الدكتور نوري المرادي
أخطر الأمور وقت الأزمات، أن يعلو صوت الجهلة!
والأخطر منه أن لا نحتاط فنصبح كالدمي على مسرح!
رحل السيد محمد باقر الحكيم عن الدنيا، فإلى روحه الطاهرة والأرواح الطاهرة التي رحلت معه في الحادث الأليم، نسأل الله الرحمة والمغفرة والرضوان إنه سميع الدعاء.
ويوم الحادثة الأليمة التي ألمت بالعراق ومقدسه الأعظم، مرقد الإمام علي عليه السلام، كنت قد نشرت ما أثار حفيظة بعض الجهلة، فمنهم من تجنى ومنهم من هتر. وخصوصا عن الجملة التي قلت فيها: (( سبق ولاحيت الراحل وكتبت عنه وكأني أكتب عن عدو لدود. ولست متراجعا أو معتذرا، لأن القضية تخص الوطن )) عارضا مقدما عما سيقوله الجهلة السحوت.
لقد جادلت المرحوم بالقضية الوطنية، وفي القضية الوطنية لا علاقة للشخصانيات، ناهيك عن الفارق الكبير بيني وبين الراحل، وهو لصالحه حتما، الذي لا يترك مكانا للشخصانيات أساسا. وقد رأى الراحل رأيا في القضية الوطنية وأنا وقفت ضده بكل ما استطعت لكونه أخطأ. ولا أحد اليوم يتجرأ القول بصحة فتوى الراحل وودعواه، أن: (( رغم الآيات القرآنية الناهية عن التعاون مع العدو واتخاذ أعداء الله أولياء، رغم هذا أجزت أنا العلاقة مع أمريكا )) (صحيفة الشهادة عدد 953) وخصوصا هذه الأيام التي نرى فيها كيف تحول العراق إلى بركة من الدماء والفوضى، وبسبب هؤلاء الأمريكان أو وكيلهم السابق– النظام الدكتاتوري، قبل سقوط بغداد.
لقد اعترضت على طريقة الراحل بمعالجة القضية الوطنية، وما نتج عنها. وسأعترض مجددا، ومن شاء فليقبل ومن شاء فليرفض! ولست ملزما بالرد على من هب ودب.
أما كلمات الهتار واللحو التي استخدمتها في جدالي مع الراحل محمد باقر الحكيم، فأعتذر لروحه عنها. وهي أولا وأخيرا كلمات دنيا، ولا معنى لها في الآخرة. وبالمناسبة فالراحل لم يوفرني في محاضرته عن المشبهة في قم في بداية الشهر التاسع من العام الماضي حيث قال: (( وصنف رابع هو قوى سياسية تشعر بعزلة وهو معارض ويدخل في صراعات المعارضة لكن لا يجد له قدما بينها فيحاول التعبير عن نفسه من خلال الشبهات النشاز التي تظهر هنا وهناك من أجل أن يقال أن فلانا موجود،، لذا يطلق الشبهات،، )) ولم يوفرني عنه أتباعه الذين كتبوا بأسماء صريحة ومستعارة.
واعتذاري لروح الراحل لا علاقة له بكلمات من كتب ولا علاقة له بمحاضرته. وإنما هو اعتذار شخصي مني على كلمات اللحو والهتار، وليس عن معارضتي لرأيه.
والآن وقد رحل محمد باقر الحكيم إلى رحمة ربه، أراني بحاجة إلى إيضاح بعض الأمور، متعشما بالقارئ الصبر؛ وعليه:
أولا:
منذ العام الماضي وأنا أنبه الراحل أن طريقه لعلاج القضية العراقية مخطور وسينتهي برأسه. وفي أكثر من ثمانية مواضع على موقعي الحوار المتمدن وكتابات وأحيانا على صحيفة (القدس العربي) قلت ما معناه إن دور الحكيم ينتهي عند احتلال العراق، وذكرت في مواضع أخرى أن:
(( أخي الحكيم! تأتي الأمم وتذهب ويبقى الموقف! الدين والمذهبية خارج همومي. موضوعي معك سياسي، وأطالبك فيه بالكف عن التعاون مع أمريكا وبسحب فتواك بجواز التعاون معها، وحسب. ونحن الآن لسنا بمجلس فوازير لغوية بل في ساعة أقل ما في تبعاتها أن ينقسم العراق إلى دويلات ستتقاتل بها دولة شيعية مرجعها أنت مع دولة شيعية جارة مرجعها غيرك. ودمت! )) (الحوار المتمدن 020818)
وقلت أيضا:(( فهل أفتى الحكيم وصرح الجلبي لأجل هذا أم أنهما سيوقعان على احتلال العراق ثم ترميهما أمريكا إلى ... )) (الوفاق 0204 وكتابات والحوار 030422 كل إناء بالذي فيه) و: (( وحبذا لو يدرك ... أنه بالأساس مشروع طائفي، لو حتمت الظروف على المحتلين اللجوء إلى المشاريع الطائفية، فلن ينل هو شيئا )) (ثأر السبي البابلي 030526) و: (( انتهى دور ما سمي بالمعارضة العراقية مرة وإلى الأبد. فإن فشل الغزو فقد انتهت هذه المعارضة.... وإن نجح فالجيش الأمريكي الذي احتل العراق بدمائه لن يعط مكانا لشيوخ يتفرجون على المعارك من خلال الفضائيات. ولن ينسى لهم أنهم خدعوه حين أعلنوا أن الأرض مفروشة له بالورود .أما دور هؤلاء.... فمحسوم، بـواسطةfriendly fair أو بتقرير ما يرسلهم إلى غوانتانامو )) (030325 اليوم السابع) و: (( ودخول .... و ... والمصير هو الموت؟! إنما هي مجرد مسألة وقت وحسب، والأيام ستشهد)) (030411 دخول ميمون)
بل وقلت مرة وبتلميح شبه صريح للراحل: (( ستلحق بالخوئي ،، وستقتل،،، فلا يشبه جسدك هيئة البشر .... ولن يدفن جسدك في أرض العراق )) (030628 فتوى حكيم ... الجديدة) وسبق وأرسلت عبر الحوار المتمدن رسالة بهذا الخصوص إلى السيد الخامنئي (0208179)، رجوته فيها أن يعالج أمر الراحل!
