أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شاكر النابلسي - لماذا أصبح الإسلام كجراب الحاوي؟














المزيد.....


لماذا أصبح الإسلام كجراب الحاوي؟


شاكر النابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 1915 - 2007 / 5 / 14 - 11:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


-1-
لا بُدَّ أن القراء يذكرون ما تعرّض له المفكر الإسلامي التنويري المصري حسن حنفي، عندما وصف قبل أشهر في محاضرة له في مكتبة الاسكندرية القرآن الكريم، بأنه أصبح بين أيدي فئة من الفقهاء المشعوذين كالسوبر ماركت، يستطيع المرء أن يجد فيه كل شيء، ويشتري منه كل شيء.
فقال هؤلاء المشعوذون بأن القرآن يحوي على الكيمياء، والفيزياء، وعلوم الذرة، والفضاء، وعلم الأحياء، وعلوم الأرض والسماء. وأن وكالة "ناسا" قد سرقت معظم أبحاثها الفضائية من القرآن الكريم، دون أن تذكر هذا المرجع الفضائي العلمي المهم. وأن اينشتاين سرق نظريته في النسبية من القرآن الكريم كذلك. وأن فرويد تلميذ ناكر لاستاذه القرآن الكريم في نظرياته في علم النفس. وأن القرآن الكريم فيه من العلوم الطبية ما لا يوجد في أي مرجع طبي آخر. وأن الطب النبوي يفوق طب ما تعلمه جامعات هارفارد وستانفورد وبرنستون وغيرها، وتقوم به مستشفيات ماي كلينك. وأن كبار الاطباء وخاصة أطباء القلب كمايكل دبغي وغيرهما، قد جحدوا ما تعلموه من القرآن الكريم. وأن القرآن الكريم قد تنبأ بالحروب والثورات والزلازل والفيضانات والكوارث الطبيعية في العالم. وأن كارثة 11 سبتمبر 2001 مذكورة صراحة وبالتفصيل في القرآن الكريم في سورة التوبة الآية 110 كما أشار الى ذلك الشيخ السلفي سليمان بن ناصر الطيار في كتابه (مفهوم التفسير والتأويل، ص7-14). ولو كان الرئيس بوش من قراء القرآن الكريم، ومن حفظته، لعلم ذلك، ولتلافى مثل هذه الكارثة، ولنجت أمريكا من شر مستطير!

-2-
لا أدري هل نحن نحسن الى القرآن الكريم عندما نحمّله كل هذه الأوهام التي لا يحتملها أي كتاب آخر في التاريخ، أم نحن نسيء اليه؟
وهل نحن بعملنا الجنوني المخبول هذا، نريد تأليب أعداء الإسلام على الإسلام، أم نريد كيدهم واغاظتهم بادعائنا الباطل، بأن كتابنا المقدس يحوي ما لا يحتويه أي كتاب أخر سواء كان سماوياً أم أرضياً؟
قطعاً نحن نسيء اساءة كبرى الى القرآن الكريم وإلى الإسلام ككل، بهذا التبجيل الممجوج، من حيث نقصد، ومن حيث لا نقصد.
-3-
يقول العقلاء منا – وهم قلة قليلة، وعملة نادرة في زمن العملات المزيفة والأفواه اللامجدية – إن القرآن ليس بحاجة الى تبجيل لكي يفرض غناه وعظمته، كما أنه يصل في الغنى الى درجة أنه يحول دون انتشار المزاعم العلمية المختلطة بالأساطير. فالقرآن ليس كتاب علم، أو فلسفة، أو فن، أو تاريخ، أو جغرافيا. إنه خطاب ديني روحي وأخلاقي محض فقط.
-4-

والذين يرفعون اليوم الشعار السياسي العاطفي الطنان والرنان "الإسلام هو الحل" يريدون أن يكون الإسلام هو جراب الحاوي الذي يمكن أن تخرج منه الارانب والأسود والفيلة كذلك. وكما قال محمد اركون، فكلمة الإسلام أصبحت كالجراب تتسع لكل شيء، ويخرج منها كل شيء، وهو ما عناه حسن حنفي بالسوبر ماركت، حيث العسل ومسحوق الغسيل.
أعداء الإسلام في العالم كثيرون، منهم الجاهل ومنهم الحاقد، وهم جميعاً يمسكون بترهاتنا، وتفاسير مجاذيبنا، وخطابات حمقانا، ويعضون عليها بالنواجذ، ويعتبرونها الإسلام الذي لا يُصح غيره، ويستشهدون بها أمام العامة في المنتديات، والدراسات، وحلقات الدرس، والمناظرة. ويقولون للعالم هذا هو الاسلام ، الذي يريدون منه الحلول واسترجاع الطلول.
السلام عليكم.





#شاكر_النابلسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراقيون في الشتات الحريري!
- أنا الآن في العراق!
- الإرهاب ضد الحداثة وليس ضد الوجود العسكري الأجنبي
- ما هذا العراق النادر العجيب؟
- لكي لا تتكرر حملات الأنفال
- الارهاب لم يَعُدْ عراقياً وإنما عربياً ضد زهرة الحداثة
- شهر التهجير والتحرير
- في ذكرى قيامتك الرابعة: بغداد: ستظلين ذهب الزمان
- الفاكهة المحرّمة
- إنها الشرعية الدولية وليست الوصاية
- لماذا الشقائق في منظمة الأقليات؟
- لكي لا ننام على الاسفلت مرة أخرى!
- سألوني عن العراق والديمقراطية
- بعض معوقات تقدمنا الحضاري
- الشيخان وحوار الطرشان
- هل يُصلح المليار ما أفسده العطّار؟
- محرومون يستحقون الصدقة!
- ليبراليون متشائمون
- Happy Valentine’s Day
- القرضاوي -الضرورة- يستنجدُ بالكُرد لإنقاذ العراق!


المزيد.....




- شاهد.. الزعيم الروحي للدروز يتهم الإدارة السورية بالتطرف
- قوات الاحتلال تقتحم مناطق بالضفة وتمنع الاعتكاف بالمسجد الأق ...
- بالصلاة والدعاء.. الفلبينيون الكاثوليك يحيون أربعاء الرماد ...
- 100 ألف مصلٍ يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
- مأدبة إفطار بالمسجد الجامع في موسكو
- إدانات لترامب بعد وصفه سيناتورا يهوديا بأنه فلسطيني
- الهدمي: الاحتلال الإسرائيلي يصعّد التهويد بالمسجد الأقصى في ...
- تزامنا مع عيد المساخر.. عشرات المستعمرون يقتحمون المسجد الأق ...
- المسيحيون في سوريا ـ خوف أكبر من الأمل عقب ما حدث للعلويين
- حماس تشيد بعملية سلفيت بالضفة الغربية


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شاكر النابلسي - لماذا أصبح الإسلام كجراب الحاوي؟