حمزة رستناوي
الحوار المتمدن-العدد: 1916 - 2007 / 5 / 15 - 12:29
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
جاءني و قال : لماذا تتعب نفسك و من حولك , و تدعو إلى الديمقراطية يا رعاك الله؟
ألا تؤمن بالمهدي المنتظر , الذي يملأ الأرض عدلا ً و قسطا ً كما ملأت جورا ً و عُسفا ً.
إن ديمقراطيتك لن تملأ الأرض عدلا ً, و ربما تملأ في أحسن حالاتها بقعة من بقع الأرض الكثيرة , أما المهدي فسيملأ كل الأرض .
و إن ديمقراطيتك حتى لو ملأت كل الأرض فقد يأتي يوم تموت فيها و يعود الظلم و الاستبداد و الجور ليتحكم في رقاب الخلق و الناس, أما المهدي فسيملأ كل الأرض إلى آخر الزمان و حتى تقوم الساعة و يرث الله الأرض ومن عليها
و إن العدل و القسط الذي تعد به ديمقراطيتك في أحسن الحالات هو عدل و قسط نسبي, فسويسرا كبلد ديمقراطي يوجد فيها ظلم وجور يمارسه عِليَة ُ القوم على عامة الشعب , و كل ما في الآمر أن نسبة الظلم في سويسرا قد تكون أقل من نسبة الظلم في بلاد العرب و المسلمين , أما المهدي فسيقضي على الظلم نهائيا ً و بشكل مطلق و حاسم , و لن تقوم للظلم بعده قائمة.
ثم ألا تعلم- يا صديقي- أن المهدي المُنتظر عليه السلام, جَدُّهُ رسول الله وهو سيعيد سيرة جَدّه ِ, فمن هو جَدُّ الديمقراطية يا رعاك الله
هيا تجرأ و أجبني؟!
هل جدّها جان جاك روسو
أم أن جدها فولتير
أم توماس جيفرسون
بالله عليك أجبني؟!
ثم ما هذه الديمقراطية التي تدعو لها و العياذ بالله؟
لقد انكشف سترها و فاحت رائحتها الكريهة, و سقطت عن وجهها كل الأقنعة , إن ديمقراطيتك مشبوهة تعشقُ الاحتلال و تركب الدبابات
بالله عليك ما هذه الديمقراطية ؟
ديمقراطيتك تأتي على ظهور الدبابات, و المهدي المنتظر يأتي على حصان أبيض عربي أصيل يحمل بين جوانحه رائحة العِتْرَةِ الطاهرة, و يذود عن حمى الدين الحنيف.
قلت له إن الديمقراطية التي رأيتها على ظهور الدبابات ليست ديمقراطية صحيحة بل هي ديمقراطية فلتانة مزورة و هي متاجرة باسم الديمقراطية,
فالديمقراطية فكر و ممارسة تقوم على الحرية و تنبذ العنف و الدبابة و العسكر.
الديمقراطية قوامها الحكم العادل , و أن يقرر الشعب مصيره من دون إكراه
قال لي : كلامك جميل و مقبول لماذا تسميها ديمقراطية, و لا تسميها شورى ألم تقرأ الآية القرآنية " و أمرهم شورى بينهم"
قلت له : ليس المهم التسميات , المهم هو الحكم العادل, و أن يقرر الشعب مصيره و مصالحه من دون إكراه
قال لي لا تحزن: أنا ما زلت أنتظر المهدي منذ أربعة عشر قرنا ً, تعال و اجلس إلى جواري تحت هذه الشجرة و لتنتظر معي الديمقراطية؟
سأسرجُ النار تحت إبريق الشاي و سأجهز الأرجيلة, فربما يطول انتظارنا
و أغلب الظن و الله أعلم أن المهدي المنتظر سوف يأتي قبل الديمقراطية؟
فإن ظهر المهدي أولا ً لا حاجة بنا للديمقراطية
و إن جاءت أولا ً , فهذا لا يغني عن ظهور المهدي المنتظر طالما أن الأخبار و الأقوال الصحيحة المتواترة قد جزمت بقدومه
و إذا جاءا سوية ً, زوَّجنا المهدي من الديمقراطية, و عاش المجتمع و الناس في أمان و سلام
#حمزة_رستناوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