وأعتذر عن إيراد كامل النصوص لما بها من كلمات نابية. ولست بالمتنبئ ولا الراجم بالغيب. إنما تحليل قلته وأعلنت فيه أن الدرب الذي يسير عليه الراحل يؤدي إلى مقتله. وقد أثبتت الأيام ويا للأسف صحة ما قلته. وكان على الراحل وكأقل تقدير، اعتبار تحذيري كلمة من عامي تستحق الانتباه. والمأثور يفيد أن: (الحذر يغلب القدر) و (ولا تلقوا بأنفسكم إلى التهلكة). وحتى لو اعتبرني عدوا موتورا، فقد تناصحت الأعداء وصدقت.
فما الذي يستطيعه رجل مثلي أن يقول لمرجع ديني كبير كالراحل السيد محمد باقر الحكيم، أكثر من هذه التحذيرات التي يكاد أحدها يخبره بمقتله وفقدان جثته فلا يدفن في قبر؟!
والسؤال هو: على من ينطبق المثل (صديقك من صدقك لا من صدّقك)؟!
ثانيا:
حين يعلو صوت الجهلة وقت المصائب يتضاعف الضرر مرة، وحين يسكت العقلاء تحسبا لعاطفة العامة، يتضاعف الضرر مرتين.
وسأستق من الماضي حالة واحدة للمثال، وهي لغة الحزب الشيوعي العراقي أبان انقلاب 1968 التي أطنبت بدموية الانقلابيين وفاشيتهم وأن أيديهم ملطخة بالدماء ،،الخ. والحزب الشيوعي كان صادقا ولا شك بأوصافه. وهو أيضا توخى من خلال هذه الأوصاف تحريض الشارع على الانقلابيين لإسقاطهم. لكن هذه اللغة حصرا هي واحدة من أخطر عوامل تثبيت حكم البعث آنها. فأهم عنصر فعال في تحريض الجماهير على نظام، هو استشارة جرأتها. بينما لغة الحزب الخطابية سلبت هذه الجرأة كليا من الجماهير وجعلتهم يتهافتون لنيل الرضا من الانقلابيين. لأن المواطن البسيط، العنصر المنفذ للوثبة، لاشك وتساءل مع نفسه: (( ما الذي يورطني أنا الفرد الأعزل مع هذا النظام، إذا كان الحزب القوي المعارض منذ زمن يعرف أن عناصر النظام فاشية دموية ستقتل وتذبح))
نعم! عناصر النظام فاشية ودموية ودكتاتورية، لكن للخطاب السياسي فقها، منه: أن لا نردد على مسامع المواطنين ما يثير فيهم الإحباط والتيئيس.
الأدهى من ذلك، أن الحزب وكأنه يؤكد على خوفه من الانقلابيين، اجتمع يوم 29 تموز 1968 وألغى شعار استلام السلطة. أي عمليا أعلن عجزه عن المقارعة المسلحة لهذه العناصر.
والخطاب الذي عولجت به فاجعة الصحن العلوي، مغلوط على الأقل في الجانب الذي ترك فيه للجهلة العنان. على سبيل المثال: نشر أحد المواقع صورة للراحل محمد باقر الحكيم يوم مقتله وفوقها الآيات القرآنية: (( تبت يدا أبي لهب وتب، ما أغنى عنه ماله وما كسب )). وعلى كتابات، كتب الدكتور مؤيد عبد الستار يؤبن به الراحل، بعنوان: (( مقتل الحكيم يفتح أبواب المستقبل))! والدكتور مؤيد أخطا عن غير قصد ولاشك. وانتصارا منه للراحل وتعزية بالفاجعة اختار السيد حامد كرم أن يعقب بمقال على اعتراضي المستمر على فتوى الراحل بالتعاون مع أمريكا، وبأن القرآن ذكرنا مرارا بتحريم اتخاذ أعداء الله أولياء، كذلك اختار أيضا أن يلمح لمقال لي عن الاستقبال الكبير للراحل في النجف وشعوره وكأن أبواب النصر فتحت له فشارك المستقبلين في ترديد الشعار (بالروح بالدم ) لكن السيد حامد كرم ودون معرفة ألغى كل مديح له للراحل، حين قال: (( ليتدبّر نوري المرادي قوله تعالى: ( فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ) الأنعام/44. )) ولا أدري كيف تجرأ هذا الأخ واختار هذه الآية حصرا لوصف الحال الذي جرى للراحل بينما المصاب الفاجع الذي حدث بغتة لازال طريا ولازالت الدموع والدماء لم تجف بعد؟!
إلا أن أغرب التعليقات وأكثرها مفارقة في رثاء المرحوم الحكيم، جاء على لسان شخص يدعى الدكتور أحمد الصافي. فبمقال له على كتابات بعنوان: (( بين ظافر العاني والدكتور نوري المرادي يتم النصب برفع الأيادي )) قال: (( لا ادري لماذا يستخدم حرف الياء في لغتنا العربية للدلالة على التنسيب. وإذا قلنا إن حرف الياء هو مشترك لغويا بين الطائفي ناطق النظام المقبور ظافر العاني ومترصد الوطنيين العراقيين نوري المرادي ، فأني أجد من المهم الإشارة إلى انهما لديهما عامل مشترك آخر ألا وهو التحريض على الدماء والقتال ودفع الأبرياء من العراقيين للاقتتال.. فهل علمت هذا الشيء أيها المرادي أم انك مع صاحبك العاني تنصبان المرفوع برفع الأيادي!!))
والجواب أتركه لأهل الدعابة. فأنا أيضا لا أدري لم يستخدم حرف الياء بالنسيب، ولم هو مشترك بين المرادي والصافي والعاني! ولا أدري ما علاقة هذا العنوان الغريب والسفيه في الوقت ذاته بمصاب فاجعة الصحن ؟
ومثال آخر على صوت الجهلة، الاتهامات الجاهزة لتنظيم (القاعدة) أو فلول النظام بالحادث. بل وتبرع الرئيس الأبجدي للعراق الأمريكي أن أعلن صراحة هذا، فردده جهلة بمستوى تفكيره فأعلنوا اعتقال 19 فردا بينهم مواطنين سعوديين وكويتيين فاعترفوا بصلتهم بالقاعدة وأنهم وراء الحادث الأليم!
ويا لسفه القولين!
السفه، أن من صرح بإعتقال 19 شخصا بينهم عرب، عاد وعدل تصريحه وبعد أقل من عشر ساعات، فقال أن المعتقلين هم 4 وكلهم عراقيون! طبعا جاء هذا التعديل بعد (العين الحمرا) التي صدرت من الإعلام السعودي، حين طالب بإثبات. وهذا التعديل، إذاً، جاء أما طمعا بالموقف السعودي تجاه مجلس الإمعات في مؤتمر وزراء الخارجية العربي القادم، أو أنه محض ادعاء لم يصمد لمجرد طلب إثبات. الأمر الذي سينعكس حتما على مصداقية التصريحات اللاحقة لهؤلاء الجهلة.
