عالمها عالم الحرية لا حدود لها. يحاكي بكل صدق وإخلاص أماكن طاهرة ومقدّسة في عالم الدنيا. لم تسلم هي الأخرى من ضربات سياط الجلاّدين...إلا انه رغم نزيفَ الجِراح والعذاب، تبقى القدس مدينة السّلام، وتبقى تغريد بلابل العراق وطيوره، وحفيف أشجاره الخضراء،وعِطر وروده، المحمدّي والسلطانيّ، النرجس والقرنفل تراتيل شاهدة على العفّةِ والنقاء، والزهو والكبرياء لعراق سئم حتى الحجر فيه من تفاهة المجرمين وصنّاع الحروب، وردّدت حناجر آلاف البؤساء والمعذبين في أرض السّلام بان العراق كان وسيبقى وطن السّلام.
كلمات نديم، ماء وردٍ، غسل من خلالها أجساد آلاف الضحايا والشهداء من العراقيين، لتظلّ شاهداً حقيقياً على البعث الذي صنعته كلابٌ سائبة ليبعث الموت والدّماء في كل أنحاء العراق، بعث الدّماء والرذيلة، بعث المشانق ودهاليز التعذيب، بعث الزنزانات والظُّلم والاستهتار بقيم الإنسان... وتفتح مز ابل التاريخ أفواهها للبعث،يغسل أوساخه وأدر انه بصاق الملايين من بشرٍ وشجرٍ وطير...وتورق رُفات المقابر الجماعية في كل بقعة من تراب العراق الطّاهر، تطرزها زهور الآس والقدّاح والياسمين، تداعبها أنسام من ملائكة السّلام ... رُفاتٌ تُناجي ملائكة السّلام... سِفرٌ خالدٌ في تاريخ العراق المعاصر...وتظل كلمات نـــــديم دليلاً دامغاً لكل أعداء السّلام، وحجر الأهرامات في بناء العراق الموّحد، وصوتٌ يتدفقُ بموجٍ هادرٍ مؤكداً وبكلّ قوة إن الوطن  الحبيب من الشِّمال إلى الجنوب هو العراق...


* كاتب وأكاديمي عراقي مقيم في السويد

 



#رياض_رشيد_ناجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الحوثيون يزعمون استهداف قاعدة جوية إسرائيلية بصاروخ باليستي ...
- إسرائيل.. تصعيد بلبنان عقب قرار الجنايات
- طهران تشغل المزيد من أجهزة الطرد المركزي
- صاروخ -أوريشنيك-: من الإنذار إلى الردع
- هولندا.. قضية قانونية ضد دعم إسرائيل
- وزيرة الخارجية الألمانية وزوجها ينفصلان بعد زواج دام 17 عاما ...
- حزب الله وإسرائيل.. تصعيد يؤجل الهدنة
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين مقاتلي -حزب الله- والقوات الإسر ...
- صافرات الانذار تدوي بشكل متواصل في نهاريا وعكا وحيفا ومناطق ...
- يديعوت أحرونوت: انتحار 6 جنود إسرائيليين والجيش يرفض إعلان ا ...


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - رياض رشيد ناجي - رُفاتٌ تُناجي ملائكة السّلام صرخة المقابر الجماعية عبر قيثارة ابن الرافدين للشاعر والتشكيلي العراقي عبد الحكيم نديم