والسؤال: أبعد أن جيّشت أمريكا كل هذه الجيوش ودول العالم على القاعدة، تعود القاعدة وكالعنقاء تضرب حيث تشاء؟!
أما القول الجاهز الآخر بأن الحادث من فلول النظام، فهذا والله أجهل من اتهام القاعدة. فإذا كان لفلول النظام هذه القدرة العجيبة على الضرب وبهكذا عنف ورغم أنف أمريكا وجبروتها الذي تحصلته بأعتى أذرعتها الثلاثة ( CIA و FBI والمارينز) المستبيحة الآن لأرض العراق، ورغم عداء الشعب العراقي للنظام ورغم قوة، أو هذا ما كانت تتبجح به، جيوش المعارضة الستة،، إذا قامت فلول النظام بهكذا ضربات رغم كل هذه الصعوبات والجو العدائي، فهذه إذاً ليست فلول وإنما طلائع! هكذا ستفهم العامة الحال، أو يحتمل أنها ستفهمه. والعامة تأسرها جرأة البطل أكثر من فكره.
فلو سأل العامي نفسه، أيهما أكثر جرأة وأقوى شكيمة، فلول النظام هذه أم جيش المعارضة الستة الذي قيل أنه يربو على الثلاثين ألفا، والذي أنهته أمريكا ببيان بسيط أذاعته فسلم عناصره أسلحتهم؟!
فهل فكر الجهلة بهذه الحقيقة التي تقود العامة إليها لغتهم الخطابية؟ هل فكر هؤلاء بأنهم يعملون نفسيا لإعادة النظام عبر دعايتهم ولغتهم الخطابية المغلوطة؟! فالعناصر التي تخلت أول أيام احتلال بغداد عن موالاتها للنظام، خوفا أو طمعا، ستعود وتواليه وتعمل لصالحه طالما هو بهذه القوة وإمكانية الردع والثأر.
ثم هل حقا يتصور هؤلاء الجهلة بأن اتهاما يرددوه كالببغاوات سينقذ جلد الجيش الأمريكي؟!
والحمد لله أن أحدا من عقلاء العراق من أئمة ومراجع وأصحاب رأي وكتاب أفاضل لم يتهم غير أمريكا. والحمد لله أن عائلة الراحل هي الأخرى لم تتهم غير أمريكا. والحمد لله أن المرجع الأعلى للشيعة السيد السستاني لم يتهم غير أمريكا. فإن كان لوحدة الرأي هذه من حوب أو قدر عند الله سبحانه وتعالى، فبسبب الراحل وبه سيؤجر والذين معه في ذلك الحادث الأليم.
والنصيحة إلى المواقع العراقية ومسؤولي الأعلام، وهي: لا تجعلوا للجهلة لسانا، خصوصا والعواطف مستنفرة والتربة خصبة للشائعات!
ثالثا:
لقد تابعت ما ورد عن الحدث على (كتابات والحوار وإيلاف) ورصدت الآراء التالية:
1 - (( لا يحتاج المرء الى كثير من العناء والجهد والتحليل ليصل الى العلاقة بين تفجير مرقدالامام الشيعي في طوزخورماتو ومجزرة النجف الرهيبة الارهابية الجبانة التي راح ضحيتها آية الله العظمى الامام محمد باقر الصدر،،، والمنفذون خرجوا من مطبخ واحد وقد تبين من يقف وراء الجريمة الثانية وبالتأكيد هي نفس الجهة التي قامت بالأولى ،،، ومن هذه الشخصيات الخطرة من فلول النظام المنهار المدعو بالدكتورحسيب عارف الاستاذ السابق في جامعة المستنصرية والمحلل السياسي البائس الساذج الغبي،،، هذا الدكتور المسمى بحسيب عارف ،،، لا أشك قيد أنملة أنه من المخططين والمدبرين والواقفين وراءها))
كتابات - سعيد محمود 030901
2 - (( لقد خصصت الحكومة مبلغ 200 الف دولار لضحايا الحادثة ومليوني دولار لتعمير الجزء الذي تهدم من الصحن ))
بول بريمر للصحافة
3 - (( لا ريب أن العملية من فلول صدام ))
أحمد جلبي
4 - (( وبعد تفتيش دقيق من قبل المسئولين عن الأمن الخاص بالحكيم سمح لنا بالدخول وإجراء مقابلة صحفية مع السيد محمد باقر الحكيم فسألته: ما هو تقييمكم للسياسة الأميركية الحالية في العراق في ظل تردي الأوضاع وانهيار الأمن على ضوء محاولة اغتيال محمد سعيد الحكيم؟ فقال: أبلغنا الأميركيين أن سياستهم في العراق خاطئة، وتعاملهم مع الواقع غير منطقي وقلنا لهم أنكم قادرون على تحقيق الأمن منذ البداية ولكن الواقع العراقي الآن يواجه مشكلات حقيقية،،، والقوات الأميركية تتحمل جزءا كبيرا من المسئولية عن محاولة اغتيال محمد سعيد الحكيم المرجع وابن شقيقتي وقد قدم الأميركيون لنا أعذارا وأنا أحمل أزلام النظام السابق المسؤولية وقد وردتنا معلومات وتهديدات قبل وقوع العملية، ولأننا ندرك أن سياسة النظام السابق وأزلامه تقوم على قتل علماء الحوزة أبلغنا الأميركيين بذلك وهم يتحملون جزءا كبيرا من المسئولية لتقصيرهم في مجال الامن وحماية الاماكن،،، وسألته: وهناك العديد من التحليلات التي تشير إلى عمل الولايات المتحدة على إيجاد صراع شيعي-شيعي ثم صراع سني -سني• ما هو تعليقكم على ذلك، وما هي الإجراءات التي تتخذونها من أجل عدم الوقوع في هذه المخططات؟ نعم هناك دوائر تعمل على إيجاد صراع شيعي-شيعي مثلما تعمل على إيجاد صراع عربي ـ عربي لأن الأمة جميعها مستهدفة ومثل هذه الظواهر تنشطر للإيقاع بالشيعة في العراق في صراع ونحن نعمل بجد من أجل مواجهة هذه المخططات وموقف المرجعيات الشيعية يمثل حالة مثالية ولا يوجد أي اختلاف مع المرجعيات الحقيقية خارج إطار الأدعياء. ))
أجرى الحوار في النجف - محمد الأنور (إيلاف)
5 - (( في زيارة ألأربعين كان أخي العزيز أبو قيصر قائد قوة كربلاء من قوات العراقيين ألأحرار قد قام بالقاء القبض على مجموعه من الوهابيين كانت تقوم بتوزيع اللبن المسموم على الزوار كما ألقى القبض على وهابي كان يحمل قنابل يدويه ويروم الدخول إلى مرقد ألأمام الحسين عليه السلام. نتيجة هذه النشاطات قام الوهابيون بتفجير قنبله في سيارة أبو قيصر أدت إلى إستشهاد أطفال ومدنيين كانوا في المنطقه وإصابة أحد الجنود من البصره بالعمى وإصابة ابو قيصر بجروح طفيفه ،،، أتوقع قيام هذه الفئه الضاله المدعومه من ألأرهابي بن لاغيره ولا دين ومن النظام السعودي والمدربه على أيدي المخابرات السوريه بعملية تفجير كبرى في مرقد الشيخ عبد القادر الكيلاني او ألأمام أبو حنيفه لأتهام الشيعه بها لأشعال الفتنه. إن أكثر أجهزة مخابرات المنطقه خبره في عمليات التفجير بالسيارات هي المخابرات السوريه وهي صاحبة مصلحه أكيده في تدهور ألأوضاع في العراق أو عودة النظام البعثي ))
كتابات - حمد الشريده، حديث الريل وحمد .. جرائم تمت وأخرى قادمه.
6 – (( تعليق على محاولة إغتيال السيد محمد سعيد الحكيم نشرته على صفحة الرسالة alrisala95 ،، ذكرت فيه أمكانية زرع سيارة متفجرة في تجمع كبير كزيارة الأربعين مثلا وكم كان مثيرا للحزن نبأ أغتيال السيد محمد باقر الحكيــم باسلوب كهذا ،، و مما يزيــد من مرارة الأستغراب هو فقد الحد الأدنى من الوعي الأمني في مواجهة مثل هذه الممارسات الأرهابية وخصوصا من قبل شخصية مارست العمل النضالي ووعت مخاطره على أمتداد العشرات من السنين ومن المحيطين حولها ،،، أنّ حجم التفجير و الدمار الذي سببه ومدى احكام تحضيره والتخطيط له يستبعد الجهد الشخصي ،، والجهد المؤسساتي المنظم هو المرجح ،،، لا شك أنّ قوات الأحتلال أكثر من أن تكون شاكرة وممتنة لمن نفذ هذا العمل ولكن السؤال هل أن هذه القوات تقف مباشرة خلفه سواء بالتنفيذ أو بالدعم الفني و الأمني لأحكام نتائجه ،، رغم كل الأتصالات التي جرت بين المجلس الأعلى بقيادة السيد محمد باقر الحكيم قـلّـت أو كثرت, أستمرت أو توقفت فأن أمريكا وتابعتها بريطانيا ليست من الغباء لأن تضع السيد في حساباتها الطويلة الأمد في العراق كرقم عراقي يمكن التعامل معه لتحقيق أهداف وضع اليد على العراق و هذا أمر يمتد لما بعد السيد الحكيم ليطال كل القيادات الشيعية السياسية ذات الأرضية الدينية أو الوطنية فالرقم الشيعي في النهاية رقم مستقل لا يقبل القسمة الأمريكية و البريطانية ))
كتابات - أيــاد هـاشــــم
7 – ((أن قليلا من التأمل والتدبر في أبعاد هذا العمل وخلفياته من جهة، والنتائج المترتبة عليه من جهة اخرى يظهر أن كفة الاتهامات لكل جماعة تتارجح بين الضعف والقوة، والحقيقة والخيال، ،، ان صدام واتباعه لهم بلا شك مصلحة حقيقية في تصفية السيد الحكيم، ،، غير أن هناك بعض الشبهات التي قد تضعف هذا الرأي الى حد ما ولكنها ربما لا تنفيه: يطرح ازلام النظام واتباعه انفسهم كمقاومين ووطنيين، وهذا العمل الاجرامي بكل ابعاده سينسف أي مدعى لهم يحاولون من خلاله استغفال السذج والاغبياء،، حاول صدام مؤخراً كسب ود الشيعة واستدرار عطفهم وتأليبهم على قوات الاحتلال، فمن غير الممكن ان يقع في الوقت الحاضر بمثل هذا الخطأ الستراتيجي الخطير، لاسيما ومنافذه قد باتت محدودة وضيفة،، ان التقنية المستخدمة من قبل فلول النظام السابق في مواجهة قوات التحالف لم تكن لترقى الى هذا المستوى، بل لم تتكن تتجاوز القذائف والهاونات والرمانات اليدوية، واطلاق الرصاص. وأنا أرجح أن تكون اقاعدة وراء الحادث ))
كتابات رائد الحسيني .. مَنْ هم قتلة السيِّد الحكيم؟
8 - (( لقد أكدنا كما فعل جميع المؤمنين من ابناء الوطن العزيز على ان المسؤلية الاساسية في مايجري في العراق من تجاوزات خطيرة تقع على عاتق قوى الاحتلال بالدرجة الاساس ،،، لهذا العدوان الاثم ثلاثة محاور اساسية واضحة ومعروفة لكل ذي بصيرة وهي ازلام صدام الساقط وايتامه، بعض الدول والجهات القريبة من العراق والاحتلال ))
كتابات جاسم المعموري ... وقل للشامتين بنا
9 – (( للذين لايعرفون تطورات المشهد العراقي قبل ( 24) ساعة من مصرع محمد باقر الحكيم نقول بأن الحكيم كان يعرف اليوم والساعة والمكان الذي سيقتل فيه. كان يعرف توقيت العملية، فلم ينهزم أمام هول زنة كمية (التي ان تي ) التي وضعت في سيارة الكابرس ))
كتابات - عمار البغدادي ... من قتل الإمام
10 – (( أول المتهمين، هم فلول النظام البائد فهم أصحاب المصلحة الأولى في تصفية الحكيم وزعزعة الأمن ،، ولا يستبعد آخرون ضلوع الولايات المتحدة الأمريكية بالقضية والتي أرادت ربما ـ حسب رأيهم ـ أن تبعث برسالة إلى بقية المرجعيات والزعامات الدينية والسياسية في العراق لتقليل سقف تطلعاتها،، خاصة و أن البعض يأخذون على الحكيم تسرعه في الإشارة بطريقة أو بأخرى إلى سعيه الحثيث لعقد تحالف ثلاثي يضمه إلى جانب المرجع السيستاني وإيران، والذي اعتبره المراقبون أنه يشكل بداية تأسيس مخاطر حقيقية تهدد المشروع الأمريكي في العراق،،، فيما يرى البعض أن من غير المستبعد أن تكون للتنظيمات السلفية الإرهابية التي نشطت في العراق منذ سقوط نظام الطاغية المقبور يد في تنفيذ العملية الإجرامية ،،، وإمكانية ضلوع جماعات متطرفة من الأهالي ممن يتصورن خطا أو جهلا أن الحكيم متورط في دماء الشهيد الصدر الثاني من خلال مواقفه بالضد من مجمل حركة الصدر الثاني والتي أعلن عنها في مناسبات عديدة ومن خلال عدد من الحوارات الصحفية والإذاعية آنئذ، والتي كان الحكيم يعبر فيها عن أرائه إزاء حركة الصدر وعموم قضايا العراق وتطورات الساحة ))
إيلاف نزار حيدر
11 – (( حمل المرجع الديني الاعلى في النجف الاشرف أية الله السيد علي السيستاني قوات الاحتلال مسؤولية تزايد العمليات الاجرامية ودعا الى تعزيز القوات العراقية))
إيلاف
12 – (( ويجيب مراسل الاندبندنت الشهير روبرت فيسك على التساؤلات الخاصة بالجهة المسؤولة عن اغتيال الحكيم فيقول ان هناك قائمة طويلة تضم جهات مختلفة ومتصارعة قد تكون اي منها وراء مذبحة النجف. فهناك فلول الموالين لصدام حسين ،، وهناك السعودية والكويت التي لا تريد قيام دولة شيعية على حدودها. بالاضافة الى المحافظين الجدد في الولايات المتحدة الذين لم يثقوا ابدا في الحكيم نظرا لصلاته الوثيقة بايران على الرغم من موافقته على ان يكون شقيقه عضوا في مجلس الحكم العراقي. ويمضي فيسك فيقول ان الحكيم اشتهر ببيع زملائه السابقين للمخابرات الايرانية، وهناك من قادة الشيعة من يعادي الحكيم بشكل كامل مثل مقتدى الصدر الذي يتمتع بشعبية بين شباب الشيعة ،،،، ويضيف فيسك ان ما هو اعمق من الخلاف بين الصدر والحكيم هو الخلاف القائم في الحوزة العلمية في النجف حول مبدأ ولاية الفقيه الذي ارساه الخميني في ايران. وبينما اعتبر الحكيم ان الخميني وخليفته خامنئي يمثلان "الامام الحي" الذي يجب على الجميع طاعته، يختلف معه الكثير من فقهاء الشيعة الذين لا يقبلون فكرة الامام الحي كما كان يراها الحكيم. ويختم فيسك تحليله بقوله انه ايا كانت الجهة المسؤولة عن اغتيال الحكيم، فان اغتياله دليلا آخر على ان القوات الامريكية لا تستطيع السيطرة على العراق ،، أما الفاينانشيال تايمز، التي تنشر تقريرا عن اغتيال الحكيم ايضا في صفحتها الاولى، فتخصص ملفا كاملا في مجلتها الصادرة السبت عن صعود الشيعة في العراق وتسمي الملف الزمن الشيعي ))
إيلاف ليوم 030901
13 - (( في مقال لي قبل الحرب وفي 15/2/003 بأكثر من شهر حاولت قراءة الحدث العراقي على نحو مختلف مما يدور وحاولت كشف صورته بعد سقوط النظام. المقال اسمه: انطلاق وحش، وقبلية مركبة. موجود في موقع الحوار المتمدن، وأرجو العودة إليه. فيما يتعلق بمقتل الحكيم كنت اقرأ وثيقة التوجهات السرية الأمريكية التي أعدت كخطة عمل منذ سنة 92 وحتى اليوم استنادا إلى وثائق أمريكية دامغة. من بين ما تشير إليه الوثيقة ما يلي:
عند إحداث تغيير في أنظمة دكتاتورية موالية للغرب أو متمردة عليه لم تعد قادرة على حفظ مصالح أمريكية عليا، يجب القيام بما يلي: اولا: دمج عناصر وطنية قابلة للدمج في مؤسسات دستورية صورية( مجلس الحكم الانتقالي مثلا) ومنحها صلاحيات شكلية. ثانيا: أما العناصر التي تشكل خطرا " محتملا" بعيدا!" أو خطرا قائما، فيجب ترك أمرها للقوة الثالثة: سي، أي، أيه" مع استعمال مبدأ" الانكار المقبول" أي التصفية ثم الانكار. والحكيم يمثل خطرا جديا قادما لالف سبب. كما يضع التقرير الحركات اليسارية والنقابات والوجوه الثقافية "غير المنضبطة" في القائمة. طبعا بالاستفادة من المناخ السائد واستخدام نفس بصمات النظام العراقي(الاستفادة مثلا من طريقة تفجير مبنى الامم المتحدة). لكي تتشابه الصور وتختلط الاوراق، ولا استبعد ان يتم تقديم كبش فداء من هذا الطرف او ذاك للمحرقة))
حمزة الحسن في رسالة إلكترونية إلى كاتب السطور.
14 - (( هناك أدانه علنية وقوية للقوات الأمريكية لأنها لم تحمي حدود العراق حسب قولهم ولهذا تمت عمليات دخول أعضاء تنظيم القاعدة والوهابيين، وكذلك يحملون الأمريكان مسؤولية استشهاد السيد الحكيم لأنهم لم يقوموا بحماية الرموز السياسية والدينية في العراق ،،، أن أول من يتحمل مسؤولية أستشهادك هو السيد بول بريمير والذي لم يسمع النصائح العراقية، ويأتي من بعده أعضاء مجلس الحكم الأنتقالي، والشعب العراقي كونه تهاون كثيرا، وكذلك جميع العلماء والمراجع الكبار والصغار لأنهم تفرقوا، ومن ثم لا زالوا بعيدون عن مسرح الأحداث تماما، الا ببعض المواقف الخجوله، ولقد نبهنا بمقالات كثيرة ، ولكن لا أحد يسمع. كيف أحسست قبل يومين أنك راحل عندما قلت لضيوفك أني أول مره أشعر بالخوف على الجسد الشيعي، واشعر بالخوف على اي شخصية تعمل في الساحة السياسية والدينية...وأني أرى أن هناك موسما للرحيل!!))
كتابات - سمير عبيد.. وداعا سيدي أبا صادق وملاحظات من النجف
15 - (( واية الله محمد باقر الحكيم هو الرجل الاقوى في التركيبة السياسية داخل العراق, والمدعوم من ايران بقوة ومن الولايات المتحدة الاميركية على مضض ،،، ومن يتهم مقتدى الصدر بمقتل الحكيم فهو مخطئ, كون الحركة الشيعية والحوزوية والمرجعية لايوجد في تاريخها عمليات التصفية او القتل, او التفجير،، ومن يتهم الحكام العرب بالعملية فهو مخطئ لأن ذلك ليس من مصلحتهم, ولكن ربما هناك مسؤولون صغار او موظفون صغار قاموا بمساعدة الجناة, ومن يتهم السنة لا يفقه شيئا في العلاقة التي تربط الشيعة مع السنة في العراق, وان السنة لا يمكن ان يقوموا بذلك اطلاقا ،، وكل من يتهم فلول صدام فهو ايضا لا يفقه شيئا بمتابعة الحدث من حيث التخطيط, والتوقيت, والرصد الاستخباري المحكم وقوة الانفجار, لان فلول النظام في حالة فوضى عارمة الآن, وفي حالة خوف ورعب ويتبعون سياسة اضرب واهرب ،،، وكل من يتهم القاعدة واهم, لأن عناصر القاعدة وان دخلوا فهم جدد على الساحة العراقية, وبالتالي ليس لهم إلمام كاف بالجغرافية السياسية, والمكانية, وبطريقة التمويه ،،، والقاعدة لو ارادت ذلك من الممكن ان ترسل انتحاريا يقف خلف الحكيم اثناء الصلاة, او يقف عندما يخرج الحكيم بعد الصلاة لكي يقوم بعملية السلام عليه ومن ثم تفجيره ،،، وكل من يتهم ما يسمى المقاومة فهو ساذج ايضا كون هؤلاء وان وجدوا فهم جدد على حالة اسمها المقاومة, وبالتالي يقتصر دورهم على الاسلحة الخفيفة والقنابل اليدوية فقط, وربما الاسلحة المتوسطة وليس لديهم استراتيجية النفس الطويل ،، والرصد, والتتبع, ودقة الانجاز. كل من يتهم ايران فهو واهم كون الايرانيون لا يضحون بالسيد باقر الحكيم, ومن يتهم الوهابية المتنامية في العراق, فهو واهم ايضا لأن هذه الحركة ليست بذلك الحجم الذي يستحق التهويل او حتى الاشاره اليه. ان من قتل السيد محمد باقر الحكيم هو نفسه الذي قرر التخلص من الجنرال احمد شاه مسعود, لكي يسير السيناريو المخطط له في افغانستان والعراق, والذي يصب في مصلحة اسرائيل الكبرى....وبالتالي من قام بهذه العملية هو جهاز الموساد الاسرائيلي, ومن سهل له العملية انتم تعرفونه جيدا(?????????) كما ان هناك اطرافاً صغيرة جدا داخل الجسد العراقي السياسي فرحت بذلك....كونها تحس ان الطريق تعبد لها الآن ،، ولا بد ان نشير الى ان من قام بتفجير السفارة الاردنية, ومقر الامم المتحدة, وبيت اية الله محمد سعيد الحكيم, هي الجهة نفسها, والجهة نفسها التي سهلت وستسهل لهؤلاء المزيد من الضربات, واننا على يقين من ان ضربة ستوجه لقوة دينية سنية في العراق في الايام المقبلة كي يوحى ان الشيعة من قام بهذه العملية او العمليات وستستمر اللعبة ))
كتابات والسياسة الكويتية .. سمير عبيد .. من قتل مسعود هو الذي قتل الحكيم
وهكذا تتراوح الآراء رغم أنها تشترك في إدانتها للمحتل علنا أو ضمنا.
لكن ملاحظات عابرة فيما ورد أعلاه، تثير الانتباه.
الأولى
عن الأمن الشخصي للراحل. ففي أكثر من مرة قال السيد عبدالعزيز الحكيم وبزهو لا يخلو من بجحة، أن أجهزته سرقت ملفا من حافظة النظام عن الأسلحة يتكون من 16 صفحة وسلمته إلى أمريكا مباشرة بعد أن درسه خبراء المجلس العسكريون والمخابراتيون. وقال في أكثر من عشر مناسبات أن استخباراته كشفت مخبأ للأسلحة تحت الأرض، مرة تحت ثانوية العمارة وأخرى تحت ساحة أم البروم في البصرة وثالثة في حي في الكوت وهكذا. وقال البياتي أن قوات بدر تضم 29 الف مقاتل بكافة صنوف الأسلحة. وهذا الجيش الآن غير مسلح أو مسلح بأسلحة خفيفة شخصية تنتشر بين العراقيين،، لكنها أسلحة على أية حال. وقد كتب بعضهم عن ضرورة الحذر، والحال أصلا تحتم الحذر بعد محاولة اغتيال الإمام سعيد الحكيم، ناهيك عن الحذر المستوجب عموما في النجف لوجود العدد الكبير من المرجعيات المستهدفة.
ومع كل تلك الشكيمة، ومع كل ذلك الحذر، وقول الصحفي أعلاه أنه لم يستطع مقابلة الراحل إلا بعد تفتيش دقيق من قبل حمايته الشخصية،، رغم كل هذا جاءت سيارة كابرس آخر موديل غريبة عن المنطقة ووقفت بهدوء وخصيصا بجانب السيارة التي سيركبها الراحل من دون غيرها من سيارات موكبه الثمان. وهذه الكابرس محملة بأكثر من نصف طن متفجرات، لاشك وبعضها موضوع في مكان ظاهر!
فإذا كانت القضية ستعلل رياءً بالأجل، فلم الحمايات إذاً، وماذا استخبرت مخابرات المجلس الأعلى؟! أو ألا يعترف المجلس الأعلى الآن أن مخابراته كانت صورية ومبرمجة على مجرد الدعوات بوجود أسلحة لتسوغ للأمريكان الاحتلال؟!
الثانية
قول الراحل ذاته عن من يريد فتنة شيعية شيعية وأن آن آوان الرحيل. فمحاولة إثارة الفتنة أمر معلوم، خصوصا بعد محاولة اغتيال الإمام سعيد الحكيم. لكن قوله عن موعد الرحيل يثير الانتباه؛ فهل هو خبر، أم نتيجة؟
أعني، هل استعلم الراحل ميعاد موته، أم أنه حلل الأمر، بعد محاولة اغتيال الإمام سعيد، وبما له من سعة إطلاعه وقوة معرفة بخيوط اللعبة ومخاطرها، أستنتج أن الدور عليه وأن الثغرات التي أفشلت مقتل سعيد الحكيم ستعالج في المحاولة القادمة لاغتياله؟!
كلاهما، الخبر والنتيجة، وارد! وأغلب الناس يستعلمون موعد رحيلهم. والسيد محمد باقر الحكيم ومن خلال تعامله الطويل مع الجانب الأمريكي، علم، أن أمريكا لابد ومدت الخيوط في جسد المجلس عموما وقيادته خصوصا، وبالتالي فإن قررت شيء بصدد هذا المجلس فمن الصعوبة منعها؟! والدليل أنها ببيان واحد حلت فيلق بدر؟! وهي قررت استهداف عائلة الحكيم، ولابدها ستنجح وهي التي تنخر جسد المجلس نخرا بالمتعاونين معها؟!
الثالثة
تصريح بريمر عما خصصته حكومته.
وهو ربما يقصد مجلس الإمعات، أو هو يقصد أنه خصص المبلغ فوافق المجلس عليه. وواضح أن بول بريمر يفكر بطريقة الشعب المختار فينظر بنظرة دونية إلى الشعب العراقي. فبحساب بسيط، ستعني التعويضات عن الأشخاص ما قيمته 570 دولارا للفرد. أو بواقع 1000 دولار عن القتيل، بما فيهم الراحل الحكيم و330 دولارا عن الجريح. بينما أخذ الأمريكان من ليبيا تعويضا بواقع 10 ملايين دولار عن الضحية الواحدة. واللعنة على مجلس الإمعات الذي وافق بريمر على هذا الاسترخاص والاستهانة بقيمة العراقيين.
الرابعة
التحليل الدقيق الذي أورده الأستاذان حمزة الحسن وسمير عبيد.
ولكون هذا التحليل يمثل قناعتي الشخصية أيضا فلن أعلق على مقتل الراحل بغيره. سوى أمر بسيط أضيفه قد تكون له علاقة بالاسم الذي رمّز عنه سمير عبيد بعلامات استفهام بين قوسين.
وأعتذر مجددا عن إيراد النصوص الحرفية لما فيها من كلمات نابية. وفي مقال سابق لي ذكرت: (( أن التمثيل الشيعي سيحدث به إشكال حيث الكلبي شيعي والحكيم شيعي،، والكلبي كما يبدو وفي رحلته ألأخيرة إلى إيران وضع نفسه كشخصية يمكن أن يعتمد عليها،، وفي أمريكا لكل من الكلبي جماعته وللحكيم جماعته،، إلا أن الحكيم كما يبدو فاز هذه المرة بعد خسارته الكبيرة في لجنة الـ 65 لصالح الحكيم،، وقد خسر المجلس فاجتمع بوش بجماعة من أنصار كلبي كمخلص وغيرهم،، على أية حال سنشهد أيام من التآمرات ها يسقط بخنجر مسموم وذاك بالرصاص ،،، )) كتابات والحوار كلبي حكيم 4 – 1
كما كتبت: (( وهذه الشلة، وحيث لا يجمعها غير الخيانة فسرعانما تتضارب مصالحها فتغرق البلاد بحمام من الدم لا يعلم نتائجه إلا الله. وهذه الشلة، وقد وقعت مقدما على الإعتراف بإسرائيل والوصاية الأمريكية على السيادة الوطنية بما فيها التصرف الأمريكي بالنفط وغيره من مصادر العراق، فهي عمليا قد قبلت بالخضوع المطلق للغازي وإرتضت لنفسها وضعا كوضع خصيان الخليفة. وسيكون كل همها في الحكم القادم هو التنافس على نيل الحضوة عنده، وبالتالي ستغرق البلاد بالمؤامرات والمرامرات المضادة، بحيث يألف الناس رؤية الجثث على ألارصفة بعد طعنة خنجر من هذا وسم من ذاك )) كتابات 0212 مؤتمر السماسرة
ومسألة التآمر داخل الجسد الشيعي أو الجسد العراقي واردة.
وهنا لا أقصد الجسد الشيعي بالمعنى المذهبي أو الحوزوي ولا العراقي عموما. وإنما التشكيلة الطائفية في مجلس الإمعات ومجلس الإمعات البديل – وزراء المفايلة. وأستثني الشعب العراقي عامة وأستثني من الحديث عن الشيعة، تيار الصدر والحوزة ذي الأغلبية المطلقة والذي يعارض الاحتلال، سلما أو يتحفز مع الوقت للهجوم المسلح. كما أستثني الحزب الشيوعي العراقي - حميد جيد الذي يمثل حزورة مستعصية الفهم. فهو في المجلس عن الطائفة الشيعية ويجب بالتالي أن يمثل تطلعاتها ويتكلم باسمها. بينما هو يضم في صفوفه علمانيين وسنة ومنداء ومسيحيين ويزيديين ومنتسبي القوميات، والذين لا نعرف مواقعهم من الإعراب حتى اللحظة.
ونستثني أيضا الحديث عن اللاعب الأساس والمقرر لإتجاه سير الإحداث – المقاومة الوطنية العراقية، التي ستثبت أن كل ما تراءى للمحتل، زيف، وأنه راحل تصحبه لعنة شنعار، على ما اقترفه بحق العراق عموما وحق الصحن العلوي خصوصا.
المهم، إن القسم الموالي لأمريكا من الجسد الشيعي، يقوده تيارات غالبان: تيار الكلبي العلماني وتيار الراحل الحكيم المتدين.
ومن المحال أن يتوافق أو يتراضى شخصان من قبيل الراحل والكلبي على حكم يحتوي وزارات سيادية ومواقع قرار معدودة جدا. أما إن تقسم العراق على أساس فدرالي سني شيعي كردي، فالمتاح من عناصر السيادة أقل ولا شك. من هنا فالصدام بين الراحل والكلبي محتوم.
وحقيقة فالراحل والكلبي يشتركان في العديد من الصفات. الكارزما العالية، التأييد الأمريكي، الطموح، الذكاء وسرعة البديهة، التمرس السياسي، قابلية الإقناع. إلا أنهما يختلفان في خاصية واحدة،، تقرر الغلبة.
فالتأييد الأمريكي للراحل، مصدره أناس ساسة همهم احتواء المد الشيعي الديني، أو إيجاد إمكانية للتعاون بين الإسلام المعتدل(!) وأمريكا بحيث لا يعود أحدهما يخاف الآخر. هذا ما يدعون على أية حال. بينما التأييد الذي يلقاه الكلبي مصدره لوبي يهودي يرى به حصان طروادة المرخى عنانه للصهيونية العالمية. وأنه هو حصرا من سيهدي مفتاح بغداد إلى إسرائيل. واللوبي أقوى، بحكم مقدرته على التآمر ومقدرته علي التجيير في كل أنحاء العالم. وفيما يخص درايته بمصالحه فهذا اللوبي لا يقل عقلانية في ترتيب أوراقه. لذا، وفي لحظة معينة يظهر نفسه وكأنه يميل إلى شخص ويمنحه الكثير علنا، ليجهز عليه في اللحظة المناسبة. وهذا حصرا ما فعله اللوبي مع الراحل حين تقرر منحه حصة الأسد من لجنة الـ 65، فحرقه حتى جاءت لحظة تخطاه في الاجتماع المشار إليه بين بوش وجماعة كلبي.
لكن تخطي شخصية من مثل الراحل ليس بالأمر السهل. إن بحكم قوة الموروث الديني الذي يستند إليه أو لمقدرته على التكييف مع الظرف وإن لسانا. وصاحب قرار اللوبي يعرف أن الراحل لن يغير من ولاءه لأمريكا. وهذا ما أثبتته خمسة عقود من التعاون بين أمريكا وعائلة الراحل. لكن التيار الذي يدعم الراحل – الجسد المشار إليه أعلاه من المذهب الشيعي، لا يسمح للراحل بالكثير حتى لو أراد. وكلنا علم بتمرد فيلق بدر على الراحل ويوم كان في عزه في إيران. بل وتمرد قياديون كبار من مجلسه احتجاجا على تماديه في التعامل مع أمريكا قبل الغزو. وصاحب قرار اللوبي يعلم هذا جيدا، ويعلم أيضا أن أي تجمع ديني منظم هو مشروع حزب الله أو طالبان مستقبلي. أي هو مشروع شديد العداء للصهيونية. ومن هنا، وفي كل الحالات التي تعاون فيها المتدينون مع أمريكا، تبين أن أمريكا نظرت إليهم كحالة مؤقتة تنتهي بالخطوة الأولى من تحقيق الهدف الأمريكي. لذاها ضربت أمل في لحظة مناسبة وضربت الإخوان المسلمين في مصر ناهيك عن طالبان في أفغانستان، بمجرد أن وضعت قدمها الأولى في هذه البلدان.
ومن هنا فالراحل ومجلسه الأعلى كانا بنظر أمريكا حالة مؤقتة تنتهي حين يتم الغزو. وقد تم الغزو، فلابد من التخلص من المجلس الأعلى كحالة.
والمجلس الأعلى حقيقة، ملتم بشخص رئيسه – الراحل باقر. لأنه حجة إضافة إلى ما ذكرتاه من صفاته، ولأنه كان دكتاتورا مطلق الصلاحية على تنظيمه، ولأنه أيضا قدم عائلته على ذوي الكفاءة في كل مؤسسته. وفي أغلب التجارب المعاشة على الأقل، فبموت الدكتاتور يموت حزبه. أي إن تنظيم المجلس الأعلى أصبح منذ اليوم في عداد كان. ولنعد إلى تنظيم الكتائب في لبنان، والتنظيم الناصري في الوطن العربي، طبعا مع الفارق الكبير بين دكتاتورية الراحل جمال عبدالناصر وبين دكتاتورية الراحل محمد باقر حكيم. على الأقل من حيث أن دكتاتورية جمال لم تكن سيئة إلى الحد المأثور عن الدكتاتوريات.
أما التأبين العارم من الشعب العراقي، فهو حتما لشخص الراحل ولموقعه الديني وللعدد الكير من مناصريه وأيضا للمأساة التي راح ضحيتها الأبرياء وكذلك للطامة الكبرى، تفجير أطهر بقعة بعد مكة والمدينة على الأرض - مرقد الإمام علي. والجموع التي خرجت لن تنفع بإنجاد تنظيم المجلس، لأنه وبصراحة لا توجد في المجلس شخصية تعوض رئيسه الراحل.
مختصرا فرأس الراحل كان مطلوبا من قبل اللوبي الصهيوني لأن في طيات تنظيمه مشروع مستقبلي كحزب الله وطالبان، ومطلوب من قبل الكلبي كمنافس، ومطلوب لأن به أقوى عومل الفتنة الطائفية ومسلمة فرق تسد. والطالب في كل هذه الحالات واحد وهو اللوبي الصهيوني وممثله على الأرض العراقية الرئيس الأبجدي الحالي لمجلس المطهمين - أحمد الكلبي.
وأحمد الكلبي كان مطلوبا من الشعب الأردني (وليس المليك وحكومته) لذا سارعت إسرائيل فحذرت الأردن بتفجير سفارته كما لمّح الزميل الأستاذ علاء اللامي. وأحمد الكلبي وعد إسرائيل بما لم ولن يستطيع الراحل باقر تنفيذه ولو أراد. وإسرائيل ولكي تنفرد بقرار العراق سارعت وحذرت الأمم المتحدة بتفجير مقرها، وإسرائيل وممثليها على أرض العراق ولكي يأمنوا العواقب فجروا باب الصحن لينزاح من رأوا به عقبة مستقبلية. والتفجيرات الثلاثة واضحة التشابة من حيث الترتيب والقوة وتقديم أكبر كمية من أرواح العراقيين قربانا للشعب المختار ثأرا بالسبي البابلي.
وأشير على القوى السياسية العراقية الوطنية وذات الميل الأمريكي، وكي لا يضحك الفاعل على ذقوننا، أن تكون كل التحقيقات مع المتهمين بفاجعة الصحن علنية، وتكون محاكمتهم علنية، وإن أدينوا وحكموا بالإعدام، فيجب تلافي ما حصل مع كبش الفداء بحادثة أوكلاهوما. حيث لم يشهد تنفيذ حكم الإعدام به غير قلة منتقاة، ولم يسمح له بوصية ما قبل الموت، أو إن لسانه خدر فلم يستطع التلكم، وقرأت رسالة نسبت إليه. أي في حالة تنفيذ الحكم بمن أثبتت التهمة عليه، فيجب أن يمنح المعدومون فرصة علنية وبحضور الأشهاد للوصية والكلمة الأخيرة، وأن ينفذ الحكم على رؤوس الأشهاد وجماهيريا، بحيث يرى الناس أن الأشخاص المعدومين هم المدانون أنفسهم وليس أجسادا من الشمع أو متهمين بقضايا أخرى.
لو نفذت هذه الأمور فسنتأكد أن إيحاء الأستاذ سمير عبيد صادق، وأن فك اللغز الذي رمّز عنه سمير بعلامات استفهام صادق أيضا.
اللهم ارحم ضحايا فاجعة الصحن أجمعين!
اللهم رقق خاطر إمامنا أمير المؤمنين عما جنيناه فأتينا بالغزاة إلى مرقده!